ريف دمشق-سانا

تخلل الوقفة التضامنية التي أقامتها المحطة الثقافية في جرمانا بالتعاون مع فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب لقاء شعري عن الأدب المقاوم ركز على أهمية المقاومة،إضافة إلى معزوفات موسيقية ومعرض للخط العربي.

الدكتور غسان غنيم رئيس فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب الذي أدار اللقاء سلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة من عدوان الاحتلال الإسرائيلي، متطرقاً إلى الذكرى المئوية للشاعر نزار قباني من خلال طرحه لميزاته الثقافية وقراءة بعض نصوصه المتعلقة بالأدب المقاوم.

بدوره عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب الشاعر منير خلف ركز بنصوصه الشعرية على المقاومة، وأهمية الدفاع عن الوطن، والحرص على دعم الفلسطينيين بكل الوسائل ومن خلال الشعر أيضاً فقال..

ليس إلا الشهيد قاطف غيم .. جاعلاً مر.. ما رأيناه شهدا
مد كفا وقامة العز شدا .. وامتطى المجد صاعداً واستعدا
وارتدى شعلة الشموخ عزيزاً .. واصطفى سدرة المروءات فردا.

وأكد عضو مجلس الاتحاد الدكتور الشاعر نزار بريك هنيدي ضرورة دعم قضية فلسطين والمقاومة من خلال كلماته بقصيدة حنظلة التي ترمز إلى معاناة فلسطين بأسلوب فني وموضوع متوازن وعاطفي فقال:

“ليس إلا دمك المجبول بالطين يضيء الجلجلة .. فانتفض يا حنظلة .. لا تصدق أحدا ..
لا تنتظر من أحد شيئا .. قاوم .. لا تصدق أحدا .. لا تساوم .. ليس إلاك
فقاوم..”.

بينما قدم الفنان رياض قضماني معزوفات موسيقية على آلة العود، حيث أدى بعض ما كتبه نزار قباني من قصائد وطنية دفاعاً عن الوطن والمقاومة.

وتخلل اللقاء معرض فني للفنان الشاب رماح حمدان تضمن لوحات في الخط العربي كتب فيها نصوصاً للشاعر نزار قباني من شعر مقاوم وإنساني.

ورأت رئيسة المحطة الثقافية رمزاً خيو أن هذا النشاط برغم مصادفته الذكرى المئوية لولادة نزار قباني فهو دعم للمقاومة والنضال الفلسطيني، لأنه تضمن ما كتبه نزار عن النضال في مواجهة العدو إضافة إلى نصوص شعرية في الأدب المقاوم.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: نزار قبانی

إقرأ أيضاً:

هل هناك موت ثقافي في القدس؟

القدس ليست مدينة عادية، فهي مدينة مركزية للديانات، وتمتد حضارتها لآلاف السنين، تعاقبت عليها حضارات وثقافات متعددة، تمتلك تراثا معماريا متنوعا وهائلا، كما أن كونها محتلة من قبل الصهاينة، هذا يمنحها قداسة وأهمية مضاعفة في عيون العرب والفلسطينيين وأحرار العالم، هذه الأيام بالذات تشتد الهجمات على القدس من قبل محتليها، وتتنوع الهجمات ما بين مداهمات للمكتبات ومصادرة كتب كما حصل مع مكتبة عماد منى، في شارع صلاح الدين، قبل أشهر، وما بين مداهمة حفلات إحياء التراث الفلسطيني كما حدث قبل أسبوعين مع مسرح الحكواتي، حيث منع المحتلون هذا الحفل وطردوا الأطفال والعائلات، وأغلقوا المسرح.

نحن نعرف أن هناك شبه موت اقتصادي في القدس بفعل إجراءات الاحتلال وإغلاق المدينة أمام المدن الفلسطينية الأخرى، لكن هل هناك موت ثقافي؟ ثمة نقاش دائم حول ذلك، هناك من ينفي هذا الموت كالفنان المسرحي حسام أبو عيشة الذي قال لنا: أعتقد حازما أن في ذلك تجن على الحالة الثقافية في القدس، هناك الكثير من الحالات الثقافية المستمرة والمتقدمة رغم ظرف القدس المعروف، قد يكون أنه بعد السابع من أكتوبر حصل سبات ما وليس موتا، إذ لا عودة بعد الموت، على سبيل المثال لا الحصر هناك خمس (إنتاجات مسرحية جديدة في المسرح الوطني الفلسطيني، هناك عملان موسيقيان للمعهد الوطني للموسيقا وفرقة بنات القدس، هناك عروض (سينما فلسطين) كل أول شهر لشباب مخرجين ومصورين من القدس، هناك مؤسسات ثقافية مهمة نفخر فيها جميعا أبرزها: مؤسسة يبوس ومسرح الحكواتي، وغيرها.

رغم تحديات الاحتلال وإجراءاته القمعية وحصاره للثقافة والحياة فإن مسرح الحكواتي استطاع تقديم خدمة ثقافية مهمة للمسرحيين الفلسطينيين ولمتذوقي المسرح وأيضا للكتاب والشعراء الذين يديرون منذ سنوات طويلة ندوة شهرية اسمها (ندوة اليوم السابع)، أما مؤسسة يبوس فتعمل على إحياء البنية التحتية الثقافية في القدس من خلال ترميم وإعادة بناء سينما القدس التاريخية وتحويلها إلى بؤرة ثقافية متكاملة تحوي قاعات للحفلات والعروض والورش.

وقد أطلقت المؤسسة مهرجانات مهمة: مهرجان القدس ومهرجان الحكايات ومهرجان الفنون الشعبية وليالي رمضان، وهي نشاطات تسحر الجمهور وتنهض بالفن الفلسطيني.

كما تنظّم يبوس أمسيات أدبية وحفلات توقيع كتب، وندوات ثقافية اجتماعية وسياسية، ومعارض فنية، مما يساهم في خلق مناخ ثقافي مضيء. وتقدّم ورشات مسرحية وقصصية وفعاليات ترفيهية تخدم الأجيال الصاعدة وتطور الإبداع لديها).

لكن القاص المعروف محمود شقير له رأي آخر: نعم، مقارنة بما كانت عليه أحوال الثقافة في سبعينيات وثمانينيات القرن (العشرين، فإن تجلّيات الثقافة في القدس هذه الأيام ليست على النحو المطلوب، وذلك بسبب عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني في محاولات دائبة لتهويدها، وبسبب الحالة الأمنية المتردّية في المدينة، حيث تتضاءل حركة المواطنين عند الغروب أو قبله بقليل.

وثمة ضرائب باهظة تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين، فتجعل أحوالهم الاقتصادية صعبة، ما ينعكس سلبًا على الحالة الثقافية. ثم إنّ وباء كورونا ترك أثرًا سلبيًّا على الأنشطة الثقافية واضطر بعض الهيئات الثقافية مثل ندوة اليوم السابع إلى ممارسة نشاطها الأسبوعي إلى يومنا هذا عبر منصّة زووم، فيما يمارس المسرح الوطني الفلسطيني ومركز يبوس ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى أنشطة ثقافية لها حضورها النسبي إلى حدٍّ ما).

فجّر الفنان الفلسطيني المقدسي خالد الغول، فكرة الجفاف الثقافي في القدس، عبر اقتراحه الذي كرره أكثر من مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإنشاء مكتبة عامة، تخدم الناس والطلاب والباحثين والمثقفين، الفنان المقدسي العاطل عن العمل الآن (ليس عن الحلم والأمل)، بعد سنوات من خدمة الثقافة الفلسطينية عبر مؤسسة يبوس المقدسية الشهيرة، يجيب عن سؤال بداية لمعان الفكرة في قلبه: (لمعت شرارة المبادرة بالصدفة، وفي ظروف اجتماعية محضة.

ففي زيارة اجتماعية لجمعية أهلية تعنى بشؤون الناس الاجتماعية والثقافية في القدس. قال لي أحد العاملين فيها، إن مقر الجمعية المقامة سيتم هدمه ويتحول إلى بناية تجارية. وعرض عليّ أن آخذ الكتب والمخطوطات من المقر قبل هدمه. وبالفعل نقلت الكتب. وفي الأسبوع ذاته، طلب مني صديق بعض الروايات والدواوين الشعرية لابنه اليافع، الذي ما زال معنيًّا بقراءة الكتب المطبوعة ولم تسيطر عليه بعد عقلية التذوق للأعمال الأدبية من خلال التكنولوجيا الحديثة والرقمية.

وبعد أن زودت الفتى بالكتب التي طلبها، نشرت على صفحتي في "فيسبوك" طالبًا التبرّع بكتب تحت عنوان "نحو مكتبة أهلية عامة في القدس"، فلبّى الكثيرون من الأصدقاء الطلب، وانهالت عروض التبرع بالكتب والمساعدة، وما زلت منهمكًا في جمع الكتب والبحث عن مكان مناسب يلبّي الغرض).

القدس المقدسة تحتاج منا جميعا مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين، ومؤسسات أهلية ومن السلطة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسسات الثقافية العربية واتحادات الكتّاب العرب مزيدًا من الدعم والاهتمام لتعزيز هويتها، ووقف تهويدها.

مقالات مشابهة

  • السعودية تقصي فلسطين وتبلغ نصف نهائي كأس العرب
  • الزمالك يطلب تأجيل لقاء البلديه فى كأس مصر
  • صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية يشارك بالمؤتمر الخامس عشر لاتحاد النحالين العرب بشرم الشيخ
  • أحمد رحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • أحمد الرحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • تجربة فاخرة لاتحاد لاعبات التنس مع مرسيدس-بنز
  • هل هناك موت ثقافي في القدس؟
  • أبو جزر: بطولة كأس العرب فرصة لإبقاء اسم فلسطين حياً
  • علاج «ألفا» الجديد يُظهر نتائج واعدة لمرضى سرطان الغدة الدرقية المقاوم لليود المشع
  • قمة المجموعة الرابعة بكأس العرب 2025.. الجزائر تواجه العراق في لقاء حاسم ومباشر