جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-04@21:50:26 GMT

لا صوت فوق قانون الغاب

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

لا صوت فوق قانون الغاب

سليمان المجيني

tafaseel@gmail.com

لست مستغربًا من تصرفات دولة الاحتلال وسلوكياتها تجاه الشعب المدني في غزة، لست مستغربا بتاتا لأنّ الأمر ليس بجديد، وكان على الجميع توقع ذلك؛ فتاريخها مع الحروب التي خاضتها مع المقاومة الفلسطينية دمويٌ إلى أبعد الحدود، وكأن الموت طريق إظهار القوة والفتوّة على المدنيين، ومدعاة للنصر.

السؤال الذي يزِنُّ مطولا: ألا يوجد من يوقفها؟  

نعم، لا يوجد من يوقفها ولا ما يوقفها؛ فلا الدول المحيطة قادرة لعدم توسع دائرة الحرب ولأسباب عدة أخرى أهمها اقتصادي، كما أن طبيعة الاتفاقيات تلزم الكثير ربما بالنأي بالنفس وعدم خوض المعارك نيابة عن الغير، وهنا على الدول مجابهة مصيرها ومغبة سلوكها، وهذا بالضبط ما يحدث في غزة فلسطين هذه الأيام، الدولة التي قاست الانتداب ومن ثم الاحتلال الصهيوني، كما لا تدخل أي مبادئ لدى الكيان الغاصب كأمر رادع له يحكم سلوك الحرب ويصقل تصرفاته التي قلما توصف بالهمجية. 

تعلمنا منذ صغرنا أن الغابة يحكمها الأقوى فلا يوجد قانون ولا دافع يجعل الأسد مهادنا للغزال، لذا يبتعد الإنسان المسالم عنها، أو يكون مسلحًا لو أراد خوض الغابة والسكن بها درءًا للمخاطر التي قد يتعرض لها، هذا الأمر ينطبق الآن على الاحتلال الصهيوني وغزة في المقابل؛ فبقدر قدرة المقاومة على مجابهة دولة الاحتلال إلا أن الأخير يتفوق عليها في السلاح الجوي الذي سبب كل هذه الضحايا المدنية التي نشاهدها عبر شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، ولو كانت القوى متوازنة لما حدث كل هذا.

دائمًا يلام الإنسان على قيامه بالاعتداء على جاره الذي لم يصدر منه سلوك مناوئ أو إن قام بشيء لا يستحق ردة الفعل الشنيعة، أما وقد كان هذا الجار صاحب سلطة قوية مارسها بكل حدة بسبب وبدون سبب، وضيق أيما ضيق على جاره الآخر؛ فإن تصرفات ذلك الجار ستكون غريزية لدفع الضرر عنه، وهذا الأمر مارسه الاحتلال من خلال المداهمات المستمرة واعتقال السكان الآمنين، وتقنين دخول الغذاء، والقتل، والتشريد، وقطع المياه والكهرباء والاتصالات (في غير أوقات الحروب)، وجرف الأراضي الزراعية وحرق المحاصيل، وقطع حركة السكان بين المدن والحارات، وممارسة العنصرية البغيظة وكل شيء سيئ يمكن الحديث عنه.

ماذا يعني أن يفعل الاحتلال ما يريد والعالم ينظر إليه وكأنه لا يعبأ بما يحدث؟

ممارسات تحاول من خلالها تركيع الشعب الفلسطيني الحر، قتل وتنكيل واعتقال وتضييق وممارسات وحشية جعل العقل لا يستوعب هذا السكوت العالمي، وكأن العالم ينظر لما بعد تلك الحادثة، ثم تأتي أخرى فيقول ربما تنتهي فيأتي غيرها وهكذا دواليك.

هذه الدولة المجرمة لم ولن تتعظ من خلال جرائمها السابقة في فلسطين منذ عام 1947 وحتى المجزرتين الأخيرتين في جباليا يومي الثلاثاء والأربعاء، ولعل العالم يتذكر مجزرة بلد الشيخ في نهاية ديسمبر 1947، ومجزرة دير ياسين في أبريل 1948، ومجزرة خان يونس في نوفمبر 1956، ثم مجزرة صبرا وشاتيلا في سبتمبر 1982، ومجزرة الحرم الإبراهيمي في فبراير 1994، ومجزرة جنين في أبريل 2002، وغيرها من المجازر السابقة وفي هذا العام كمجزرة مستشفى المعمداني ومجزرة جباليا.

بلا قلب ولا رحمة تُنتَزع أرواح البشر ويطغى الإنسان على غيره من البشر لأجل معتقدات وملل بالية، عالم يسوده منطق الغاب، وكيف لهذا الغرب أن يكون متقدما وهو يحرم نفسا من العيش؟، كيف يكون متطورا وهو يطمر روحا ويزهقها قهرا وظلما؟، ألا يتعلم الغرب من دروس الماضي؟

ماذا فعل احتلال ألمانيا لروسيا في الحرب العالمية الثانية؟ وكيف قدمت روسيا ملايين البشر تضحية للوطن، ثم كيف قدمت فيتنام ثلاثة ملايين ونصف مليون إنسان في سبيل الحرية من أمريكا؟ وكيف قدمت الجزائر ملايين الشهداء أيضا في سبيل التحرير من المستعمر الفرنسي؟ وكيف قدمت أفغانستان الملايين في حربها مع روسيا ومن ثم أمريكا؟ (1)

ألا يعلم هؤلاء أن الاستعمار إلى زوال طال أم قصر.

الشخصية الصهيونية عموما تتصف بحبها للدماء وهذه المجازر لا يوازيها إنسانية ولا مشاعر بشرية بل هو إجرام فظ، وسادية متجذرة، تساهم فيها دول العالم المتقدم والمتحضر، والمتجرد من العطف والإنسانية كأمريكا ودول أوروبا الغربية هذه الدول وغيرها شاهدة ومشاركة في المجازر التي ارتكبت بدم بارد في فلسطين في حق شعب أعزل كل ذنبه أنه مُحتل، وهذه الهمجية ليست ببعيدة عن دولة الاحتلال وأمريكا وأذنابها؛ فلا صوت يأتي ولا قانون فوق قانون الغاب.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«الخريجي»: المملكة قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية

نيابةً عن صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، شارك نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، في حفل الاستقبال بمناسبة الذكرى السنوية ليوم أفريقيا، الذي أقيم بقصر الثقافة في حي السفارات بالرياض.

واستقبل معاليه لدى وصوله إلى قصر الثقافة، عميد السلك الدبلوماسي سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة ضياء الدين بامخرمة، وسفير جمهورية الكاميرون ورئيس المجموعة الأفريقية آيا تيجاني.

وأكّد في كلمته: أن أفريقيا اليوم تُعدُّ قارة الفرص الواعدة بثرواتها الطبيعية، وشبابها الطموح، وإمكانياتها المتجددة، ورغم تحديات النزاعات والتغير المناخي تبقى روح التعاون الأفريقي وتطلعات شعوب القارة للسلام والعدالة والتنمية أقوى من أي تحدٍ.

وأشار إلى أن الدول الأفريقية تحتل مكانةً مهمة في خريطة السياسة الخارجية للمملكة وشبكة علاقاتها الدبلوماسية، وقال: "تضم أفريقيا أكبر عدد من بعثات المملكة الدبلوماسية والقنصلية، وسترفع المملكة عدد سفاراتها في أفريقيا إلى أكثر من 40 سفارة خلال السنوات المقبلة، بمشيئة الله".

وأكد معاليه حرص المملكة على تطوير علاقات التعاون والشراكة مع الدول الأفريقية، وتنمية مجالات التجارة والتكامل، وتعزيز التشاور والتنسيق والدعم المتبادل في المنظمات الدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح الخريجي، أن المملكة قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية، مشيرًا إلى أن مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بلغت أكثر من 450 مليون دولار في 46 دولة أفريقية.

وعبر معاليه عن تطلع المملكة إلى استثمار 25 مليار دولار في أفريقيا، وتمويل وتأمين 10 مليارات دولار من الصادرات، وتقديم 5 مليارات دولار تمويلات تنموية إضافية لأفريقيا حتى عام 2030م.

#الرياض | نيابةً عن سمو وزير الخارجية.. معالي نائب وزير الخارجية #وليد_الخريجي @W_Elkhereiji يشارك في حفل الاستقبال بمناسبة الذكرى السنوية ليوم إفريقيا. pic.twitter.com/Ax2j7KCmQh

— وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) July 2, 2025 مركز الملك سلمان للإغاثةأخبار السعوديةالأمير فيصل بن فرحانأهم الأخبارالذكرى السنوية ليوم أفريقياقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • مسؤول فلسطيني: حماس قدمت ردًا إيجابيًا على المقترح الأمريكي للهدنة
  • جنرال هندي: الصين زودت باكستان بمعلومات لحظية خلال الحرب الأخيرة
  • تعرف على أبرز الوثائق والتحقيقات التي تفضح الاحتلال.. الأكثر إجراما عالميا
  • الهند تتهم الصين بالتعاون مع باكستان خلال الحرب
  • 5 معلومات يجمعها ChatGPT عنك.. ماذا يعرف وكيف تحذفها؟
  • محامٍ: هذه أبرز أسباب انتشار الجرائم الإلكترونية وكيف تثبت أنك ضحية .. فيديو
  • تعرف على الدول التي يتعين على النساء فيها أداء الخدمة العسكرية
  • ما هي المادة 2 التي رفضت الحكومة حذفها من قانون الإيجار القديم؟
  • مصطفى بكري: قدمت البديل الدستوري لقانون الإيجار القديم.. ومجلس النواب انحاز للحكومة
  • «الخريجي»: المملكة قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية