ديفيد هيرست: الوساطة القطرية فرصة لحل قضية الأسرى الصعبة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
نظم المركز القطري للصحافة مساء أمس الأحد ندوة بعنوان «ازدواجية معايير المجتمع الدولي من الحرب على غزّة»، حيث ناقش الصحفي ديفيد هيرست رئيس تحرير موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، المعايير المزدوجة عند الغرب التي أكد خلال حديثه في الندوة أنها لا تزال قائمة في تشكيل تفاعل المجتمع الدولي مع ما يحدث في القطاع.
وتناولت الندوة التي قدمها المذيع عثمان آي فرح ما يجري في قطاع غزة من وجهة نظر تحليلية، تسعى إلى تشريح الوضع وما سيؤول إليه، وبدأ ديفيد هيرست حديثه بالمقارنة بين مواقف الغرب في حرب روسيا على أوكرانيا ومواقفه في الحرب على غزة، وقال «نحن بحاجة ماسة إلى النظر في تصحيح هذا الوضع»، معتبرا أنه «من غير الممكن تجاهل النهج المتناقض في كيفية تعامل العالم مع روسيا وغزة، وأن الإنصاف في الاستجابات الدولية للصراعات أمر ضروري لتحقيق العدالة والسلام الحقيقيين».
وعن الصهيونية، قال هيرست إنه «يجب الفصل بينها وبين الديانة اليهودية ذاكرا أن ديانته يهودية لكنه لم يكن صهيونيا لا هو ولا عائلته الناجية من المحرقة النازية التي لا يجب وضعها كذريعة لتبرير أو دعم الصهيونية»، مضيفا أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تولي اهتماما خاصًا لما تقوله وأن تفصل بين سياستها واللوبي الصهيوني.
وبالعودة إلى موضوع منظمة حماس، قال هيرست إنها ليست منظمة إرهابية بالنسبة للعديد من الأشخاص في العالم، وأشار إلى أنه هناك العديد من الضحايا من الجانب الفلسطيني نتيجة للحرب على القطاع، واعتبر أن هذه الحرب كانت سببا في تزايد الضغوط على إسرائيل، التي رجح أنها في منحنى تصاعدي خاصة الأيام المقبلة، وسيكون هناك تركيز خاص على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل أن إسرائيل تبقى إلى الآن غير جاهزة للغزو البري، وهو ما تؤكده العديد من المؤشرات وهو ما يبرر أن معظم العمليات العسكرية تأخذ شكل عمليات جوية ولا تتضمن غزوا برياً.
الوضع مأساوي
وبالنسبة للأوضاع في القطاع وارتفاع عدد الشهداء قال هيرست إن الوضع الحالي يبدو مأساويًا، مع مستويات هائلة من الدمار تشبه تأثير زلزال كبير، والحالة الراهنة تُعد واحدة من أسوأ الأوقات، ونأمل في أن تجد الجهود الدولية حلاً لهذه الأزمة؛ لأن الدمار والخسائر تجعل الوضع أكثر تعقيدًا وتحتاج إلى تدخل دولي فوري، منوها إلى أن قطع الاتصالات أمر غير مقبول، ولا يمكن عزل غزة عن العالم، حيث يحتاجون إلى التواصل مع المستشفيات والأطباء، قطع الاتصالات بشكل متعمد يعتبر تصعيدًا خطيرًا في الأزمة الحالية.
وعن الوضع الصحي المزري في قطاع غزة قال رئيس تحرير موقع «ميدل إيست آي» البريطاني: هناك مستشفى واحد فقط، وهو مستشفى الشفاء، يعنى بالإصابات الطبية الخطيرة وهو يلعب دورًا مهمًا في تقديم الرعاية الصحية في هذه الظروف الصعبة، ونأمل أن يستمر هذا المستشفى في تقديم العناية الطبية اللازمة للمصابين خاصة بعد تهديده بالقصف في الساعات الأخيرة.
المفاوضات
وعن مسار المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل، قال هيرست: قضية الأسرى الفلسطينيين حساسة ومهمة، ومن الجيد سماع أن هناك رغبة في تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين. ورجح أن الوساطة القطرية قد تكون فرصة للبحث عن حل لهذه القضية الصعبة، معتبرا أن تحرير الأسرى هو هدف يجب السعي إليه لتحقيق السلام والاستقرار، لكنه استدرك في نفس الوقت أن العملية لن تكون سهلة على الطرفين وقال: سمعنا من المتحدث باسم كتائب أبو عبيدة أنه يريد تحرير جميع الفلسطينيين الأسرى وأعتقد أنه أمر صعب بخصوص عدد الأسرى المطالب في تحريره، لكن هنالك أولويات عند الطرفين وسيتم الاتفاق على ذلك.
وعن إمكانية وضع حد لهذه الحرب، ووقف إطلاق النار اعتبر المتحدث أن الأمم المتحدة والدول العربية سيلعبون دورًا حاسمًا في تحفيز عمليات المفاوضات ووقف إطلاق النار.
وفي ختام الندوة كرم السيد سعد بن محمد الرميحي رئيس المركز القطري للصحافة والسيد صادق العماري مدير المركز القطري للصحافة الصحفي ديفيد هيرست ومنحه درع المركز.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر المركز القطري للصحافة ديفيد هيرست ميدل إيست آي قطاع غزة دیفید هیرست
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مثيرة حول الطائرة القطرية التي قد تكلف ترامب رئاسته.. أثارت غضب الكونغرس
واجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موجة من التساؤلات المتصاعدة بخصوص مدى ملاءمة قرار قبوله لطائرة فاخرة مقدمة من قطر بقيمة 400 مليون دولار، وذلك مُباشرة عقب الجولة التي قام بها لعدد من الدول الخليجية.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب، مساء الأحد، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي أنّ: "وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تعتزم قبول الطائرة الفاخرة كهدية مجانية".
وفيما يرى بعض الجمهوريين أنّ: "الهدية لن تكون مجانية فعليا، لأن تجهيز الطائرة لتكون آمنة ومناسبة للطيران الرئاسي سيستغرق وقتا طويلا، لتفي بجميع المعايير الأمنية والفنية اللازمة"، أعرب آخريين عمّا وصفوه بـ"قلقهم من مخاطر محتملة تتعلق بالأمن القومي ونقل أسرار الدولة على متن الطائرة".
وأمس الاثنين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إنّ: "الطائرة القطرية الفاخرة المثيرة للجدل التي أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتزامه قبولها هي: مشروع القوات الجوية، وإنّ ترامب لا علاقة له بها".
وفي السياق ذاته، نفت ليفيت، كافة ما يروج من تقارير تفيد بأن: "العائلة المالكة القطرية ستهدي إدارة ترامب الطائرة الفاخرة، التي سيتم تعديلها واستخدامها كطائرة رئاسية خلال فترة ولاية ترامب الثانية". فيما انتقدت وسائل الإعلام لما وصفته بـ"التضليل الإعلامي بخصوص الهدية".
"لنكن واضحين تماما، حكومة قطر، والعائلة القطرية، عرضت التبرع بهذه الطائرة للقوات الجوية الأمريكية، وسيتم قبول هذا التبرع وفقًا لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية" تابعت المتحدثة باسم البيت الأبيض.
وأردفت: "سيتم تحديثها وفقا لأعلى المعايير من قِبل وزارة الدفاع والقوات الجوية الأمريكية"، مبرزة: "هذه الطائرة ليست تبرعا شخصيا أو هدية لرئيس الولايات المتحدة، وعلى كل من كتب ذلك الأسبوع الماضي تصحيح أخباره، لأن هذا تبرع لبلدنا وللقوات الجوية الأمريكية".
وكانت الأزمة نفسها قد تصاعدت خلال نهاية الأسبوع الماضي، حين أكّد ترامب استعداده لقبول طائرة فاخرة من قطر، من طراز (Boeing 747-8 Jumbo) كهدية تسلّم لوزارة الدفاع، على أن تنقل لاحقا لمكتبته الرئاسية عقب انتهاء ولايته.
آنذاك، قالت السيناتور سوزان كولينز: "هذه الهدية من قطر محفوفة بتحديات قانونية وأخلاقية وعملية، بينها خطر التجسس. لا أعلم كيف يمكننا تفتيشها وتجهيزها بالشكل الكافي لمنع ذلك".
وأضافت: "بحلول الوقت الذي تجهز فيه الطائرة من أجل الاستخدام، قد تكون ولاية الرئيس قد شارفت على نهايتها. ولست مقتنعة أصلا بوجود حاجة لهذه الطائرة من الأساس". فيما أعرب السناتور ريك سكوت، أيضا، عن مخاوفه بالقول إنه لا يرى وسيلة مضمونة لجعل الطائرة آمنة بما فيه الكفاية لاستخدام الرئيس.
إلى ذلك، أبرزت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنّ: "وزارة الدفاع تخطط لقبول طائرة بوينغ 747-8 الفاخرة، وسيتم تحديثها لاستخدام الرئيس مع ميزات أمنية وتعديلات قبل التبرع بها لمكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته". بينما نفى ترامب أنه سيستخدم الطائرة بعد انتهاء ولايته.
وعبر مقابلة بُثت الأسبوع الماضي، أشار ترامب إلى أنّ: "المسؤولين القطريين تواصلوا معه بشكل مباشر بخصوص إمكانية إهدائه طائرة فاخرة بديلة لطائرة الرئاسة الأمريكية". مردفا أنّ أحد المسؤولين القطريين قال: "إذا كان بإمكاني مساعدتك، فدعني أفعل ذلك".
وبحسب الرئيس الأمريكي لقناة "فوكس نيوز": "قال: لقد كان بلدكم كريما معنا، أود أن أفعل شيئًا للمساعدة في هذا الوضع الذي تواجهونه مع طائرة الرئاسة. قلت: هذا جيد. ماذا تقترح؟ واقترح هذا، فقلت: أتعلمون؟ هذا جيد جدًا. هذا جيد جدًا. أُقدّر ذلك'".
من جهته، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إنّ: "الحكومة القطرية، عرضت، طائرة، بملايين الدولارات للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لاستخدامها كطائرة رئاسية".
ووصف جاسم آل ثاني، العرض بكونه: "صفقة بين حكومتين، وليس هدية شخصية لترامب"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه "لا يزال قيد المراجعة، من الطرفين".
وعبر مقابلة له، مع بيكي أندرسون من شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أبرز رئيس الوزراء القطري، الأربعاء الماضي: "هذه صفقة بسيطة للغاية بين حكومتين، في حين أن وزارة الدفاع القطرية والبنتاغون لا تزالان تتبادلان إمكانية نقل إحدى طائراتنا من طراز 747-8 لاستخدامها كطائرة رئاسية".
وتابع: "لا تزال قيد المراجعة القانونية، لذا لا يوجد شيء، ولا أعرف سبب تحولها إلى خبر كبير كهذا، وهو أمر، كما تعلمون، يُنظر إليه بطريقة غريبة للغاية"، مضيفا: "إنها صفقة بين حكومتين، لا علاقة لها بالموظفين، سواء كانوا من الجانب الأمريكي أو الجانب القطري، إنها بين وزارتي الدفاع".
وبيّن: "لا شيء يغير قرارنا، في نهاية المطاف، إذا كان هناك شيء تحتاجه الولايات المتحدة وكان قانونيًا تمامًا، ويمكننا، فنحن قادرون على مساعدة ودعم الولايات المتحدة، فلن نتردد، حتى لو كان هناك شيء قادم من قطر للولايات المتحدة، فهو نابع من الحب، وليس من أي تبادل".
وأكد بأنه: "بالطبع، سيتم سحب العرض إذا اعتُبرت الصفقة غير قانونية"، مبرزا: "لن نفعل أي شيء غير قانوني، لو كان هناك شيء غير قانوني، لكانت هناك طرق عديدة لإخفاء هذا النوع من المعاملات، ولن تكون ظاهرة للعامة، هذا تبادل واضح للغاية بين حكومتين، ولا أرى أي جدل في ذلك.".
وأبرز: "قطر دائمًا ما تكثف جهودها لمساعدة ودعم الولايات المتحدة، سواء كان ذلك في الحرب على الإرهاب، أو في إجلاء أفغانستان، أو في إطلاق سراح الأسرى من مختلف دول العالم"، مردفا: "لأننا نؤمن بأن هذه الصداقة يجب أن تعود بالنفع على كلا البلدين".
تجدر الإشارة إلى أنّ ترامب كان قد عبّر مرارا عن استيائه من التأخيرات والتكاليف الزائدة في مشروع استبدال الطائرة الرئاسية Air Force One القائم، وهو الذي تنفذه شركة "بوينغ" عبر عقد حكومي لبناء طائرتين جديدتين للرئاسة الأمريكية. غير أنّ المشروع لا يزال يواجه عقبات تعرقل إنجازه.