واشنطن-سانا

(تبّني الرواية الإسرائيلية) رغم ثبوت زيفها، كان ولا يزال الركيزة الأساسية لمعظم تغطيات وسائل الإعلام الغربية التي تساعد في قتل الفلسطينيين بطريقة لا تقل وحشية ودموية عما ترتكبه (إسرائيل) وفقاً للكاتب والصحفي الفلسطيني محمد الكرد.

الكاتب الكرد نشر في مجلة ذا نيشن الأمريكية مقالاً أشار فيه إلى أن محاولة استجرار إدانة لعملية طوفان الأقصى وفرض الرواية الإسرائيلية بشأنها تعتبر شرطاً رئيسياً كي يجري الصحفيون في الكثير من وسائل الإعلام الغربية مقابلاتهم مع أي شخصية يمكن أن يكون لها موقف محايد أو مؤيد للفلسطينيين، وإن لم يقدم الضيف فروض الطاعة أولاً فهو غير مؤهل بنظر الإعلام الغربي لإبداء الرأي ولا يسمح له بالحديث عن جرائم (إسرائيل)، أو نقل قدر ولو قليل من وقائع ما يجري في غزة .

أحد الأمثلة التي أشار إليها الكرد عما تقوم به وسائل الإعلام الغربي من تضليل وحجب للحقيقة هو المقابلة التي أجراها سفير السلطة الفلسطينية إلى بريطانيا حسام زملط مع كريستي وورك من هيئة الإذاعة البريطانية التي تجاهلت بكل برود ما قاله حول استشهاد ستة من أفراد عائلته معظمهم أطفال في قصف إسرائيلي قبل إجرائه المقابلة بساعات معدودة، وكان كل همها وتركيزها محصور بالحصول على إدانة منه لما جرى في السابع من تشرين الأول الجاري.

عائلة زملط من بين آلاف العائلات الفلسطينية التي تتناثر جثثها أشلاء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي ألقى قنابل على قطاع غزة المحاصر خلال أسبوع بقدر ما ألقته الولايات المتحدة على أفغانستان خلال عام كامل، رغم أن الأخيرة أكبر من قطاع غزة بضعف.

وأوضح الكرد أن رد فعل مذيعة (بي بي سي) اللاإنساني واللا مبالي بحياة الفلسطينيين يكشف ظاهرة مروعة انتشرت في وسائل الإعلام الغربية التي تعمل في كل رواياتها وأخبارها على تجريد الفلسطينيين من الإنسانية وتصوير (إسرائيل) على أنها ضحية بدلاً من كونها الجاني، مبيناً أن غياب أخبار استشهاد الفلسطينيين عن العناوين الرئيسية في الصحف وقنوات البث التلفزيونية في الغرب وتحول معاناتهم وموتهم إلى أمر ثانوي غير ذي أهمية مقصود تماماً ويصب في هذا السياق وكله لمصلحة (إسرائيل) ودعمها.

وأشار الكرد الى أن الانحياز الواضح لوسائل الاعلام الغربية لـ (إسرائيل) صارخ لدرجة أثارت حفيظة الرأي العام الغربي الذي أدرك أن هناك وجهاً مغايراً تماماً للواقع ومع ذلك فإن قنوات البث الغربية وصحفه الكبرى ما زالت تروج للتقارير المزيفة التي خرجت عن (إسرائيل) مثل العثور على جثث مذبوحة خارج قطاع غزة، وتزييف جريمة مشفى الأهلي المعمداني.

ولفت الكرد إلى أن اعتماد الصحفيين الغربيين على مثل هذه الأكاذيب وتدويرها والترويج لها ما هو إلا بمثابة مشاركة في قتل الفلسطينيين والتغطية والتعامي المقصود عن جرائم (إسرائيل) وإن تحويل الفلسطينيين وأطفالهم إلى مجرد قتلى عرضيين أو أضرار جانبية لحدث أكبر وأهم، ما هو إلا مساهمة مباشرة في هذه الجرائم، مؤكداً أن يد كل صحفي غربي مشارك في هذه المأساة غارقة بدم الفلسطينيين الأبرياء مثلها مثل يد القاتل الإسرائيلي.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

صحفيو غزة تحت النار.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف الصحفيين

أطلقت منصة "برايف نيو فيلمز" الوثائقية أحدث إنتاج لها بعنوان "صحفيو غزة تحت النار"، وهو فيلم مدته 41 دقيقة يسلط الضوء على الاستهداف غير المسبوق للصحفيين الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي خلال حربه على قطاع غزة.

ولا يكتفي الفيلم بتوثيق المجازر، بل يسعى لإثارة الوعي وإلهام التحرك من خلال عمل صحفي رفيع المستوى، يجمع بين القيمة الإنتاجية العالية والرسالة الإنسانية العميقة.

ويبتعد الفيلم عن الأساليب المألوفة في تصوير المعاناة الفلسطينية، فيقدم سردا صحفيا محكما يركز على ما يحدث للصحفيين الذين ينقلون أحداث حرب الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة للعالم، في ظل حظر دخول الصحافة الأجنبية والمنظمات الحقوقية إلى غزة.

الثمن الأكبر

وحتى وقت صدور الفيلم، قتل 178 صحفيا وعاملا في المجال الإعلامي على يد الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على القطاع، إلى جانب 93 جريحا و84 معتقلا وتدمير 70 مؤسسة إعلامية، في حصيلة تتجاوز ما شهدته معظم الحروب الكبرى في التاريخ الحديث من حيث استهداف الصحفيين.

وبحسب الفيلم، لا تعكس هذه الأرقام سقوط الصحفيين كأضرار جانبية، بل تُظهر نية متعمدة لاستهدافهم، غالبا بعد نشرهم تقارير قوية تكشف فظائع الحرب. ويشير الفيلم إلى استخدام الطائرات المسيّرة لتعقبهم، بل استهدافهم حتى أثناء وجودهم في منازلهم مع عائلاتهم.

إعلان

كذلك، يركز الفيلم على مفارقة مقلقة وهي أن العديد من الصحفيين الذين ظهروا فيه قُتلوا لاحقا، بعضهم خلال تغطيتهم للهجمات على زملائهم الصحفيين. ويسلط الفيلم الضوء على شجاعتهم الاستثنائية، حيث أصبحوا مصادر أساسية لفهم العالم الخارجي لما يحدث داخل غزة.

ويعرض الفيلم مشاهد ميدانية وصوتيات مؤثرة، تصف استهداف الصحفيين بعبارة متكررة: "جريمة حرب". لكن الرسالة الأكبر لا تتعلق فقط بضحايا الإعلام وعددهم، بل كيف أن استهدافهم بات وسيلة لإخفاء جرائم إسرائيل داخل غزة ولإتاحة المجال لروايتها الكاذبة التي يروجها مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، دون محاسبة.

السلاح الأميركي والتواطؤ الدولي

ولا يغفل الفيلم عن الخلفية السياسية للحرب الحالية على القطاع، إذ يقدم سياقا يتناول الدعم العسكري الأميركي الهائل لإسرائيل، ويعرض نماذج من التصريحات الغربية التي تتجاهل الحقائق الميدانية أو تبررها.

كما يبرز الفيلم خطورة التواطؤ الإعلامي الدولي، حيث أصبح البعض يُعد "شجاعا" فقط لأنه اعترف بوجود إبادة جماعية جارية.

وفي زمن أصبحت فيه القيم الإنتاجية والإعلامية أداة لتجميل الكذب أو تبرير العنف ضد الفلسطينيين، يبرز هذا الفيلم كأحد الأعمال النادرة التي تجمع بين الإتقان البصري والصدق الصحفي.

"صحفيو غزة تحت النار" متاح للمشاهدة عبر موقع "برايف نيو فيلمز"، ويُشجع القائمون عليه على نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى تصل رسالته لأكبر لجميع أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • السفير الأمريكي في إسرائيل يهاجم أبرز وسائل الإعلام الأمريكية.. تقاريرهم متهورة
  • هجوم ماسك على وسائل الإعلام الأمريكية بسبب تحية النازية.. فيديو
  • تريبيون البريطانية بروح أممية جديدة.. أصبحت جزءا من قناة الإسلام
  • وزير التعليم العالي يلتقي نقيب الصحفيين
  • منتدى التواصل الحكومي يستضيف مدير هيئة تنشيط السياحة
  • كيف ساعدت الشركة الأمريكية باستهداف الفلسطينيين قرب المساعدات؟
  • كيف تحولت مراكز المساعدات الأمريكية في غزة إلى مصائد لقتل الفلسطينيين؟
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني.. ما السبب؟
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
  • صحفيو غزة تحت النار.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف الصحفيين