الشارقة – الوطن

في عالم اليوم الذي يشهد قفزاتٍ نوعية فيما يتعلق بالتكنولوجيا والرقمنة، يعتقد كثير من الأشخاص المهتمين بعالم الكتب والنشر أن الكتاب الورقي تأثرّ بهذه التطورات التقنية المتتابعة وتراجع قليلاً، بينما يرى آخرون أن الكتاب المطبوع ما يزال يحتفظ بمكانته، ويعزز مكتسباته، وقيمته كمرجع أساسي للمعرفة الإنسانية.

 

العديد من الناشرين العرب المشاركين في الدورة الـ 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، قدموا قراءاتهم وآرائهم حول اتجاهات القراء العرب، وأجابوا على سؤال: هل مازال الكتاب الورقي سيد المشهد المعرفي في الوطن العربي؟

 

التكنولوجيا ليست تهديداً على الإطلاق

يرى الأستاذ أحمد بدير مدير عام دار الشروق المصرية أن الكتاب الورقي بخير، والإقبال عليه في تزايد مستمر خاصة في السنوات الخمسة الأخيرة، ولا يرى بدير أن التكنولوجيا تقف عائقاً في طريق انتشار الكتاب المطبوع، بل على العكس تماماً، يقول: ” التكنولوجيا وسيلة ممتازة، تسهل أعمال الناس، ولا أرى فيها أي تهديد على صناعة النشر والكتاب المطبوع، بل تمكن الناشر والمؤلف والقارئ من الوصول السهل للمحتوى المنشور، وأعتقد أن على الناشرين إذا أرادوا للكتاب الورقي أن يظل محافظاً على انتشاره أن يفهموا كيف يتعاملون مع مخرجات التكنولوجيا الحديثة للتسويق الفعال للكتاب المطبوع”.

 

الكتاب الورقي أفضل من كل النواحي

وقال سلطان العامري مسؤول المعارض الخارجية وكبار العملاء في مكتبة العُبيكان، أن نسبة المبيعات في المملكة العربية السعودية للكتاب الورقي في تزايدٍ دائم، قائلاً: “سيظل الكتاب الورقي هو الأفضل من جميع النواحي، مريح للعين، ويمكن مطالعته في أي مكان، وتحت أية ظروف، بالإضافة إلى أن استحضار المعلومات من الذاكرة أسهل عند القراءة الورقية”، ومن أجل الحفاظ على انتشار الكتاب الورقي يرى العامري أن الخطوة الأهم هي استقطاب العناوين المميزة، وتقديمها للقراء بجودة عالية.

 

تحديات وتوجهات

يرى جهاد شبارو مدير الدار العربية للعلوم ناشرون، أن التحديات التي تواجه الكتاب الورقي كثيرة، من أبرزها من وجهة نظره مسألة السرقات والقرصنة التي هي في ازدياد كبير، قائلاً: “صناعة النشر مهددة في الوطن العربي بسبب قرصنة الكتب وإتاحتها على بعض منصات التواصل الاجتماعي، فالناشر عندما لا يجد إقبالاً على شراء ما ينشره، سيفكر في حلول أخرى تقلل من خسارته، والتحول الرقمي أقل تكلفة في صناعة النشر، ومن هنا سيكون الكتاب الورقي مهدداً”.

 

لكن ورغم مخاوفه الكثيرة إلا أن شبارو يصرح أن محبي الكتب الورقية موجودون في كل مكان، وعن اتجاهاتهم القرائية يقول: “كتب الأدب بشكل عام تشهد إقبال شديد عليها، تليها كتب السيرة الذاتية، ثم كتب التاريخ، فمن خلال خبرتي في هذا أعتقد أن هذه المجالات الثلاثة هي التي يقبل عليها القراء العرب بنهم شديد”.

سوق الكتاب الورقي في أفضل حالاته

يرى أحمد غريب المسؤول في دار الرافدين لبنان والعراق أن الكتاب الورقي في سوق النشر العربي في أفضل حالاته، مصرحاً: “خلال العشر سنوات الماضية مرت معظم البلدان العربية بأزمات كبيرة، ورغم ذلك ظلّ سوق الكتاب العربي نشطاً، وعليه إقبال شديد من القراء العرب، ومن خلال عملي في قطاع النشر والتوزيع”.

المتيمون بالكتاب الورقي في كل مكان

يؤمن مؤنس الحطاب مدير عام وصاحب مؤسسة ألف باء تاء ناشرون أن الكتاب الورقي يأتي في المقدمة، إيمانه ذلك مؤسسٌ على أرقام مبيعات المؤسسة المتخصصة في نشر كتب الأطفال، إذ يقول الحطاب: “الكتاب الورقي وتحديداً فيما يتعلق بالكتب الموجهة للأطفال، هو الأكثر انتشاراً بلا منافس، فالأطفال رغم التطور التكنولوجي، يبهرهم الكتاب الورقي، ويبحث الأهل عنه، لذلك دائماً ما تجدنا نختار عناوين جديدة، ونقوم بطباعتها، وفي مشاركتنا هذا العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب، طبعنا حوالي 50 عنواناً جديداً، ونحن واثقون أننا سنجد إقبالاً، فالمحبون والشغوفون بالكتاب الورقي لا يمكن حصرهم، وموجودون في كل مكان”.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الورقی فی

إقرأ أيضاً:

“أدبي الحدود الشمالية” يطلق دورة تدريبية متخصصة في الخط العربي والسعودي

ينظم النادي الأدبي الثقافي بمنطقة الحدود الشمالية دورة تدريبية متخصصة بعنوان “الخط العربي – السعودي (الأول)”، وذلك ضمن برامج وفعاليات عام الحرف اليدوية، الذي يأتي تعزيزًا للتراث الثقافي الوطني، واحتفاءً بالموروث الإبداعي في مجالات الحرف والفنون التقليدية.

وتُقام الدورة يومي الاثنين والثلاثاء الموافقين (23)- (24) يونيو (2025)م، في قاعة التابلاين للتدريب بمقر النادي الأدبي في مدينة عرعر، وتستهدف المهتمين بالخط العربي والباحثين عن تطوير مهاراتهم الفنية في مجال الخطوط التقليدية والمعاصرة.
وتقدّم الدورة 6 ساعات تدريبية مكثفة، وتمنح المشاركين شهادات حضور معتمدة، وتركز على الجوانب التطبيقية للخط العربي وأسس الخط السعودي الحديث، الذي يعكس الهوية الثقافية للمملكة، ويُبرز تطور الفنون الكتابية كجزء من المشهد البصري الوطني.

ويأتي تنظيم هذه الدورة بهدف دعم الحرف الإبداعية، وربط الأجيال بالتراث الفني الأصيل، والإسهام في نشر ثقافة الجماليات البصرية من خلال برامج تدريبية نوعية، تُسهم في إثراء المجتمع المحلي وفتح آفاق جديدة أمام الموهوبين والهواة.
ودعا النادي المهتمين والراغبين في المشاركة إلى التسجيل عبر الرابط الإلكتروني التالي: https://forms.gle/en7WDh82ZUbJxB237.

أخبار قد تهمك “الحوذان”.. نبتة برية تثري التنوع النباتي وتسهم في التوازن البيئي 20 يونيو 2025 - 10:56 مساءً ختام فعاليات مهرجان ربيع طريف بعد 60 يومًا من الترفيه والتسوق والأنشطة المجتمعية المتنوعة 18 يونيو 2025 - 6:12 صباحًا

مقالات مشابهة

  • دُور النشر السودانية تفتتح معرضًا للكتاب في القاهرة
  • “أدبي الحدود الشمالية” يطلق دورة تدريبية متخصصة في الخط العربي والسعودي
  • سموتريتش: على العالم والخليج العربي الدفع لنا مقابل “عملنا القذر” في إيران (شاهد)
  • جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة والصين تشارك في ⁧‫ معرض بكين الدولي للكتاب 2025‬⁩
  • آيت جودي: “سنخوض مباراة الفرصة الأخيرة ضد مولودية الجزائر”
  • السفير العُماني ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين يبحثان مشاركة السلطنة بمعرض عمان الدولي للكتاب
  • ذكاء “ميتا” يُنقذ الأرواح.. إنستغرام يمنع انتحار شابة في اللحظات الأخيرة
  • نصف تريليون دولار خسائر “تل ابيب” في الضربة الإيرانية الأخيرة
  • “الخليج العربي للنفط”: انطلاق المرحلة النهائية من استغلال غاز “السرير ومسلة”
  • المملكة تُشارك في معرض سيئول الدولي للكتاب 2025 بجناح يعكس هويتها الثقافية