البقاء في حياة الأحزاب
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
آخر تحديث: 2 نونبر 2023 - 10:24 صبقلم: علي علي على نغم الوتر يا صاح.. ملهى سقيم وعلتي لقمان.. ملها صرت أشبه سفينة ببحر.. مالها ملاح وبليه شراع هيه لا ينكر لأي متابع لما مر به العراق، أن هناك جملة حقائق فرضت نفسها على واقعه، من هذه الحقائق تشتت قادته في انتقاء الأشخاص المناسبين لأداء أدوارهم في مفاصل الدولة، ومن هؤلاء القادة من كان متعمدا في نهجه هذا -وهم كثر- وآخرون أساءوا من حيث كانوا يريدون الإحسان، وصنف ثالث كانت لهم غايات في نفوسهم، أبوا إلا أن يطلقوها على أبناء جلدتهم، فسلطوا عليهم جلادين لايرحمونهم، وسخروا لسرقتهم حاذقين بأفانين السحت.
وعلى الرغم من تعدد الحكومات التي تعاقبت على حكم هذا البلد، وتنوع قادته وسياساتهم وأساليب حكمهم، إلا أن سر القيادة الحكيمة بقي لغزا قد يبدو للبعض محيرا، غير أنه في حقيقة الأمر واضح وضوح الشمس في رابعة نهار تموز.وباستقراء سريع على مجريات الأحداث التي مرت على تلك الحكومات، لتبين لنا أن قلة الحنكة السياسية، وانعدام الدافع الوطني، وسرعة سيلان اللعاب أمام مغريات الجاه، وحب الأنا، وغريزة التملك اللامشروع، شكلت مجتمعة السبب الرئيس في ضياع حقوق، وهدر أموال، وتبديد ثروات، وظهور سراق، وتفشي آفات، الأمر الذي أفضى في نهاية المطاف الى انخفاض مقاسات الحد الأدنى المطلوبة في البلدان المتقدمة والنامية، بل حتى الفقيرة منها، وخنع المواطن العراقي تحت وطأتها، لاحول له ولاقدرة على تغيير حاله، بعد أن جمحت السفينة بيد القائد، وخرج زمام القيادة عن سيطرته، لسوء صنيعه إداريا وسياسيا، فأضحى حال المركب كمن قال: وأنا اليوم كالسفينة تجري لا شراع لها ولا ملاح ولقد ترقب العراقيون بحذر شديد خطوات تشكيل دولتهم الجديدة بعد سقوط نظام البعث عام 2003، وكان حذرهم مشوبا بالقلق والريبة، إذ كانوا حديثي عهد بآلية تنصيب أقطاب الحكم في البلد، ولم يعهدوا الديمقراطية بلباسها الحديث، حيث لم يستوعبوا امتلاكهم القرار في اختيار حاكميهم، ولم يدُر في خلدهم أن صناديق الاقتراع لم تعد كتلك التي أفرزت نسبة 99,9% لصالح سجانهم الوحيد الأوحد. ومن سوء حظهم أن نفرا ضالا من المتربصين خلف الحدود، كانوا يحيكون غزلهم لنيل السلطة في العراق، وقد صار هؤلاء النفر -بعد أن سحقت السرفة الأمريكية رأس النظام- أصحاب حق في قيادة البلد، جزاء لهم بما ضحوه من أجله، وجعلوا التربع على عرش الحكم نصب أعينهم، كإرث مشروع لهم، وشاء القدر أن تم لهم هذا مابين غمضة عين وانتباهتها، فاعتلوا مراكز ماكانوا يطالونها في أحلامهم، وكناتج طبيعي، تلكأ سيرهم واضطربت خطواتهم في قيادة بلد خرج للتو من قمع أربعة عقود عجاف، وأنّى لهم قيادته! وهم العاجزون عن إدارة زريبة أو حراسة حظيرة، وعصي عليهم أن يسرحوا (بزوج صخول). ويبقى الحل هو الاختيار والانتقاء السليمين، وهما مهمة المواطن بالدرجة الأساس أمام صناديق الاقتراع، والتي يخفيها مستقبل البلاد سواء أكانت مبكرة أم تشريعية دورية! إذ أن انتقاء الرأس وفق معايير صحيحة، يقيه شر انتقاء الأخير مرؤوسيه في مؤسسات الدولة بعد تسنمه الحكم، ويتحتم على المواطن هنا، عدم اعتماد وحدات قياس بالية مجربة بفشلها أكل الدهر عليها وشرب، بل عليه الاستناد الى وحدات قياس مهنية علمية عملية دقيقة، والابتعاد عن الحزبية والعشائرية والدينية والطائفية، وبغير هذا فسلام على دار السلام، والبقاء في حياة الأحزاب والتحالفات والمرشحين.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
رئيس حزب “الفجر الجديد” .. هذا ما طلبته من رئيس الجمهورية
كشف رئيس حزب “الفجر الجديد” طاهر بن بعيبش أن اللقاء الذي أجراه مع رئيس الجمهورية يدخل في إطار “تبادل الآراء والحوار الذي فتحته رئاسة الجمهورية مع الأحزاب”.
وقال بن بعيبش في تصريح للصحافة مباشرة بعد اللقاء أنه تطرق مع رئيس الجمهورية إلى قانوني الأحزاب والانتخابات، وإلى الاستحقاقات المقبلة المقررة السنة القادمة.
وأكد رئيس “الفجر الجديد” في السياق ذاته أن وجهات النظر كانت متقاربة جدا حول الوضعية الحالية للعمل السياسي في البلاد والرؤية المشتركة لمستقبل الأحزاب. وكذلك الانتخابات القادمة.
وأضاف بن بعيبش أنه تم خلال اللقاء مناقشة “القضايا التي تهم البلاد والمشاكل التي تعترض البرنامج الطموح الذي تعمل الدولة على تطبيقه في الميدان”.
كما كشف رئيس “الفجر الجديد” أنه طلب من رئيس الجمهورية في اللقاء ذاته أن “يقوم كل حزب بدوره على الساحة الوطنية”.
وإختتم بن بعيبش أن اللقاء كان “مثمرا جدا لأنه تناول مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولم يبق الآن سوى التحضير للاستحقاقات المقبلة”.