مهرجان الشعر العماني.. مسيرة الإبداع الطويلة
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
في عام 1998م أقيم أول مهرجان للشعر العماني، بأوامر سامية من السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه-، كان الحدث استثنائيا، فتح أبواب الحلم أمام الشعراء بمختلف فئاتهم، وأعمارهم، وتشكلت لجنة تحكيم برئاسة الشاعر عبدالله بن صخر العامري -رحمه الله-، وتشرفتُ بأن أكون أحد أعضاء هذه اللجنة (المشتركة)، والتي ضمت شعراء وأكاديميين من جامعة السلطان قابوس، وشارك في منافساتها شعراء كبار، في المجالين الفصيح، والشعبي، وكانت آلية الاختيار في بداية الأمر تقوم على اختيار عشرة شعراء في كل مجال، من كل منطقة ومحافظة في ذلك الوقت، وكان الوعد في ولاية نزوى التي احتضنت باكورة المهرجانات.
تقدم لهذه (المسابقة) مئات الشعراء، من كل منطقة، وتنافس فيها شعراء معروفين ومهمين على مستوى الشعر العماني، خاصة في الفصيح، وكانت القصائد بطبيعة الحال تأتي دون أسماء قائليها، واُستبعدت أسماء كبيرة من المنافسة، من بينهم شيخ البيان الشاعر عبدالله بن علي الخليلي -رحمه الله-، والذي كان وجوده حدثا كبيرا، ودافعا مهما للمهرجان في بداياته، ولكن قصيدته لم تتأهل -للأسف-، ولذلك ارتأت إدارة المهرجان، أن تشارك القصيدة من باب تكريم شاعرها، وبالفعل قرأ القصيدة الشاعر (حبراس بن شبيط) -رحمه الله- نيابة عن الشيخ عبدالله الخليلي.
كان من الإشكالات التي واجهت المهرجان في ذلك الوقت، هو عدم وجود شعراء يمثلون المنطقة أو المحافظة بسبب طبيعة الشعر الذي هو سائد فيها، فكان من الصعب إيجاد شاعر من (الوسطى) مثلا يكتب الشعر الفصيح، وهو ما جعل اللجنة تكتفي بشعراء الشعر الشعبي.
اجتمع الشعراء من كل مناطق سلطنة عمان في ولاية نزوى، وألقوا قصائدهم على مدى أسبوع تقريبا، وكانت الجلسات المصاحبة ثرية، وحضور الأمسيات كبير، والأجواء قريبة من الروح، وظهر في ذلك المهرجان شعراء شباب، أصبح يشار لهم بالبنان بعد ذلك.
كانت النتائج النهائية مفاجئة للكثيرين؛ حيث تسيّد المشهد شعراء شباب في الشعر الفصيح، بينما حصل شعراء ذوو تاريخ شعري عريق على مراكز شرفية، أو متأخرة بالنسبة لتجاربهم، وهذا ما حصل كذلك في الشعر الشعبي، ولكن المعيار الأول والأخير للفوز، كان هو (الإبداع)، ورغم كل شيء ظلت تلك اللحظات بتفاصيلها، ومفارقاتها، لحظات محفورة في ذاكرة الشعر العماني حتى اليوم.
وهناك الكثير من الحكايات التي يمكن سردها عن ذلك المهرجان، والذي استمر بالعطاء، والجمال في دوراته اللاحقة، رغم اللغط الذي تثيره النتائج في كل مرة، وها هو يفتح أبوابه للمرة الثالثة عشرة الأسبوع القادم في محافظة مسقط، في الفترة من 14 ـ 18 من الشهر الحالي، تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والذي نأمل أن يقدم الجديد في دورته الحالية، ونتمنى التوفيق للجميع.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الزراعة: خلو مهرجان الزيتون من حالات الغش
صراحة نيوز-أعلنت وزارة الزراعة خلو مهرجان الزيتون الوطني 25 من أي حالات غش في زيت الزيتون، مؤكدة أن جميع الكميات المعروضة داخل أرض المهرجان خضعت لفحوصات حسية ومخبرية دقيقة ضمن منظومة رقابية متكاملة يشرف عليها كوادر فنية متخصصة من الوزارة والمركز الوطني للبحوث الزراعية، بما يضمن وصول منتج آمن وعالي الجودة للمواطنين.
ثمنت الوزارة الجهود الكبيرة التي تبذلها مديرية الأمن العام في تنظيم الحركة المرورية داخل محيط المهرجان، وتسريع انسيابية السير والتعامل الحضاري مع الزوار، الأمر الذي انعكس إيجابًا على تجربة الزائر وساهم في إنجاح فعاليات المهرجان رغم الأعداد الكبيرة من المرتادين.
أكد مدير مهرجان الزيتون الوطني ومعرض المنتجات الريفية عبد الله القضاه أن الوزارة تطبق هذا العام أعلى معايير الرقابة والجودة على المنتج المعروض، موضحًا أنه لم تُسجل أي حالات غش داخل المهرجان بفضل منظومة الفحص المسبق والتتبع المخبري، ما يعزز ثقة المستهلك بزيت الزيتون الأردني والمنتج الوطني بشكل عام.
أوضح القضاه أن التعاون مع الأجهزة الأمنية يمثل نموذجًا وطنيًا متكاملًا في إدارة الفعاليات الكبرى، موجّهًا الشكر والتقدير لمديرية الأمن العام وكوادرها على دورهم الحيوي في تنظيم الحركة المرورية وتوفير بيئة آمنة ومريحة للزوار، مؤكدًا أن مهرجان الزيتون الوطني أصبح منصة اقتصادية وتنموية متكاملة تدعم المزارع الأردني وتعزز الاقتصاد الريفي ضمن رؤية وزارة الزراعة لحماية المستهلك وتمكين المنتج المحلي.