الخليج الجديد:
2025-12-11@11:36:45 GMT

فك الارتباط مع القوى الغربية ضرورة!

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

فك الارتباط مع القوى الغربية ضرورة!

فك الارتباط مع القوى الغربية حاجة أم ضرورة؟

بات ممكنا التحرر من الارتباط بالقوى الغربية في ظل التنافس والتصارع الدولي المحتدم بين أقطابه الاقتصادية والعسكرية.

خلاصة الدرس الذي يمكن تعلمه من المواجهة الراهنة مع الاحتلال في قطاع غزة أكدت خطورة الارتباط والاعتماد الكثيف على القوى الغربية.

فك الارتباط محاولة لعقلنة الحراك الشعبي ودفعه نحو آفاق منتجة، تجنبه الصدام الداخلي؛ او الاستنزاف بين الرسمي والشعبي وصولا لتكامل مثمر.

العلاقات غير المتوازنة والمعتمدة على الغرب قادت نحو الاعتراف بالاحتلال كأمر واقع؛ فرضته سياسة الابتزاز المتبعة من قوى الغرب المتحكمة بالواقع العربي.

مطلوب إقامة علاقات متوازنة تسمح بدحر الاحتلال الصهيوني وتصفيته؛ وتعزيز استقلال العرب؛ وتوسعة مروحة خياراتها بعيدا عن المشاريع الغربية في الآن ذاته.

العالم العربي بحاجة لمراجعة علاقته بالغرب وتخفيف مستوى الارتباط والاعتماد عليه وفك الارتباط به عسكريا وأمنيا وبناء العلاقة وفقا لمصالح الأمة واستقلالها وتنميتها.

تكبيل الدول العربية باتفاقات أمنية وسياسية واقتصادية يضع سقوفاً منخفضة لإمكانيات تطورها كقوى اقتصادية واقليمية بعيدا عن المنظومة الغربية.

* * *

الاحداث في قطاع غزة وردود الفعل والمواقف الغربية المنحازة إلى الكيان الصهيوني تدفع الحراك الشعبي العربي المتضامن مع غزة والمقاومة تلقائيا لتوحيد شعاراته، للمطالبة بالدعوة لفك الارتباط مع الغرب عسكريا وسياسيا واقتصادية؛ واقامة علاقات متوازنة تسمح بدحر الاحتلال الصهيوني وتصفيته؛ وتعزيز استقلال الدول العربية؛ وتوسعة مروحة خياراتها بعيدا عن المشاريع الغربية في الآن ذاته.

الفرصة مواتية لتوظيف الزخم المتولد عن الحراك الشعبي للانتقال من مجرد التركيز على مكافحة التطبيع؛ نحو تفكير وهدف استراتيجي اكبر واكثر إنتاجية يذهب نحو التخفف من العلاقات الاقتصادية والامنية والسياسية مع الغرب، وصولا لفك الارتباط معه.

فك الارتباط حاجة اساسية للتطور وضرورة لبناء علاقة اكثر توازنا وصحية مع القوى الغربية؛ فالتطبيع ما هو إلا مظهر من مظاهر هذه العلاقة الشاذة وغير المتوازنة مع الغرب الذي تنشر قواعده العسكرية وسفاراته كالقلاع لدرجة ان بعضها من حيث المساحة والسكان يكاد يضاهي دولة الفاتيكان في روما.

العلاقة غير المتوازنة والمعتمدة على القوى الغربية قادت نحو الاعتراف بالاحتلال كأمر واقع؛ فرضته سياسة الابتزاز المتبعة من قبل القوى الغربية المتحكمة بالواقع الامني والسياسي والاقتصادي للدول العربية.

العلاقة المختلة مع القوى الغربية عكستها معركة غزة الاخيرة عبر طرح حلول سياسة وامنية اقترحتها (واشنطن و باريس ولندن وروما وبرلين) على كل من عمّان والقاهرة؛ لتهجير الفلسطينيين من أرضهم!

فالشراكات القوية والعميقة بين الاردن ومصر من جهة والقوى الغربية وعلى رأسها أمريكا واتفاقات السلام المعقودة مع الكيان الصهيوني لم تشفع لعمان والقاهرة من التحرر من الضغوط الغربية التي سعت لمعالجة أزمة الكيان الصهيوني المصدوم بهزيمة السابع من اكتوبر على حساب البلدين.

الانتشار الواسع لقواعد الامريكية والغربية في الدول العربية والاعتماد الشديد على النظم الاقتصادية والمالية الغربية؛ عبء حقيقي طالما وقف عائقاً امام نمو الدول العربية وتطورها.

فتكبيل الدول العربية باتفاقات أمنية وسياسية واقتصادية وضع سقوفاً منخفضة لإمكانيات تطورها كقوى اقتصادية واقليمية بعيدا عن المنظومة الغربية؛ امر بات الممكن التحرر منه في ظل التنافس والتصارع الدولي المحتدم بين اقطابه الاقتصادية والعسكرية (روسيا والصين واميركا وشركائها في الناتو)، فرصة تعززها المواجهة الاخيرة في قطاع غزة التي فتحت بدورها الباب لحراك شعبي وسياسي رسمي يسعى لخلق توازن معقول مع القوى الغربية المتغولة على الواقع العربي وعلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

التحولات والصراعات والتشققات في النظام الدولي تسمح باتخاذ إجراءات آمنة في العالم العربي، وصولا إلى فك ارتباط أمن عن القوى الغربية؛ فالمعركة الدائرة مع الاحتلال الاسرائيلي توفر فرصة ثمينة لفعل ذلك؛ خصوصا أن الرأي العام العربي يدعم هذا التوجه عبر حراكه الداعم للمقاومة والفلسطينيين وهو حراك آخذ في التطور وفقا لسيناريوهات متعددة بعضها خطر؛ ما يجعل من فك الارتباط محاولة لعقلنة الحراك الشعبي، ودفعه نحو آفاق منتجة ومثمرة، تجنبه الصدام الداخلي؛ او الاستنزاف بين الرسمي والشعبي وصولا لتكامل معقول ومثمر.

ما تقدم هو خلاصة الدرس الذي يمكن تعلمه من المواجهة الأخيرة مع الاحتلال في قطاع غزة والتي أكدت خطورة الارتباط والاعتماد الكثيف على القوى الغربية.

ختامًا.. العالم العربي بحاجة لمراجعة علاقته بالقوى الغربية (اوروبا واميركا) وتخفيف مستوى الارتباط والاعتماد على الغرب (سياسيا وامنيا واقتصادية) وصولا الى فك الارتباط خصوصا في المجال العسكري والتنسيق الامني وبناء العلاقة وفقا للمصالح العليا للمنطقة التي تؤكد استقلالها ودعم مسار تطورها.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الاحتلال قطاع غزة طوفان الأقصى فك الارتباط القوى الغربية التنسيق الأمني الكيان الصهيوني الحراك الشعبي الغرب العرب فک الارتباط مع الحراک الشعبی الدول العربیة فی قطاع غزة الغربیة فی بعیدا عن

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: نظام كييف قد يقبل بتنازلات إقليمية مقابل ضمانات أمنية موثوقة من الغرب



ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نظام كييف قد يتخلى عن جزء من الأراضي في إطار تسوية الأزمة الأوكرانية، شريطة حصوله على ضمانات أمنية موثوقة من الدول الغربية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين لم يُكشف عن هويتهم قولهم إن “الضمانات الأمنية القوية والموثوقة تمثّل الحافز الأبرز الذي قد يدفع أوكرانيا إلى القبول بالتنازل عن جزء من أراضيها".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الولايات المتحدة "ترفض حتى الآن تقديم مثل هذه الضمانات أو دعم أي قوة أوروبية يمكن أن تتولى مهمة تنفيذها".

وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، بأن خطة تسوية الأزمة الأوكرانية التي يجري بحثها في بروكسل، ستشمل "تعهّد أوروبا بتقديم ضمانات أمنية منفصلة إلى جانب ضمانات أمريكية مشابهة لمضمون المادة الخامسة من ميثاق الناتو".

كما ذكر موقع "أكسيوس" أن فلاديمير زيلينسكي ناقش خلال اتصال هاتفي مع المبعوثين الأمريكيين ستيف وجاريد كوشنر مسألتي الأراضي والضمانات الأمنية.

ونقل الموقع عن مصادر أوكرانية، أن ويتكوف وكوشنر حاولا خلال مكالمة هاتفية مع زيلينسكي استمرت ساعتين يوم 6 ديسمبر الحصول على "موافقة واضحة منه على المقترح الأمريكي للتسوية، بما في ذلك التنازل عن إقليم دونباس لصالح روسيا".

يأتي ذلك في إطار جولة مفاوضات مكثفة شملت لقاءات مباشرة بين مبعوثي ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، ومحادثات مطولة مع الفريق الأوكراني في ميامي.

وأشارت تقارير سابقة إلى أن الخطة الأمريكية تتضمن تنازلات إقليمية كبيرة من جانب أوكرانيا.

وكان زيلينسكي قد وصف محادثاته مع المبعوثين الأمريكيين بأنها "بناءة وإن لم تكن سهلة"، لكنه لم يعلن عن أي تنازلات جوهرية.

يذكر أن الإدارة الأمريكية أعلنت سابقا عن عملها على إعداد خطة لتسوية الأزمة الأوكرانية، فيما أكد الكرملين أن روسيا ما تزال منفتحة على المفاوضات وتبقى ملتزمة بمنصة الحوار في أنكوريدج

مقالات مشابهة

  • رئيس غرفة التجارة العربية الفرنسية: المياه والبيئة في صميم الأزمات والفرص بالعالم العربي
  • تلغراف: هل يتحرك الغرب ضد الإمارات بعد مجزرة الفاشر؟
  • سياسي إيرلندي ينتقد صمت الغرب ودعم رئيس الفيفا للإبادة في غزة وجرائم الحرب الأمريكية
  • نيويورك تايمز: نظام كييف قد يقبل بتنازلات إقليمية مقابل ضمانات أمنية موثوقة من الغرب
  • السيسي يستقبل حفتر.. حين تُعيد الجغرافيا تشكيل السياسة وتختبر القاهرة بوصلتها في الغرب
  • شريف عامر: تعاطف المصريين والإنجليز مع محمد صلاح كان واضحًا
  • اجتماع بمصلحة الجمارك يبحث تعزيز الرقابة على السلع ذات الارتباط بالأمن الغذائي والصحي
  • الديهي: الوضع في اليمن صعب.. والتعقيدات خطيرة تهدد الأمن القومي العربي
  • جامعة أسوان تعزز منظومة الجودة والتقويم الذاتي للارتقاء بالمؤسسة التعليمية
  • جامعة أسوان تعزز منظومة الجودة والتقويم الذاتي للارتقاء بالأداء المؤسسي