تقرير: هجمات إسرائيل قد تسرع من صنع إيران لأسلحة نووية
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
هاجمت إسرائيل عددا من المواقع العسكرية والنووية الإيرانية بدأت في 12 يونيو الجاري، في محاولة لمنع طهران من تحقيق مزيد من التقدم نحو امتلاك أسلحة نووية.
واستهدفت إسرائيل قواعد صاروخية ومواقع نووية وعلماء في مجال الطاقة النووية وأفرادا عسكريين، ويعد هؤلاء جميعا أجزاء من برنامج محتمل للأسلحة النووية.
وتقول ماريون ميسمير الزميلة الباحثة البارزة في برنامج الأمن الدولي في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) البريطاني في تحليل نشره موقع المعهد إن إسرائيل هددت منذ وقت طويل بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني.
وجاءت الهجمات خلال فترة تشهد تجدد الدبلوماسية النووية بين الولايات المتحدة وإيران، كما أعقبت تصويتا رسميا لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لصالح مذكرة تعلن انتهاك إيران لالتزاماتها المتعلقة بعدم الانتشار النووي.
وأعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها إزاء المواد النووية التي لم تعلن عنها إيران وأن مراقبة الوكالة لأنشطة التخصيب في البلاد أصبحت صعبة بصورة متزايدة.
وذكرت ميسمير أن تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية حذر من أن إيران لديها يورانيوم مخصب كاف لصنع 9 أسلحة نووية.
وكانت تهدف الوكالة عن طريق التقرير والتصويت للإشارة إلى مدى خطورة الموقف ولإفساح المجال لإيران للعودة إلى الالتزام بعمليات التفتيش التي تجريها الوكالة.
مفاوضات إيران والولايات المتحدة
وكان من شأن ذلك أن يدعم استمرار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
وكان من المفترض أن يلتقي الدبلوماسيون مجددا الأحد لإجراء جولة مفاوضات جديدة، لكن هجمات إسرائيل أوقفت الحل الدبلوماسي حاليا.
وتؤكد الولايات المتحدة أنها لم تشارك في الهجمات، لكنها أبعدت دبلوماسييها عن المنطقة، الخميس، مما يشير إلى علمها بأن الهجمات على وشك أن تقع، وأنها لم تقدر أو لم تكن تريد أن توقف إسرائيل.
ويزعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآن أن الهجمات الإسرائيلية كانت جزءا من استراتيجية أميركية لإرغام إيران على القبول باتفاق.
تأثير الضربات
وتشير ميسمير إلى أن إسرائيل قالت منذ وقت طويل إنها لا يمكن أن تقبل ببرنامج نووي إيراني، وتعتبره تهديدا وجوديا.
ويبدو أنه في ظل إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية جراء ضربات العام الماضي، وتقدم الدبلوماسية النووية الأميركية بوتيرة بطيئة، قررت إسرائيل أن شن ضربة وقائية هو أفضل خيار لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية.
ورغم ذلك، قد يترتب على الضربة الوقائية أثر عكسي.
لقد راهنت إيران منذ أمد طويل على أسلحتها النووية، فيما تبنت فصائل سياسية مختلفة داخل الحكومة آراء متباينة بشأن المخاطر والمزايا المترتبة على تطوير أسلحة نووية.
وظلت إيران في مستوى أدنى مباشرة من عتبة صنع سلاح نووي، مشيرة إلى قدرتها على تطوير قنبلة، لكنها لم تصل إلى المستوى الذي تصبح عنده قوة نووية.
وأوضحت ميسمير أن تنتهي هذه الفترة انتهت الآن. إذا تم اعتبار أن التهديد العسكري من قبل إسرائيل متزايد، وأن الاستقرار في المنطقة يتراجع، قد يعزز دعوة المتشددين المؤيدين لأن تقوم إيران بإعداد أسلحة نووية.
وإذا استمرت إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، لتكشف بصورة متكررة ضعف الردع التقليدي لديها، سيكون لدى طهران حافز قوي لصنع سلاح نووي أولي بأسرع ما يمكنها لردع أي ضرر إضافي لمنشآتها وإظهار أنها قادرة على الدفاع عن سيادتها. ولا تخلو هذه الاستراتيجية من مخاطر.
وتشير التقديرات الاستخباراتية الحالية إلى أن إيران لديها مواد نووية تكفي لصنع 9 قنابل نووية، ولا يكفي هذا لتشكيل ترسانة استراتيجية خطيرة.
وتشير التقديرات إلى أن الترسانة النووية الإسرائيلية تفوق هذه الأعداد بكثير، كما ستواجه الحكومة الإيرانية أيضا خيارا صعبا فيما يتعلق بكيفية الإشارة إلى وضعها النووي الجديد.
ومن المرجح أن يكون من الصعب أن يتم إخفاء هذا النشاط تماما نظرا لحجم الإمكانيات الاستخباراتية التي تضع إيران نصب عينيها سواء من جانب إسرائيل أو أميركا أو غيرهما.
وقد يؤدي اندفاع إيران لصنع سلاح نووي أيضا إلى تغيير الحسابات الاستراتيجية الإسرائيلية إلى حد دراسة إسرائيل لاستخدام سلاح نووي ضد المنشآت النووية الإيرانية.
ويشار إلى أن الموقع النووي في نطنز محصن، ويقع على عمق كبير تحت الأرض. ولم يتم تسجيل تسرب إشعاعي حتى الآن.
وقالت ميسمير إن الخطر الذي قد ينتج عن مهاجمة إسرائيل لمنشآت نووية قد يكون انبعاث إشعاعات يمكن أن تضر السكان والبيئة في المنطقة، بما يمتد إلى ما وراء إيران بكثير.
وعلاوة على ذلك، يصعب تقييم الضرر الذي قد تتعرض له منشأة التخصيب.
مخاطر التصعيد
وغالبا ما ترى الدول النووية أن الأسلحة النووية تظل لها فائدة، حيث تستطيع أن تدمر أهدافا محصنة لا يمكن للأسلحة التقليدية إلحاق ضرر بها.
وأوضحت الحكومة الإسرائيلية أنها مصممة على القضاء على البرنامج النووي الإيراني، لكن إذا لم تتمكن من تدمير المنشآت النووية بوسائل أخرى، هل ستخاطر باستخدام الأسلحة النووية لإنهاء المهمة؟
وترى ميسمير أن أي ضربة نووية تهدف إلى القضاء على برنامج نووي جاري تطويره سوف يزعزع استقرار بنية الأمن الدولي برمتها.
وأشارت ميسمير في نهاية تحليلها إلى أنه قبل الضربات الجوية الإسرائيلية، بدا أن إيران والولايات المتحدة على استعداد للتوصل إلى حل دبلوماسي- وهو أمر مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى، لمنع حدوث تصعيد لا يمكن التنبؤ به.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل الطاقة النووية إسرائيل البرنامج النووي الإيراني الدبلوماسية النووية الولايات المتحدة إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية هجمات إسرائيلية أسلحة نووية الأسلحة نووية تطوير أسلحة نووية إسرائيل الطاقة النووية إسرائيل البرنامج النووي الإيراني الدبلوماسية النووية الولايات المتحدة إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخبار إسرائيل أسلحة نوویة سلاح نووی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحوثي كذراع إيران النووية.. شراكة المصير وسط تصعيد يهز الشرق الأوسط-تقرير خاص
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محمد عبدالله
يشير التصعيد الأخير في الشرق الأوسط إلى تحول خطير في ميزان القوى، حيث أصبحت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، طرفًا فاعلًا رئيسيًا في المواجهة المتصاعدة مع إسرائيل. يتزامن هذا التصعيد مع إعلان نتنياهو عن سعي إيران لتزويد الحوثيين بتقنيات نووية، مما ينذر بتوسيع نطاق الصراع ليشمل أبعادًا نووية.
وفي تصعيد إقليمي غير مسبوق، نفذت جماعة الحوثي هجومًا صاروخيًا استهدف مواقع داخل إسرائيل فجر الأحد، بالتزامن مع هجوم إيراني واسع على تل أبيب. هذا التنسيق العسكري المباشر يؤشر إلى دور الحوثيين كذراع إيرانية رئيسية.
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الهجوم كان “مركبًا” وشمل إطلاق صواريخ من إيران واليمن، بالإضافة إلى أسراب من المسيّرات استهدفت منطقة تل أبيب الكبرى، واصفة الضربات بأنها “منسقة ومتعددة الجبهات”. من جانبه، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن قواته استهدفت “أهدافًا حساسة” في مدينة يافا (تل أبيب) المحتلة، وهو ما يعد أول إعلان صريح عن تنسيق عملياتي مباشر مع طهران.
جاء ذلك بعد خطاب لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، أكد فيه دعم جماعته الكامل لإيران، مشيرًا إلى أن الحرب ضد إسرائيل باتت “مفتوحة ومستمرة”.
يكشف هذا الموقف الحوثي عن تحول استراتيجي لافت، يعكس انخراطًا متزايدًا في محور المقاومة بقيادة إيران، مما قد يعيد رسم خارطة التحالفات الإقليمية ويفتح الباب أمام تصعيد مفتوح يعيد صياغة المعادلات الجيوسياسية والعسكرية في المنطقة.
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إيران كانت تستعد لإرسال أسلحة نووية إلى الحوثيين. جاء هذا التصريح بعد ساعات من ضربة جوية إسرائيلية على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت اجتماعًا لقيادات رفيعة في جماعة الحوثي، بينهم رئيس هيئة الأركان محمد عبد الكريم الغماري. هذه الضربة، التي سبقت هجوم الحوثيين المنسق مع إيران، تشير إلى نية إسرائيلية في ضرب بنية “محور المقاومة” من الداخل.
كشف نتنياهو في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت محاولات إيرانية لنقل أسلحة نووية أو تقنيات مرتبطة بها إلى جماعة الحوثي في اليمن. أكد نتنياهو أن هذه الخطوة كانت من أبرز دوافع الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، معتبرًا أن “إسرائيل لن تسمح بخلق تهديد نووي متقدم في خاصرتها الجنوبية”، في إشارة واضحة إلى اليمن.
هذا التصريح، الذي جاء في توقيت حساس، ينذر باتساع دائرة المواجهة لتشمل البعد النووي للمشروع الإيراني، والذي لم يعد، وفق الرواية الإسرائيلية، محصورًا داخل الأراضي الإيرانية، بل بات في طريقه للتوزع عبر أذرع طهران، وعلى رأسها جماعة الحوثي. هذا الإعلان يضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع محور طهران – صنعاء، ويعزز ما يراه مراقبون تحولًا نوعيًا في دور الحوثيين، الذين لم تعد مشاركتهم تقتصر على إرسال المسيّرات والصواريخ، بل باتوا يشكلون جزءًا من استراتيجية الردع الإيرانية النووية متعددة الأبعاد.
يرى محللون أن حديث نتنياهو لا يخلو من أبعاد سياسية تهدف إلى إعادة تعبئة الرأي العام الدولي تجاه خطورة البرنامج النووي الإيراني، ولكن هذه المرة من بوابة الحوثيين في اليمن. قد يستخدم الحديث عن نقل تقنيات نووية إلى جماعة مصنفة دوليًا كمنظمة إرهابية، كمبرر لتوسيع العمليات الإسرائيلية إقليميًا، وكسلاح دبلوماسي لإعادة الزخم إلى ملف الضغط على إيران في المحافل الدولية.
يرى الباحث والأكاديمي عمر عبد الجليل أن تزامن هجمات الحوثيين مع الضربة الإيرانية الأخيرة على إسرائيل ليس مجرد تضامن لحظي أو استعراض عسكري، بل يندرج ضمن خطة استراتيجية أوسع تحركها طهران لمواجهة التصعيد الإسرائيلي وتعويض خسائرها السياسية والعسكرية عبر أذرعها في المنطقة. يوضح عبد الجليل أن العلاقة بين إيران والحوثي عضوية، حيث تسارع الجماعة للانخراط في المواجهة كلما تعرضت طهران لهزات، ليس فقط لحماية إيران كحليف استراتيجي، وإنما لحماية نفسها أيضًا.
يضيف عبد الجليل لـ”يمن مونيتور” أن جماعة الحوثي هي الورقة الإيرانية الأكثر قدرة على التحرك والمناورة، بخلاف أذرع أخرى في المنطقة. لذلك، من المتوقع أن نشهد تصعيدًا واسعًا من الحوثيين على أكثر من محور: استهداف العمق الإسرائيلي، وضرب الملاحة في مضيق باب المندب، بينما تتولى إيران الضغط من جهة مضيق هرمز. غير أن عبد الجليل حذر من أن هذه الخطوات “محفوفة بالمخاطر”؛ إذ أن الهجمات على الملاحة الدولية قد تستفز رد فعل دولي جماعي، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية ضد الحوثيين من قبل قوى يمنية محلية.
تحولات جوهرية في توازن القوى بالشرق الأوسط
مع دخول جماعة الحوثي رسميًا على خط المواجهة، انتقلت الأزمة من كونها نزاعًا محصورًا بين طهران وتل أبيب إلى صراع إقليمي متعدد الأذرع والجبهات. شكلت الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران، وما تبعها من ردود عسكرية من اليمن، منعطفًا حاسمًا ينذر بتصعيد مفتوح يهدد بتغيير ملامح الشرق الأوسط لعقود قادمة.
يرى المحلل السياسي فهد راجح لـ”يمن مونيتور” أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ليس مجرد رد فعل عسكري، بل اختبار استراتيجي لمدى قدرة طهران على حماية بنيتها الأمنية والاستخباراتية. كشفت الضربة عن عمق الاختراق الإسرائيلي داخل مفاصل النظام الإيراني، مما دفع إيران إلى تفعيل أذرعها الإقليمية، خاصة الحوثيين، كجزء من استراتيجية الرد غير المباشر.
يحذر راجح من أن طهران تقف على حافة مفترق خطير، فالعجز عن استعادة زمام المبادرة أو إثبات القدرة على الردع قد يؤدي إلى تصدعات داخلية. اللافت في المشهد، بحسب راجح، هو أن جماعة الحوثي تبدو حتى الآن الطرف الوحيد في محور طهران الذي صمد أمام الضربات الإسرائيلية، مما يعزز مكانة الحوثيين داخل المحور الإيراني كقوة عسكرية يُعتمد عليها.
يشير راجح إلى أن “المشهد الإقليمي يتجه نحو توسع في رقعة المواجهة وتحول في قواعد الاشتباك، خاصة بعد أن خرجت المعركة من بعدها الثنائي بين إسرائيل وإيران، إلى حرب مفتوحة متعددة الجبهات قد يصعب احتواؤها، وقد ترسم فيها حدود سياسية جديدة بقوة النار”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...