من أجل هذا: جبهة مدنية ديمقراطية تعقد مجامع القلوب والعقول
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
من أجل هذا: جبهة مدنية ديمقراطية تعقد مجامع القلوب والعقول
د. مرتضى الغالي
هل يا ترى سمع البرهان وأركان حربه وجنرالاته ومليشياته وكتائب الفلول ما قالته منظمة اليونسيف عن أطفال السودان..؟! ولكن هل البرهان الذي قام هو ومليشياته بانقلابهم الأرعن وأشعلوا الحرب على رءوس السودانيين يهتمون أصلاً بما يحدث لأطفال الوطن أو أرواح بنيه.
إننا نعلم أننا نخاطب نفوسا مظلمة وضمائر مهترئة وحجاراً صماء كأنها صفوان عليه تراب (فأصابه وابل لا يقدرون على شيء مما كسبوا) الله لا كسّبكم..!
إنهم لا يزالون يتبارون في تبرير هذه الحرب اللعينة ومعهم غافلون يستشهد بعضهم بحديث بعض ويظنون أن وجود عصفورين يمكن أن يصنع الربيع..أو أن اتفاق اثنين من المغفلين يمكن أن ينتج )شخصاً عاقلاً(..!!
لقد قال بيان اليونسيف (إن السودان سجّل أكبر عدد للأطفال النازحين في العالم..! حيث تم دفع نحو 3 ملايين منهم للفرار قسرياً بسبب الحرب) ..طبعاً على عكس الفلول والانقلابيين دعت المنظمة إلى توقف القتال (حيث أن استمراره سيجبر أعداداً متزايدة من الأطفال للفرار من منازلهم .ويعرّضهم لخطر العنف وسوء المعاملة والاستغلال)..هكذا أعلنت اليونسيف..أما الفلول والبرهان وزمرته ومليشياته فهم عن ذلك (في شغلٍ فاكهون)..!
ثم أوضحت اليونسيف (أن 700 ألف طفل أقل من سن 5 سنوات في السودان يعانون من سوء التغذية الحاد شديد الوطأة ويواجهون خطر الموت ويحتاجون إلى رعاية عاجلة..وأن عدد الأسر التي تعاني الجوع تضاعف بعد 6 أشهر من الحرب التي أدخلت البلاد في حالة من الفوضى)..!! هل يعلم الفلول وبعض الأخوة الداعين لمواصلة لحرب هذا الذي ذكرته هذه المنظمة العالمية المتخصصة ما تجرّه عليهم الحرب من أهوال أخفها الجوع والتشرد..دع عنك الآثار النفسية والمستقبلية التي يفضي إليها فقدان البيئة الأسرية والانقطاع عن التعليم ثم الآثار الكارثية التي تمتد إلى أجيال وأجيال..جنباً إلى جنب مع الشباب الذين دمّرت الحرب جامعاتهم ومعاهدهم وتفرقوا بين النزوح والمنافي ودخلت حياتهم في أعماق المجهول..!
لقد أدت هذه الحرب اللعينة إلى مقتل 9 آلاف سوداني وفقاً لحصيلة لا تأخذ في الاعتبار مجمل أعداد القتلى (هكذا أعلنت اليونسيف) ووصلنا إلى أرقام تنافس ما فعله صهاينة إسرائيل بأهل غزة (شهداء أهل غزة حتى الأمس 8 آلاف وثلاثمائة) كما تفوق جماعة الحرب في السودان على ما صنعته إسرائيل في غزة من حيث أعداد المشردين والنازحين والمهجّرين والمُقتلعين..! ثم تضيف اليونسيف بأن أكثر من نصف سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة..!
طبعاً هذه المعلومات الصادمة الصاعقة لا تجد طرفاً من اهتمام البرهان ووزرائه الذين هربوا إلى بورتسودان وانشغلوا في (أعراس أنجالهم) المخملية..وانغمسوا في تدبير مرتباتهم وسياراتهم ومكاتبهم وسكرتارياتهم…ولكن لا مال لديهم لمرتبات الموظفين والعاملين والمدرسين..!
هذه هي حصيلة الحرب التي أشعلها البرهان وانقلابه والفلول ومليشياتهم وهم يحسبون أن الأمر نزهة ولعبة..وفهلوة في تدبير المقالب على السودانيين وأحلامهم في الحرية والعدالة والسلام….!! ماذا جنينا من هذه الحرب غير تدمير الوطن وغير تفشّي الكوليرا وحمى الضنك والحصبة الألمانية وتعطيل أجهزة غسل الكلي وإغلاق المدارس والجامعات والأسواق والمتاجر والمستشفيات والأرزاق وفتح الباب للصوص والوعول والقتلة والموت الزؤام..؟!
إنهم (ملاحيس بلابيس) لا يدركون أبعاد الدمار الذي حاق بالوطن..ونحن هنا لا نتحدث عن مرافق وشركات ومصانع وتنمية..وإنما عن إطلاق غيلان الظلام والعنصرية والجهل والجهوية على إرث السودان وميراثه في التعايش المسالم والآمن وعلى القيم والفضائل..ونتحدث عن فجائع التخريب الديموغرافي والاجتماعي والنفسي وتبعات ذلك على الأجيال الحاضرة واللاحقة..بعد هذه التجربة المريرة من اقتلاع الناس من مساكنهم ومراتعهم؛ كباراً وصغاراً..كهولاً وشيوخا.. أطفالاً ومواليد وصبايا ورضّعاً..وحتى الأجنة في الأرحام..!
هذه حالة غير مسبوقة في عالم الحروب التي تدور بين المتقاتلين ولا تجعل كل الوطن رهينة وهدفاً للضياع الشامل مع وضع هذه الأثمان الباهظة على كاهل المواطنين بوهم البحث عن انتصار في نزاع أصله وفصله صراع على السلطة والمال..! ليس هناك أي هدف إنساني أو بشري أو سياسي أو وطني لهذه الحرب الغبية الرعناء..وإذا كان هناك من يسمى هذا الذي جرى بأنه (حرب كرامة) فلتنفتح أبواب الجحيم على مصراعيها من هذا الجنون المُطبق..ولتنهمر صواعق السموات على كرة هذه الدنيا كما قال (الملك لير)..!!
كل من يتحدث أو كان قد تحدث عن وصف هذا العار بأنه كرامة فليتبوأ مقعده في مستنقع السفالة..أو فليركض عارياً من ثياب الإنسانية ناعقا بالخراب واضعا نفسه في خانة شر الدواب عند الله (الصُم البُكم الذين لا يعقلون)..!
من نخاطب من أجل أطفال السودان؟ البرهان..؟.أم مليشياته..؟ أم نخاطب كتائب الفلول..أم شلة الضلال من (الاستراتيجيين) والصحفيين والإعلاميين المُزيفين (آكلي السحت)؟!
مَنْ نخاطب..؟! لا أحد هناك..!..كما تقول أغنية فيروز (مافي حدا لا تندهي…مافي حدا)..!
(لقد أسمعت لو ناديت حياً : ولكن لا حياة لمن تنادي/ ولو ناراً نفخت بها أضاءت : ولكن أنتَ تنفخ في رمادِ).. الله لا كسّبكم..!!
الوسومالجبهة المدنية الجيش د. مرتضى الغالي مليشياالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجبهة المدنية الجيش مليشيا
إقرأ أيضاً:
الرئيس عباس: نريد دولة فلسطينية ديمقراطية عصرية غير مسلحة
أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اليوم السبت، أن رؤية القيادة الفلسطينية تقوم على إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية عصرية وغير مسلحة تقوم على سيادة القانون وتكريس مبدأ السلاح الشرعي الواحد، مشدداً على أهمية بناء نظام سياسي قائم على التعددية والتداول السلمي للسلطة.
وجاء تصريح الرئيس عباس خلال اتصال هاتفي مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس، بحثا خلاله سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين فلسطين وألمانيا، إلى جانب آخر المستجدات السياسية في الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، والجهود الدولية لوقف الحرب وتحقيق سلام عادل ودائم.
ورحّب الرئيس عباس بالاتصال، مستذكراً لقائه مع المستشار الألماني في شرم الشيخ خلال مراسم توقيع خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وثمّن مواقف ألمانيا الداعمة لحل الدولتين ورفض الاستيطان وسياسات الضم والتهجير، إضافة إلى دعمها المتواصل للمؤسسات الفلسطينية ووكالة " الأونروا "، ودورها في جهود إعادة إعمار غزة.
وجدّد الرئيس عباس التأكيد على موقف فلسطين الثابت بإدانة استهداف المدنيين، بما في ذلك ما حدث في السابع من أكتوبر، مشدداً على ضرورة انتهاء حكم حركة " حماس " في قطاع غزة وتسليم سلاحها، وانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع وفق المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب.
وأشار عباس إلى التزام دولة فلسطين بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، على أساس العيش بسلام إلى جانب إسرائيل، مؤكداً رفض كل أشكال العنصرية والكراهية ومعاداة السامية.
وأطلع الرئيسُ عباس المستشارَ ميرتس على الخطوات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية ضمن برنامج الإصلاح الشامل المتفق عليه مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بما في ذلك تحديث المناهج التعليمية وفق معايير اليونسكو، وإنشاء نظام رعاية اجتماعية موحد، وإلغاء قانون دفعات الأسرى، والاستعداد لإجراء الانتخابات العامة فور انتهاء الحرب وتهيئة الظروف المناسبة.
كما أعلن أن الانتخابات البلدية ستُجرى في 16 نيسان/أبريل المقبل، بالتزامن مع إعداد دستور انتقالي وقانون حديث للأحزاب يسمح فقط بمشاركة القوى الملتزمة بالشرعية الدولية وبمبادئ الدولة المدنية وقانون واحد وسلاح واحد.
وأكد الرئيس عباس أن أولوية القيادة الفلسطينية في المرحلة الحالية هي تنفيذ خطة الرئيس ترامب وقرار مجلس الأمن 2803 لوقف الحرب ووقف نزيف الدم وتخفيف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، مع ضرورة الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، بما يشمل تسليم سلاح الفصائل، وانسحاب إسرائيل من القطاع، وبدء إعادة الإعمار بإدارة فلسطينية كاملة.
وطالب الرئيس بضرورة اتخاذ خطوات متزامنة في الضفة الغربية، من بينها وقف اعتداءات المستوطنين، ووقف التوسع الاستيطاني، والإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة لما لها من تأثير مباشر على الوضع المالي والاقتصادي.
وفي ختام الاتصال، أكد الرئيس عباس حرصه على مواصلة العمل مع ألمانيا لتحقيق السلام العادل والدائم، مشدداً على أنه "لا بديل عن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي"، واتفق الجانبان على استمرار التنسيق والتشاور خلال المرحلة المقبلة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يسمح بدخول 16% فقط من غاز الطهي المخصص لغزة منذ وقف إطلاق النار الضفة وغزة تحت سلطة واحدة - إسبانيا: آن الأوان لتأسيس دولة فلسطينية ألمانيا تدعو إسرائيل إلى وقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الأكثر قراءة عقبات تواجه خطة واشنطن لإنشاء قوة دولية بغزة.. بحث خيارات بديلة بالصور: الدفاع المدني ينتشل جثة في شارع الجلاء بمدينة غزة متى يبدأ كأس العرب 2025 - بداية افتتاح كاس العرب ونظام البطولة وصول شهيدين و11 إصابة إلى مستشفيات غزة آخر 48 ساعة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025