دينا محمود (الخرطوم، لندن)

أخبار ذات صلة مايك جونسون رئيساً لمجلس النواب الأميركي محمد الشرقي يؤكد أهمية تطوير مهارات الكوادر الوطنية

تستأنف المفاوضات بين القوات المسلحة السودانية، وقوات «الدعم السريع»، برعاية أميركية - سعودية في جدة، بحسبما أعلن الجانبان أمس.
ومنذ 15 أبريل، سقط أكثر من 9000 قتيل، وفق حصيلة للأمم المتحدة، كما ترك أكثر من 5،6 مليون سوداني منازلهم ونزحوا داخل بلادهم أو لجأوا إلى دول مجاورة.

 
وأكدت القوات المسلحة السودانية في بيان أنه «استجابة لدعوة كريمة من دولتي الوساطة بمنبر جدة (المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأميركية) باستئناف العملية التفاوضية مع قوات الدعم السريع، وإيماناً من القوات المسلحة السودانية بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الأزمة، قبلنا الدعوة بالذهاب إلي جدة». لاحقا أفاد بيان لقوات الدعم السريع بوصول وفدها إلى جدة لاستئناف التفاوض.
وتلقي تداعيات الأزمة السودانية الممتدة من 6 أشهر تقريباً بتأثيرات سلبية على دول الجوار، وسط توقعات أممية بأن يصل عدد الفارين إلى تشاد إلى 600 ألف شخص بحلول نهاية العام الجاري. 
ويحذر خبراء في الشؤون الأفريقية، من تفاقم التبعات التي يُخلّفها هذا التدفق المتواصل للاجئين، على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والمعيشية في الأراضي التشادية.
فالمناطق الشرقية من هذا البلد، استقبلت على مدار الشهور الـ6 الماضية، قرابة 490 ألف شخص، وهو ما اعْتُبِرَ تدفقاً غير مسبوق سواء للسودانيين الهاربين من ويلات القتال في وطنهم، أو للتشاديين العائدين إلى بلادهم من هناك، على إثر اندلاع المعارك في منتصف أبريل الماضي.
وتفرض استضافة هذا العدد، ضغطاً كبيراً على الموارد المحدودة من الأصل، التي يعتمد عليها التشاديون للبقاء على قيد الحياة، خاصة وأن 5.7 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي. كما أن تدفق اللاجئين والعائدين التشاديين من السودان، أدى إلى نزوح بعض مواطني تشاد أنفسهم، وقد يُنذر ذلك، وفقاً للخبراء، بزعزعة الاستقرار على الساحة الداخلية التشادية، وهو ما يوجب إيلاء اهتمام أكبر بالمناطق المُضيفة للفارين من الأزمة السودانية.
ويتزامن ذلك مع تواصل عجز وكالات الإغاثة الدولية، عن توفير الميزانية اللازمة، لتقديم إمدادات إنسانية حيوية، للمحتاجين إليها في تشاد. فحتى الآن لم يتم تدبير سوى 25 % من هذه الميزانية، البالغ قوامها أكثر من 920 مليون دولار.
وفي تصريحات نشرتها إذاعة «صوت أميركا» على موقعها الإلكتروني، أكدت فيوليت كاكيوميا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في تشاد ومسؤولة الشؤون الإنسانية هناك، أن مواطني هذا البلد، مروا للتو بالفترة الأسوأ لتدني مخزوناتهم من الغذاء منذ عقد من الزمن، وهو ما يحول دون أن يتمكن السكان، من تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
ويُعزى ذلك جزئياً إلى أن تشاد، تُصنَّف من بين أكثر دول العالم، تأثراً بتبعات التغير المناخي، في ظل معاناتها من موجات جفاف ممتدة وفيضانات مدمرة، تضرر منها ما يزيد على سبعة ملايين شخص، من أصل 18 مليون نسمة، هم إجمالي عدد السكان في البلاد.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أزمة السودان الجيش السوداني السودان جدة السعودية أميركا قوات الدعم السريع الدعم السريع

إقرأ أيضاً:

هل طلبت واغادوغو دعمًا عسكريًا من أنجمينا؟ تضارب الروايات يثير الجدل

 

 

في ظل تصاعد التوترات السياسية والأمنية التي تشهدها بوركينا فاسو، عاد الجدل مجددًا إلى الواجهة بعد تقارير صحفية تحدثت عن طلب من الرئيس البوركينابي إبراهيم تراوري إلى تشاد بإرسال 200 جندي لتعزيز أمنه الداخلي، في أعقاب إحباط محاولة انقلابية جديدة نهاية أبريل الماضي، هي الخامسة منذ تولي تراوري السلطة في عام 2022. 
ولكن الرئاسة التشادية سارعت إلى نفي تلك التقارير، ووصفتها بالمغلوطة، مؤكدة في بيان صادر عن إدارة الإعلام أنها لم تتلق أي طلب رسمي من بوركينا فاسو.

انقلابات متكررة أم تصفيات داخلية؟

منذ صعوده المفاجئ إلى الحكم، يتعرض النقيب إبراهيم تراوري لمحاولات انقلاب متكررة وسط غموض يلف تفاصيلها، الأمر الذي يدفع بعض المراقبين للتشكيك في الرواية الرسمية، معتبرين أن ما يجري هو أقرب إلى "محاولات تطهير" داخل المؤسسة العسكرية، تستهدف إقصاء ضباط يُعتقد أنهم مقربون من النظام السابق أو من فرنسا موفق موقع جيسكا.

وقد طالت الاعتقالات شخصيات عسكرية ومدنية بارزة، من بينها القائد السابق للجيش إيفراد سومداه، ووزيرة الخارجية السابقة التي أقيلت في ديسمبر الماضي. وبحسب تقارير محلية، فإن تلك الإجراءات تأتي ضمن مساعي تراوري لإعادة هيكلة الجيش وفق رؤية سياسية جديدة، تبتعد عن الإرث الفرنسي وتقارب موسكو.

فرنسا في مرمى الاتهام الدائم

تشير بيانات الحكومة البوركينابية في كل محاولة انقلابية معلنة إلى "أصابع خارجية"، من دون تسميتها صراحة، لكن غالبًا ما يُفهم أن المقصود بها هو فرنسا. ورغم غياب الأدلة، فإن أنصار تراوري يرون أن باريس لا تزال تسعى للحفاظ على نفوذها في الساحل الأفريقي، بعدما فقدته لصالح قوى جديدة مثل روسيا والصين.

وفي الانقلاب الأخير، تحدثت الحكومة عن تمويل خارجي لمنظمات مدنية بغرض دعم الانقلاب، ما اعتبره أنصار السلطة إشارة إلى دعم فرنسي غير مباشر.

تشاد.. شريك أم طرف محايد؟

رغم نفي أنجمينا السريع، فإن إثارة اسم تشاد في هذا السياق تطرح علامات استفهام حول طبيعة العلاقة الأمنية بين البلدين، لا سيما أن تشاد لا تُعد جزءًا من "تحالف دول الساحل" الجديد، الذي يضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

ومع ذلك، تُعد تشاد لاعبًا محوريًا في المعادلة الأمنية للمنطقة، وكانت شريكًا رئيسيًا في مجموعة الساحل الخمس سابقًا، ولها سجل طويل من التدخلات العسكرية الإقليمية.

اللافت أن رئيس الوزراء التشادي الأسبق وزعيم المعارضة البرلمانية باهيمي باتاكي أبدى استغرابه من سرعة نفي الحكومة، مشيرًا إلى أن "الطريقة التي تعاملت بها أنجمينا مع المسألة تفتح الباب أمام التكهنات حول ما يجري في الكواليس".

تقارب ثنائي وتنسيق غير مكتمل

شهدت العلاقات بين واغادوغو وأنجمينا تحسنًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، وتُوّج هذا التقارب بلقاء الرئيسين تراوري وديبي خلال فعاليات مهرجان "فيسباكو" السينمائي في فبراير 2025.

وناقش الطرفان التعاون الأمني وقضايا السيادة ومكافحة النفوذ الاستعماري. لكن رغم ذلك، لم تتطور العلاقة بعد إلى شراكة استراتيجية، بل لا تزال خاضعة لتقلبات الأوضاع الداخلية والخارجية.

يُذكر أن تشاد سبق أن نشرت قوات عسكرية في مثلث الحدود مع مالي والنيجر وبوركينا فاسو، في إطار جهود مكافحة الجماعات المتطرفة، كما أرسلت قوات إلى النيجر والكاميرون وشاركت في قوات حفظ السلام في مالي منذ عام 2013.

تحالفات متبدلة ومصالح متشابكة

في ظل احتدام التحديات الأمنية في منطقة الساحل، تسعى دول مثل بوركينا فاسو إلى إعادة تشكيل تحالفاتها بعيدًا عن النفوذ الفرنسي، عبر تقارب مع موسكو ودول أخرى مثل تركيا والصين. أما تشاد، فتبدو أكثر حذرًا في تعاطيها مع الملفات الأمنية، إذ تحاول الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها الدولية.

وإذا كانت التقارير الصحفية الأخيرة حول إرسال قوات تشادية غير مؤكدة حتى اللحظة، إلا أن أثرها لا يمكن تجاهله، إذ ستلقي بظلالها على طبيعة العلاقة بين البلدين، وقد تُعد اختبارًا حقيقيًا لمتانة التنسيق الأمني بينهما في ظل وضع إقليمي محفوف بالمخاطر.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة النفط تعلن معدلات الإنتاج خلال 24 ساعة: أكثر من 1.37 مليون برميل نفط خام
  • اختطاف رئيس وزراء تشاد السابق من منزله.. فيديو
  • الإعيسر: استئناف عمل القنصلية السودانية في دبي تم وفقاً لاتفافية فينا
  • مقتل وإصابة العشرات في اشتباك دموي جنوب غرب تشاد
  • عشرات القتلى باشتباكات في تشاد
  • السودان يمدد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد
  • «أصيب فيها 3 أشخاص».. استمرار حبس طرفي مشاجرة بالأسلحة في المرج
  • بريطانيا: قدمنا منذ 2015 أكثر من 1.5 مليار جنيه إسترليني لمواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن
  • هل طلبت واغادوغو دعمًا عسكريًا من أنجمينا؟ تضارب الروايات يثير الجدل
  • رئيس الأساقفة يُنصبّ أسقفًا جديدًا لأبروشية شمال أفريقيا