دمشق-سانا

بدأ مجلس الشعب في جلسته التاسعة عشرة من الدورة العادية العاشرة للدور التشريعي الثالث المنعقدة برئاسة حموده صباغ رئيس المجلس، مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024.

وحددت اعتمادات الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024 بمبلغ إجمالي قدره 35500 مليار ليرة سورية، موزعةً على 26500 مليار ليرة للإنفاق الجاري و9000 مليار للإنفاق الاستثماري، بينما بلغ إجمالي العجز 9404 مليارات ليرة.

وتلا وزير المالية الدكتور كنان ياغي أمام المجلس البيان المالي الوزاري حول مشروع قانون موازنة 2024، حيث أوضح أنه تم تقدير الإيرادات الجارية فيها بمبلغ 15041 مليار ليرة بزيادة قدرها 107.01 بالمئة عن العام الحالي، ويعزى ذلك إلى زيادة الإيرادات الجمركية نتيجة مكافحة الفساد والتهريب وتعديل بعض القرارات والأنظمة كالأسعار الاسترشادية للمستوردات، بما يتناسب مع الأسعار العالمية، والانتقال إلى منظومة الطوابع الإلكترونية، وصدور بعض التشريعات المرتبطة بمكافحة التهرب الضريبي والانتقال التدريجي للعمل المؤتمت، ووجود بعض مشاريع الصكوك التشريعية التي من شأنها تحسين مستوى الالتزام الضريبي وتعزيز الإيرادات الضريبية، وتعديل سعر الصرف الرسمي للقطع الأجنبي، وبالتالي ارتفاع قيمة الإيرادات المحصلة كـ “الرسوم القنصلية والجمركية والبدل النقدي…”.

وأكد وزير المالية أنه تم رصد 1000 مليار ليرة سورية في موازنة العام 2024 مخصصة لاعتمادات التحفيز الوظيفي بزيادة قدرها 3900 بالمئة عما تم رصده من اعتمادات لهذه الغاية العام الجاري، والمقدرة بـ 25 مليار ليرة.

وتهدف السياسة المالية في المشروع وفقاً للوزير ياغي إلى “تطوير إعداد الموازنة وفق منهج ينسجم مع متطلبات تحفيز الاقتصاد الوطني، ومواجهة مختلف التحديات، وإعادة هيكلة الإنفاق العام وفقاً للأولويات الوطنية، وتحديد المكامن المتاحة لزيادة الإيرادات وتخفيض النفقات والقيام بتحصيل ضريبي على مستوى المطارح الضريبية، والانتقال التدريجي من نظام الضرائب المتعددة إلى نظام الضريبة على القيمة المضافة والضريبة الموحدة على الدخل، وإعادة توزيع الدخل لمصلحة أصحاب الدخول المحدودة، ولا سيما أن هناك تراجعاً كبيراً في قدرتهم الشرائية، والبدء بإصلاح سياسة الدعم المتبعة بما يحقق إيصال الدعم إلى مستحقيه، وتطوير آليات الدين العام والعمل على تطبيق نظام الإدارة المالية المتكاملة لتبسيط الإجراءات وتسريعها”.

ولفت الوزير ياغي إلى انخفاض نسبة العجز المقدر من إجمالي اعتمادات الموازنة من 29.37 بالمئة في موازنة هذا العام إلى 26.49 بالمئة في مشروع موازنة 2024، وذلك بسبب زيادة الإيرادات العامة بنسبة 123.23 بالمئة.

واختتم وزير المالية البيان بالتأكيد على أن الحكومة ستعمل على البحث عن الإيرادات التي تكفل تخفيض العجز وتخفيف الآثار الناجمة عن المخاطر، والسعي لترشيد الإنفاق العام وتوجيهه نحو المشاريع الإنتاجية وتحسين المستوى المعيشي للمواطن وفقاً للإمكانيات المالية المتاحة.

وفي مداخلاتهم طالب عدد من الأعضاء بزيادة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الراهنة ويسهم في تحسين المستوى المعيشي لهم، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتخفيف الأعباء المالية عنهم، وترشيد الاستيراد وزيادة الاعتماد على المنتج المحلي بما ينعكس إيجاباً على تعزيز التنمية الاقتصادية، مؤكدين ضرورة التشدد في إجراءات مكافحة الفساد والعمل على إيجاد مصادر تمويل جديدة من خلال تشجيع وزيادة الاستثمارات الوطنية، ودعم المشاريع التنموية بالمحافظات وخاصة التي تعرضت للزلزال المدمر.

ودعا الأعضاء إلى ضبط عملية الإنفاق العام ورفد الجهات العامة بالكوادر العلمية المؤهلة لتعويض نقص العمالة فيها، وتوفير فرص عمل للشباب وتأهيلهم وتدريبهم وزيادة الدعم المقدم للقطاعين الزراعي والصناعي لجهة تأمين مستلزمات الإنتاج من محروقات وغيرها، وتوزيعها على مستحقيها من المنتجين بشكل عادل وكاف.

ولفت الأعضاء إلى ضرورة تحديد أسعار مجزية لمحصول القمح لتشجيع الفلاحين على زيادة المساحة المزروعة به، وتأمين مجففات لمادة الذرة لتخفيف مؤونة الاستيراد، وإعادة هيكلة الدعم الحكومي وإيصاله إلى مستحقيه بالشكل الأمثل، والتشدد بمكافحة التهرب الضريبي، وزيادة الاعتمادات المالية المخصصة للإنفاق الاستثماري، وضبط أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية في الأسواق المحلية.

كما أحال المجلس مشروع القانون المتعلق بإدارة واستثمار الأموال المنقولة وغير المنقولة المصادرة بموجب حكم قضائي مبرم إلى لجنة القوانين المالية لدراسته موضوعاً وإعداد التقرير اللازم حوله.

ورفعت الجلسة التي حضرها وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب أحمد بوسته جي إلى الساعة الـ 11 من صباح يوم غد الخميس.

وسيم العدوي ومحمد السليمان

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: ملیار لیرة

إقرأ أيضاً:

الخطيب»: مضاعفة موازنة البرنامج من 23 مليارًا لتصل إلى 45 مليار جنيه

أعلن المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسيد أحمد كوجك وزير المالية تفاصيل البرنامج الجديد لرد أعباء التصدير لعام 2025 | 2026.

وأكد الوزيران حرص الدولة على صياغة برنامج جديد يتماشى مع المستهدفات التصديرية الطموحة للمرحلة المقبلة، حيث تضمنت جهود الحكومة لصياغة البرنامج الجديد، دراسة التجارب الدولية الرائدة في مجال مساندة الصادرات، وإجراء حوار مجتمعي وجلسات مع الخبراء والمتخصصين وبمشاركة كافة المجالس التصديرية والغرف الصناعية، بالإضافة إلى إجراء استطلاع للرأي لتقييم البرنامج الحالي ومقترحات التطوير، إلى جانب إعداد نموذج قياسي لتحديد القطاعات المستهدفة وآلية التوزيع، وكذا التنسيق مع كافة الجهات الحكومية المعنية.

وأضاف الوزيران أنه تم التشاور وتضمين رؤى كافة المجالس التصديرية، حيث تمت دراسة التحديات التي واجهت البرامج السابقة، وتخصيص الموازنة بناءا على الاحتياجات الفعلية لكل مجلس تصديري وبما يضمن تلبية خصوصية كل قطاع وتنوع أولوياته.

وأشارا إلى أنه تم عقد اجتماعات مكثفة مع 13 مجلسًا تصديري ودراسة رؤاها حول تحديات البرنامج الحالي ومقترحات البرنامج الجديد، حيث تضمنت المجالس التصديرية المشاركة الصناعات الكيماوية والأسمدة، الأثاث، الحاصلات الزراعية، الغزل والمنسوجات، الصناعات الدوائية، الطباعة والتغليف والورق، المفروشات، الملابس الجاهزة، الصناعات الهندسية، مواد البناء والصناعات المعدنية، الصناعات الغذائية، المنتجات الجلدية، الصناعات الحرفية.

وأضاف الوزيران أن برنامج رد أعباء الصادرات الجديد يتميز برؤية مختلفة تقوم على اعتباره جزءا من حزم متكاملة لتعزيز مناخ الاستثمار وزيادة التنافسية الاقتصادية، وبما يرسخ بيئة داعمة ومستدامة للنمو التصديري وزيادة تنافسية وجاذبية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية، حيث تبنت الدولة سياسات نقدية داعمة، وسعر صرف مرن، وحزم للتسهيلات الضريبية، وإجراءات لتخفيف الأعباء المالية غير الضريبية، وتطوير منظومة الإفراج الجمركي، إلى جانب تنفيذ 29 إجراء لتيسير حركة التجارة الخارجية.

ومن جانبه أكد السيد أحمد كجوك، وزير المالية، أن تحفيز الصادرات يحتل مركزًا متقدمًا في أولويات السياسة المالية لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، موضحًا أنه تم تخصيص ٤٥ مليار جنيه بموازنة العام المقبل لتمويل البرنامج الجديد والطموح للمساندة التصديرية، في تأكيد جديد لمسار «الشراكة مع مجتمع الأعمال».

وقال كجوك، إن وزارة المالية تعمل بالتعاون مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية على زيادة القوة التنافسية للصادرات المصرية بالقطاعات الأكثر إنتاجية، وذات الأثر التنموي الأكبر، لافتًا إلى إلى حرص الدولة على مساندة الصناعات القادرة على النمو والمنافسة والنفاذ للأسواق العالمية.

وأضاف أنه تم صرف  ٧٠ مليار جنيه مساندة لأكثر من ٢٨٠٠ شركة مصدرة خلال الفترة من ٢٠١٩ حتى ٢٠٢٤، ولأول مرة بتم سداد مستحقات المصدرين للعام المالي الحالي «٢٠٢٤/ ٢٠٢٥» خلال ٩٠ يومًا على الأكثر.

 

ويتضمن البرنامج الجديد عدد من  الملامح المستحدثة تعكس تحولا جوهريا في منهجية تصميم وتنفيذ البرنامج:

أولا: مضاعفة موازنة البرنامج لتصل إلى 45 مليار جنيه لعام 2025| 2026، منها 38 مليار جنيه موزعة على القطاعات المستهدفة، و7 مليارات جنيه موازنة مرنة.

ثانيا: إعداد نموذج اقتصادي متكامل لتوزيع المخصصات بين المجالس التصديرية يشمل القيمة المضافة بنسبة 50%، ومعدل نمو الصادرات بنسبة 30%، والطاقة الإنتاجية بنسبة 10%، وعدد المشتغلين بنسبة 10%.

ثالثا: المحددات الرئيسية المقترحة للبرنامج الجديد، وتشمل المحددات الأساسية، وتتضمن قيمة الصادرات والقيمة المضافة، والمحددات الإضافية وتتضمن دعم المعارض الدولية، الأسواق المستهدفة، الشحن، العلامات التجارية، الحوافز الجغرافية، النقل واللوجستيات، الالتزام بالمعايير البيئية الدولية، كفاءة استخدام الطاقة، حيث تم وضع آلية مرنة لتحديد نسب المحددات الإضافية بما يتوافق مع احتياجات كل قطاع على حدا.

رابعا: الموازنة المرنة وقيمتها 7 مليارات جنيه، حيث تتضمن الاستخدامات المقترحة للموازنة المرنة استهداف منتجات لتحقيق قفزة في الصادرات، وتطبيق حوافز تصديرية تعتمد على التعقيد الاقتصادي للمنتجات، وذلك على قطاعي الصناعات الهندسية والكيماوية كمرحلة انتقالية، وجذب الشركات العالمية ودعم الشركات الرائدة، بالإضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية الداعمة للصادرات.

وتتضمن مميزات البرنامج الجديد لرد أعباء التصدير، رفع مخصصات البرنامج إلى 45 مليار جنيه في إطار رؤية جديدة وتوجيهه ضمن رؤية استراتيجية متكاملة لدعم التنافسية، كما أن البرنامج مرن وشامل يستوعب احتياجات الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، كما يراعي البرنامج احتياجات القطاعات التصديرية المختلفة، إلى جانب الوضوح في معايير الحصول على المستحقات وسرعة الصرف مع مراعاة طبيعة كل قطاع، بالإضافة إلى الالتزام بسداد المستحقات بحد أقصى 90 يومًا، وصرف المستحقات دون خصم قيمة المديونيات الضريبية المستحقة عليها، فضلا عن تحقيق نقلة نوعية للصادرات المصرية من خلال تحفيز الانتقال إلى تقديم منتجات عالية التعقيد الاقتصادي وتوجيه الموارد لمساندة المنتجات ذات النمو المستدام وزيادة حصتها السوقية عالميا.

وفيما يتعلق بالبرنامج الحالي لرد أعباء التصدير للعام 2024| 2025 والبالغ مخصصاته 23 مليار جنيه فقد تمت مراعاة الالتزام بالموازنة المعتمدة من وزارة المالية، وكذا تخصيص حصة من الموازنة لكل قطاع تصديري لمساندة صادراته، وعدم تطبيق البرنامج بأثر رجعي، حيث تم وللمرة الأولى سداد المستحقات بحد أقصى 90 يومًا وتم صرف المساندة التصديرية بشكل كامل للدفعة الأولى دون خصم قيمة المديونيات الضريبية المستحقة عليها.

وحول المستحقات المتأخرة ومقدارها 60 مليار جنيه عن شحنات ما قبل يوليو 2024، فإنه سيتم جدولتها بالتنسيق مع وزارة المالية، حيث سيتم سداد 50% من قيمة المستحقات ومقدارها 30 مليار جنيه بشكل نقدي لكافة الشركات المصدرة، وذلك خلال مدى زمني يمتد إلى 4 سنوات، كما سيتم سداد 50% من قيمة المستحقات ومقدارها 30 مليار جنيه 
من خلال آلية للمقاصة بين مستحقات المصدرين ومديونياتهم السابقة والمستقبلية لدى الضرائب والجمارك والكهرباء والغاز والتأمينات الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • قانون الإجراءات الجنائية الجديد.. جرائم يجوز فيها التصالح
  • إسرائيل تقول إن صادراتها من السلاح بلغت 14.7 مليار دولار في 2024
  • برلمان بريطانيا يوافق على مناقشة التحقيق بتورط حكومته في حرب غزة
  • اتفاق تاريخي في بلدية إزمير… والأجور تقفز إلى 81 ألف ليرة
  • نائب:تأخر إرسال جداول موازنة 2025 حتى منتصف العام الحالي سابقة غير مألوفة
  • المالية النيابية:الحكومة غير ملتزمة بإرسال جداول موازنة 2025
  • "الدولة" يستعرض "مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني"
  • وزير العمل: قانون العمل الجديد يراعي المعايير الدولية ويحقق الأمان الوظيفي
  • الخطيب»: مضاعفة موازنة البرنامج من 23 مليارًا لتصل إلى 45 مليار جنيه
  • موجة غضب بكينيا بعد اعتقال ناشطة أطلقت موقعا إلكترونيا ينتقد قانون المالية