أجسادهم بالمهجر وأرواحهم في غزة.. معاناة أقارب المحاصرين داخل القطاع
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
استعرض تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، معاناة الفلسطينيين في الولايات المتحدة خصوصا الذين لديهم أقرباء محاصرون في غزة.
وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21”، أن لؤي البسيوني قام منذ قدومه إلى الولايات المتحدة بتصميم وبناء طائرة عمودية يتم التحكم فيها عن بعد يمكنها الطيران على سطح المريخ لوكالة ناسا، لكنه لا يستطيع الاتصال بوالديه المسنين في شمال غزة.
وقال مهندس ناسا الذي يعيش في منطقة لوس أنجلوس، "أنا في حالة إحباط كبيرة. سمعت منهم في اليوم الأول من الحرب وكانوا قريبين من القصف. ثم لا شيء لمدة سبعة أيام".
وعندما اتصل البسيوني إلى والديه مرة أخرى يوم الأحد الماضي، كانا بخير ولكن لم يكن لديهما طعام أو ماء وكانا يخضعان لأوامر الإخلاء "الإسرائيلية" بحسب الغارديان.
وأضاف البسيوني، "أن والديه علياء ومحمد البسيوني، وكلاهما في السبعينيات من العمر ليس لديهم مكان يذهبون إليه، وفي كل مرة أتحدث معهم، أشعر وكأنها المكالمة الأخيرة. يقولون لي في كل مرة 'إذا متنا، افعل هذا، إذا متنا، تذكرنا هكذا'، إنهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيبقون على قيد الحياة من دقيقة إلى أخرى".
وتابعت الصحيفة، "أن البسيوني يواجه مأزقا مع العديد من الأمريكيين الفلسطينيين الذين تعيش عائلاتهم في القطاع، حيث تشمل المخاوف غزوا بريا إسرائيليا متوقعا، وكارثة إنسانية، وتحذير الأردن من "الهاوية" في الشرق الأوسط، وتوقف الجهود الدبلوماسية للسماح بدخول المساعدات إلى غزة أو السماح للمواطنين مزدوجي الجنسية - مثل والدي البسيوني الفلسطينيين الألمان – بالخروج".
ويخشى البسيوني، من أن السياسيين من كافة الأطراف "يكثفون الحرب، ويجهزون الأساليب، دون التفكير في ظروف كل هؤلاء الناس. إنهم يقرعون طبول الحرب، ومئات الآلاف من سكان غزة يدفعون الثمن. إنه أمر مرهق حقا".
وفي قصة أخرى، ذكرت الصحيفة، "أن ناجي لطيفة، وهو مهندس أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 58 عاما من مدينة ألينتاون بولاية بنسلفانيا، فقد ابنة عمه شهدة أبو لطيفة الأسبوع الماضي في غارة جوية من طائرة من طراز F-16 على خان يونس".
ويتلقى ناجي رسائل دورية عن والدته البالغة من العمر 83 عاما، والتي تستخدم كرسيا متحركا، عندما يتمكن أبناء وبنات إخوته من إرسال رسائل من مستشفى متصل بالإنترنت جنوب غزة.
وقال ناجي، "ما يحدث مؤلم، وقلبي ينزف ويتألم. يأخذني ذهني إلى مكان من الرعب المظلم الذي لا يمكن تصوره"، مضيفا أن أي أمل "هو الآن في الله".
وأوضحت الغارديان، "وفي ظل انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية، يتقاسم العديد من الأمريكيين الفلسطينيين هذه المشاعر، وفي شمال مدينة باترسون بولاية نيوجيرسي، وهي منطقة يقطنها سكان فلسطينيون وأتراك وسوريون وأردنيون، تمت إعادة تسمية قسم مكون من ثلاثة بنايات من الشارع الرئيسي العام الماضي ليصبح طريق فلسطين".
وقال أمجد أبو كويك، صاحب صيدلية تقع على الطريق الرئيسي لطريق فلسطين، إنه عادة ما يتحقق من نتائج مباريات كرة القدم الإنجليزية في الصباح. خلال الأيام العشرة الماضية، كان يبحث عن تحديثات حول عائلته في غزة.
وأضاف، "لقد كان وقتا صعبا للغاية، وهؤلاء الناس يعيشون جحيما". وأضاف أن "الاتصالات كانت صعبة للغاية"، مشيرا إلى حجب الإنترنت في غزة وعدم قدرة الكثير من الناس هناك على شحن هواتفهم.
وبين أبو كويك، "أن المعلومات التي نبحث عنها هي، هل أنت على قيد الحياة؟ أنت لا تزال هناك؟ هل المنزل لا يزال سليما؟'".
وأشارت الصحيغة، "إلى أن لقد ابن عم أبو كويك فقد ابنه، وقد فقد ابن عم آخر ثلاثة أطفال، في حين فقد صهره 10 من أفراد الأسرة، وقد فقد عدد آخر منهم منازلهم.
وبين أبو دويك، "لقد أتيت للعمل ولكن الحقيقة هي أنني لا أستطيع العمل، عقلي ليس هن، أنا اتفقد هواتفي، لمعرفة الأخبار، وأبحث عن أي معلومات يمكنني الحصول عليها".
وقال: "الطريقة التي أنظر بها إلى الأمر هي، هل سيبقى هناك أشخاص في غزة للتوصل إلى حل سياسي؟ يتم تهجير الناس من منازلهم، ويُطلب منهم التوجه جنوبا، ثم يتم قصفهم. إنها إبادة جماعية تحدث الآن".
ويشير أبو كويك إلى أن عدد الشهداء على الأرجح لا يشمل الأشخاص الذين لم يتم العثور عليهم تحت أنقاض المباني المدمرة، ويقول الجيش الإسرائيلي إن 600 ألف شخص غادروا منطقة مدينة غزة.
وأردف، "عندما ينتهي كل هذا، سيظل لدى الإسرائيليين على الجانب الآخر مدارس وملاعب يذهبون إليها، ومستقبل يتطلعون إليه، وأفضل الكليات، وخيار البقاء في إسرائيل أو الذهاب إلى المكان الذي أتوا منه"، مشيرا إلى أن سكان غزة، إذا لم يتم دفعهم إلى مصر، سيكون في منطقة معزولة.
وعبر عن رفضه للضغوط الغربية على الدول العربية المجاورة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، وتساءل "هل أنتم جادون؟ لقد فقدنا بيتنا في اللد عام 1948، والآن سيتم طردنا من غزة، عليهم أن يمروا بهذا الكابوس مرة أخرى؟".
وقال نائب رئيس بلدية باترسون، رائد عودة للغارديان، إن أحد الأشخاص ترك رسالة في صالون فلسطين الذي يملكه، يهدد بإحراقه، مؤكدا أنه يشعر بالقلق على كل من يتعرض للخطر بسبب الحرب.
وأضاف، "الجميع منزعجون ومجنونون لرؤية كل هؤلاء الأبرياء يموتون. ويأمل الكثير منا أن يتم وقف إطلاق النار بعد أن يذهب الرئيس بايدن إلى هناك، ولن نضطر إلى رؤية أي أبرياء يموتون من كلا الجانبين. هذا يكفى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة معاناة غزة الشهداء غزة حصار شهداء معاناة غارات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
دمشق تئن من العطش و فيها نهر بردى.. أزمة مياه خانقة تزيد من معاناة السكان
تواجه دمشق وريفها وغيرها من محافظات سورية، أزمة مياه حادة بسبب تدهور البنية التحتية، نقص الأمطار، وتزايد الطلب، ما يدفع السكان لقضاء ساعات في الانتظار أو شراء مياه بأثمان باهظة وغير مضمونة الجودة. اعلان
في ظل حرارة الصيف الحارقة، واقع جديد يعيشه السوريون في دمشق وريفها وغيرها من محافظات؛ واقع يجمع بين الجفاف والانقطاع، بين الترقب والانتظار، وبين الأمل والخيبة. ففي بلد غنيّ نسبياً بالموارد المائية، يعكس الواقع عجزاً حاداً في توفير هذه المادة الحيوية، نتيجة سنوات الحرب، وتدهور البنية التحتية، وغياب الإدارة المائية المستدامة. وفي هذا الجو، يتحول الحصول على لتر ماء إلى معركة يومية يخوضها المواطنون، دون حلول حقيقية في الأفق.
ننتظر الليل كله... ولا نحصل إلا على قليليقول سامر أحد أبناء حي المهاجرين لـ"يورونيوز": "أقضي الليل كله بجانب خزاني، ولا تصل المياه إلا في الساعات الأولى من الفجر، وبعد عناء كبير. ما أجمعه لا يكفي إلا ليوم واحد".
ويضيف: "لم تكن الأمور هكذا من قبل، حتى لو انقطعت المياه لفترة، كانت العودة سريعة. أما الآن، فكل شيء توقف، لا كهرباء، لا شبكة، لا صيانة، فقط نحن ندفع الثمن."
"إذا حضر الماء.. غابت الكهرباء"في حي المزة، أحد الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، يروي "فارس"، كيف تحول الحصول على الماء إلى مهمّة معقدة تتطلب استعدادات مسبقة. "أحياناً تأتي المياه فجراً، وأحياناً لا تأتي إلا في آخر الليل، لكن المشكلة الحقيقية هي أن الكهرباء لا تعمل، فحتى لو جاء الماء، لا يمكننا ضخه إلى الخزان العلوي، فنشتري البنزين للمولد الخاص، ومع أسعاره المرتفعة، ندفع مرة أخرى".
ويتابع بمرارة: "أصبح الأمر وكأننا نشتري الماء مرتين، مرة بالوقود، ومرة بالمال. وحتى إذا استطعنا ملء الخزان عبر شراء الصهاريج، فإننا لا نضمن أن يكون هذا الماء صالحاً للشرب، لأن بعض الصهاريج تأتي من مصادر غير معروفة". ويضيف أن أسعارها ارتفعت أيضاً فقد وصل سعر خزان المياه 1000 ليتر إلى 300 ألف ليرة سورية ما يعادل 30 دولاراً. ما يزيد الأعباء المعيشية أكثر على المواطنين.
نبع الفيجة... رئة دمشق المنهكةيُعتبر نبع عين الفيجة المصدر الأساسي لإمدادات المياه في العاصمة دمشق وأجزاء من الغوطة الشرقية، إذ كان يوفر 700 ألف متر مكعب يومياً، إضافة إلى 120 ألف متر مكعب تُستخرج من 200 بئر منتشرة في المدينة ومحيطها. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن هذه المصادر كانت تغطي، في المواسم الماطرة، نحو 90% من احتياجات العاصمة. لكن خلال السنوات الماضية، تعرض النظام المائي لكثير من الاضطرابات، خاصة أثناء سيطرة مسلحي المعارضة على منطقة نبع الفيجة عام 2017، مما أدى إلى توقف الإمدادات لفترات طويلة، قبل أن يتم استعادة النبع ضمن اتفاق تسوية آنذاك بين النظام السابق والمسلحين.
ومع استمرار تدهور الوضع الأمني، وتكرار الاشتباكات في محيط المناطق المائية، زادت حدة الانقطاعات، بينما تفاقم الوضع بسبب الشبكات المهترئة، وعدم القيام بأعمال صيانة منتظمة.
وتشير البيانات إلى أن نحو 40% من مياه الشرب تضيع بسبب تسربها من شبكات تهالكت خلال سنوات الحرب، وسط غياب عمليات الصيانة الدورية.
Relatedأزمة غير مسبوقة.. احتياطي المياه في العراق عند أدنى مستوياته منذ ثمانية عقودالجيش السوري يسيطر على وادي برى وعين الفيجةالاتحاد الأوروبي يطلق استراتيجية شاملة لمكافحة تلوث المياهريف دمشق... التوزيع غير العادلأما مناطق ريف دمشق، فتعتمد ثانوياً على مياه نبع عين الفيجة بعد تغطية احتياجات العاصمة، إذ يجري تزويد بعض أحياء الريف بحوالي 77 ألف متر مكعب يومياً، بينما يبقى الاعتماد الأكبر على مياه الآبار. وتشير البيانات إلى وجود 84 بئراً في الغوطة الشرقية، وأكثر من 55 بئراً في مناطق جنوب وغرب العاصمة، إلا أن التوزيع غير المتوازن أدى إلى شح شديد في المياه في العديد من البلدات مثل جديدة عرطوز، والمعضمية، وداريا، وصحنايا، وأشرفية صحنايا، إذ يجري تزويدها بالمياه ليوم واحد في الأسبوع فحسب، ويتراجع الإمداد خلال الصيف ليصل إلى يوم واحد كل أسبوعَين.
محافظة دمشق ليست استثناء..وتعاني جميع المحافظات السورية، إلى جانب دمشق، من أزمة انقطاع متكرر للمياه وبرامج تقنين صارمة، حيث يضطر السكان للانتظار أياما طويلة لتلقي حصص محدودة، أو اللجوء لشراء المياه من الصهاريج الخاصة بأسعار مرتفعة، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع جودة الخدمات الأساسية.
سوريا.. الوفرة المائية والواقع القاتمتملك سوريا مصادر مائية متنوعة تشمل الأنهار الدولية والمحلية مثل نهر الفرات ونهر العاصي ونهر الكبير الشمالي والجنوبي، والمياه الجوفية المنتشرة في معظم الأحواض الداخلية، والينابيع الطبيعية مثل نبع بردى والفيجة ونبع السن، بالإضافة إلى مياه الأمطار المستخدمة في الزراعة البعلية.
ورغم هذه الوفرة النسبية، تعاني البلاد من عجز مائي سنوي يُقدّر بـ 1 إلى 3 مليار متر مكعب، ويُتوقع أن يتزايد هذا العجز مستقبلاً بسبب عدة عوامل، وفق احصائيات رسمية سورية.
الجفاف وتغير المناخ، الذي يتجلى بانخفاض معدلات الهطل المطري بنسبة تصل إلى 25% في بعض المناطق منذ 1995، بالإضافة إلى زيادة موجات الجفاف، خاصة في شمال شرق البلاد، التي تُعدّ سلة غذاء سوريا، يشكل أحد أبرز التحديات. إلى جانب ذلك، يساهم التلوث وتدهور جودة المياه، مثل تلوّث نهر العاصي وبعض ينابيع الشرب بالصرف الصحي والصناعي، وكذلك غياب الرقابة البيئية وتوقف مشاريع معالجة المياه في بعض المناطق، في تفاقم الأزمة.
الاستنزاف المفرط للمياه الجوفية بسبب حفر آلاف الآبار العشوائية، خاصة في سهل الغاب وغوطة دمشق، أدى إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية بوتيرة مقلقة في السنوات الأخيرة.
ويزيد من التعقيدات، نقص البنية التحتية المائية، خاصة تهالك شبكات الري والمياه التي يعود بعضها إلى عدة عقود، وكذلك فقدان نحو 40% من مياه الشرب بسبب التسرب في الشبكات. إضافة للنمو السكاني والتوسع العمراني، فتزايد عدد السكان وتوسع المدن زاد الطلب على المياه، وتضاعف استهلاك المياه المنزلية في المدن الكبرى مثل دمشق وحلب، مما زاد الضغط على المصادر المتوفرة.
دعوة لترشيد الاستهلاك... والخوف من حالة طوارئفي ظل تصاعد الأزمة، دقت السلطات السورية ناقوس الخطر، ودعت المواطنين إلى ترشيد استهلاك مياه الشرب، مؤكدة أن سبب النقص يعود إلى انخفاض الهطولات المطرية والثلجية خلال فصل الشتاء الماضي، والذي انعكس بشكل مباشر على تغذية ينابيع الشرب الرئيسية في دمشق.
أحمد درويش، مدير مؤسسة المياه في دمشق وريفها، أكد أن المؤسسة العامة لمياه الشرب فرضت مؤخراً حالة إنذار مبكر للأهالي بهدف ترشيد الاستهلاك. وأشار في مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا" إلى أن "ضعف الهطولات المطرية الواردة على الحوض الرئيسي المغذي لنبع الفيجة لمدينة دمشق وريفها كانت بحدودها الدنيا"، لافتاً إلى أنه "منذ عام 1958 لم تشهد البلاد نقصاً في الهطولات المطرية بهذا الحد، وهذا ينذر بأن كمية المياه الواردة إلى دمشق ستكون في حدها الأدنى".
وأكد درويش أن مدينة دمشق وريفها تحتاج إلى 450 ألف متر مكعب يومياً من المياه، مشيراً إلى أن هذه الكمية كان يتم الحصول عليها من عدة مصادر رئيسية، منها نبع الفيجة وآبار نبع بردى وحاروش وجديدة يابوس.
وأضاف أن "المؤسسة مضطرة حالياً إلى وضع خطط للتوزيع وفق أدوار، مع توقع نقص يقدر بنحو 100 ألف متر مكعب خلال فصل الصيف".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة