فتاوى تشغل الأذهان .. داعية توضح فضل سورة الإخلاص والكافرون.. هل تجب الزكاة في مال الأولاد الصغار أم لا بد من البلوغ؟
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
-هل سورة الكافرون براءة من الشرك؟
-سورة الإخلاص والكافرون آيات قصيرة
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية التي تهم كل مسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان.
قدمت الداعية فاطمة موسى بثا مباشر عبر الصفحة الرسمية لصدى البلد تتحدث فيه عن سورتي الإخلاص والكافرون.
وقال فاطمة موسى: سورة الإخلاص والكافرون آيات قصيرة، و لكن معناها كبير، سورتي الإخلاص والكافرون، لهما علاقة ببعض، ولما كان يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم كان الأخلاص والكافرون مشيرة إلى أن معانيهم متاشبها.
وتابعت: المناسبات الي نزلت فيها الآيات متقاربة وتخص العقيدة، والعقيدة هي الاعتقاد بالله عز وجل أنه واحد لاشريك له.
وأكملت: السورتان بدأت بـ قل ، فيها ربنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم "لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما اعبد ، موضحة أن كلمات السورتين تقينا من شرور الإنس والجن.
هل سورة الكافرون براءة من الشرك؟
سورة مكية وبلغ عدد آياتها ست آيات، وموضوع السورة ومحور حديثها كان عن التبرئة من الشرك والنفاق، وأهمية التوحيد وعبادة الله وحده، حيث طلب المشركون من النبيّ أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدون إلهه في سنة، فردّت السورة على كلامهم وطلبهم.
وجاء في سبب نزول سورة الكافرون عن ابن عباس -رضي الله عنه-: «أن قريش دعت رسول الله إلى أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء ، فقالوا: هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة، قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي» فأنزل الله (قل يأيها الكافرون) إلى أخر السورة.
كما تعدِل سورة الكافرون ربع القرآن الكريم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تعدلُ ثلثَ القرآنِ، و قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ تعدلُ ربعَ القرآنِ»، بمعنى أن سورة الكافرون تماثل في أجر قراءتها ربع القرآن، وقال العديد من العلماء إن سبب ذلك أن سورة الكافرون فيها البراءة من الشرك والكفر وأهله.
عن نوفل الأشجعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عِندَ مَنامِكَ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)؛ فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّرْكِ»، وقال نوفل -رضي الله عنه-: «أتَيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقال: مَجيءٌ ما جِئتَ؟ قال: جِئتُ لِتُعَلِّمَني شَيئًا أقولُه عِندَ مَنامي، قال: اقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عِندَ مَنامِكَ؛ فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّرْكِ»، وورد في الأحاديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقرؤها في الركعة الأولى في سنة الفجر، وكذلك في الركعتين بعد الطواف.
كما ورد عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي ، فقال : اقرأ : قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك. رواه الترمذي ..أي: تسلم صاحبها من الشرك بالله مفيدة للتوحيد؛ وذلك لأنها اشتملت على نفي عبادة ما يعبده المشركون بأبلغ عبارة، وأوفى تأكيد.
يقول الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف، إن هناك سورة من قرأها كأنه قرأ ربع القرآن، مستدلا خلال فيديو منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له ربع القرآن” أى عندما تقرأها 4 مرات فكأنما قرأت القرآن كله.
هل تجب الزكاة في مال الأولاد الصغار أم لا بد من البلوغ؟.. الأزهر يجيب
هل تجب الزكاة في مال الأولاد الصغار أم لا بد من البلوغ؟ سؤال أجابه الشيخ عبد الحميد السيد عضو الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني بـالأزهر الشريف.
هل تجب الزكاة في مال الأولاد الصغار أم لا بد من البلوغ؟
وقال، إن الزكاة ركن من أركان الإسلام، وقد أجمعت الأمة على وجوبها، ثم اختلفوا هل تجب الزكاة في مال الصبي أم لا؟، موضحا أنه قد ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى وجوبها؛ لأنها حق في المال، وهذا هو المُفْتَى به، في حين ذهب الإمام أبو حنيفة إلى عدم وجوبها في مال الصبي؛ لكونه غير مميز.
وبين أن للجمهور أدلة كثيرة، منها: قول الله تعالى: " خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا..."[التوبة: 103]، فأوجبها الله في الأموال لا على المكلفين.
وتابع: من الأدلة أيضًا قول النبي ﷺ: «أَلَا مَنْ وَلِيَ يَتِيمًا لَهُ مَالٌ فَلْيَتَّجِرْ فِيهِ وَلَا يَتْرُكْهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الصَّدَقَةُ»، أخرجه الترمذي، مشددًا عليه: فالزكاة واجبة في أموال اليتامى وغير البالغين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفتاوى الدينية سورة الإخلاص والكافرون الزكاة صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه رسول الله
إقرأ أيضاً:
الوطن عند نائب من مصر
لا شك أن قهر الاستبداد والظلم بالكذب والتلفيق يُخرج الإنسان من دينه فيكفر به أحيانا، أو يخرجه من وطنه فيصبح مغتربا يعاني. لكن هل يمكن أن نتخلى عن الوطن ليصبح مثلا "بلد المنشأ"، أي كأننا سلعة يتم تداولها بين البلدان؟
أنا مصري أحب مصر وأحب لشعبها الخير، وهكذا كان سعينا وبذْلنا طوال أكثر من خمسين عاما، لذا عندما نجد ما يشين مصر نحزن كما هو الحال فيما يحدث منذ الانقلاب العسكري في حكم مصر.
وإذا أردنا أن نناقش هل حب الوطن فكرة علمانية أو ليبرالية نتبرأ منها؟ الإجابة لا، بل هو من صميم عقيدتنا وثقافتنا وأصولنا الإسلامية، كيف؟ هذا البحث لتأكيد ذلك.
حب النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه مكة:
• عند خروجه من مكة: عندما أخبره ورقة بن نوفل بأن قومه سيخرجونه، استغرب النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: "أَوَ مُخْرِجِيّ هم؟!"، وهذا يدل على شدة تعلقه بمكة واستبعاده فكرة الخروج منها.
• لحظة الهجرة: عند مشارف مكة، وقف النبي صلى الله عليه وسلم يودعها بكلمات تكشف عن حبه العميق وتعلقه الكبير بها، قائلا: "والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ"، وفي رواية أخرى: "ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنْتُ غيرك". هذه الأقوال دليل واضح على حبه الشديد لمكة وحزنه لمفارقتها.
• قول الذهبي: ذكر الذهبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب وطنه، ويكره الخروج منه، ولم يخرج إلا بعد أن لاقى من أهله المشركين أصناف العذاب والأذى.
حب الصحابة رضوان الله عليهم لأوطانهم:
• كانت الهجرة من مكة إلى المدينة أمرا صعبا وشاقا على الصحابة أيضا، رغم ما أصابهم فيها من بلاء وعذاب، لأنها وطنهم الذي ولدوا وتربوا فيه وعاشوا على أرضه.
• شعر أبي بكر وعامر بن فهيرة: عندما أصابتهم الحمى في المدينة، عبروا عن حنينهم لمكة من خلال أبيات شعرية، مما يدل على استمرار حبهم لوطنهم الأصلي رغم الهجرة.
فليس الأمر بدعا، بل حماية الوطن والدفاع عنه والموت في سبيل ذلك هي شهادة دفاعا عن العرض والمال وأرض الإسلام.
وعن حب الوطن في القرآن الكريم نقول:
• مفهوم الوطن في القرآن: لم يرد لفظ "الوطن" صراحة في القرآن الكريم، ولكن وردت آيات تشير إلى هذا المعنى باستخدام لفظ "الديار" (المساكن/البيوت).
• حب الوطن فطري: القرآن الكريم يقرن حب الوطن بمحبة النفس والدين، مما يدل على أن حب الوطن أمر متأصل في النفوس وعزيز عليها.
• دعاء إبراهيم عليه السلام لوطنه:
◦ قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدا آمِنا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (البقرة: 126).
◦ وقال تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ" (إبراهيم: 35).
هذه الآيات تدل على حب إبراهيم عليه السلام لوطنه (مكة) ودعائه له بالأمن والرزق، والدعاء علامة من علامات الحب.
• الخروج من الديار كقتل النفس:
◦ قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أو اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ" (النساء: 66).
هذه الآية تبين أن الخروج من الديار أمر عظيم وشاق على النفوس، ويكاد يعادل قتل النفس، مما يؤكد مكانة الوطن وحبه في الإسلام.
• البر والعدل لمن لم يخرج من الوطن:
◦ قال تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة: 8).
هذه الآية تربط بين الدين وحب الوطن، وتأمر بالبر والعدل لمن لم يقاتل المسلمين ولم يخرجهم من ديارهم، مما يدل على أهمية الوطن في المنظور الإسلامي.
• وعد الله برد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وطنه:
◦ قال تعالى: "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ" (القصص: 85).
◦ فسر ابن عباس رضي الله عنهما "إلى معاد" بأنها "إلى مكة". هذه الآية نزلت عندما اشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد هجرته، وهي وعد من الله برد النبي إلى وطنه، مما يدل على مكانة الوطن وحبه.
ولكن علينا أن ننتبه، يجب ألا يتقدم حب الوطن على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وجهاد في سبيله، ولا ننسي هنا هذا الحديث الواضح والصريح، عندما دعي النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة:
◦ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أو أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا" (رواه البخاري ومسلم).
◦ هذا الدعاء يبين حب النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة، وطلبه من الله أن يجعل حبه لها كحبه لمكة أو أشد، وهذا يدل على أن حب الأوطان من الأمور الفطرية التي أقرها الإسلام.
باختصار، حب الوطن لا علاقة له بمن يحكم ويسيطر، إن حب الوطن أمر فطري أقره الإسلام، وتجلت مظاهره في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام. هذا الحب لا يتعارض مع حب الدين، بل إن المسلم يحب وطنه ويسعى لخيره وصلاحه ما دام ذلك لا يتعارض مع تعاليم دينه. وعند التعارض، فإن حب الله ورسوله ودينه مقدم على كل شيء.