إيران تنفي استئناف المفاوضات: ليس لدينا أي موعد لقاء مع الأمريكيين
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
إيران تنفي استئناف المفاوضات: ليس لدينا أي موعد لقاء مع الأمريكيين.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق الانتخابات القمة العربية أحمد الشرع نيجيرفان بارزاني سجن الحلة محافظة البصرة الدفاع بابل بغداد دهوك اقليم كوردستان اربيل المياه السليمانية اربيل بغداد انخفاض اسعار الذهب اسعار النفط أمريكا إيران اليمن سوريا دمشق دوري نجوم العراق كرة القدم العراق أهلي جدة النصر الكورد الفيليون مندلي احمد الحمد كتاب محسن بني ويس العراق الحمى النزفية غبار طقس الموصل يوم الشهيد الفيلي خانقين الانتخابات العراقية ترامب إيران النووي المفاوضات التخصيب الأمريكيين
إقرأ أيضاً:
لم تكن إيران في حجم اللعبة
آخر تحديث: 28 يونيو 2025 - 10:16 صبقلم:فاروق يوسف فتحت إيران بردها الرمزي على القصف الأميركي الباب على المفاوضات. لقد انتهت الحرب. ذلك ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى القول “آن أوان السلام” وهو يقصد أن إيران قد تلقت الدرس وفهمت ما انطوى عليه من معان قاسية. ما فعلته إيران لا يخرج بعيدا عن ذلك السياق. لقد قبلت بوقف إطلاق النار مع إسرائيل على الرغم من أن الضربة التي دفعت بها للشعور بالخطر الأكبر كانت أميركية. قبل الضربة الأميركية كانت إيران تهدد باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة فيما إذا تأكد لها أن الولايات المتحدة تساهم بشكل مباشر في الحرب. لكنها لم تفعل ذلك بعد أن تعرضت لضربة أميركية استهدفت ثلاثا من منشآتها النووية، إلا بطريقة كشفت عن أنها لا تسعى إلى رد الاعتبار إلا بأسلوب معنوي بحيث أنها أبلغت قطر بموعد الضربة ومن الطبيعي أن تكون قطر قد أبلغت قاعدة العديد بذلك الموعد. لذلك تم اصطياد الصواريخ الإيرانية كلها ما عدا واحد تُرك ليسقط في منطقة خالية. في كل حساباتها لم تخطط إيران أن تكون طرفا مباشرا في الحرب ضد إسرائيل. كان مخططها يقوم على استمرار حرب وكلائها. وهي حرب لا تستنزفها ولا تعرض نظامها للخطر كما أنها لا تهدد مصالحها، على الأقل في العراق. أما وقد صنعت إسرائيل منها جبهة للحرب من خلال استهداف مشروعها النووي فقد بات واضحا أنها صارت عارية من الغطاء الذي كان يمثله حزب الله بدرجة أساس والميليشيات الأخرى في العراق واليمن بدرجة أقل. لم يعد هناك ما يكفي لكي تظل إيران خارج اللعبة التي تديرها.
اللعبة التي تستعد إيران لخوضها لن تكون في صالحها لأن الحكم سيكون إسرائيليا، ولم يكن ذلك ليحدث لو أنها تعاملت بشكل جاد مع مفاوضات رعتها سلطنة عمان بطريقة مهنية ناجحة
وعلى الرغم من أنها مدججة بالسلاح ومستعدة لأيّ حرب دفاعية تقليدية غير أن الضربات الإسرائيلية الخاطفة أثبتت أن إيران دولة مُخترقة أولا، كما أنها ضعيفة على مستوى تقنيات دفاعها ثانيا، وهي لا تملك السلاح الذي يُدهش بدقة إصابته لأهدافه النوعية. لقد قصفت إيران الأراضي الفلسطينية المحتلة ولكنها هدمت بنايات وقتلت مدنيين. وفي ذلك ما يكشف عن ضعفها في مواجهة الهجمات الإسرائيلية التي تميزت بدقتها النوعية. فكرة السلام الإيراني قائمة أصلا على الاستسلام لشروط ترامب لبدء المفاوضات. لقد أخطأت إيران بتأخرها عن القبول بتلك الشروط التي تضمنتها رسالة ترامب إلى علي خامنئي. ولهذا دفعت ثمن ذلك التأخر. تأخرت لأنها لم تفهم أن العالم الذي تحاربه كان قد تغير. وهو ما يعني أن إيران تجهل أعداءها. وهي حين تحارب فإنها تتجه إلى جبهات لم يعد لها وجود. ولكن النتائج السريعة التي أسفر عنها القصف الأميركي قد لا تشكل نهاية حقيقية للّعبة من وجهة نظر إيرانية على الرغم من أن الرئيس الأميركي قد رحّب بالإقرار الإيراني بضرورة الانتقال سريعا من ساحات الحرب إلى قاعات المفاوضات. ولأن إسرائيل وهي الطرف الأول المعني بالحرب لا تثق بالسياسة الإيرانية وهي على حق فإنها لم تتخذ موقفا مرحبا شبيها بالموقف الأميركي وظلت متمسكة بحذرها. فهي وإن لن تشترك في المفاوضات بشكل مباشر فإنها ستراقبها لحظة بلحظة ولن يتمكن الطرف الأميركي من اتخاذ أيّ إجراء لا يخدم سياستها ولا يدخل ضمن أجندتها الخاصة بإيران التي لم يعد خطرها مقتصرا في مشروعها النووي بل تجاوزه إلى مشروعها التوسعي في المنطقة. ما لا ترضى به إسرائيل لن تقدم عليه الولايات المتحدة. ذلك لأنه بعد المشاركة الأميركية الفعلية في الحرب صار حساب الطرفين حسابا واحدا. وهو ما لم تكن إيران تسلّم به لولا وجود ترامب على رأس الإدارة الأميركية في البيت الأبيض. وهي إذ تذهب إلى المفاوضات هذه المرة فإنها تعرف أن لغتها الملتوية والمتحذلقة ومحاولتها سرقة الوقت لن تنفع في شيء. هناك شرطي يقف خارج قاعة المفاوضات معني بكل ما يجري في تلك القاعة. إسرائيل هي ذلك الشرطي المستعد لتنفيذ الحكم الذي تم التصديق عليه أميركيا في وقت سابق.ستجد إيران نفسها أمام حائط أصم. اللعبة التي تستعد إيران لخوضها لن تكون في صالحها لأن الحكم سيكون إسرائيليا. ولم يكن ذلك التحول ليحدث لو أنها تعاملت بشكل جاد مع المفاوضات التي كانت سلطنة عمان ترعاها بطريقة مهنية ناجحة. وهو ما يعني أن إيران خذلت نفسها حين تصرفت سياسيا كما لو أن العالم من حولها لم يتغير. ولا أعتقد أن العقل السياسي الإيراني حتى بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية سيكون موفقا في اقتناص فرصة السلام التي ستكون أضيق من كل الفرص السابقة.