أبوظبي في 25 أكتوبر /وام/ أعلن معالي نيل غراي، أمين عام مجلس الوزراء الاسكتلندي لاقتصاد الرفاهية والعمل العادل والطاقة، أن وفدا من 19 شركة اسكتلندية تركز على مبادرة صافي الانبعاثات الصفرية، سيبدأ اليوم الأربعاء، زيارة لدولة الإمارات تستمر يومين، في إطار مشاركة بلاده في أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ "COP28"، وقبل انعقاد منتدى المناخ العالمي في دبي الشهر المقبل.

وتتوافق زيارة الوفد الاسكتلندي، التي تأتي بدعم من منظمة التنمية الاسكتلندية الدولية وغرف التجارة الاسكتلندية، مع طموحات اسكتلندا في مؤتمر "COP28"، والتي تشمل الالتزام بالشراكة الدولية بشأن حلول تغير المناخ، وتوفير العمل العادل، وتحقيق النمو الاقتصادي الشامل.

وقال غراي: "لدينا الموارد والخبرات والطموح لتطوير تقنيات الطاقة الخضراء وتسريع عملية إزالة الكربون، ويتيح لنا مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "COP28" تأكيد التزامنا من جديد بتحقيق صافي صفر انبعاثات وتسليط الضوء على شركاتنا المبتكرة التي يمكن أن تساعد في تحقيق هذا الهدف، ويوضح ذلك حضور اسكتلندا كشريك مميز للشركات العالمية لتحقيق تطلعاتها المتمثلة بصافي صفر انبعاثات".

وأضاف: "كانت اسكتلندا أول دولة تعلن أن تغير المناخ هو حالة طوارئ عالمية في عام 2019، ونحن نواصل اتخاذ خطوات رئيسية لمزيد من العمل وتحقيق تأثيرات أوسع فيما يتعلق بتغير المناخ؛ إذ لا تستطيع أي دولة أن تحقق صافي صفر انبعاثات بمفردها، لذلك فإن التعاون الدولي يحظى بقدر كبير من الأهمية".

وتابع: "كانت دولة الإمارات أول دولة خليجية تلتزم بتحقيق صفر انبعاثات بحلول عام 2050 وهي سوق مهمة بالنسبة لاسكتلندا، كما أتطلع إلى مناقشة الفرص المتاحة لتعزيز التعاون في عدد من المجالات، ومن ضمنها تحول الطاقة والأهداف المشتركة لخفض الانبعاثات".

وأكد غراي أن الاستمرار في بناء التجارة والاستثمار يسهم بدور بالغ الأهمية في مساعدة اسكتلندا على بناء اقتصاد أكثر خضرة وعدالة ورفاهية، يضمن الفائدة لجميع العائلات والمجتمعات والشركات في مختلف أنحاء البلاد.

رامي سميح/ إبراهيم نصيرات

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: صفر انبعاثات

إقرأ أيضاً:

علماء يبتكرون بطاريات تتنفس ثاني أكسيد الكربون

أعلن فريق من الباحثين من جامعة سيري البريطانية عن خطوة مهمة نحو عالم أكثر استدامة تتمثل بنجاحهم في تطوير نموذج أولي مُحسّن لبطارية "ليثيوم-ثاني أكسيد الكربون".

يقول دانيال كوماندور الحائز على الزمالة البحثية في كلية الكيمياء والهندسة الكيميائية، والمتخصص في توليد الطاقة المستدامة وتخزينها "لقد انطلقنا نحو ابتكار تقنية بطاريات صديقة للبيئة، إذ تمكنّا من تحسين بطارية (ليثيوم-ثاني أكسيد الكربون) فهي لا تخزن الطاقة وحسب وإنما تختزن ثاني أكسيد الكربون أثناء ذلك".

نموذج أولي لبطارية الليثيوم-ثاني أكسيد الكربون (جامعة سيري) سر المُحفِّز الفعّال

يشرح كوماندور المشارك بإعداد الدراسة في تصريحات حصرية للجزيرة نت "لطالما عانت بطاريات (ليثيوم-ثاني أكسيد الكربون) من مشكلة في عكس ناتج التفاعل بين الليثيوم وثاني أكسيد الكربون المٌنتج لكربونات الليثيوم. ويحتاج عكسه (أي عكس مسار التفاعل) إلى محفز فعّال، وهو مادة كيميائية تخفض حاجز طاقة التفاعل العكسي".

وعلى عكس البطاريات التقليدية مثل (ليثيوم-أيون) تعتمد بطاريات (ليثيوم-ثاني أكسيد الكربون) على تفاعل كيميائي بين الليثيوم وغاز ثاني أكسيد الكربون لتكوين مُركب يُعرف باسم كربونات الليثيوم، وخلال هذا التفاعل تنطلق الطاقة اللازمة أو الكهرباء. وفي المقابل يُحتجز ثاني أكسيد الكربون من الجو داخل البطارية، أي أن البطارية كأنها "تتنفس" ثاني أكسيد الكربون أثناء تشغيلها.

إعلان

وتمثل عملية إعادة الشحن ضرورة لا غنى عنها للبطاريات من أجل تحقيق انتشار تجاري، لكن إعادة تحويل كربونات الليثيوم الناتجة إلى مكوناتها الأساسية عند إعادة شحن البطارية وقفت عائقًا منيعًا لفترة، لأنها تتطلب طاقة عالية.

بحسب الدراسة -التي نشرها الفريق في دورية "أدفانسد ساينس"- فالتفاعل الكيميائي صعب العكس يشبه صعود تل بالدراجة، بينما يعمل المحفز الفعّال في الكيمياء على تسطيح هذا التل، مما يسهل الوصول إلى القمة والاستمرار بسلاسة، أي يسهل من إمكانية سير التفاعل إلى الخلف مرة أخرى.

وقد نجح الباحثون في استبدال المحفزات المكلفة بمادة رخيصة نسبيًا تُدعى "فوسفوموليبدات السيزيوم" وتقدم خصائص تركيبية وكيميائية استثنائية.

ويقول كوماندور "إن فوسفوموليبدات السيزيوم أقل تكلفة، وتعمل كمحفز جيد لأن جزء الفوسفوموليبدات يُشكل سطحًا مثاليًا لتثبيت المتفاعلات عليه، أما السيزيوم فيُساهم في تثبيت البنية لدورات تشغيل طويلة المدى".

نجاح البطارية في إضاءة مصباح صغير (جامعة سيري) بطارية تتنفس السموم

بفضل استخدام هذا المحفز الجديد حافظت البطارية الجديدة على كفاءتها لأكثر من 100 دورة شحن وتفريغ، وهو رقم كبير نسبيًا لبطاريات الليثيوم-ثاني أكسيد الكربون التي عادةً ما تنهار بعد عشرات الدورات فقط. كما تمكّن الفريق من مراقبة التفاعل العكسي بدقة عبر تقنيات تصوير متقدمة.

ويعلق كوماندور "كان من اللافت رؤية مدى فعالية المُحفز في عكس تراكم كربونات الليثيوم بعد إعادة الشحن. ولاحظنا هذا بعد أن شحنّا البطارية ثم فتحناها لفحص القطب تحت المجهر الإلكتروني. لقد نجح في إزالة معظم ناتج التفريغ، مما يُظهر أن التفاعل سار عكسيًا بدرجة عالية".

وقد أظهرت النماذج الحاسوبية أن الطاقة اللازمة لتثبيت جزيئات ثاني أكسيد الكربون على سطح المحفز كانت أقل من تلك المرتبطة بالبلاتين، مما يدل على جودة سطح المحفز الجديد وقدرته على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتهيئته للتفاعل.

إعلان تحدي البطارية النظيفة

رغم النتائج الواعدة، يؤكد الفريق البحثي أن ثمة خطوات كثيرة قبل الوصول إلى منتج تجاري يُباع في الأسواق. وأبرز هذه التحديات تتعلق بظروف التشغيل الواقعية، ويشرح كوماندور "تكلفة المحفز كانت حاجزًا مهمًا يعوق التسويق التجاري، لكن التحدي الأكبر يكمن في اختبار البطاريات عند ضغط جزئي أقل لثاني أكسيد الكربون. فقد اختبرنا الخلايا عند ثاني أكسيد الكربون بضغط 1 بار، وهو ضغط مثالي".

والخطوة التالية هي معرفة ما إذا كانت ستعمل البطارية بشكل جيد عند 0.1 بار، حينها ستتمكن من التقاط ثاني أكسيد الكربون مباشرة من عوادم السيارات أو المصانع على سبيل المثال. أما عند 0.0004 بار فسيُمكن استخدامها لالتقاط ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء في أي مكان.

وتأتي إحدى الخطط المستقبلية للفريق البحثي في استبدال عنصر السيزيوم بعناصر أقل تكلفة، مما يُساهم في خفض الكلفة الإجمالية للبطارية دون التأثير على كفاءتها. ويضيف كوماندور "تجف الخلايا أيضًا لأنها مفتوحة، لذا نحتاج إلى تصميم أغلفة تسمح بدخول ثاني أكسيد الكربون دون أن يجف الإلكتروليت (الضروري في مكونات البطارية لإنتاج الطاقة والذي يؤدي جفافه إلى انهيار البطارية)".

وبعيدًا عن كوكبنا، يمكن أن يكون لبطاريات الليثيوم-ثاني أكسيد الكربون دور محوري في مهمات الفضاء طويلة المدى، خاصة على كوكب كالمريخ، حيث يُشكل غاز ثاني أكسيد الكربون نسبة 95% من غلافه الجوي، مما يجعله بيئة مثالية لهذه البطاريات.

إن ابتكار بطاريات الليثيوم-ثاني أكسيد الكربون ليس مجرد تطوير تقني، بل يمثل قفزة نوعية في ربط الحلول البيئية بتقنيات تخزين الطاقة. إنها معادلة مثالية لعالم يعاني من أزمات المناخ والطاقة في نفس الوقت.

مقالات مشابهة

  • جلالة السُّلطان يتلقى اتصالًا من المستشار الألماني لبحث تطورات المنطقة
  • ماكرون يؤجل مؤتمر حل الدولتين .. تفاصيل
  • 16 دولة تدق ناقوس الخطر لمواجهة التغيرات المناخية على خلفية مؤتمر "كوب 30"
  • طارق صالح يشدد على تسريع إنجاز مشروع مياه الشيخ زايد لتخفيف معاناة سكان تعز
  • علماء يبتكرون بطاريات تتنفس ثاني أكسيد الكربون
  • 7 دول تستفيد من برنامج لخفض انبعاثات الصناعة
  • مراكش تحتضن مؤتمر الطب الإشعاعي لبحث دور الذكاء الاصطناعي في تشخيص السرطان
  • مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات يحرز تقدمًا في حماية أعالي البحار
  • نورة الكعبي تشارك في منتدى أوسلو 2025
  • مصر تشارك في بناء القدرات ونقل التكنولوجيا لأفريقيا بمؤتمر الأمم المتحدة للمحيط بفرنسا