– كانت بمثابة الأم لجيل السبعينيات والثمانينيات

كتب ـ خالد السيابي:
عَبْرَ مشوارها مع الإعلام العُماني وشاشة التلفزيون، استطاعت المذيعة الراحلة رحمة بنت حسين آل عيسى أن تأسرَ قلوب الأطفال والكبار على حدٍّ سواء، وأن تكُونَ حاضرة في وجدان العُمانيين الذين تابعوا برامجها، وتفاعلوا مع إطلالتها، ولذلك كانت بالنسبة لجيل السبعينيات والثمانينيات بمثابة الأُم، وعُرفت باسم (ماما رحمة).


أثرت الراحلة (ماما رحمة)، التي انتقلت إلى جوار ربِّها في الـ23 من أكتوبر الماضي، الشاشة الصغيرة وأثير إذاعة سلطنة عُمان بالكثير من العطاء والتألق، وشكَّلت وجدان العديد من المتابعين خلف الشاشات، وكان يوم رحيلها باعثًا على تذكُّر الصور والمواقف التي تجسَّدت في البرامج التي قدَّمتها تلفزيونيًّا وإذاعيًّا، وتركت شريطًا من الذِّكريات لبرامج الأطفال في الزمن الجميل، حيث تحضر (ماما رحمة) في الذَّاكرة، عِندما نستعيد برامج الأطفال التي كانت تقدَّم عَبْرَ شاشة التلفزيون العُماني، ونستأنس بالعلاقة التي تجمعها مع ضيوفها من الأطفال، واللغة الآسرة التي تخاطبهم بها، وكيف أنَّ برامج (ماما رحمة) كانت تجمع الكبار والصغار أمام الشاشة، وكيف ينساب صوتها عَبْرَ الأثير، بنبرة حُب وحنان، ورحمة، فكأنَّها أخذت من اسمها نصيبًا في تعاملها.
كانت رحمة حسين بالنسبة لعالَم الطفل (عالَمًا واسعًا من الدَّهشة والمعرفة)، ينهل من خلالها الأطفال ما تيسَّر من الثقافة التي تصقل قدراتهم السلوكية والأخلاقية، وكُلُّنا يعْلَمُ أنَّ ذائقة الأطفال لا تتقبَّل الآخر بسهولة، لكنَّ ماما رحمة كسرت القاعدة، وكان السواد الأعظم من الأطفال ينتظر بلهفة وشوق إطلالتها على الشاشة، ترسم خلال الدقائق التي تصحبهم فيها، هالات من السَّعادة والفرح يستمرُّ مفعولها حتى اللقاء التالي.
(ماما رحمة) لقَبٌ ترَكَ صدًى جميلًا في نفوس عددٍ من الأجيال، تقمَّصت خلاله الراحلة دَوْر الفنَّانة التشكيلية التي ترسم بِدُونِ فرشاة بأسلوب منفرِد، وموهبة نبعت من روحها النقية، وذلك عَبْرَ برامجها الخاصَّة للأطفال، لِتُشكِّلَ ملامح الحُب والتفاؤل والجَمال على وجوه أطفال هذا الزمن.
صنعت الراحلة عالَمًا طفوليًّا جميلًا ومثيرًا؛ حرَّك داخلنا فيض المشاعر وعذوبة الخيال المُفعَم بالطُّهر والنَّقاء. صوْتُ الراحلة داعبَ ذائقتنا البريئة ونحن في عمر الزهور، حيث كانت مفرداتها تنساب كما الدَّم يَسري في العروق، لِيمدَّنا بالحياة والفرح وراحة البال والطمأنينة.
تُصنَّف ماما رحمة ضِمْن روَّاد الإعلام العُماني؛ بما قدَّمته من مجموعة واسعة من البرامج ليس فقط للصغار، بل شكَّلت حضورًا في تقديم نشرات الأخبار، وتركت إرثًا خالدًا ورصينًا في ذاكرة الإعلام العُماني.
وبعد إعلان نبأ رحيلها في الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي، نعَتْها وزارة الإعلام وعدد كبير من الكتَّاب والأدباء والمذيعين الذين شاركوها رحلتها المهنية، منهم الإعلامي خالد الزدجالي الذي كتب تغريدة قال فيها: (تشرفت بمزاملتها في سنوات عملها الأخيرة في التلفزيون، وكانت تتعامل معنا كأُم وأُخت كبيرة، لا تبخل علينا بنصائحها).
رَحِمَ الله (ماما رحمة) وأسكنها فسيح جنَّاته.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الإعلام الع الع مانی

إقرأ أيضاً:

فعاليات متنوعة في احتفال البريمي بيوم التطوع العماني

احتفلت دائرة التنمية الاجتماعية بمحافظة البريمي بيوم التطوع العُماني، الذي يجسد قيم التكافل والتلاحم بين أفراد المجتمع، بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة وطلبة المدارس، وذلك بحضور سعادة هلال الغيثي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية البريمي.

وقال سلطان بن سيف العلوي، مدير دائرة التنمية الاجتماعية بالمحافظة إن خدمة الوطن عبر العمل التطوعي تعد من أسمى الرسالات الإنسانية لما تحمله من معانٍ نبيلة ودور كبير في دعم مسيرة التنمية وبناء الإنسان مشيرًا إلى أن وزارة التنمية الاجتماعية تولي اهتمامًا بالغًا للعمل التطوعي بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني بوصفها شريكًا أساسيًّا في تنمية المجتمع وتعزيز روح التكافل.

وفي ختام الفعالية تم تكريم المتطوعين والجهات الداعمة والمؤسسات المشاركة.

مقالات مشابهة

  • فعاليات متنوعة في احتفال البريمي بيوم التطوع العماني
  • أبرز الشخصيات الراحلة في العام 2025 (إنفوغراف)
  • رحمة رياض ببدلة كلاسيكية في The voice
  • المحافظة على السمت العماني .. مسؤولية من؟
  • مي عز الدين تستذكر والدتها الراحلة بكلمات مؤثرة على إنستجرام
  • 10 سنوات من العطاء .. «سون» يُودّع جماهير توتنهام بعد رحيله للدوري الأمريكي
  • الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟
  • الراجل وصّل ماما بالموتوسيكل وطلع معانا البيت | الابن يروي تفاصيل جريمة بالبساتين
  • مهرجان الشعر العماني.. مسيرة الإبداع الطويلة
  • الإعلام العُماني بين القالب والفاعلية