رصد تحليل نشره موقع "ستراتفور" الأمريكي تغيرا في موقف تركيا حيال الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة "حماس"، بدءا من محاولة أنقرة وضع نفسها كوسيط واستخدام نفوذها كقوة مقبولة من قبل الطرفين المتحاربين، لكن مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي أشعل الغضب التركي وقوض موقع الوساطة.

ويرى التحليل، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن قصف مستشفى المعمداني، والذي أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وغضب الأتراك مما حدث، سيؤدي في نهاية المطاف إلى توتر علاقات أنقرة مع تل أبيب ويدفع تركيا إلى التحالف بشكل أوثق مع الفلسطينيين والدول العربية المجاورة.

ويشير التحليل إلى موجة الغضب الشعبي التركي بعد قصف مستشفى المعمداني، والذي وصل إلى محيط السفارة الإسرائيلية في أنقرة، وإصدار الحكومة التركية بيانات ألقت فيها اللوم علنا على إسرائيل.

اقرأ أيضاً

أين تركيا أردوغان من مجازر غزة؟!

جهود وساطة فاعلة

ويقول الكاتب إن تركيا، قبل جريمة "المعمداني" كانت تضع نفسها كوسيط محتمل في الحرب بين إسرائيل و"حماس"، بالنظر إلى علاقات أنقرة مع تل أبيب وأصحاب المصلحة الإقليميين الآخرين، فضلاً عن شبكات اتصالاتها القوية مع "حماس".

وفي اليوم السابق لقصف المستشفى في غزة، والذي وقع في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مكالمة هاتفية مع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، لمناقشة الوضع الحالي للحرب والمفاوضات المحتملة لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم الحركة، خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي الأيام التي سبقت قصف المستشفى أيضا، نسقت أنقرة مكالمات مماثلة مع إسرائيل والدول العربية وحلفاء الناتو فيما يتعلق بالصراع.

لكن ردها الأكثر قوة على جريمة قصف المستشفى يشير إلى أن نهج أنقرة تجاه الحرب قد يتغير، وفقا لـ"ستراتفور".

اقرأ أيضاً

أردوغان يجدد دعوته لإسرائيل لوقف هجماتها ضد المدنيين

ضغوط داخلية

ويرى التحليل أن العلاقة البراجماتية التي عملت تركيا على تشكيلها مع إسرائيل سوف تضعف مع مواجهة أنقرة بشكل متزايد لضغوط داخلية لحملها على الوقوف بشكل أكثر حزماً إلى جانب الفلسطينيين.

فلدى تركيا سكان مؤيدون للفلسطينيين بشدة، وتخضع حكومتها لسيطرة حزب "العدالة والتنمية"، بالتحالف مع حزب "الحركة القومية"، الذي أظهر تضامنًا كبيرا مع الفلسطينيين قبل بدء الحرب.

ويتوقع الكاتب أن تتوقف الخطط المتبادلة بين تركيا وإسرائيل للقيام بزيارات رسمية كجزء من جهود التطبيع بينهما.

ويزعم أن توقف هذه الخطط قد يضر بالاقتصاد التركي، حيث ستتوقف صفقات مع تل أبيب كانت ستفيد أنقرة، مثل جسر الطاقة المخطط له بين أوروبا وإسرائيل.

اقرأ أيضاً

بعد مظاهرات غاضبة.. إسرائيل تسحب بعثتها الدبلوماسية من تركيا

تضرر اقتصاد تركيا

ومع فتور علاقتها مع إسرائيل نتيجة للصراع، يمضي الكاتب في مزاعمه بأنه من المرجح أن تشهد تركيا بعض الركود الاقتصادي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الطفرة السياحية التي شهدتها تركيا بعد التطبيع في عام 2022 بسبب تدفق السياح الإسرائيليين سوف تنخفض وسط مخاوف أمنية، كما يتضح من دعوة الحكومة الإسرائيلية مواطنيها إلى الإخلاء الفوري من البلاد في 17 أكتوبر بعد تداعيات قصف مستشفى المعمداني.

ويشير الكاتب إلى تضرر محتمل للمفاوضات التركية الأمريكية حول ملف مقاتلات "إف 16" المتوقف، والذي تريد أنقرة تحريكه لتحديث قواتها الجوية بشكل ملح، لا سيما بعد انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتواجد حاملات طائرات أمريكية في البحر المتوسط الآن قبالة شواطئ إسرائيل.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات التركية الإسرائيلية غزة حماس أردوغان مجزرة مستشفى المعمداني مستشفى المعمدانی

إقرأ أيضاً:

هل تقوم إسرائيل بضرب إيران مجددا؟

يستعد نتنياهو للسفر للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدا الإثنين وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية بإن سبب السفر الرئيسي هو حصول نتنياهو على ضمانات أمريكية داعمة له تسمح بضرب إيران مجددا. 

ويروج نتنياهو لفكرة ضرب إيران من جديد حالة قيام إيران بتخصيب اليورانيوم من جديد،وعدم تخليها عن برنامجها الصاروخي الباليستي،وهو السبب الجديد الذي قد تهاجم إسرائيل إيران بسببه خلال حرب جديدة.

وعقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بواسطة ترامب ظهرت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،والتي تمثل سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الحرب الإيرانية الإسرائيلية،والتي دعت لتخلي إيران عن برنامجها الباليستي بجوار التخلى عن البرنامج النووي الإيراني.

وهو ما تكرر خلال ترحيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بعودة طهران للمفاوضات الأمريكية النووية فقال مسؤول التفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف بضرورة تخلى طهران عن البرنامج الباليستي،والنووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن طهران،وتجنب الصراع العسكري مجددا.

في إتجاه آخر تمسك الرئيس الإيراني بزشكيان بحق الدولة الإيرانية في توليد الطاقة سلميا عبر تخصيب اليورانيوم،وظهرت تحذيرات متعددة من جانب الدولة الإيرانية لإسرائيل بعدم اختراق وقف إطلاق النار وحالة ارتكابها هجوم جديد على طهران ستصيبها بالشلل حسب ما أعلن عنه رئيس الأركان الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي بوقت سابق. 

طباعة شارك نتنياهو الرئيس الأمريكي ترامب ضرب إيران من جديد الصاروخي الباليستي

مقالات مشابهة

  • هل تقوم إسرائيل بضرب إيران مجددا؟
  • مخاوف المهاجرين بسبب الضغوط الممارسة ضدهم
  • إيران: وضعنا خطة لشلّ إسرائيل إذا هاجمتنا مجددا
  • أردوغان يؤكد: مقاتلات إف-35 ستصل تركيا تدريجيا من واشنطن
  • اعتقالات جديدة تطال 3 رؤساء بلديات في تركيا
  • تركيا: السلطات تنفّذ جولة جديدة من الاعتقالات بحق رؤساء بلديات معارضين
  • رئيس وزراء باكستان يبحث مع الرئيس التركي سبل تعزيز العلاقات الثنائية
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسحب مفتشيها من إيران بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة
  • هل يمرر البرلمان الليبي اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع تركيا؟
  • الذهب يرتفع وسط توقعات باستمرار الصعود بسبب مخاوف بشأن الاستقرار المالي