الخليج الجديد:
2025-05-12@03:47:25 GMT

حرب غزة وضرب مشروعات التطبيع

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

حرب غزة وضرب مشروعات التطبيع

حرب غزة وضرب مشروعات التطبيع في مقتل

الأهم أن حرب غزة أسقطت مزاعم الاحتلال طوال نصف قرن بأنه دولة الجيش الذي لا يقهر وواحة الاستقرار في المنطقة.

حرب غزة تهدد مشروعات تطبيع كان يتم العمل عليها خلال سنوات، منها إنشاء طريق بري يربط بين الإمارات وموانئ إسرائيلية.

الحرب أحبطت، ولو مؤقتا، خطط دولة الاحتلال في التحول إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز، وهمزة وصل بين أسواق آسيا والخليج وأوروبا.

كانت دولة الاحتلال تسارع الخطى لتنفيذ مشروعات التطبيع بالتعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا والهند وبعض الدول العربية.

نجحت حرب إسرائيل الإجرامية على غزة في هز ثقة الدول والمؤسسات والمستثمرين والأفراد في جدوى مشروعات التطبيع وإمكانية تنفيذها.

مع الضربة الموجة للتطبيع تراجع رهان إسرائيل على مشروعات تطبيع خرجت للعلن فيما بعد 2021 لجذب مليارات الدولارات وضخها في شرايين اقتصادها المأزوم.

تبخر حلم استقطاب أموال وثرات وصناديق استثمار ضخمة من دول خليجية لتمويل مشروعات في المستوطنات والأراضي المحتلة أو ضخها في مشروعات إنتاج الغاز شرق البحر المتوسط.

* * *

ضربت حرب غزة مشروعات التطبيع في مقتل، ونجحت الحرب الإسرائيلية الإجرامية على القطاع المحاصر في هز ثقة الدول والمؤسسات والمستثمرين والأفراد في جدوى مشروعات التطبيع وإمكانية تنفيذها وإخراجها إلى النور، وهي المشروعات التي كانت دولة الاحتلال تسارع الخطى لتنفيذها بالتعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا والهند وبعض الدول العربية.

ومع تلك الضربة الموجة للتطبيع عقب حرب غزة، تراجع رهان إسرائيل على تلك المشروعات التي خرجت للعلن في فترة ما بعد 2021 في جذب عشرات المليارات من الدولارات من الخارج وضخها في شرايين اقتصادها الذي يعاني من أزمات عدة.

وتبخر حلم استقطاب أموال وثرات وصناديق استثمار ضخمة من بعض دول الخليج ومستثمرين عرب لتمويل مشروعات مقامة داخل المستوطنات والأراضي المحتلة، أو ضخها في مشروعات طاقة قبالة السواحل الفلسطينية حيث أهم مواقع لإنتاج الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر المتوسط.

والأهم من ذلك أن الحرب على غزة أحبطت، ولو مؤقتا، أحلام وخطط دولة الاحتلال الكبرى في التحول إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، والتحول إلى همزة وصل بين أسواق آسيا والخليج وأوروبا، وتحويل موانئها على البحر المتوسط إلى ملتقى للتجارة الدولية.

وأجلت خططها الرامية إلى إحداث قفزات في صادراتها إلى أسواق دول المنطقة، واختراق بعض الأسواق الرافضة سلعها ومنتجاتها مثل العراق والجزائر ومصر واليمن ومعظم دول الخليج.

بل والعمل بالتعاون مع حلفاء إقليميين على ضرب قناة السويس، أهم ممر مائي في العالم، وتهديد خط سوميد الذي ينقل النفط الخليجي والعربي إلى أوروبا عبر مصر.

الحرب على غزة أعادت إلى الواجهة سلاح المقاطعة، سواء للسلع الإسرائيلية أو منتجات الشركات الداعمة للاحتلال، وامتدت المقاطعة إلى العديد من دول العالم وفي مقدمتها الدول الإسلامية مثل ماليزيا وتركيا وبنغلادش.

ومع قرار السعودية تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة في غزة، فقد تجمدت معها مشروعات التطبيع الاقتصادي بين البلدين، ومنها تسيير خطوط طيران، وتشييد طرق وتطوير موانئ وخطوط سكك حديد تربط بين الهند وأوروبا مرورا بالسعودية ودول الخليج وإسرائيل، وهو ما يعرف بمشروع ممر التنمية الاقتصادي الذي أقرته مجموعة العشرين في اجتماعها الأخير بالهند وتحمست له الرياض بشدة.

كما باتت حرب غزة تهدد مشروعات تطبيع أخرى كان يتم العمل عليها خلال سنوات طويلة خاصة في العامين الماضيين، منها إنشاء طريق بري يربط بين الإمارات وموانئ إسرائيلية على البحر المتوسط، ما يؤدي إلى ربط مباشر بين الخليج وتلك الموانئ البحرية.

وهو المشروع الذي تحمست له الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة أنه يربط بين اقتصادات وأسواق الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، ويعمل على تصدير البضائع من الشرق إلى أوروبا عبر إسرائيل، وبعد ذلك السياح أيضاً.

أيضا، ضربت الحرب على غزة مشروعات تطبيع أخرى، منها مشروع باسم "نظام الربط بين أوروبا وآسيا (TEAS) عبر الخليج، ومشروع إنشاء قناة أو خط سكك حديد بديل لقناة السويس لنقل النفط الخليجي مباشرة إلى أوروبا من دون المرور من القناة المصرية.

الحرب على غزة ليست كلها شر مطلق، فقد ألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد الإسرائيلي، وأحيت المقاطعة داخل الشارع العربي، وهو السلاح الذي كاد أن يختفي مع خطوات التطبيع المتسارعة.

والأهم أنها أسقطت المزاعم التي روجها الاحتلال طوال الخمسين سنة الماضية، وهي أنه دولة الجيش الذي لا يقهر وواحة الاستقرار في المنطقة.

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين حرب غزة مقاطعة إسرائيل العدوان الإسرائيلي الاقتصاد الإسرائيلي البحر المتوسط دولة الاحتلال الحرب على غزة إلى أوروبا حرب غزة

إقرأ أيضاً:

" ناصر" الذي لَمْ يَمُتْ.. !! (٢-٢)

*٢٣اكتوبر١٩٥٤م أنتجت مصر أول (طلْقة) وازدهرت الصناعة الحربية ما بين صناعة الدبابات والطائرات والصواريخ والمعدات الثقيلة.

* نشبت حربٌ أهلية عقب ثورة اليمن ١٩٦٢م وبناء على طلب الثوار و( بقرار لم ينفرد به عبد الناصر) أرسَلَت مصر بعض القوات ١٩٦٢م لمناصرتهم وعادت ١٩٦٧م)، وكان من نتائج الحرب خروج القاعدة البريطانية من " عدن" ١٩٧١م مِمَّا أتاح لمصر اتفاقها مع اليمن علي إغلاق مضيق "باب المندب" أمام إسرائيل أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣م. (يعتبر المَضيق شريان الحياة لقناة السويس).

* كانت نكْسَة ١٩٦٧م نقطةَ انطلاقٍ جديدة لإعداد الجيش بإقامة المنشآت العسكرية التعليمية المتطوِّرة لتأهيل الأفراد (ضباطا وجنودا)على أعلى مستوى من الدراسة واستخدام أحدث الأسلحة والمُعِدَّات الحربية.

* ومن حنكة "عبد الناصر" العسكرية والسياسية خِداع العدو لكسب الوقت بموافقته على مبادرة "روجرز" الأمريكية ١٩٧٠م لوقف القتال مع العدو٩٠ يوماً، استغلها عبد الناصر في استكمال حائط الصواريخ بامتداد الجبهة والذي منع طيران العدو من اختراق العُمْق المصري بعد غاراته التي ردَّ بها على الضربات المصرية المُوجِعة خلال حرب الاستنزاف، فكان حائط الصواريخ من أهم عوامل نجاح عبور الجيش ١٩٧٣م والذي لم يُستَغَل على وجه أفضل لاسترداد (كل) الأرض العربية بلا تنازلات.

* فبراير١٩٩٢م أصبحت أكاديمية "ناصر" تضم: ( كلية الحرب العليا- كلية الدفاع الوطني- مركز الدراسات الإستراتيجية) لتأهيل وتنمية قدرات كبار الضباط. وكذلك تأهيل وتنمية قدرات ومهارات كبار العاملين المدنيين بالدولة لتولي المناصب القيادية.

* "عبد الناصر" لم يكن زعيماً أو رئيساً مهيباً ثائراً فَحَسْب بل رمزاً وطنياً وتاريخاً خالداً في ذاكرة مَنْ يرفعون صورته (فخراً واستلهاماً) في المناسبات الوطنية، ويُدرِكون عُمْقَ فِكره السياسي والعسكري، وقيمة مشروعاته الإنسانية والاجتماعية كمِظلَّةٍ للبُسَطاء والمُهَمَّشين.

*"جمال عبد الناصر" أُطلِقَ اسمه على أحد أهم شوارع "موسكو"، وأقيمت له تماثيل وميادين في العواصم العربية والإفريقية التي ساعد في تَحَرُّرِها من الاستعمار.

* ١٩٥٩م أصدر "عبد الناصر" قراره (٨١٥) بإنشاء مدينة بالصحراء المتاخِمة للعباسية ضِمن مشروع التَّوسُّع العمراني، واقتَرَحَتْ الوزارة إطلاق اسم "ناصر" علي المدينة الجديدة لكنه رفض الاقتراح وطلب تسميتها مدينة (نصر) باعتبارها نصراً لمشروعات الثورة العمرانية.

* وعَقِبْ وفاته أراد الرئيس " السادات" أن يُظْهِر وفاءه لعبد الناصر، وأنه سيكمل مسيرته، فأطلق اسمه على كُلِّ ما عُرِفَ باسم "ناصر" (بحيرة ناصر، استاد ناصر، معهد ناصر، أكاديمية ناصر.. الخ ) وقال جُمْلَته الشهيرة "كُلُّنا جمال عبد الناصر".

مقالات مشابهة

  • طموحات ترامب الاقتصادية في السعودية تطغي على ملف التطبيع مع إسرائيل
  • " ناصر" الذي لَمْ يَمُتْ.. !! (٢-٢)
  • لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية
  • بري: التطبيع مع “إسرائيل” خيانة… وصبرنا هو سلاحنا
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: التطبيع مع “إسرائيل” خيانة.. وصبرنا هو سلاحنا
  • رحلة ترامب ونصائح كوشنر: لديه طريقة لتليين موقف السعوديين من التطبيع
  • إسرائيل تعتزم توسيع هجماتها باليمن وضرب أهداف بإيران
  • نشر صورتين مختلفتين للجوهرة الزرقاء.. ناشط سوداني يوثق للحال الذي وصل إليه إستاد الهلال بعد الحرب
  • اعتداء على دراج من قوى الأمن.. مباغتة وضرب على الأوتوستراد!
  • مصادر : تعاون واشنطن النووي مع السعودية لا يرتبط بـ التطبيع