هل تكفي إطلالة فضل الله لتبرير احتجاب نصرالله؟
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في " النهار": كان احتجاب السيد حسن نصرالله في الأسبوعين الأولين من انطلاق "طوفان الأقصى" أمراً ليس بالعادي لاعتبارات عدة أبرزها أن من يخوض معركة المنازلة الكبرى على أرض غزة وقطاعها هو ركن أساسي من أركان "محور الممانعة" وقد انطلق لتوّه في فعل هجومي غير مسبوق إلا بالنادر في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي.
ومن البديهي أن حاجة جمهور "حزب الله" الى رؤية نصرالله يظهر على الملأ ويشرع كعادته في إطلاق خطاب يكون مكتمل العناصر لتحديد أهدافه قد ازدادت مع دخول الجهاز العسكري للحزب في خضم المعركة على الحدود الجنوبية بعد أقل من 24 ساعة على انطلاق حركة حماس في عمليتها من غزة في اتجاه غلافها.
وكان لافتاً أن هذا الجمهور لم يجد إجابة شافية عند قيادات الحزب التي ظهرت بالجملة إذ إن المختصر المفيد في خطابها اقتصر على "أننا لسنا على الحياد في الآتي من الأيام" ولاحقاً اتسع المدى ليرتكز على شعار عام فضفاض فحواه: "إن مشاركتنا المفتوحة في المعركة يحدّدها مسار التطوّرات في غزة".
وعلى ما يبدو، لم يكن هذا الشعار كافياً ومقنعاً وسط تطوّرين اثنين:
الأول تصاعد مستوى الهجمة الإسرائيلية على غزة والتهديد بإبادة حماس وسحقها.
الثاني كان أشدّ إيلاماً وأكثر تعقيداً خصوصاً بعد أن فقد الحزب في الأسبوعين الأولين من المواجهات على الحدود الجنوبية ما لا يقل عن 26 عنصراً، وهو رقم عُدّ كبيراً، فضلاً عن أن إسرائيل بدت كأنها سيدة الميدان والمبادرة على الحدود خصوصاً أن مسيّراتها قد تحكمت بالحركة في تلك البقعة الحدودية.
وكان واضحاً أيضاً أن الإسرائيليين نجحوا خلال وقت قصير في سد كل المنافذ والثغر التي كان مقاتلو الحزب يستفيدون منها لكي ينزلوا بالجيش الإسرائيلي ومواقعه وثكنه خسائر مادية ومعنوية على غرار ما حدث في الأسبوع الأول.
وبمعنى آخر، لم تكن تجربة الأيام العشرة الأولى موفقة عسكرياً، إذ فيما جمهور الحزب ينتظر تحقيق "وعود" بأن الهدف سيكون دخول مستوطنات الجليل الأعلى بدا الحزب في موضع المرتبك عسكرياً والمثخن بالجراحات والخسائر الى درجة سمحت للبعض بالقول إن الحزب مرتبك فعلاً، فلا هو قادر على الإقدام ولا هو قادر على إدارة الظهر وترك غزة وحدها وهو الواعد إياها بالإسناد والدعم عند الحاجة والاقتضاء فبدا كأنه بطة عرجاء أو شخص مكبّل اليدين.
والمعلوم أن الحزب سعى جاهداً الى الرد فتحدث جمهوره عن فوائد متراكمة لدخوله الميدان أبرزها أنه يشاغل ما يقرب من نصف الجيش الإسرائيلي ويمنع تل أبيب من حشد كل قوتها النارية والعسكرية قبالة غزة ما يحدّ من مساعي الإسرائيليين الى اقتحامها برياً.
فهل إطلالة فضل الله كافية لتبرير غياب سيد الحزب وتبديد ما أحيط بهذا الغياب من ملابسات؟ يرى الراصدون أنها جرعة تسكين وتهدئة لخواطر القلقين وأن مفعولها لن يدوم طويلاً وبالتالي سيرتفع منسوب المطالبة بظهور نصرالله ليسمع منه الخطاب الفصل.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
غباشي: إيران تمتلك مواد تكفي لصنع 10 قنابل نووية.. والانسحاب من الرقابة لم يكن مفاجئًا
علق الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، على قرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أنه كان يتوقع هذه الخطوة بنسبة تصل إلى 90%، وهو ما تحقق بالفعل بمصادقة الرئيس الإيراني على القرار.
وأوضح غباشي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذا الموقف الإيراني له انعكاسات استراتيجية كبيرة على مجمل أوضاع منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن طهران اتخذت هذا القرار في ضوء قناعتها بأن مفتشي الوكالة يعملون لحساب الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشار إلى أن إيران لا تنوي التراجع عن نسب التخصيب المرتفعة التي وصلت إليها، ولا عن القدرات النووية التي حققتها مؤخرًا، مؤكداً أنها تدرك أن واشنطن وتل أبيب قد استنفدوا خياراتهم في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، لا سيما بعد الضربة الإسرائيلية التي نُسبت إلى دعم أمريكي مباشر أو غير مباشر.
وأضاف غباشي أن تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين تؤكد أن إيران الآن هي الطرف الذي يمتلك قرار النهاية في هذا الملف، بعدما فتحت إسرائيل وأمريكا "باب المواجهة" من الأساس.
وأكد أن هذا التحدي بالغ الخطورة، لكنه يرى أن إيران تمتلك من مقومات الصمود ما يجعلها قادرة على الاستمرار، وهو ما يُربك الحسابات الأمريكية والإسرائيلية، خاصة أن أي تراجع إيراني مرهون بشروط لا تقبل بها طهران.
تابع: "نحن الآن أقرب إلى سيناريو كوريا الشمالية من أي وقت مضى"، موضحًا أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى أن إيران تمتلك كمية مخصبة من اليورانيوم تكفي لإنتاج ما بين 7 إلى 10 قنابل نووية، حسب تقديرات بعض المفتشين الدوليين.
كما أوضح أن نسبة التخصيب التي وصلت إليها إيران حاليًا تبلغ 60%، وهي قابلة للوصول إلى 90% خلال فترة زمنية قصيرة، ما يمنحها قدرة كبيرة على امتلاك السلاح النووي، مؤكدًا أن الكميات المخزنة تتراوح بين 325 إلى 500 كيلوغرام، وهي مخفية تمامًا، ومن المستحيل أن تكشف إيران عنها.
وشدد غباشي على أن أي محاولة لإشراك أطراف ثالثة في الرقابة على هذه القدرات مرفوضة تمامًا من الجانب الإيراني، ما يعني أن طهران باتت أقرب من أي وقت مضى إلى إجراء تجربة نووية فعلية أو امتلاك سلاح نووي بشكل نهائي.