مساعدات شحيحة وشاحنات فارغة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
هرعت أوروبا عن بكرة أبيها لتقديم المساعدات السخية إلى إسرائيل، فتوافدت السفن العملاقة على موانئها من شمالها إلى جنوبها، واحتشدت الناقلات وسفن الحاويات على أرصفتها وفي مرافئها، وشرعت بتفريغ حمولاتها، وتفاعلت خطوط الشحن البحري القادمة والمغادرة من وإلى تلك الموانئ بما يضمن تفعيل سلاسل التوريد بين الموانئ الأوروبية والاسرائيلية، من دون ان تنفق إسرائيل فلساً واحداً، ومن دون أن تنتظر المساعدات دقيقة واحدة.
وفي المقابل كان سكان غزة يتضورون جوعاً، وأعينهم شاخصة صوب معبر رفح المغلق بانتظار ان تتعاطف معهم القوى الأجنبية والعربية المشاركة في فرض الحصار، على أمل قدوم الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والماء في الوقت الذي كانت فيه أمريكا واخواتها تتفنن في تعقيد إجراءات فحص وتفتيش قوافل النقل البري القادمة من مصر، وتتعمد إخضاعها للرقابة المشددة. حتى (ناريندرا مودي) الزعيم الهندي البعيد، المشبع بالحقد واللؤم، وضع شروطه هو الآخر، وطالب بفحص شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة، بغية التأكد من عدم وجود اسلحة بداخلها، وذلك على الرغم من أن هذا الأمر لا يعنيه (لا من بعيد ولا من قريب). .
ثم جاءت ساعة الفرج وسمحوا بعبور عشرين شاحنة فقط بعد فحصها وتفتيشها، وبعد فحص محركاتها واطاراتها وخزاناتها، وبعد تدقيق اوراقها. فتبين ان الكميات المنقولة لا تغطي 1 % من احتياجات غزة. وان بعض الشاحنات كانت شبه فارغة، وبعضها كانت محملة بأقل من 50 صندوق (كارتونة صغيرة)، وكانت بعض تلك الصناديق الكارتونية تحتوي على علبة دواء واحدة فقط. في حين كانت معظم المواد عبارة عن محارم وكمامات وقفازات وقناني مياه، وما إلى ذلك من المواد الكمالية. .
عن هذه المواقف المخجلة كتب أحدهم على صفحته في الفيسبوك. يقول: (وقفت بنفسي على محتويات الشاحنات الخاصة بالهلال الأحمر. والشاحنات المصرية، فوجدتها غير ضرورية وقليلة ولا تفي بالغرض، ولا تغطي الحاجة، ودون مستوى الطموح). .
اما الشاحنات الحوضية المحدودة التي وصلت غزة محملة بالوقود فلم تكن قادمة من مصر، وإنما قادمة من خزانات تابعة للأمم المتحدة موجودة داخل قطاع غزة في مكان قريب من المعبر. .
شيء آخر: بإمكان القارئ الكريم التأكد من كثافة السفن التجارية والحربية المتوجهة الآن نحو الموانئ الاسرائيلية وذلك من خلال الاستعانة ببرنامج (Marine Traffic App) وهو متاح على الشبكة الدولية. .
ختاماً: الاوضاع في غزة كارثية والامدادات شحيحة، والناس هناك يتعرضون للإبادة بالقصف والتجويع والتعطيش، والحرمان من ابسط مستلزمات الشفاء من الجروح والحروق والكسور. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
“اليونيسف”: ما يدخل غزة من القنابل والصواريخ أكثر بكثير من المواد الغذائية
#سواليف
قال الناطق باسم منظمة ” #اليونيسف ” جيمس إلدر، إن الوضع في قطاع #غزة يزداد سوءًا يومًا بعد آخر، في ظل #الحصار و #الهجمات_الإسرائيلية المستمرة.
وأضاف “الدر” في تصريحات إعلامية اليوم الأحد، أن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تعاني الأمرّين لتأمين وجبة يومية واحدة لأطفالها، حيث تدخل إلى غزة “كميات من #القنابل والصواريخ تفوق بكثير ما يدخل من #الأغذية”.
ووصف الحالة الإنسانية في القطاع بأنها “قاتمة ومروعة ومحطّمة للآمال”.
مقالات ذات صلةوأشار إلى أن الآمال التي ولدت عقب الحديث عن وقف لإطلاق النار في غزة تحسنت قليلًا، حيث شهدت المنطقة تدفقًا جزئيًا للمساعدات وتحسنًا محدودًا في إمدادات المياه والغذاء.
وتابع “إلا أن هذا التفاؤل ما لبث أن تلاشى، بعدما واجه القطاع حصارًا كارثيًا للمساعدات”.
وأضاف أن “سكان غزة يعيشون ليال قاسية تحت القصف، ويقضون أيامهم وهم يهربون من #الجوع و #الانفجارات”، مؤكدًا أن “كل ما عرفناه من قدرة الناس على التحمّل قد تحطم تمامًا”.
وأردف أن “العالم يبدو منشغلًا فقط برؤية الجرحى والحديث عن المساعدات، متجاهلًا العبء النفسي الهائل الذي يعيشه السكان، والواقع القاسي للعائلات التي تُجبر على النزوح مرارًا بعد فقدان كل شيء.
ولفت إلى أن العديد من الأسر تقيم في خيام منذ ستة أشهر، تحت نيران الدبابات، ويُجبرون الآن على الانتقال من جديد، مؤكدًا أن غزة تعيش هذا المشهد المأساوي منذ أكثر من 600 يوم.
وأشار إلى أن الأمهات يقضين يومين من دون طعام ليتمكنّ من توفير وجبة واحدة لأطفالهن.
وبين أن تقدير أعداد الأطفال الذين يموتون جوعًا يوميًا أو أسبوعيًا أمر بالغ الصعوبة في مثل هذه الظروف، لكنه شدد على أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يموتون “لأسباب بسيطة كان يمكن علاجها بسهولة”.
وأوضح أن “سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الطفل بسبب أمور بسيطة بمقدار 10 مرات. هذه هي الحلقة المميتة التي تقتل الأطفال. نقص الغذاء، تلوث المياه، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية”.
وحذّر من أن الوصول إلى المستشفيات لم يعد آمنًا للأطفال المرضى أو الذين يعانون من سوء التغذية، مؤكدًا أن المستشفيات نفسها لا تتوفر فيها المستلزمات الطبية الأساسية.
وقال إلدار: “ربما تصل نسبة المساعدات الإنسانية إلى 10% فقط مما يحتاجه الناس فعلا. تدخل إلى غزة كميات من القنابل والصواريخ تفوق كثيرًا ما يدخل من الأغذية”.
ونوه إلى أنه خلال فترة وقف إطلاق النار، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها الفلسطينيون من إنشاء 400 نقطة توزيع لتقديم المساعدات الإنسانية.
وأكد أنهم استطاعوا عبر هذا النظام الوصول إلى المحتاجين بشكل فعّال.
وانتقد “الدار” النظام الجديد لتوزيع المساعدات الذي يتم فرضه حاليًا في جنوب غزة من قبل “صندوق المساعدات الإنسانية لغزة” المدعوم من الولايات المتحدة و”إسرائيل”. ووصفه بأنه “عسكري الطابع” ويشمل فقط مواقع محدودة للتوزيع.
وأضاف “هذا النظام يؤدي يوميًا لسقوط ضحايا، حيث يُقتل أطفال فقط لأنهم كانوا يحاولون الحصول على علبة طعام”.
وتابع محذرًا: “الآن تم تصميم نظام من قبل إسرائيل عمدًا لدفع السكان من شمال القطاع إلى جنوبه، وهو يهدد بتقويض نظام توزيع المساعدات الفعّال الذي أنشأناه”.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، خلفت أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.