أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أنه لم نقف هنا أمام محكمة العدل الدولية ولا غيرها من محاكم البشر، إنما نقف أمام محكمة شعارها: "لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ" (غافر: 17)، "وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" (فصلت: 46)، ميزانها شديد الدقة، حيث يقول الحق سبحانه: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ" (الأنبياء: 47).

محكمة العدل الإلهية لا مجال فيها على الإطلاق لشهادة الزور

وقال وزير الأوقاف تحت عنوان «محكمة العدل الإلهية»: محكمة العدل الإلهية لا مجال فيها على الإطلاق لشهادة الزور ولا لشهود الزور، حيث يقول الحق سبحانه: "يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ" (النور: 24 - 25) ويقول الحق سبحانه: "الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (يس: 65)، ويقول سبحانه: "حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "(فصلت: 20) .

وزير الأوقاف يشكر الرئيس السيسي على دعمه العظيم لأهل القرآن الكريم وزير الأوقاف الفلسطيني: الرئيس السيسي وملك الأردن موقفهما واضح برفض التهجير وتصفية القضية

وأضاف وزير الأوقاف: محكمة لا يستطيع أحد من البشر فيها النكران أو طمس الأدلة أو إخفاءها، حيث يقول الحق سبحانه على لسان لقمان: "يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الله إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ" (لقمان: 16)، ويقول الحق سبحانه:" وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا " (الكهف: 49)، والحساب فيها ليس سِرِّيًا ؛ حيث يقول الحق سبحانه: "وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا "(الإسراء: 13)، وليس بها عضو يمين ولا عضو يسار، ولا محكمون ولا مترافعون، ولا أمناء سر، إنما هو قوله تعالى: " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا " (الإسراء: 13 - 14)، ولا مجال فيها للنقض، حيث يقول الحق سبحانه: "مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ" (ق: 29)، ولا أحكام غيابية، حيث يقول سبحانه: "وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ" (يس: 32)، إذ لا محالة لعدم الحضور أو الهروب منه: "وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ" (ق: 21)، والحكم فيها فوري، "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِالله الْعَظِيمِ" (الحاقة:19- 32).

وتابع وزير الأوقاف: الذي لا شك فيه أن جميع البشر سيقفون في هذه المحكمة: "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ" (الصافات:24)، وينادي منادٍ : "لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ" (غافر: 16)، فتكون الإجابة "لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسَابِ " (غافر: 16-17)، فالعاقل من يضع هذا اليوم نصب عينيه، فيحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ويزن عمله قبل أن يوزن عليه، رجاء النجاة "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" (الشعراء: 88 - 89).

وشدد وزير الأوقاف أنه من ظن أنه قادر على الإفلات من الحساب الدنيوي فعليه أن يتيقن أن ثمة يوما لا مرد له من الله ، وعند الله تجتمع الخصوم ، ويكون الحكم فيه للحكم العدل ، حيث لا ملجأ منه إلا إليه ، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه ، فهل من معتبر ؟!

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأوقاف محمد مختار جمعة محكمة العدل الدولية شهادة الزور وزیر الأوقاف ال ی و م

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف: الأضحية تدخل البهجة والسرور على الفقراء


أ ش أ:
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الأضحية سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المستطيع عن نفسه ومن يعول من زوج وولد، حيث يقول الحق سبحانه مخاطبًا نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ" (الكوثر: 1-3)، وسئل نبينا (صلى الله عليه وسلم) عن الأضحية فقال: "سُنَّةُ أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ" (رواه أحمد وابن ماجة).

ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا" (رواه الترمذي).

وأضاف وزير الأوقاف - في بيان اليوم الجمعة - أنه لا شك أن الأضحية مأخوذة من التضحية بالمال، وهي مما يدخل البهجة والسرور على الفقراء والمساكين وعلى المضحي وأهل بيته، وفي هذا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا" (رواه الطبراني)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً، فَرَّجَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ" (متفق عليه).

ولما دخل سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على السيدة عائشة (رضي الله عنها) سألها عن الأضحية قائلاً : "ماذا بقي من الشاة يا عائشة؟ فقالت (رضي الله عنها): ما بقي إلا الكتف يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وسلم): "بقي كلها إلا الكتف يا عائشة" (رواه الترمذي)، ويقول الحق سبحانه: "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ" (النحل: 96)، ويقول سبحانه: "هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" (محمد: 38).

ولما كان نحر الهدي في الحج في وقت واحد وفي مكان واحد مما يصعب الاستفادة به على الوجه الأكمل كان التفكير في فكرة صك الهدي أيا كان نوع هذا الهدي واجبًا أو تطوعًا حتى يتم الاستفادة به على الوجه الأمثل والأفضل، وصار هذا الصك أشبه ما يكون بالمسلمات بإقرار جمهور العلماء لما له من عظيم النفع على فقراء المسلمين في مختلف دول العالم.

وتابع وزير الأوقاف: ونظرًا لصعوبة وصول كل مضحٍ بنفسه إلى الفقراء وقيامه بتوزيع الأضحية بنفسه على المناطق والأفراد الأكثر احتياجًا، كانت فكرة صك الأضحية، وكما صار صك الهدي أشبه بالمسلمات بإقرار جمهور العلماء لما له من عظيم النفع على فقراء المسلمين في مختلف دول العالم، فقد صار - أيضًا - صك الأضحية أشبه بالمسلمات بإقرار جمهور العلماء في مختلف دول العالم الإسلامي ، لما له من عظيم النفع على المستحقين الحقيقيين أينما وجدوا.

وأكد وزير الأوقاف، أنه لا شك أن هذا الصك يعظم من نفع الأضحية وثوابها، وبخاصة لمن لا يملك آلية لتوزيعها على الوجه الأمثل، مما يجعلها تصل عبر منظومتنا الدقيقة إلى مستحقيها الحقيقيين، وهو ما يزيد من نفع الأضحية وثوابها في آن واحد، كما أنه يحقق إيصال الخير إلى مستحقيه بعزة وكرامة وآلية لا تمتهن آدمية الإنسان أو تنال منها بتصوير أو غيره.

هذا المحتوى من

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف: الأضحية تدخل البهجة والسرور على الفقراء
  • افتتاح مسجد نور الإسلام بأوقاف الفيوم بعد الإحلال والتجديد
  • أوقاف الفيوم تفتتح مسجد نور الإسلام بعد إعادة إحلاله وتجديده
  • أوقاف الفيوم تنظم 150 ندوة تحت عنوان "الكلمة الطيبة"
  • أوقاف الفيوم: عقدنا 150 ندوة علمية تحت عنوان "الكلمة الطيبة"
  • أوقاف الفيوم تطلق 150 ندوة علمية بعنوان «الكلمة الطيبة».. صور
  • حفاوة وإقبال كبير على دروس واعظات «الأوقاف» في المنيا
  • سقوط 3 مسنّين وامرأة والإغماء عليهم داخل محكمة بعدن
  • إقبال كبير من المواطنين على ندوة الأوقاف التثقيفية بمسجد المهند بالتجمع الخامس
  • وزير الصحة الفلسطينى .. اعتراف ثلاث دول بفسلطين يعطى "دفعا سياسيا مهما"