أسبوع التضخم والنمو في منطقة اليورو... وغموض حول قرار بنك إنجلترا
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التابعة لـ«الاحتياطي الفيدرالي الأميركي» هو نجم الأسبوع المقبل، في حين سينتظر المصرف المركزي الأوروبي بفارغ الصبر إصدارات التضخم والناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو. أما في المملكة المتحدة، فستكون كل الأنظار على اجتماع بنك إنجلترا يوم الخميس.
فعلى مدى يومي الثلاثاء والأربعاء في 31 أكتوبر (تشرين الأول) و1 نوفمبر (تشرين الثاني)، تجتمع اللجنة التي يرأسها رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول لاتخاذ قرار جديد في شأن الفائدة.
كل المعطيات تشي بأن «الاحتياطي الفيدرالي» سيبقي أسعار الفائدة على ما هي عليه من دون تغيير الأسبوع المقبل بعد رفع سعر الفائدة الأخير في يوليو (تموز(
من الواضح أن صانعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة يرغبون في البقاء على الهامش لبعض الوقت، لكنهم سيستمرون في الحفاظ على إمكانية الارتفاع في ديسمبر (كانون الأول).
والسؤال هو: كيف يمكن لـ«الاحتياطي الفيدرالي» البقاء على الهامش في ظل البيانات الاقتصادية القوية الأخيرة؛ إذ تسارع الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث في الولايات المتحدة إلى معدل سنوي 4.9 في المائة، ولم تكن بيانات التضخم في سبتمبر (أيلول) مشمسة مثل التقارير السابقة خلال الصيف، مع ارتفاع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي؟
يقول محللون إن رفع سعر الفائدة الإضافي أمر لا مفر منه، خاصة مع بقاء التضخم عند 3.7 في المائة، أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي المستهدف البالغ 2 في المائة، لكن السؤال يدور في الغالب حول التوقيت: هل سيعلن باول عن رفع سعر الفائدة يوم الأربعاء، أو سينتظر للاجتماع الذي يليه؟
في ندوة جاكسون هول في الصيف، قال باول: «نحن متنبهون للعلامات التي تشير إلى أن الاقتصاد قد لا يبرد كما هو متوقع... نحن على استعداد لرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر إذا كان ذلك مناسباً ونعتزم الحفاظ على السياسة عند مستوى تقييدي حتى نكون واثقين من أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو هدفنا».
خلال مؤتمره الصحافي الذي يلي اجتماع اليومين، سوف يوضح باول أن زيادة أخرى ستعتمد على ما تراه اللجنة على صعيد التضخم وسوق العمل بين أوائل نوفمبر ومنتصف ديسمبر.
ومن المرجح أن يواصل باول شعار «الاحتياطي الفيدرالي» بأن أسعار الفائدة ستبقى عند مستويات الذروة لفترة أطول من المتوقع.
وسيكون تقرير البيانات الرئيسي الذي يجب رصده هو أرقام الوظائف. فبعد قفزة سبتمبر بإضافة 336 ألف وظيفة، تتوقع السوق نتيجة أضعف بكثير من 175 ألفاً في أكتوبر.
ومن المتوقع أن تظل البطالة عند 3.8 في المائة، لكن نمو الأجور قد يتباطأ إلى 4 في المائة على أساس سنوي، مما قد يمثل انخفاضاً لفترة ما بعد الوباء.
قرر المصرف المركزي الأوروبي التوقف عن رفع أسعار الفائدة يوم الخميس الماضي، وسيبحث بشغف عن أرقام جديدة حول الناتج المحلي الإجمالي والتضخم قبل اجتماع ديسمبر.
وستوفر أرقام التضخم والناتج المحلي الإجمالي يوم الثلاثاء معلومات أساسية حول الأداء الحالي. ومن المتوقع أن ينخفض التضخم أكثر بسبب التأثيرات الأساسية، في حين من المتوقع أيضاً أن تتحرك التطورات الشهرية بشكل أكثر إيجابية في الأشهر الأخيرة من العام. وسيكون من المثير للاهتمام مراقبة الناتج المحلي الإجمالي؛ إذ يبقى السؤال الآن عما إذا كان قد تحول إلى سلبي أم لا. فإذا انعكس الاقتصاد في الربع الثالث، سيزيد ذلك من الحذر من البنك المركزي الأوروبي؛ إذ لا تزال البيانات الأولى للربع الرابع تبدو قاتمة.
يبدو أن اجتماع بنك إنجلترا الأسبوع المقبل سيكون من بين أقل الاجتماعات التي لا يمكن التنبؤ بها منذ بدء دورة التشديد الحالية في أواخر عام 2021. هذا صحيح عند مقارنته بالقرار الأخير الذي تم اتخاذه في سبتمبر والذي انتهى به الأمر على حافة السكين، ولكن في النهاية، اختارت اللجنة إبقاء أسعار الفائدة معلقة في تصويت 5-4 للأعضاء وهو أمر غير عادي، لكن كان لدينا القليل جداً من البيانات منذ اجتماع سبتمبر، لكن يبدو أنه من غير المحتمل أن ترغب لجنة السياسة النقدية في إغلاق الباب لمزيد من التشديد؛ إذ إنه من المتوقع من صانعي السياسة أن يوصلوا الرسالة المركزية للمصرف بأن أسعار الفائدة تحتاج إلى البقاء عند هذه المستويات لبعض الوقت.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الاحتیاطی الفیدرالی المحلی الإجمالی أسعار الفائدة من المتوقع فی المائة
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: رسائل الفيدرالي الأمريكي تُربك الأسواق.. والذهب يحاول الصمود
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية اليوم، الخميس، ارتفاعًا طفيفًا بنحو 15 جنيهًا، مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، رغم الاستقرار النسبي الذي سجلته الأوقية في البورصة العالمية، وفقًا لتقرير صادر عن منصة "آي صاغة" المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن سعر جرام الذهب عيار 21 بلغ 4805 جنيهات، مقارنة بـ4790 جنيهًا في ختام تعاملات أمس الأربعاء، بينما تراجعت الأوقية هامشيًا بمقدار دولار واحد فقط، لتسجل 3373 دولارًا.
وسجّل جرام الذهب عيار 24 نحو 5491 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4119 جنيهًا، بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 14 إلى 3204 جنيهات، أما الجنيه الذهب، فقد ارتفع ليسجل 38440 جنيهًا.
وكانت الأسواق المحلية قد شهدت تراجعًا في أسعار الذهب خلال تعاملات أمس، حيث فقد جرام الذهب عيار 21 نحو 20 جنيهًا، بعدما افتتح التداول عند 4810 جنيهات واختتمه عند 4790 جنيهًا، أما عالميًا، فقد انخفضت الأوقية بمقدار 13 دولارًا، من 3385 إلى 3372 دولارًا.
وأشار إمبابي إلى أن الارتفاع الطفيف في الأسعار المحلية اليوم جاء في ظل استقرار الأوقية دون مستوى 3400 دولار، متأثرة بتزايد التوترات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط، واستمرار المخاوف المتعلقة بآفاق التجارة العالمية.
وأضاف أن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير شكّل عاملًا كابحًا لصعود الذهب، لكنه في المقابل يعزز جاذبية المعدن النفيس على المدى المتوسط، نظرًا لما توفره الأزمات الجيوسياسية من دوافع قوية للطلب على الذهب كملاذ آمن.
وتعيش الأسواق حالة من الترقب والقلق بعد تداول تقارير حول احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة إلى طهران، في ظل تصاعد المواجهات مع إسرائيل، وهو ما يعزز الطلب الاستثماري على الذهب وسط هذه البيئة غير المستقرة.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى أمس، الأربعاء، على أسعار الفائدة دون تغيير للاجتماع الرابع على التوالي، في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%، لكنه في الوقت ذاته رفع توقعاته للفائدة خلال العامين المقبلين، مشيرًا إلى تقليص عدد التخفيضات المتوقعة، حيث يتوقع سبعة من أصل 19 مسؤولًا في البنك المركزي الأمريكي عدم إجراء أي خفض للفائدة خلال عام 2025.
وفي تصريحات عقب الاجتماع، أكد رئيس المجلس جيروم باول أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا ومرنًا، لافتًا إلى أن معدلات التضخم بدأت تقترب من الأهداف المرجوة، في وقت تواصل فيه سوق العمل أداءها القوي، مع استمرار انخفاض معدلات البطالة.
كما حذّر الاحتياطي الفيدرالي من مخاطر تضخمية إضافية ناتجة عن السياسات التجارية، لا سيما مع اتجاه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى فرض رسوم جمركية جديدة، ورفع توقعات التضخم إلى 3.6% و3.4% لعامي 2026 و2027 على التوالي.
وفي ظل هذه المعطيات، يواصل الذهب تحقيق أداء قوي على خلفية ارتفاع التضخم، إلا أن استمرار السياسة النقدية المتشددة ورفع أسعار الفائدة لفترة أطول من المتوقع يمثل عامل ضغط رئيسي قد يحدّ من مكاسب الذهب مستقبلاً.