ساعة بعد ساعة، تتعقد الظروف والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر جراء العدوان الإسرائيلي الكبير والمتواصل منذ 15 يوما بلا توقف، حيث لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن تدمير المنازل والأبراج السكنية على رؤوس ساكنيها.

حجم الدمار الكبير والواسع فاقم من معاناة طواقم الدفاع المدني والإسعاف وحتى المتطوعين من أجل انتشال المصابين والشهداء من تحت أنقاض المباني المدمرة بفعل صواريخ الاحتلال فائقة القوة التدميرية، ما تسبب بتعثر إخراج المئات من جثامين الشهداء وأعداد كبير من المصابين الذين ارتقوا فيما بعد تحت الأنقاض، وما زالت جثامينهم في باطن الركام، حتى أن رائحة الموت باتت تفوح في العديد من المنازل المدمرة.



تدمير متزامن
وأدى العدوان الإسرائيلي المستمر بحسب إحصائية محدثة وصلت "عربي21"، من وزارة الصحة الفلسطينية، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 3785 شهيدا؛ بينهم 1524 طفلا وألف سيدة، والجرحى لأكثر من 12493 إصابة بجروح مختلفة، منهم نحو4 آلاف طفل و3300 سيدة.

وعن واقع عمليات انتشال ضحايا القصف الإسرائيلي من تحت الأنقاض؛ شهداء وجرحى، أوضح مساعد مدير عام الدفاع المدني للعمليات والطوارئ العميد سمير الخطيب، أن "حجم التدمير كبير جدا، نحن نتحدث عن بنايات تتكون من 10-5 طوابق، يجري تدمير عدد كبير يصل أحيانا إلى 10 بنايات سكنية بشكل متزامن".


ونبه في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "صواريخ الاحتلال شديدة الانفجار، حينما تستهدف منزلا معين، تتسبب بأضرار كبيرة لمنازل أخرى مجاورة له"، منوها أن "انتشال الشهداء والبحث عن أحياء تحت الأنقاض، يحتاج إلى معدان خاصة وبواقر وهي غير متوفرة في القطاع بشكل المطلوب، كل المتوفر 5 بواقر، وبعضهم يتوقف بسبب عطل أثناء العمل".

ولفت الخطيب، أن "أطقم الدفاع المدني لا تستطيع العمل ليلا لعديد الأسباب منها؛ عدم توفر الإضاءة اللازمة والخوف من الاستهداف الإسرائيلي، أيضا عمل الآلات ليلا من الممكن أن يؤذي من بقي حيا تحت الأنقاض"، مشيرا إلى أن هذه البواقر تعمل لوقت طويل يمتد أحيانا إلى 10 ساعات متواصلة".

طلب الماء عبر الهاتف.. الدفاع المدني الفلسطيني يوصل الماء لأحد المحاصرين تحت الأنقاض#الجزيرة_مباشر | #غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/9oOjngSKvq — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 14, 2023
ومن بين المشاكل التي تواجهها أطقم الدفاع المدني في انتشال الشهداء والمصابين، أن عدد من تتوفر لديه الخبرة في العمل على البواقر قليل جدا.

وذكر أن "الأولية لدى الجهاز، هي التعامل مع الأحياء تحت الأنقاض، ونحاول أن نلبي كل نداء استغاثة للمواطنين، ونرسل المعدات المتوفرة التي أحيانا لا تستطيع التعامل مع البيت المدمر بفعل صواريخ الاحتلال، لأن الواقع على الأرض يحتاج إلى معدات أخرى وه غير متوفرة بعدد كاف".

وطالب مساعد مدير عام الدفاع المدني للعمليات في القطاع،  كافة المؤسسات الدولية ذات العلاقة بالعمل سريعا على توفير عدد من البواقر من أجل محاولة إنقاذ من بقي حيا تحت الركام ولا نستطيع التعامل معه وفق الإمكانيات البسيطة المتوفرة لدينا".

ونوه أن "جهاز الدفاع المدني أيضا يحاول الاستعانة بالبواقر المتوفرة لدى المواطنين، لكن معظمها قديمة، ولا يستطيع القطاع الخاص تجديدها لارتفاع ثمنها".

أشلاء ممزقة
وأشار إلى أن جهاز الدفاع المدني في غزة منذ 14 عاما، وهو يطالب العالم والمؤسسات المختلفة بتوفير سيارات إطفاء وإنقاذ وبواقر، لكن لا مجيب، ولم يتم إدخال ولا حتى سيارة إطفاء واحدة ولا إنقاذ ولا أي معدة ثقيلة، ولا حتى معدات الكشف عن أحياء تحت الأنقاض"، مضيفا: "تنقصنا الكثير من المعدات المهمة التي يمكن أن تساهم في إنقاذ حياة المواطنين".

وأكد الخطيب، أن "قلة عدد هذه المعدات يزيد من عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي، تكون لدينا معلومة مؤكدة عن وجود مصاب تحت الأنقاض ولكننا لا نستطيع أحيانا التعامل معه في الوقت المناسب من أجل إنقاذه، ويبقى ساعات وربما أيام ومن ثم يفارق الحياة".

قصفت إسرائيل مقر الدفاع المدني في غزة، ومنعته من انتشال الناجين والجثث من تحت الأنقاض.

تشير المصادر إلى أن هناك أكثر من 1000 جثة تحت أنقاض المنازل المدمرة في غزة.pic.twitter.com/glby2AGRG1 — Screen Mix (@ScreenMix) October 16, 2023
وناشد كافة المؤسسات الإنسانية بالعمل على توفير ما يلزم لإنقاذ حياة المواطنين الذين تهدم بيوتهم على رؤوسهم بفعل صواريخ الاحتلال، متسائلا بألم في ذات الوقت: "ماذا يفعل جهاز الدفاع المدني في الضفة الغربية المحتلة؟، لماذا لا يرسلون لنا معدتهم وسيارتهم وآلياتهم؟، أين هم عن هذا الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني؟".

وقال: "نتحدث الآن، والاحتلال يقصف المنازل ويرتكب المجازر، أيناء شعبنا بحاجة إلى مساعدة ة عاجلة لإنقاذهم من الموت"، منوها أن "معظم من يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، هم أشلاء ممزقة".
وعن التقديرات الأولية عن عدد الضحايا الذين ما زالوا عالقين تحت الركام، أفاد المسؤول الفلسطيني، أنه "لا توجد حتى الآن إحصائية رسمية، لكن العدد كبير جدا، وربما تجاوز ألف شخص مفقود".


وشدد على ضرورة وجود "معالجة سريعة لإدخال هذه الآليات لإنقاذ المصابين وانتشال الشهداء، لأن الاحتلال يقوم بموجات تفجيرية لمنازل الموطنين عبر استخدام صواريخ شديدة الانفجار تصحبها قوة تدميرية كبيرة جدا"، مبينا أن "جهاز الدفاع المدني تصله عشرات المناشدات يوميا، وهو غير قادر على التعامل معها كلها في آن واحد".

وتزداد بشكل كبير وتيرة القصف الإسرائيلي المدمر لمختلف مناطق القطاع وخاصة في فترات الليل، وتسبب القصف الإسرائيلي في تدمير أكثر من 127 ألف وحدة سكنية، منها 9500 غير صالح للسكان في مختلفة محافظات القطاع، كما طال التدمير العديد من المؤسسات الخاص والحكومية، إضافة إلى الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.

كما استهدفت طائرات الاحتلال الحربية، الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام،  الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".

انتشال أطفال على قيد الحياة من تحت الركام جراء القصف الإسرائيلي على المنازل في قطاع #غزة pic.twitter.com/t46EcoAoIl — الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) October 19, 2023

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينية حماس فلسطين حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القصف الإسرائیلی الدفاع المدنی فی صواریخ الاحتلال من تحت الأنقاض التعامل مع فی غزة

إقرأ أيضاً:

فيضانات وموت تحت الأنقاض: فصل جديد من الكارثة الإنسانية يضرب مخيمات غزة (تفاصيل)

يعيش قطاع غزة اليوم، كارثة إنسانية غير مسبوقة مع اشتداد الأمطار جراء المنخفض الجوي العميق، بالتزامن مع استمرار الإبادة الجماعية والحصار والتجويع للعام الثالث على التوالي، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف نازح قسريًا في خيام مهترئة ومساكن مدمرة، معرضين لتهديد مباشر على حياتهم مع دخول فصل الشتاء، تفاقمت المأساة الإنسانية بفعل المنخفضات الجوية، التي أدت إلى غرق آلاف الخيام والمساكن، وأسفرت أمس عن وفاة 13 مواطنًا، من بينهم ثلاثة أطفال، نتيجة انهيار المنازل المدمرة وغرق الخيام، إلى جانب استشهاد 4 وإصابة 10 آخرين نتيجة استهداف الاحتلال. ويصل عدد ضحايا الإبادة منذ أكتوبر 2023 إلى 70373 شهيدًا، وعشرات الآلاف من المفقودين، و171079 إصابة.

وأكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن نحو 850 ألف نازح في أكثر من 760 موقع نزوح - أي ما يعادل 40% من سكان القطاع - يواجهون خطر الفيضانات المباشر، بعد أن غمرت المياه أو غرقت أكثر من 27 ألف خيمة، ما ترك سكانها بلا مأوى. وحذر من مخاطر تداخل مياه الأمطار مع مياه الصرف الصحي، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة، ويفاقم مأساة السكان، خصوصًا الأطفال وحديثي الولادة وكبار السن، الذين يواجهون البرد القارس دون مأوى أو تدفئة أو ملابس مناسبة.

وأشاد «عبد العاطي» بدور الطواقم الطبية والدفاع المدني، مشيرا إلى أنها تعمل بإمكانات محدودة للاستجابة لآلاف نداءات الاستغاثة، في ظل مواصلة الاحتلال عرقلة ومنع إدخال الخيام والمنازل المؤقتة والمعدات الثقيلة ومضخات المياه والمستلزمات الشتوية ومواد الإغاثة والإعمار والوقود من تداعيات الكارثة الإنسانية، ويحوّل المخيمات إلى ساحات موت يومية.

وأكد عبد العاطي أن ما يجري اليوم يشكل فصلًا جديدًا من الإبادة الجماعية، عبر مختلف الأدوات التي تشمل القتل الحصار والتجويع وترك المدنيين تحت وطأة الطقس القاسي، هذه السياسات والجرائم التي يتحمل المسؤولية الكاملة عنها دولة الاحتلال الإسرائيلي تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، كما أن العجز الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية، الذي تفاقم مع دخول المنخفض الجوي، يعكس فشلًا أخلاقيًا وانهيارًا كاملًا لمنظومة القوانين والقيم الدولية، ويشكل تواطؤًا يشرّع استمرار حرب الإبادة، حيث يترك المدنيين بلا حماية أمام تهديدات الموت اليومي.

وشدد عبد العاطي على الحاجة لتدخل دولي عاجل وجاد لإنقاذ سكان غزة قبل فوات الأوان، فكل ساعة تمر تزيد حجم الكارثة، مطالبا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية وأحرار العالم بالضغط والتدخل العاجل من اجل إلزام الاحتلال بإدخال جميع احتياجات القطاع، بما في ذلك خيام مقاومة للمياه والعواصف وكرافانات عاجلة، تضمن الحد الأدنى من الحماية والكرامة الإنسانية، وفتح جميع المعابر بشكل كامل ودون قيود لإدخال الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية، وتوفير حماية دولية فعّالة للمدنيين ووقف استهداف مراكز الإيواء، وتمكين المؤسسات الإنسانية، وخاصة الأونروا، من العمل دون قيود، مع تحرك أممي عاجل لوقف الإبادة الجماعية وبدء عملية استجابة إنسانية عاجلة لإنقاذ حياة السكان.

اقرأ أيضاًأكثر من 250 ألف نازح بسبب الأمطار.. بلدية غزة: الأوضاع كارثية (عاجل)

وزير الخارجية يبحث مع «جوتيريش» جهود دعم مسار التهدئة وتثبيت وقف اطلاق النار فى غزة

مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة

مقالات مشابهة

  • صحة غزة تُصدر تقريرا جديدا لضحايا العدوان الإسرائيلي
  • الدفاع المدني يحذر
  • فيضانات وموت تحت الأنقاض: فصل جديد من الكارثة الإنسانية يضرب مخيمات غزة (تفاصيل)
  • الدفاع المدني بغزة : وفيات جراء المنخفض الجوي
  • الأدلة الجنائية في غزة:انتشال جثامين الشهداء من المقابر المؤقتة وتوثيقها
  • الدفاع المدني بغزة يُنفذ 270 مهمة خلال الأسبوع الماضي
  • جهود في غزة لانتشال وتوثيق جثامين الشهداء وتمكين الأهالي من التعرف على ذويهم
  • الدفاع المدني يُحذّر: منازل متصدعة تنهار جزئيا في غزة
  • الدفاع المدني في غزة يحذر من كارثة إنسانية وسط المنخفض الجوي
  • غزة: الدفاع المدني تلقى أكثر من 2500 استغاثة من مواطنين فلسطينيين تضررت خيامهم