الذكاء الاصطناعي هل أجتاح معارض الكتب.. مخاوف تثير قلق المثقفين
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
تثير قدرة برامج الذكاء الاصطناعي على صياغة نصوص أدبية بجودة مقاربة لمؤلفات الكتّاب شكوك الكاتب البريطاني سلمان رشدي. وفي المقابل، ينشأ قلق في صناعة النشر بشأن احتمال اجتياح المؤلفات المكتوبة بواسطة تلك التقنية.
يشهد قطاع النشر الأدبي وكذلك قطاعات أخرى حالة من الاضطراب بسبب الثورة التكنولوجية التي أحدثتها برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT.
ويطرح العاملون في هذا المجال أسئلة مثل: "ماذا ستكون حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين؟ ومن يمتلك المحتويات الجديدة؟ وكيف يمكن دمجها في سلاسل القيمة؟". يؤثر الذكاء الاصطناعي بالفعل على خدمات الترجمة ويتطور في مجالات النشر العلمي والقانوني، لكنه لا يزال محدودًا في المجال الإبداعي الأدبي.
فيما يتعلق بكتابة الروايات، لا يزال الذكاء الاصطناعي يعاني من نقص في الإلهام، وفقًا للكاتب البريطاني الشهير سلمان رشدي. قام رشدي بتجربة كتابة نص قصير "بأسلوبه" باستخدام البرامج، ووجد أن النص الناتج "كان ليُلقى في النفايات". وأكد أن أي شخص قرأ 300 كلمة بخط يده سيدرك على الفور أن تلك الكلمات ليست من تأليفه. وبالتالي، لا يشعر بقلق كبير في الوقت الحالي.
تتعلق إحدى التحديات الرئيسية في هذا المجال بتحديد ملكية حقوق الطبع والنشر للمحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي. ويقول يورجن بوس أن هذا يشكل فوضى حقيقية وقضية هامة للغاية، وتنطوي على أموال طائلة.
منصة KDP التابعة لشركة "أمازون"، التي تختص بالنشر الذاثر الذكاء الاصطناعي على صناعة النشر الأدبي لا يمكن إنكاره. فقد تطورت تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وباتت قادرة على إنتاج نصوص أدبية بشكل تلقائي. ومع ذلك، لا يزال للكتّاب والناشرين دور هام في هذه الصناعة.
من الجوانب الإيجابية لتطور الذكاء الاصطناعي في صناعة النشر الأدبي، يمكن أن نذكر القدرة على توليد المحتوى بشكل سريع وبكميات كبيرة. يمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي توليد نصوص متنوعة في وقت قصير، مما يمكن الناشرين من زيادة إنتاجيتهم وتوفير المزيد من الخيارات للقراء.
علاوة على ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التحرير والتنقيح. يمكن للبرامج الذكية مراجعة النصوص وتصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية، مما يساعد في تحسين جودة النصوص الأدبية.
ومع ذلك، هناك أيضًا تحديات ومخاوف تتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة النشر الأدبي. قد يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان التنوع والابتكار في الأعمال الأدبية، حيث يمكن أن تبدو النصوص المنشأة بواسطة البرامج متشابهة ومختلفة عن الأصالة الفردية للكتّاب.
أيضًا، تطرح مسألة حقوق الملكية الفكرية تحديًا كبيرًا. من يكون المالك الحقيقي للنصوص التي تنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ هل يحق للبرامج الاحتفاظ بحقوق الملكية أو ينبغي أن تنتقل للمستخدمين أو الناشرين؟ هذه الأسئلة لا تزال قيد البحث والنقاش في الوقت الحالي.
بشكل عام، يمكننا القول إن الذكاء الاصطناعي له تأثير كبير على صناعة النشر الأدبي. إنه يعزز الإنتاجية ويساهم في تحسين جودة النصوص، ولكنه يطرح أيضًا تحديات ومخاوف تتعلق بفقدان التنوع وحقوق الملكية الفكرية. يتطلب هذا التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والحف
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الثورة التكنولوجية الملكية الفكرية برامج الذكاء الاصطناعي حقوق الملكية الفكرية الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يسمح برؤية جلطات الدم قبل حدوثها
وجد باحثون من جامعة طوكيو طريقةً لمراقبة نشاط تخثر الدم أثناء حدوثه، دون الحاجة إلى إجراءات جراحية باستخدام نوع جديد من المجهر والذكاء الاصطناعي.
تُظهر دراستهم كيفية تتبع تكتل الصفائح الدموية لدى مرضى الشريان التاجي، مما يفتح الباب أمام علاج أكثر أمانًا وشخصية.
إذا أصيب شخص بجرح، تشاهَد الصفائح الدموية وهي تعمل. إنها خلايا دموية صغيرة أشبه بعمال إصلاح الطوارئ، يسارعون لسد التلف ووقف النزيف. لكن في بعض الأحيان، تبالغ تلك الخلايا في ردة فعلها. لدى مرضى القلب، يمكن أن تُشكل جلطات خطيرة داخل الشرايين، مما يؤدي إلى نوبات قلبية أو سكتات دماغية.
يقول الدكتور كازوتوشي هيروسي، الأستاذ المساعد في مستشفى جامعة طوكيو والمؤلف الرئيسي للدراسة "تلعب الصفائح الدموية دورًا حاسمًا في أمراض القلب، وخاصةً في مرض الشريان التاجي، لأنها تشارك بشكل مباشر في تكوين جلطات الدم".
للوقاية من الجلطات الخطيرة، يُعالج مرضى الشريان التاجي غالبًا بأدوية مضادة للصفيحات. ومع ذلك، لا يزال من الصعب تقييم فعالية هذه الأدوية بدقة لدى كل فرد، مما يجعل مراقبة نشاط الصفائح الدموية هدفًا مهمًا للأطباء والباحثين على حد سواء.
دفع هذا التحدي هيروسي وزملاءه إلى تطوير نظام جديد لمراقبة حركة الصفائح الدموية، باستخدام جهاز بصري عالي السرعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال يوقي تشو، الباحث المشارك في الدراسة والأستاذ المساعد في الكيمياء بجامعة طوكيو "استخدمنا جهازًا متطورًا يعمل ككاميرا فائقة السرعة تلتقط صورًا واضحة لخلايا الدم أثناء تدفقها".
وأضاف "كما تلتقط كاميرات المرور كل سيارة على الطريق، يلتقط مجهرنا آلاف الصور لخلايا الدم أثناء حركتها كل ثانية. ثم نستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه الصور. يستطيع الذكاء الاصطناعي تحديد ما إذا كان يراقب صفيحة دموية واحدة (مثل سيارة واحدة)، أو مجموعة من الصفائح الدموية (مثل ازدحام مروري)، أو حتى خلية دم بيضاء تمر بجانبها (مثل سيارة شرطة عالقة في ازدحام مروري).
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يحدد هوية القتلى بسرعة وكفاءة
وقد طبق فريق البحث هذه التقنية على عينات دم لأكثر من 200 مريض. نُشرت النتائج في مجلة Nature Communications.
كشفت الصور أن المرضى المصابين بمتلازمة الشريان التاجي الحادة لديهم تراكمات صفائح دموية أكثر من أولئك الذين يعانون من أعراض مزمنة، مما يدعم فكرة أن هذه التقنية يمكنها تتبع خطر التخثر في الوقت الفعلي.
قال الدكتور كيسوكي غودا، أستاذ الكيمياء في جامعة طوكيو وقائد فريق البحث "ينبع جزء من فضولي العلمي من التطورات الحديثة في التصوير عالي السرعة والذكاء الاصطناعي، والتي فتحت آفاقًا جديدة لرصد وتحليل خلايا الدم أثناء حركتها".
وأضاف "يستطيع الذكاء الاصطناعي رؤية أنماط تتجاوز ما تستطيع العين البشرية رصده".
من أهم النتائج أن سحب الدم من الذراع، بدلاً من شرايين القلب، يوفر المعلومات نفسها تقريبًا.
قال هيروسي "عادةً، إذا أراد الأطباء فهم ما يحدث في الشرايين، وخاصةً الشرايين التاجية، فإنهم يحتاجون إلى إجراءات جراحية باضعة، مثل إدخال قسطرة عبر المعصم أو الفخذ لجمع الدم".
ويؤكد "ما وجدناه هو أن مجرد أخذ عينة دم عادية من وريد في الذراع يمكن أن يوفر معلومات مفيدة حول نشاط الصفائح الدموية في الشرايين. وهذا أمر مثير للاهتمام لأنه يجعل العملية أسهل وأكثر أمانًا وراحة".
يبقى الأمل على المدى الطويل أن تساعد هذه التقنية الأطباء على تخصيص علاج أمراض القلب بشكل أفضل.
وأوضح "كما تختلف حاجة بعض الأشخاص لمسكنات الألم باختلاف أجسامهم، وجدنا أن استجابة الأشخاص للأدوية المضادة للصفيحات تختلف. في الواقع، يُصاب بعض المرضى بجلطات متكررة، بينما يُعاني آخرون من تكرار النزيف حتى مع استخدام نفس الأدوية المضادة للصفيحات. تساعد تقنيتنا الأطباء على مراقبة سلوك الصفائح الدموية لدى كل شخص بشكل آني. وهذا يعني إمكانية تعديل العلاجات لتناسب احتياجات كل شخص بشكل أفضل".
وأضاف تشو "تُظهر دراستنا أن حتى أصغر جزء في الدم يُمكن أن يُشير إلى صحة جيدة".