من زمن الشاه إلى عهد الخميني: كيف تحوّلت إيران من حليف استراتيجي لإسرائيل إلى خصم لدود؟
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يراهن على سقوط النظام الإيراني تحت وطأة التصعيد العسكري الأخير بين البلدين. ويُعيد هذا الطرح إلى الواجهة تاريخ العلاقة بين الجانبين: كيف تحوّلت من تحالف وثيق في عهد الشاه إلى عداء مفتوح منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979؟ اعلان
قال نتنياهو إن الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل قد تؤدي إلى تغيير النظام في طهران.
ولا تأتي تصريحات نتنياهو هذه من فراغ، بل تعكس تحولًا عميقًا في طبيعة العلاقة بين تل أبيب وطهران، بدأ منذ سقوط الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية. ولفهم أبعاد هذا التصعيد، لا بد من العودة إلى البدايات: حين كانت إيران حليفًا استراتيجيًا للدولة العبرية، قبل أن يتحوّل التقارب بينهما إلى صراع إقليمي مفتوح.
عهد الشاه: تحالف استراتيجي وتعاون واسعفي الحقبة الممتدة من عام 1925 حتى الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي في ثورة عام 1979، كانت العلاقة بين إيران وإسرائيل تتسم بالتقارب الكبير، لا العداء. رغم تصويت إيران عام 1947 ضد خطة تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة، فإنها أصبحت في عام 1949، بقيادة بهلوي، ثاني دولة ذات أغلبية مسلمة – بعد تركيا – تعترف رسميًا بإسرائيل.
وشهدت العلاقات الثنائية نموًا لافتًا في السبعينيات، مع تبادل السفراء وافتتاح تل أبيب لسفارة فعلية في طهران.
وأصبحت إيران أحد أهم موردي النفط للدولة العبرية، وتم إنشاء خط أنابيب مشترك لنقل النفط من إيران عبر إسرائيل نحو أوروبا.
كما ازدهرت التجارة بين البلدين، وتعاونت شركات بناء ومهندسون إسرائيليون في مشاريع داخل إيران. كذلك، سيرت شركة "العال" الإسرائيلية رحلات جوية مباشرة بين تل أبيب وطهران.
في المجال العسكري، تعاونت الدولتان في مشاريع سرية مثل مشروع "فلاور" بين عامي 1977 و1979 لتطوير صواريخ مشتركة، وشهدت العلاقات الأمنية مستوى غير مسبوق من التنسيق.
ما بعد الثورة الإسلاميةمع انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة المرشد الأعلى روح الله الخميني، تغير المشهد جذريًا، رغم أن بعض التقارير أشارت إلى أن العلاقات غير المباشرة استمرّت بعد الثورة لفترة محدودة، إذ باعت إسرائيل لإيران أسلحة بقيمة 75 مليون دولار في إطار عملية "Seashell" عام 1981.
وقدّر معهد "جافي" للدراسات الاستراتيجية أن حجم مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لإيران بين 1981 و1983 بلغ نحو 500 مليون دولار، في وقت كانت الحرب الإيرانية العراقية في أوجها.
غير أن إيران قطعت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل بشكل كامل، وأغلقت السفارة الإسرائيلية في طهران وسلمتها لمنظمة التحرير الفلسطينية. وبدأت مرحلة من العداء العلني، حيث امتنعت إيران عن قبول جوازات السفر الإسرائيلية.
Relatedالملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعاليةماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟ اختبار حاسم لقدرة أوبك+ على احتواء أزمة نفط محتملة حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟ومنذ ذلك الحين، لم تعترف إيران بشرعية الدولة العبرية، فيما صنّفت تل أبيب حليف الأمس كأحد أخطر التهديدات لاستقرار الشرق الأوسط. ووصف المرشد الإيراني علي خامنئي في كانون الأول/ ديسمبر 2000 إسرائيل بأنها "ورم سرطاني يجب إزالته من المنطقة".
وتطورت العلاقة من عداء سياسي إلى حرب ظل، حيث دعمت إيرانما يسمى ب"محور المقاومة" الذي يضم حركات مسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، والتي تنظر إلى إسرائيل كعدو رئيسي. ومن جهتها، عملت تل أبيب على إضعاف نفوذ إيران في الإقليم، خاصة عبر استهداف منشآتها النووية والعسكرية.
وشكل البرنامج النووي الإيراني محورًا رئيسيًا في هذا التصعيد. وبينما تؤكد طهران سلمية برنامجها، ترفض تل أبيب السماح لها بتطوير قدرات نووية، وقد تعرضت منشآت نووية إيرانية لهجمات نُسبت مباشرة أو ضمنيًا لإسرائيل. كما اغتيل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين في عمليات نُسبت للموساد.
وعلى مدار سنوات، اتخذت المواجهة بين الطرفين طابعًا غير مباشر عبر وكلاء أو ضربات متبادلة بالوكالة، حتى لحظة نيسان/ أبريل 2024، حين أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة بشكل مباشر باتجاه أراضي الدولة العبرية، ردًا على غارة إسرائيلية استهدفت قنصليتها في دمشق وأدت إلى مقتل ضباط في الحرس الثوري. وردّت إسرائيل حينها بهجوم مباشر على مواقع في محافظة أصفهان.
وشكّلت المواجهة العسكرية ذروة مسار طويل من الاشتباكات غير المباشرة بين البلدين، لكن فصلًا جديدًا بدأ فعليًا يوم الجمعة، 13 حزيران/يونيو 2025، حين شنّت الدولة العبرية هجومًا جويًا واسعًا على العاصمة طهران. وردّت إيران بضربات مباشرة تسببت بدمار غير مسبوق داخل إسرائيل، في تصعيد فتح باب المواجهة على مصراعيه، وسط تساؤلات كبرى حول مدى استمراره وتداعياته الأوسع على أمن واستقرار المنطقة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي هجمات عسكرية طهران علي خامنئي إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي حروب هجمات عسكرية صواريخ باليستية تل أبيب ضحايا الأمم المتحدة فی طهران تل أبیب ت إیران
إقرأ أيضاً:
إيران: نداء ترامب للسلام يتعارض مع تصرفات واشنطن العدوانية
قالت الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إحلال السلام في الشرق الأوسط تتعارض مع تصرفات الولايات المتحدة.
وأضافت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا) -تعليقا على ما ورد في خطاب ترامب في الكنيست الإسرائيلي أمس الاثنين- أن "الرغبة في السلام والحوار التي أعرب عنها الرئيس الأميركي تتعارض مع التصرفات العدوانية والإجرامية للولايات المتحدة تجاه الشعب الإيراني".
وتابعت "كيف يمكن لأحد أن يهاجم المناطق السكنية الآمنة والمنشآت النووية في بلد ما في خضم مفاوضات سياسية، ويقتل أكثر من ألف شخص، بمن فيهم نساء وأطفال أبرياء، ثم يدعي السلام والصداقة؟".
كما نددت الخارجية الإيرانية بـ"الاتهامات الباطلة والمزاعم غير المسؤولة والمخزية للرئيس الأميركي بشأن إيران في الكنيست الصهيوني بحضور مجرمي الإبادة الجماعية"، في إشارة إلى المسؤولين الإسرائيليين.
وكان الرئيس الأميركي قال في الكنيست إن واشنطن مستعدة لإبرام اتفاق مع إيران حينما تكون طهران مستعدة لذلك.
"لولا قصفنا منشآت إيران النوويةما كان ليحدث اتفاق غزة".. ترمب: أعتقد أن إيران ستنضم إلى الركب وهي تحتاج بعض المساعدة#الأخبار pic.twitter.com/dBGJi22p3z
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 13, 2025
وأشاد ترامب مجددا بالضربات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي، ودعا القادة الإيرانيين إلى نبذ من وصفهم بالإرهابيين، والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، قال الرئيس الأميركي إنه تحدث مع القيادة الإيرانية بعد الضربات على المواقع النووية، وأضاف أن طهران أرسلت إشارات على أنها منفتحة على الدبلوماسية.
واعتبر ترامب أن إيران لم يعد لديها برنامج نووي "بعد تدميره بالكامل"، قائلا إنه ليس قلقا تجاه إيران ويعتقد أنها تريد أن يكون لها اقتصاد جيد.
إعلانوهدد الرئيس الأميركي مرارا بضرب إيران مجددا في حال أعادت بناء برنامجها النووي الذي تقول الدول الغربية وإسرائيلية إنه فيه جانبا عسكريا سريا يستهدف تطوير أسلحة نووية، في حين تؤكد طهران أنه سلمي تماما.