صحيفة روسية: حرب غزة تضر بأوكرانيا
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
يحمل الصراع في الشرق الأوسط تداعيات خطيرة على الوضع الجاري في أوكرانيا بعد أن بدأت الولايات المتحدة بالفعل نقل الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل وتخصيص مبالغ إضافية من المساعدات.
ورد ذلك في تقرير نشرته صحيفة "إزفيستيا" الروسية للكاتب بوغدان لفوفسكي، الذي يقول إن "وسائل الإعلام الغربية خفضت رصدها لمجريات الأحداث في أوكرانيا".
وذكر الكاتب أن واشنطن سلمت إسرائيل أسلحة قد تكون مفيدة جدا للقوات المسلحة الأوكرانية، وانطلقت في تزويد تل أبيب بذخائر الهجوم المباشر المشترك، وقذائف مدفعية عيار 155 مليمترا، ودفعة من سيارات الجيب المدرعة والصواريخ لأنظمة الدفاع الجوي.
تفضيل أميركي لدعم إسرائيلوأضاف الكاتب أن البنتاغون يعتزم أيضا إرسال نظامي دفاع جوي من نوع القبة الحديدية إلى إسرائيل. وفي الوقت نفسه، لقي مطلب كييف للحصول على نظام القبة الحديدية منذ فترة طويلة رفضا مستمرا من كل من واشنطن وتل أبيب. وقد برر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هذا الرفض بخشيته إعادة بيع الأسلحة لإيران.
وقال لفوفسكي إنه "وعلى خلفية الأحداث في الشرق الأوسط، تواجه أوكرانيا صعوبات في تلقي المساعدة المالية"، موضحا أن وزير المالية الأوكراني سيرغي مارشينكو يقول إن" بلاده تواجه صعوبة في تأمين الدعم المالي، وإن الحرب استنزفت قوة الشركاء الغربيين، وأرهقتهم لدرجة جعلتهم يرغبون في نسيانها"، مستشهدا بالسياق السياسي الداخلي في مختلف البلدان والتغيرات الجيوسياسية سببا لذلك.
وذكر الكاتب أن الوضع في الولايات المتحدة صعب للغاية بعد انتقاد الجمهوريين مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن موافقة الكونغرس على حزمة مساعدات مشتركة لأوكرانيا وإسرائيل. وفي حين أبدى الجمهوريون استعدادا للموافقة على تقديم المساعدة إلى إسرائيل، وظل تخصيص الأموال لكييف محل تساؤلات.
إجراءات أوكرانية لمواجهة التداعيات السلبيةوفي هذه الأثناء، يواصل فريق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تشديد التعبئة بهدف تعويض النقص في الذخيرة عن طريق زيادة القوى البشرية في الجيش. ومنذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أصبح تسجيل جميع الطبيبات في الجيش إلزاميا، في حين سمحت وزارة التربية والتعليم بتجنيد الطلاب الذين هم في إجازة دراسية.
ونقل لفوفسكي عن دينيس دينيسوف -الخبير في الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي- أن الغرب سيواصل مساعدة أوكرانيا، وأن الصراع في الشرق الأوسط يجذب الاهتمام والموارد أيضا، غير أن أوكرانيا تظل الأداة الأكثر أهمية لاحتواء روسيا ومواجهتها.
وقال دينيسوف إنه "من السذاجة توقع تغير أولويات الغرب، بسبب الوضع في إسرائيل، رغم خفض المساعدات المالية والعسكرية المخصصة لأوكرانيا"، وأضاف أنه "وفي المقابل، سيتم دعم الجيش الأوكراني على مستوى يمكّنه من مواصلة القيام بعملياته العسكرية". ويستبعد دينيسوف إمكانية تنفيذ هجمات أوكرانية مضادة جديدة، إذ ستتخذ القوات المسلحة الأوكرانية في معظم قطاعات الجبهة موقفا دفاعيا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
قالت صحيفة «الشرق الأوسط» أن مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تشهد ارتفاعاً لافتاً في قضايا الثأر والنزاعات العائلية، على الرغم من إعلان الجماعة تبني مبادرات للصلح القبلي وإنهاء الخصومات.
ووفقاً لمصادر أمنية وقضائية تحدثت للصحيفة، فإن الأشهر الماضية سجلت عشرات الحوادث الدموية المرتبطة بالثأر، بعضها وقع خلال محاولات حلّ كانت تحت إشراف قيادات ومشرفين تابعين للجماعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز هذه الحوادث اندلعت في نوفمبر الماضي بين عائلتين في محيط مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وأسفرت عن مقتل نحو 20 شخصاً وإصابة أكثر من 30، قبل أن تتحول إلى موجة ثأرية استمرت لأيام، وتسببت في شلل شبه تام للحياة في المنطقة.
ووفق مصادر خاصة تحدثت لصحيفة «الشرق الأوسط» فإن الجماعة تتحفظ على الإحصائيات الدقيقة لحوادث الانفلات الأمني في مناطق سيطرتها، في محاولة للتستر على فشلها في إدارة هذه الملفات.
وتربط المصادر بين تصاعد النزاعات وبين اختفاء قيادات حوثية معروفة، خشية الاستهداف بعد تصعيد الجماعة ضد إسرائيل، وهو ما دفعها إلى تكليف مستويات دنيا بإدارة ملف الصلح، الأمر الذي زاد من تعقيد المشهد وأضعف فاعلية الوساطات القبلية.
الصلح القبلي… أداة نفوذ
وتنظر مليشيا الحوثب إلى ملف الصلح القبلي باعتباره وسيلة لبسط النفوذ داخل القبائل وتعزيز حضورها الاجتماعي، أكثر من كونه آلية لحل النزاعات.
وتنقل «الشرق الأوسط» عن مصدر قضائي في صنعاء أن بعض القيادات التابعة للجماعة تفرض حلولاً غير عادلة، وتميل لصالح الأطراف الأقوى نفوذاً أو الأغنى، بهدف تحقيق مكاسب مالية أو سياسية.
ويضيف المصدر أن الأطراف الضعيفة تُجبر على القبول بقرارات الصلح تحت تهديد توجيه اتهامات تتعلق بمخالفة توجيهات زعيم الجماعة.
نزاعات متوارثة
ليست قضايا الثأر جديدة على المجتمع اليمني، إذ أن بعض المناطق تشهد نزاعات قبلية وقضايا ثأر منذ سنوات طويلة ماضية، يعود بعضها لعقود.
الجدير بالذكر أن المناطق القبلية تعتبر أكثر عرضة لاندلاع الثأر نتيجة لغياب الدولة وانتشار السلاح في الأوساط القبلية بصورة كبيرة، ولا يمكن إغفال السياق الاجتماعي والأعراف التي تنظر للثأر باعتباره واجباً اجتماعياً لا يُمكن تجاهله أو نسيانه.
وخلال العقود الماضية عملت الحكومات اليمنية المتعاقبة على الحد من هذه الظاهرة عبر حملات توعية، ومبادرات صلح، وبرامج تأهيل، لتأتي الحرب لتعيد ظاهرة الثأر إلى الواجهة بسبب غياب أجهزة الدولة.
تشير تقارير حقوقية إلى أن حوادث الثأر خلال السنوات الأخيرة أصبحت أكثر دموية وتعقيداً، نظراً لانتشار الأسلحة الثقيلة، وغياب القضاء الفاعل، وتداخل النزاعات مع الولاءات السياسية.
في السياق، يلفت تقرير «الشرق الأوسط» إلى أن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي باتت بيئة خصبة لعودة الصراعات القبلية، نتيجة غياب الأمن، وتعدد مراكز القوة، وتدخل المشرفين في شؤون السكان.
وتستخدم الجماعة هذه الصراعات لفرض الجبايات والنفقات على أطراف النزاع وإجبار بعضهم على بيع ممتلكاتهم مقابل إغلاق الملفات.
تبقى قضية الثأر في اليمن مشكلة قائمة تعجز المليشيات الحوثية عن احتوائها والحد من انتشارها، فالسلاح بات في يد كل من يملك المال، كما أن المجتمعات القبلية تنظر لمن لم يأخذ بثأره نظرة استنقاص واستضعاف، وهذا ما يزيد من خطورة المشكلة التي لم تستطع مؤسسات الدولة قبل سنوات إنهائها!