‏القول أن هناك سلة خيارات لترتيب وضع المنطقة ومنها اليمن ، لا يعني أن على القوى المحلية أن تقف في حالة إسترخاء بإنتظار تمخضات الصراع ، الطبيعي أن تتأهب للنهوض بمسؤوليتها ،وتقديم نفسها للعالم كجسم موحد الرؤية ، ومؤهلة لقيادة حكم اليمن الجديد ،المنفتح على أطيافه السياسية، يمن غير محترب مع جواره مسالم وعامل إستقرار في المنطقة والعالم.


الرسائل الصاروخية التي وجهها الحوثي في اليومين الماضيين، قطعت مع سابق كل الأمال التي تم تسويقه بها ككيان حكم يمكن مساعدته، لإدماجه في المنطقة ،والتعايش معه بلا خضات حروب، او نزق طائفي أو إرتهان بالمطلق للخارج ، حد التماهي بالتفاصيل مع المشاريع غير العربية.
الحوثي بزخات صواريخه الفاشلة، قد أحبط كل التقديرات السابقة، وأعاد توصيفه مجدداً بالخطر الكامن غير قابل للإحتواء ، أو العيش بجواره وفق القواعد المنظمة للعلاقات بين النظم السياسية المختلفة.
إذا كانت عواصم القرار وصناع الخرائط السياسية ، قد أنتجوا في سياق منطقة ما بعد حرب غزة ،تصورات حول يمن بلا حوثي، فإن مثل هكذا توصيف يستوجب بالضرورة أن تتقارب القوى السياسية تتخطى الثانويات، وتجمع على تقديم نفسها بصورة البديل المتماسك المجمع عليه وطنياً.
أي جولة حرب قادمة في اليمن ، لن يكون عمرها لسنوات تسع ، بل هي جولة حاسمة ، بعد أن تم إغلاق منافذ المناورة أمام الحوثي، ورفعت عنه واشنطن الغطاء بعد غزة ، وتراجعت آمال السعودية -أو هي في حال إعادة تقييم- لإمكانية الإطمئنان لجار ينام على تلة سلاح ، ويتنفس عدواناً ومغامرات وهوس حرب.
لا أحد يستطيع أن يتعاطى مع الحوثي بنفس مسطرة ماقبل إطلاقه للصورايخ ، ولا أحد يغامر بمنحه المزيد من أسباب هوامش الشرعنة الدولية، الحوثي أطلق الرصاص على أصابع قدميه، مفسحاً المجال أمام قراءات ومعادلات أُخرى، وعلى القوى المحلية التقاط المتغيرات ، وتقديم نفسها بكثير من التوافقات وبقليل من الصراعات البينية .
إذا كان نزف غزة يوجع ضميرنا ،فإن اليقين أن اليمن أياً كانت نتائج غزة ، على موعد مع الإفتكاك من حكم عنصري غير مندمج مع داخله ومحيطه، كيان يعيش على الحرب ويموت في أجواء السلام.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

مليشيا الحوثي تفجّر عبوات ناسفة لحفر خنادق في جبال الكور بأبين

دوت انفجارات عنيفة، مساء الخميس، في الحدود الإدارية بين مديريتي لودر ومكيراس بمحافظة أبين، جنوبي اليمن، نتيجة استحداثات عسكرية نفذتها مليشيا الحوثي في المنطقة.

وأفاد سكان محليون بسماع دوي انفجارات قادمة من جهة طريق "العودة" في جبال الكور، التي تربط بين مديريتي لودر ومكيراس، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، مما أثار حالة من الذعر بين الأهالي.

من جهته، أوضح المركز الإعلامي لجبهة ثرة، في بيان، أن مصادر استخباراتية أفادت بأن الانفجارات ناجمة عن تفجير عبوات ناسفة من قِبل مليشيا الحوثي، بهدف حفر خنادق ومتاريس على امتداد السلسلة الجبلية في المنطقة.

ونقل المركز عن مصدر عسكري أن هذه التحصينات تأتي في ظل حالة من الإرباك داخل صفوف الجماعة، وتوقعاتها بتعرضها لهجمات مفاجئة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع هجمات متبادلة باستخدام الطيران المسيّر، بين مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً والقوات المرابطة في المنطقة، دون تسجيل أي خسائر بشرية حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • رسائل حب من اليمن إلى قطر قصائد الشاعر بعداني تضيء كتارا
  • هكذا تعقّد خارطة القوى السياسية المتنافرة المشهد في ليبيا
  • تصعيد خطير: ثلاث هجمات صاروخية من اليمن تربك إسرائيل خلال 24 ساعة
  • محاولة اغتيال إعلامي تكشف عن أدوات الحوثي الخفية في الضالع
  • مليشيا الحوثي تفجّر عبوات ناسفة لحفر خنادق في جبال الكور بأبين
  • مليشيا الحوثي تحرق مزارع المواطنين في صبر بتعز
  • العراق بين النفوذ الإقليمي والتحولات السياسية
  • اليمن يوجه طلبا رسميا للمجتمع الدولي أمام مجلس الأمن ويبعث رسائل تهم السلم والأمن العالمي
  • صاروخ من اليمن يطلق الإنذارات في مناطق واسعة بإسرائيل
  • تحالف القوى المناهضة للعدوان: وحدة اليمن خيار الأمة ومشروع سيادي لا رجعة عنه