اختتام أعمال مؤتمر ”الشرق الأوسط الدولي” الذي أقامته ”جليشيم” مع ”المخا”
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
اختُتِم في مدينة إسطنبول التركية "مؤتمر الشرق الأوسط السنوي"، والذي تنظمه جامعة "جيليشيم" بالتعاون مع مركز المخا للدراسات الاستراتيجية ومؤسسات بحثية أخرى، بعد انعقاد جلساته العلمية على مدار يومين، بحضور عدد مِن الباحثين والأكاديميين والمهتمين، مِن اليمن وتركيا ودول الخليج العربي والعراق ومصر.
وقد تحدث رئيس جامعة "جيليشيم"، د.
كما ألقى رئيس مركز المخا للدراسات الإستراتيجية، عاتق جارالله، كلمة أكد فيها أن الأهمية الإستراتيجية للشرق الأوسط جعلته في صلب إستراتيجيات الصراع والتنافس الدولي والإقليمي، وأن التحولات التي يشهدها حاليًّا قد تؤثر سلبًا أو إيجابًا على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم؛ مشيرًا إلى أن الشرق الأوسط مهد الحضارات الإنسانية والديانات السماوية، وأنه مِن الناحية الاقتصادية يختزن الحصص الأكبر عالميًّا مِن النفط والغاز، وفي قلب العالم حيث يضم مجموعة مِن أهم المضائق والممرات المائية الإستراتيجية التي تربط الشرق بالغرب.
وعبر رئيس مركز المخا عن تطلعه إلى أن تسهم الأوراق البحثية التي قدِّمت في المؤتمر إلى أن تسهم في فهم أعمق لقضايا وأزمات ومشكلات المنطقة، وأن تخلص إلى توصيات وخلاصات تساعد صناع القرار على تلبية الاحتياجات الحيوية لتحقيق السلام والأمن.
اقرأ أيضاً مؤتمر صنعاء يرفض المشاركة في حكومة الحوثي الجديدة والشيخ أبو راس يضع شروطًا بينها صرف المرتبات بشأن العدوان على غزة.. رئيس حركة حماس يجري اتصالاً مع مدير المخابرات المصرية بعد حذفها من خرائط قوقل.. تسريب وثيقة عن ”خطة المخابرات الإسرائيلية” عن سيناء المصرية! (شاهد) أبناء المخا يحتشدون تضامنا مع الشعب الفلسطيني إصابة الشيخ القبلي ‘‘حمود سعيد’’ بطلقات نارية عقب مطاردته واعتقاله من منزله بمدينة المخا توافد رؤساء الدول إلى مصر لحضور قمة القاهرة للسلام الحوثيون يقتحمون منزل قيادي مؤتمري في إب ويعتدون على النساء والأطفال عاجل..” جون برينان”:إسرائيل ستواجه حرب شوارع إنتحارية فى غزة صحيفة أمريكية تكشف ”مفاجآت مدهشة” عن ”أسرار الجيش الإسرائيلي” التي عرفتها حماس وكيف اقتحم القسام مبنى المخابرات العسكرية لإسرائيل ” السيسي”: لا نسمح بـ التهجير القسري للفلسطنين ”أكوام من اللحم”.. مؤتمر صحفي لوزارة الصحة بغزة وسط جثث المئات من الأطفال والشهداء بمستشفى المعمداني ”فيديو” مئات الأتراك يهاجمون سفارة إسرائيل في اسطنبول بعد مجزرة الاحتلال في مستشفى المعمداني بغزة ”فيديو”جاء انعقاد هذا المؤتمر في ظل تسارع التطورات السياسية والعسكرية والتوترات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وانسداد الأفق أمام الحلول الناجعة للقضايا التي تعصف بالمنطقة.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: الشرق الأوسط إلى أن
إقرأ أيضاً:
جولة ترامب في الشرق الأوسط تكشف تجاهله لغزة
بينما يتنقل دونالد ترامب من عاصمة خليجية إلى أخرى، ويُوقّع صفقات لافتة، ويزور الرئيس السوري الجديد، بل ويُحرز، كما يُقال، تقدمًا في ملف إيران النووي، يبدو أن الحرب في غزة قد أُزِيحت إلى هامش الدبلوماسية الأمريكية.
فرغم وجود مفاوضات شارك فيها الأمريكيون الأسبوع المنصرم في قطر بشأن إطلاق سراح الرهائن، فإن إسرائيل رأت من المناسب تنفيذ محاولة اغتيال مدمرة لقائد حماس، محمد السنوار، تلتها غارات جوية كثيفة على قطاع غزة. وعلى الرغم من أن مصير السنوار لم يُؤكَّد بعد، فإن توقيت هذا التصعيد خلال وجود الرئيس الأمريكي في المنطقة يكشف بوضوح مدى عدم جدية الحكومة الإسرائيلية في إنهاء الحرب.
وفي الحقيقة، إذا استؤنفت الحرب بشكل كامل قريبًا، فلن يكون ذلك مفاجئًا، إذ إن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي صادق في وقت سابق من هذا الشهر بالإجماع على خطة لتوسيع الهجوم العسكري في غزة، مع قيدٍ وحيد، وهو انتظار انتهاء جولة ترامب في الشرق الأوسط. وقد وُضعت هذه الخطة الجديدة تحت ضغط شديد من أكثر أعضاء الائتلاف تطرفًا، وتذهب إلى ما هو أبعد من - هزيمة حماس-، حيث لا تُبدي اهتمامًا يُذكر بمصير الرهائن المتبقين، بل تسعى إلى احتلال دائم لكامل أراضي القطاع.
ورغم محاولات نتنياهو تزيين المرحلة المقبلة من الحرب بأسباب -أمنية- وحجج -إنسانية- زائفة، مثل القول إن سكان غزة سيتم -نقلهم لحمايتهم- فإن وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أحد رموز اليمين الاستيطاني المتطرف، كشف النقاب عن النوايا الحقيقية. فقد صرّح أن سكان غزة، خلال ستة أشهر، سيُحصرون في رقعة ضيقة من الأرض، بينما سيتم -تدمير ما تبقى بالكامل- ما سيدفعهم إلى -البحث عن أماكن أخرى لبدء حياة جديدة. أي أن الهدف الحقيقي هو التهجير القسري.
في الماضي، حين كانت هذه الأفكار المتطرفة محصورة في هامش السياسة والمجتمع الإسرائيلي، كان من الممكن اعتبارها مجرد شعبوية يمينية. أما اليوم، فهؤلاء الأشخاص أنفسهم يشغلون مناصب وزارية رئيسية، ويُسيطرون على قرارات الحكومة. والأسوأ من ذلك، أن نتنياهو يعتمد عليهم بشكل كامل للبقاء في الحكم إلى حين موعد الانتخابات المقبلة، وهو ما يتيح له أيضًا محاولة عرقلة محاكمته بتهم فساد، خاصة وأن المحاكمة دخلت مرحلة حساسة من استجوابه من قِبل الادعاء العام.
ولكي يُرضي هؤلاء المتطرفين، يفعل نتنياهو ما يشاؤون، لأنه لا يستطيع تحمُّل انتخابات جديدة، وهو ما يطالب بها معظم الإسرائيليين، ولا احتمال تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الفشل الذريع الذي أدى إلى أحداث 7 أكتوبر.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من ثلثي الإسرائيليين يُفضِّلون التوصل إلى صفقة مع حماس تُفضي إلى إطلاق سراح الرهائن على الاستمرار في الحرب. كما تُظهر هذه الاستطلاعات أن الأحزاب الائتلافية الحاكمة ستخسر بشدة في أي انتخابات عامة حالية. لهذا يتمسّك نتنياهو بائتلافه الحالي، ويخضع لإملاءاته، حتى وإن كانت مدمّرة وجنائية.
لكن ثمن هذا التمسّك المحموم بالسلطة يُدفع أولًا وقبل كل شيء من قبل الفلسطينيين، ويُدفع أيضًا من قِبل الإسرائيليين أنفسهم. فإسرائيل تواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ أسابيع، في وقت تُحذِّر فيه المنظمات الإغاثية من مجاعة وشيكة، ومن انعدام الرعاية الطبية، خاصة مع قصف المستشفيات، وانقطاع المياه النظيفة والصرف الصحي. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، الوضع هذا الأسبوع بأنه -غير محتمل تمامًا، وغير مقبول، وغير إنساني، ولا يُغتفر. ويجب إيقافه فورًا.
إن مسؤولية وقف ترجمة قرار الحكومة الإسرائيلية بتوسيع الحرب إلى واقع على الأرض تقع على عاتق المجتمع الدولي.
فقد حشدت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من الجنود تمهيدًا لاقتحام غزة المدمّرة، التي يُقيم فيها سكان يعانون من الصدمة الجماعية. وإذا لم يستخدم المجتمع الدولي أدواته ونفوذه لمنع اندلاع حرب جديدة شاملة، وإذا قرر ترامب ألا يُلوِّح بعضلاته كما فعل في مناسبات سابقة، فإن العالم سيكون شريكًا في المزيد من سفك الدماء، والتهجير، وسلب الفلسطينيين أراضيهم. بل وقد يكون هذا الفصل أسوأ من كل ما سبقه.
يوسي ميكلبرغ أستاذ العلاقات الدولية وزميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «تشاتام هاوس».