داعش حماس..مقدّمة لحرق غزة ؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
صراحة نيوز- د إعلام حمزة الشيخ حسين
تعتبر حركات المقاومة ضد الأحتلال إرهابًا، فيما يعتبر إرهاب المحتل الصهيوني حربًا”. علينا تذكّر هذا القول الصهيو الغربي دائمًا، فليست هذه المرّة الأولى الّتي توصف فيها حركة حماس كحركة ارهابية ، بل هي مصنّفة دائماً لدى إسرائيل وامريكا ، وهي كذلك بالنسبة للنظام العالميّ دوماً.
غير أنّ وصم حماس بالإرهاب من قبل إسرائيل وامريكيا المتماهية مع الأولى في حربها اليوم، لم يعد يفي بالغرض، والآن توصف حماس على أنّها (داعش) أو (داعش الثاني) ..خصوصًا بعد هجوم (طوفان الأقصى) في ٧ اكتوبر على مستوطنات ما يعرف بغلاف غزّة، وعدد القتلى الّذي أسفر عنه هذا الهجوم، لتشنّ إسرائيل بكامل قوتها ، بقادتها وساستها وماكينتها الإعلاميّة ، حملة بوصم حماس (داعش ) من أجل تبرير جرائمها الوحشية القذرة بحق غزّة وأهلها.
لقد تبنّت امريكا ، رواية إسرائيل عن هجوم يوم السابع من أكتوبر بكاملها، ورغم أنّ مصدرًا في البيت الأبيض أكّد لـ”واشنطن بوست” أنّهم لم يطلعوا على أدلّة، لما يروّج له نتنياهو عن ممارسات مقاتلي حماس من “حرق جثث قتلى المستوطنات اليهود وقطع رؤوسهم”، إذ تبيّن زيف هذا التلفيق، إلّا أنّ البروباغندا الإسرائيليّة والأميركيّة عملت، وما زالت، على بعث حركة حماس في مخيال المجتمعات الغربيّة ، والعالم عمومًا، بوصفها “داعش” بنسخة فلسطينيّة – غزيّة سعت وتسعى لإبادة إسرائيل وشعبها .
تكثّفت حملة إسرائيل على حماس في هذه الأيّام للصق صفة داعش بِها غير أنّ أدبيّات هذه اللصق بحماس تعود إلى ما قبل ذلك، منذ أن ولد تنظيم “الدولة الإسلاميّة في العراق والشام (داعش) ..سنة 2014، حيث داومت هذه الأدبيّات على مدار ما يقارب عقدًا من الزمن، عبر جملة من التقارير والدراسات الصهيونيّة، على تقصّي وخلق “أوجّه شبه وروابط” تجمع ما بين حركة حماس ، وتنظيم داعش، علمًا بأنّ خبراء الدولة العبريّة، وباحثوها الصهاينة وإعلامها يفهمون حقّ الفهم التاريخيّ شكل تكوين حماس، بوصفها حركة أصيلة أنجبها المجتمع الفلسطينيّ الشقيق ، في سياق ولادة وتمدّد الإسلام السياسيّ في المنطقة العربيّة منذ سبعينيّات القرن الماضي، ومن هنا جاء حديث بعض الصهاينة ، في ظلّ الحرب العدوانيّة الشرسة القائمة على غزّة عن ضرورة العودة إلى ما قبل عام 1987م أي عام ولادة ونشأة حركة حماس.
والقضاء على وجود حركة حماس هو مطلب وغرض أساسي من هذه الحرب القذرة ، وهذا ما تسعى إليه حملة إسرائيل التعبويّة وبما أوتيت من تلفيق ، وافتراء وكذب لوصف داعش حماس كمقدّمة، من أجل تحويل غزّة إلى مدينة ركام.
تسعى إسرائيل عبر ماكينتها الدبلوماسيّة والإعلاميّة الضخمة تعبئة وتجنيد العالم الغربيّ للوقوف في صفّها، في حربها القذرة على غزّة، على طريقة التحالف الدوليّ بقيادة امريكيا الّذي تشكّل من أجل القضاء على “داعش”، وتدمير القوى المحسوبة على محور المقاومة في أكثر من حملة عسكريّة على مدار السنوات الماضية، وأزال مدنًا لبنانية على بكرة أبيها، منها مدينة بيروت الضاحية الجنوبية ، الّتي جاء الصهاينة ،على أهلها بالنار والفسفور الاحمر والابيض ، والدخان.
لم تكن إسرائيل تقتص من بعض المدن اللبنانية ؛ لأنّ حزب الله قد تحصّن فيها، بقدر ما كان ذلك عقابًا لها، بوصفها حواضن اجتماعيّة وسياسيّة رافضة للاحتلال الصهيوني للاراضي اللبنانية، وعلى المسطرة ذاتها، تشتغل اليوم إسرائيل في حربها على غزّة، إذ تقتصّ من أهلها؛ لأنّهم الحاضنة الشعبية لمشروع رفض الاحتلال وحصاره تحت قيادة حركة حماس وباقي فصائل المقاومة في غزّة؛ مع تشديدنا على أوجه الفرق ما بين الحالتين، حماس وتنظيم الدولة (داعش)، حيث لا مقارنة ممكنة بينهما إلّا بغرض النيل من الأولى بوصمها بالثانية.
أكاذيب وافتراءات عبر ادّعاءات “حرق جثث، وقطع رؤوس” المستوطنين القتلى في مستوطنات غزّة، وإن كان قتل المستوطنين غير المجنّدين قد وقع فعلًا، وكان كبيرًا خلال الهجوم. وكذلك تشديد امريكا في حديثها على لسان قادتها وساستها عن قتلى ورهائن أميركيّين، ومن جنسيّات أجنبيّة أخرى من بين الرهائن المقتادين إلى غزّة على أثر الهجوم، ليس إلّا محاولة حثيثة من قبل الأميركيّين، ومن قبلهم إسرائيل، تسعى إلى تصميم صورة لحماس وغزّة أسوة بتلك الصورة الّتي جرى تصميمها من قبل حول الحركات المقاومة في المنطقة ، بغرض تبرير حربهم وتعبئة الرأي العامّ العالميّ لصالح الصهاينة .
يستغلّ الاحتلال الصهيوني اليوم هجوم “طوفان الأقصى” على المستوطنات في خنق غزّة، وليس غلافها كما تسمّيه إسرائيل، وذلك من أجل جرد حسابها كاملًا مع غزّة، ومرّة واحدة وللأبد، هذه المرّة، كما يزعم الصهاينة ، وهذا يتطلّب أوّلًا وآخرًا بالنسبة لإسرائيل، نزع هجوم يوم ٧ اكتوبر من سياقه المتّصل بسرديّة سؤال حصار غزّة القائم منذ نحو عقدين من الزمن؛ وأيضًا، فصل حماس كحركة مقاومة عن بنية تشكيلها سياسيًّا واجتماعيًّا إلى حيث تصنيفها بداعش ، ثمّ القضاء عليها دون الاكتراث لتركيم غزّة على بكرة أبيها، طالما أنّ وصم حماس ,,داعش ,,كفيلة بتجنيد دعم الرأي العامّ العالميّ، أو تحييده على الأقلّ.
كما لا يفوت الصهيونية في ظلّ ردّها وشنّها حربها على “طوفان الأقصى” استحضارها لسرديّة المحرقة، إذ يكاد لا يخلو أيّ خطاب صهيونيّ رسميّ، دبلوماسيّ أو إعلاميّ هذه الأيّام، من التذكير والتأكيد على أنّ هجوم “طوفان الأقصى” سابقة تاريخيّة بحقّهم منذ سنة 1945، أي عام خلاصهم من الحرب والمحرقة البشعة الّتي ارتكبها النازيّون بحقّ يهود ألمانيا وأوروبا عمومًا.
كلّ هذه البروباغندا، ليست إلّا مقدّمة تحاول الصهيونية عبرها تبرير ما فعلته وما سوف تفعله وستفعله آله الحرب والبطش الاسرائيليةفي أبناء وبنات وأطفال غزة في هذه المرحلة القائمة .
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة طوفان الأقصى حرکة حماس من قبل من أجل
إقرأ أيضاً:
كيف أضعفت إسرائيل حلفاء إيران في الشرق الأوسط قبل الضربة الأخيرة؟
مهّدت إسرائيل لهجومها الأخير على إيران عبر سلسلة تحركات عسكرية استباقية منذ خريف 2023، استهدفت من خلالها تقليص قدرات الحلفاء الإقليميين لطهران، لا سيما حزب الله وحماس والحوثيين. اعلان
لم يكن الهجوم الإسرائيلي اليوم على إيران حدثًا منفصلًا عن سياق إقليمي أوسع، بل جاء تتويجًا لسلسلة من التحركات العسكرية والأمنية التي بدأت منذ خريف 2023، واستهدفت ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، المكوّن من مجموعات مسلحة متحالفة مع طهران في مناطق عدة من الشرق الأوسط.
حزب الله: الجبهة المنهكةكان حزب الله اللبناني، تاريخيًا، أحد أبرز حلفاء إيران وأكثرهم فاعلية ميدانيًا. إلا أن جولة القتال التي اندلعت عقب هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أدت إلى تغيّر كبير في التوازن. فتح الحزب جبهة الجنوب اللبناني دعمًا لغزة، إلا أن المواجهات المستمرة على مدى أكثر من عام أضعفت بنيته القتالية، وأفقدته عدداً كبيراً من قياداته وعلى رأسهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، مع تضرر كبير في ترسانته ومراكزه، ولا سيما في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.
وبموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أميركية، وافق الحزب على سحب قواته من المناطق الحدودية جنوب الليطاني، في مقابل انتشار الجيش اللبناني. وعلى الرغم من استمرار الضربات الإسرائيلية المتفرقة، لم يصدر عن الحزب رد عسكري.
سوريا: تغيّر المعادلةلطالما مثّلت سوريا، منذ اندلاع النزاع فيها عام 2011، نقطة عبور استراتيجية للدعم الإيراني لحزب الله. لكن مع تطورات السنوات الأخيرة، وتراجع نفوذ النظام في مناطق عدة، شنّت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، مستهدفة نقاط انتشار ومستودعات سلاح تابعة لإيران أو لحلفائها.
وقد ساهم هذا الضغط المتواصل في تقييد حركة الإمداد ونقل السلاح، ما أثّر بشكل مباشر على قدرة طهران على تعزيز أدواتها العسكرية في الساحة السورية أو عبرها.
وشكّلت الإطاحة بحكم بشار الأسد ضربة أخرى موجعة لحزب الله، بعدما كانت السلطات في دمشق وقتها تسهّل حركة مقاتليه ونقل الأسلحة إليه من طهران. ومنذ سسقوط النظام في ديسمبر الماضي، شنّت اسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية في سوريا.
Relatedالموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّة ضد الجمهورية الإسلاميةهل وضعت إسرائيل جيران إيران من العرب في موقف محرج؟ما هي المواقع والشخصيات التي استهدفتها إسرائيل في ضرباتها ضد إيران؟العراق: حياد حذرفي المشهد العراقي، ورغم الارتباط السياسي لبعض الفصائل المسلحة بإيران، حافظت بغداد على سياسة الحياد النسبي. ورغم تنفيذ فصائل عراقية محدودة لضربات تجاه إسرائيل أو قواعد للتحالف الدولي، فإن نطاق تلك العمليات بقي محصورًا، ولم يتحول إلى جبهة فعلية.
حماس: عزلة وتراجع في القدراتشكل الهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023 لحظة مفصلية في الصراع. غير أن الرد الإسرائيلي جاء واسعًا وقاسيًا، مدمّرًا جزءًا كبيرًا من البنية العسكرية والسياسية للحركة داخل قطاع غزة. وبينما تراجعت قدرات حماس الميدانية وتحوّلت إلى حرب الأنفاق، فإن الحصار الجغرافي والدقة في الرد الإسرائيلي على أي إطلاق نار، جعلا هامش تحركها محدودًا.
ورغم إداناتها للضربات على إيران، تبدو حماس اليوم في موقع دفاعي، دون القدرة على تغيير المعادلة الميدانية بشكل مباشر.
الحوثيون: الطرف المتبقي في المعادلةمن بين كل حلفاء إيران في المنطقة، يبدو أن جماعة الحوثي في اليمن تحتفظ بنشاط ميداني مستمر، لا سيما من خلال استهداف السفن والمصالح البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر. وقد أثبتت الجماعة قدرتها على تنفيذ عمليات نوعية، رغم الضربات الإسرائيلية والأميركية ضدها. إذ يُنظر إليها، في ظل الظروف الراهنة، على أنها لاعب إقليمي فاعل لا يمكن تجاهله.
إذا، لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران سوى ذروة مسار طويل من التحجيم الميداني لأذرعها في الإقليم. فمن لبنان إلى غزة، مروراً بسوريا والعراق واليمن، اتبعت تل أبيب سياسة مركّبة تهدف إلى تفكيك الحزام العسكري الإقليمي المحيط بالجمهوريةالإسلامية قبل توجيه الضربة المباشرة. وفي حين أن المعادلة لا تزال مفتوحة على احتمالات الرد، فإن الخط البياني للقوة بين إسرائيل وخصومها الإقليميين يشير إلى مرحلة جديدة من إعادة التوازن، قد تفضي إلى قواعد اشتباك مختلفة عن تلك التي حكمت المنطقة لسنوات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة