ماعت: اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية تعمق التكامل الاقتصادي لدول القارة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، على هامش مشاركتها في الدورة 77 من اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بمدينة أروشا في تنزانيا، دراسة جديدة بعنوان «اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية.. المكتسبات والتحديات»، وذلك في إطار الجهود الإقليمية لتسريع اتفاقية التجارة القارية، حيث أطلقت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في دورتها العادية الـ77 نداءات عديدة لحث أصحاب المصلحة على التكاتف من أجل تعزيز عمل الاتفاقية القارية، ويأتي ذلك بالاتساق مع شعار الاتحاد الأفريقي لهذا العام حول تسريع اتفاقية التجارة الأفريقية.
تناولت مؤسسة ماعت من خلال الدراسة رصد ملامح التكامل الأفريقي وعلاقته باتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية، كما أوضحت ماهية اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية إذ تضم 54 دولة موقعة، ما يجعلها أكبر منطقة تجارة حرة من حيث عدد الدول الأعضاء، والأكبر من حيث عدد السكان والحجم الجغرافي، وتضم أكثر من 1.3 مليار شخص في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وتأتي في المرتبة الثانية بعد منظمة التجارة العالمية.
وأشارت إلى تأثير اتفاقية منطقة التجارة الحرة على القارة الأفريقية، فهناك فرص متعاظمة من المكتسبات منها زيادة الصادرات الصناعية للقارة، ورفع التبادل التجاري القاري، وضمان عدم تخلف أحد خلف الركب، وتسوية النزاعات، والحد من الفقر، وتعزيز الوضع الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة، ورصدت الدراسة تحديات تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية.
كما أشارت الدراسة إلى الجهود المصرية لتفعيل الاتفاقية باعتبارها أحد متطلبات التكامل الأفريقي؛ إذ تصدرت الدولة المصرية قائمة الدول الأولى الموقعة والمصدقة على الاتفاقية، وقائمة أول الدول الثمانية التي بدأت العمل داخل الاتفاقية.
وفي هذا السياق، أوضح أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت أن متغيرات القارة الأفريقية ووقائعها الاقتصادية والأمنية والتنموية تجعلها تواجه مزيداً من التحديات والصعوبات المعرقلة لتفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة في القارة الأفريقية، وتتنقل تلك الصعوبات ما بين الاختلافات الكبيرة في الحجم، ودرجات النمو الاقتصادي، والتنوع الاقتصادي، وعدم المساواة في الدخل، والصراعات، وعدم كفاية البنية التحتية، وبطء اعتماد التكنولوجيا في بعض الدول.
تطوير أطر قانونية وسياسية محلية متوازنةوأضاف عقيل، أنه يجب تطوير أطر قانونية وسياسية محلية متوازنة بما يتماشى مع التزامات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتعترف بدور حكوماتها في تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية على المستويات الوطنية.
كما أوصى الخبير الحقوقي، المؤسسات التمويلية متعددة الأطراف بإعادة النظر في المعايير والشروط التي تؤهل الدول ومن بينها الإفريقية للحصول على قروض ميسرة، بحيث تكون متاحة للدول منخفضة ومتوسطة الدخل في ظل زيادة أعباء خدمة الدَّيْن؛ إذ ينبغي للحكومات الأفريقية أن تعزز الخطط الرامية إلى زيادة إسهام القطاع الخاص في التنمية المستدامة والتشغيل والتجارة البينية.
تفعيل الحوار الاجتماعي المناسب في عمليات منطقة التجارةومن جانبه، أوصى سيد غريب، الباحث في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، بتفعيل الحوار الاجتماعي المناسب في عمليات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتضمين موضوعات توظيف الشباب، والمساواة بين الجنسين، والوظائف اللائقة، والاستدامة والمشاركة الديمقراطية في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بالإضافة إلى إنشاء صندوق تعويضات لمنطقة التجارة الحرة الأفريقية، والذي من شأنه أن يضمن التقاسم العادل للمنافع المستمدة من الاتفاقية والدعم المالي قصير الأجل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: منطقة التجارة التجارة مؤسسة ماعت حقوق الإنسان منطقة التجارة الحرة القاریة الأفریقیة القارة الأفریقیة
إقرأ أيضاً:
بدء تنفيذ مشروع المنطقة الحرة في إدلب
إدلب-سانا
بدأت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية أولى خطوات تنفيذ مشروع المنطقة الحرة في محافظة إدلب، في الجهة الشرقية من المحافظة على ملتقى الطرق الدولية، وتشمل منطقة صناعية وتجارية وميناءً جافاً حديثاً، بمساحة تتجاوز مليوناً ومئة وخمسة آلاف متر مربع.
ويهدف المشروع إلى تحقيق جملة من الأهداف التنموية والاقتصادية في مقدمتها تنشيط الحركة التجارية والصناعية في المحافظة، وخلق فرص عمل واسعة لأبناء إدلب، واستقطاب صناعات جديدة وواعدة، إلى جانب جذب رؤوس أموال واستثمارات خارجية تسهم في رفد الاقتصاد الوطني بالنقد الأجنبي، ولاسيما مع دخول عشرات المستثمرين الأجانب إلى المحافظة لمتابعة الفرص الاستثمارية المتاحة.
ويمثل الميناء الجاف المزمع إنشاؤه أحد الأعمدة الرئيسة لهذا المشروع، إذ سيوفر للتجار والصناعيين والمزارعين في إدلب خدمة تصدير منتجاتهم الزراعية والصناعية بشكل مباشر إلى الأسواق الخارجية، كما سيتيح لهم استيراد المواد الأولية والبضائع من مختلف دول العالم دون الحاجة للتوجه إلى المرافئ البحرية، ما يختصر الزمن والتكاليف، ويعزز من تنافسية المنتج الوطني في الأسواق الإقليمية والدولية.
كما يأتي المشروع متكاملاً مع خطط الهيئة في تطوير منظومة النقل التجاري واللوجستي عبر تعزيز دور شركات النقل الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة أمام قطاع السياحة في المحافظة، مع توقعات بدخول مستثمرين أجانب ورجال أعمال يرفدون السوق المحلي بخبراتهم ورؤوس أموالهم.
واطلع رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السيد قتيبة بدوي ومحافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن على المنطقة المقرر إقامة المشروع عليها، وناقشا الرؤية العامة له وخطة العمل للبدء بتنفيذه.
ووجه بدوي بضرورة تسريع وتيرة العمل لاستكمال الإجراءات الإدارية والفنية واللوجستية اللازمة للبدء في تنفيذ المشروع وفق أعلى المواصفات والمعايير، مؤكداً أن هذا المشروع يحظى بدعم كامل من القيادة لِمَا يمثله من رافعة اقتصادية وتنموية لأهالي محافظة إدلب الكرام.
وشدد بدوي على أهمية التنسيق المستمر مع كل الجهات المعنية لضمان نجاح المشروع وتحقيق أهدافه في تحسين الواقع المعيشي، ودعم عملية التنمية والاستقرار في المحافظة.
بدوره قال محافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن: “إن هذا المشروع يُعدّ أحد المشاريع الاستراتيجية المهمة حيث نطمح من خلاله إلى خلق بيئة استثمارية محفّزة، وتنشيط الحركة الاقتصادية وتشجيع الاستثمار في المنطقة، إضافة إلى توفير عدد كبير من فرص العمل لأهلنا”.
وأكد عبد الرحمن التزام المحافظة الكامل بدعم كل المبادرات والمشاريع التي تسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية في محافظة إدلب.
كما تم الاتفاق على البدء بالإجراءات الخاصة لإنشاء منطقة حرة ثانية مخصصة لمعارض السيارات وتجارتها، بهدف تنظيم هذا القطاع الحيوي وتوسيعه، بما يخدم مصالح المواطنين والتجار على حد سواء.
تابعوا أخبار سانا على