معركة الوعي قراءة سريعة لخلفية الصراع الصهيوأمريكية والعدوان على غزة (الحلقة الثانية)
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
كنا قد تطرقنا في مقال سابق للدور البريطاني في تأسيس كيان بني صهيون وسنتناول في هذ المقال الدور الأمريكي لتوفير الدعم والحماية والغطاء للكيان الصهيوني المحتل مستشهدين بما تناوله المفكر الفرنسي روجيه جارودي في كتابه (العولمة).. والذي أورد فيه إحصائيات عن اليهود في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، مشيرًا لبعض الإحصائيات المتعلقة بالتواجد اليهودي في أمريكا والذين يصلون إلى ما نسبته 5% من إجمالي عدد السكان في أمريكا، ويمتلكون ما نسبته 95% من إجمالي الثروة القومية في الولايات المتحدة الأمريكية.
والمتتبع لمجريات الأحداث يلحظ عدم حرص اليهود على التمسك بالوظائف السياسية بقدر حرصهم على شغل وظائف الإعلام والعلاقات العامة وإدارة مراكز الدراسات والبحوث والتخطيط.. ومن هذا المنطلق فإنهم يتحكمون في شؤون بلد متنوع مثل أمريكا وفقا للسياسة الصهيونية والماسونية العنصرية..
ولذلك فإن سياستهم في الحزبين الجمهوري والديقراطي اللذين يتناوبان حكم الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العرب والمسلمين واحدة وهما وجهان لعملة واحدة، فالعرب والمسلمون في نظرهم بين خيارين… إما الموت حرقاً على يد الحزب الجمهوري أو غرقاً على يد الحزب الديمقراطي…
ولهذا من الغباء أن يراهن العرب والمسلمون على أي من الحزبين.. فجورج بوش الأب والابن الجمهوريان اللذان أشعلا النار في العراق وأفغانستان في ما سمي بعاصفة الصحراء لم يختلفا عن الديمقراطي بيل كلنتون الذي قتل آلاف العراقيين، فالموت كان المصير المحتوم للعرب والمسلمين أياً كانوا..
كما أن الرئيس باراك أوباما لم يختلف عن سابقيه رغم ممارسة الخداع والتضليل بشأنه من انه ينحدر من أصول إسلامية وانه كان يستشهد بآيات من القرآن وبالذات أثناء زيارته لمصر… لكنه في الحقيقة حاول أن يضرب الإسلام من داخله فعمل على ضرب العرب والمسلمين من الداخل في استغلال سافر لثورات الربيع العربي التي أجهزت على ما تبقى من مصير عربي إسلامي مشترك لولا حفظ الله لدول محور المقاومة التي أدركت أبعاد تلك المؤامرة بوعي وحنكة قادتها الذين هيأهم الله لمواجهة تلك المشاريع التفتيتية بمزيد من الصمود والصبر والثبات.
وسنعود لحديثنا في كشف الدور الأمريكي في المنطقة والذي أفصح عنه الرئيس أوباما متباهيا بقوله «لقد نجحنا في نقل المعركة إلى ساحة العدو»..
ولنا أن نتخيل من هو العدو…. إنهم العرب والمسلمين
إذ لم يكن حديث أوباما الذي كان موجهاً للشعب الأمريكي آنذاك في فعالية بإحدى الولايات الأمريكية تلقائياً وعفوياً.. بل كان يستند إلى تلك المخططات الإجرامية الصهيونية ضد أبناء الأمتين العربية والإسلامية، فهو مطابق لما قاله وزير الدفاع الصهيوني موشيه يعلون بهذا الصدد بقوله «ليس من المتعة أن تقتل عدوك بيدك ولكن المتعة أن تجعل عدوك يقتل نفسه بيده أو بيد أخيه ونحن ماضون في هذا التوجه لخلق جماعات تقاتل بعضها».
وقبل ذلك صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية سابقاً مادلين أولبرايت – وهي يهودية صهيونية – بقولها «نحن نفكر بالمستقبل البعيد إذا نحن عمالقة»..
وما يُفهم من كلامها هذا أنهم – أي اليهود الصهاينة – يخططون للمستقبل البعيد، أي إنهم يرسمون خططاً لـ30 إلى 50 سنة قادمة، وهو ما خططوا له من خلال ما أسموه بالشرق أوسط الجديد والأرض مقابل السلام والشفافية والاعتراف بالكيان الصهيوني وصولاً للهرولة والانبطاح واستكمال التطبيع بكل صوره وأشكاله السياسية والاقتصادية والثقافية جهاراً نهاراً.. في محاولات مستميتة لخذلان الحكام العرب عن نصرة القضية الفلسطينية.
لكن عملية طوفان الأقصى كانت بمثابة صحوة لتحريك المياه الراكدة، فقد نسفت كل مخططاتهم وأحلامهم وأوهامهم التيa أعدوا لها وكشفت وهْم القوة التي لا تُقهر وزيف مغالطاتهم وأكاذيبهم بحقوق الإنسان وأظهرتهم أمام العالم عبارة عن عصابات وذئاب بشرية تتشكل بوجوه شتى لخداع العالم..
وقد تفاجأ اليهود الإسرائيليون صباح يوم السابع من أكتوبر المجيد 2023م باقتحام المستوطنات ومئات الصواريخ التي أسقطت وهْم القبة الحديدية لتبدو قوتهم أضعف من بيت العنكبوت..
ولكي يحافظوا على ما تبقى لهم من وهْم القوة تحصَّنوا في جبنهم ومن ورائهم الولايات المتحدة الأمريكية وبدلاً من مواجهة رجال المقاومة الذين خرجوا لمنازلتهم في غلاف غزة ذهبوا لاستهداف المدنيين الأبرياء وقتل الأطفال والنساء وارتكاب مجازر وحرب إبادة جماعية بأحدث وأفتك الأسلحة المحرمة دولياً ومنها القنابل الفسفورية وقنابل النابالم لإيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين في حرب قذرة.. استهدفت الأطفال والنساء…
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قراءات سريعة (١) "هيشلر" المؤسس الحقيقي للصهيونية!!
قد يتفاجأ البعض إذا علم أن "هرتزل" ليس المؤسس الحقيقي للصهيونية، فالذي (أسسها) وكان يحرك هرتزل من وراء الستار هو القسيس "ويليام هنري هيشلر" المولود في الهند لأب ألماني يعمل في التبشير وأم انجليزية، وتلقى تعاليم الهندوسية والبوذية بجانب العهد القديم، لكنه عاد لإنجلترا ليحصل على شهادة جامعية فتقابل مع اليهودي الروسي "ليو بنسكر" وهو أول من (دعىٰ) للصهيونية وعودة اليهود لفلسطين (فرق بين من دعىٰ بالقول ومن أسس بالفعل )
*عندما قرأ "هيشلر" كتاب "الدولة اليهودية" ضمن ما قرأه في مكتبة "بنسكر" قال محدثا نفسه: حان تحقيق النبوءة، وفي ١٠مارس ١٨٩٦م أرسل في طلب " تيودور هرتزل" (الصحفي النمساوي) عن طريق السفارة، وفي لقائهما قال هيشلر لهرتزل: "لقد أعددنا الأرض وستكون أنت المُخَلِّص" وأخرج خريطة لفلسطين يشرح له ما سيفعله.
* ومنذ ذلك اللقاء "هرتزل " لا يتصرف ولا يتحدث دون الرجوع إلى هيشلر.
* سنة ١٨٩٧م أنشأ "هرتزل" أول مستوطنة زراعية يهودية.
*١٩٠٨م كان الشريف حسين بن علي قد تولى أميرا على مكة والمدينة وما بينهما.
* ١٩١٥م اعترفت بريطانيا أيضا بأن منطقة الأحساء والقطيف والجبيل تابعة لحاكم نجد الملك عبد العزيز آل سعود فيما عُرِف بمعاهدة "دارين" (منطقة على ساحل الخليج العربي) وبذلك ضَمَنتْ بريطانيا مصالحها في الخليج ضد نفوذ العثمانيين.
* ١٩١٦م اتصل الشريف حسين بالإنجليز بعد أن استأثر العثمانيون بكل المناصب وأبعدوا العرب نهائياً، فحرَّضوه علي إعلان الثورة ضد العثمانيين (إبان الحرب العالمية الاولى) ووعدوه بإقامة دولة عربية مستقلة.
* ١٩١٦م عَقَدتْ فرنسا وإنجلترا وروسيا معاهدة (سايكس بيكو) لتقسيم غنائم الدولة العثمانية بعد انهيارها في الوطن العربي فيما بينهم.
* ١٩١٧م أعلَنَت بريطانيا وعد "بلفور" الذي يكفُل لليهود إقامة وطن يلم شتاتهم في فلسطين.
* ١٩١٧م وبعد صدور وعد "بلفور" أرسل الشريف حسين إلى الإنجليز ليستفسر عن صحة الخبر. فأرسلت إليه انجلترا برسالة مفادها: إن الحكومة البريطانية لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع حرية السكان العرب.
فرد عليهم: إنه مادامت الغاية من وعد بلفور هو أن يُهيّئ لليهود ملجأً من الاضطهاد فإنه سيبذُل كل نفوذه في تحقيق تلك الغاية.
و(بالمناسبة) أرسل الملك عبد العزيز آل سعود برسالة إلى بريطانيا بمساعدة اليهود (المساكين كما وصفهم ) في إقامة وطن لهم في فلسطين.
* كان العثمانيون هم ملاك الأرض الزراعية في فلسطين والشام والتي وزعت عليهم كمكافآت ومنح من الخليفة العثماني. ولأنهم يملكون حجج ملكيات الأراضي قاموا ببيعها لليهود فأقاموا عليها مستوطناتهم الأولى في فلسطين، وبعد أن أصبح وجود اليهود أمراً واقعاً قاموا ببناء مستوطنات زراعية على مساحة ٢٠٠٠ كم مربع..
نكمل لاحقاً