الخليج الجديد:
2024-06-02@23:25:07 GMT

الحروب و«مؤشر الخوف» الاقتصادي

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

الحروب و«مؤشر الخوف» الاقتصادي

الحروب و«مؤشر الخوف» الاقتصادي

«إننا نشهد بداية تغيير النظام المالي من حيث الطريقة التي ينظر بها المستثمرون إلى الاستدامة المالية في أميركا».

حذر المجلس الفيدرالي الأميركي من أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة تهديد للنظام المالي العالمي، وسط تزايد أخطار ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.

أصبح الشرق الأوسط أحد أهم مصادر حالة «عدم اليقين» بالاقتصاد العالمي إذ أن صراعات اليوم لا تهدد مناطقها فقط، بل قد تؤدي لتآكل ترابط أكبر اقتصادات العالم.

أكثر من 100 شركة إسرائيلية مدرجة في البورصات وأسواق المال الأميركية، تقع تحت ضغط كبير داخل إسرائيل، وتلقت خسائر فادحة منذ بدء التصعيد العسكري.

تنعكس خطورة تداعيات الحرب على «مؤشر الخوف»، الأكثر شيوعاً لتقييم المخاطر وتقلبات الأسواق المالية، وقد بلغ 20.5 نقطة، كأحد أعلى مستويات «قلق» أسواق العالم.

* * *

في الوقت الذي يواجه فيه العالم قدراً هائلاً من «عدم اليقين» بسبب حرب أوكرانيا، تحوّلت الأنظار نحو منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت أحد أهم مصادر حالة «عدم اليقين» أمام الاقتصاد الدولي، خصوصاً أن صراعات اليوم لا تهدد المناطق التي تظهر فيها فحسب، بل وربما تؤدي إلى تآكل الترابط الضعيف الذي لا يزال قائماً بين أكبر اقتصادات العالم.

وإذا كان رئيس البنك الدولي أجاي بانغا قد حذّر في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار»، المنعقد في الرياض مؤخراً، من أن حرب غزة قد تسبب عواقبَ اقتصادية خطيرة، فإن مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا غورغيفا أوضحت أن هذه الحرب ستكون لها تداعيات اقتصادية على كل من مصر والأردن ولبنان.

وأشارت إلى ثغرات في توجهات الصندوق، مؤكدةً القول: «سنركز سياستَنا على الوقاية والحماية للاقتصاد الدولي». وفي الوقت نفسه، فقد توقف المستثمرون طويلاً عند دراسة تقييم رأي وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، وقولها بأن أصداء الحرب لن تكون ذات أثر كبير على الاقتصاد العالمي.

وكأنها بذلك تطمئنهم، وهم يعيشون حالة من القلق والخوف وعدم اليقين، ويبحثون عن ملاذات آمنة لاستثماراتهم، مع تواتر التوقعات عن احتمال أن تطول هذه الحرب (لأسابيع أو لأشهر)، في حال توسعت عملياتها لتشمل المنطقة، وربما تتدحرج إلى حرب عالمية، بما تحمله من كوارث بشرية واقتصادية وخسائر مالية ودمار واسع.

وجاء تصريح «يلين» في وقت حذر فيه المجلس الفيدرالي الأميركي من أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة تشكل تهديداً للنظام المالي العالمي، وسط تزايد أخطار ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.

وأشار المجلس، في أحدث تقرير له حول الاستقرار المالي، إلى احتمال حدوث «تداعيات سلبية واسعة النطاق على الأسواق العالمية»، مع اشتداد الصراع في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا، أو ظهور ضغوط في مناطق أخرى.

وأكد التقرير أن «تصاعد هذه الصراعات، وتفاقم التوترات الجيوسياسية، سيتسبب في انخفاض أسعار الأصول وارتفاع خسائر الشركات والمستثمرين المكشوفين، بما في ذلك الموجودون منهم في الولايات المتحدة».

ويواجه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مخاطرَ سياسية محتملة، وهو يتخبط في كيفية الاستجابة لقلق المستثمرين بشأن جبل ديون الحكومة البالغ 33.5 تريليون دولار.

وقد ساهمت مخاوف «وول ستريت» حيال مستنقع الميزانية الأميركية في زيادة المخاطر. كذلك يفرض القلق بشأن العجز المالي والديون ضغوطاً تصاعدية على أسعار الفائدة طويلة الأجل.

وفي ظل تزعزع «الاستدامة المالية»، يقول محافظ الاحتياطي الفيديرالي السابق كيفن وارش، والذي كان مستشاراً للرئيس جورج دبليو بوش في الفترة بين عامي 2002 و2006 «إننا نشهد بداية تغيير النظام من حيث الطريقة التي ينظر بها المستثمرون إلى الاستدامة المالية في أميركا».

ويبدو أن خسائر التصعيد العسكري في قطاع غزة، بدأت تَطرق أبوابَ الشركات الأميركية، على خلفية إعلان مقاطعة عدد كبير من سكان العالم لبعض منتجاتها، مما يشكل أخطاراً جديدة قد تحاصر هذه الشركات التي تعاني تداعياتِ التضخم وارتفاعَ أسعار الفائدة.

وهناك أكثر من 100 شركة إسرائيلية مدرجة في البورصات وأسواق المال الأميركية، وهي تقع تحت ضغط كبير في الداخل الإسرائيلي، وقد سجلت خسائر فادحة منذ بداية التصعيد العسكري.

وفي ضوء هذه التطورات، وكنتيجة طبيعية لخطورة تداعياتها، يبرز انعكاسها على «مؤشر الخوف»، وهو أحد المقاييس الأكثر شيوعاً لتقييم المخاطر، ويقيس تقلبات الأسواق المالية، وقد بلغ 20.5 نقطة، وهو أحد أعلى مستوياته، ويعكس زيادةَ «القلق» في الأسواق العالمية.

*عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية
 

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحروب التضخم مؤشر الخوف قطاع غزة إعلان مقاطعة الشركات الأميركية ارتفاع أسعار الفائدة مجلس الاحتياطي الاتحادي

إقرأ أيضاً:

استعراض تجربة مصر في الشمول المالي والتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية

شارك المجلس القومي للمرأة في فعاليات مؤتمر رفيع المستوى بعنوان “المرأة من أجل البحر الأبيض المتوسط” الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط ومكتب مفوضة المساواة بين الجنسين في جمهورية قبرص، والذي يستمر لمدة يومين بمشاركة وحضور المهندس عمرو سليمان عضو المجلس، و مى محمود مدير عام تنمية المهارات بالمجلس.

 

وخلال جلسة لعرض تجربة مصر فى الشمول المالي والتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية من خلال مشروع الادخار والإقراض الرقمي أشار المهندس عمرو سليمان عضو المجلس أن  المجلس القومي للمرأة في مصر  قد بدأ رحلته فى مشروع الإدخار والإقراض الكلاسيكى  VSLA [Village Saving and Loan Association]. ، منذ عام 2010 بهدف توسيع نطاق الإدخار والإقراض بالقرى الأكثر فقراً والمحرومة من الخدمات وذلك من خلال استخدام مدخرات مجموعات من سيدات المجتمع الريفي واستخدامها كقروض دوارة بسيطة لوجود بديل للمرابين بالقري وعدم التوسع في ظاهرة الغارمات. وعمل المشروع على بناء قدرات تلك المجموعات لتعزيز عملية القروض والإدخار الدوار وكان أداة نجاة لكثير من السيدات الريفيات. 

 

وأكد المهندس عمرو  أن مشروع الادخار والاقراض بدون ميكنة كان يتسم ببعض الصعوبات في التوسع التي جعلت المجلس يتخذ قرار تحويل عمليات الإقراض والادخار بين السيدات الي ادخار واقراض رقمي “DVSLA”، والذي مكن السيدات بفتح حساب بنكي مشترك والتعامل علي الحسابات من خلال كروت ميزة. 

وأشار المهندس عمرو  أن المشروع لاقي مساندة ودعم الحكومة المصرية ونفذه المجلس بالتعاون مع البنك المركزي بالاضافة إلي الجهات الشريكة للمجلس التي آمنت بفكرة الرقمنة وساندت المجلس في تحقيقها، وهم هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والاتحاد الأوروبي، ومملكة هولندا. كما أكد أن تطبيق تحويشة يهدف الى تحقيق الشمول المالي للمرأة المصرية بالقرى الريفية اقتصاديًا وماليًا وإدماجها بالمنظومة المصرفية الرسمية، ورفع الوعي ونشر الثقافة المالية للسيدات المستهدفات ، ومحو الأمية الرقمية وتوفير الخدمات المالية لها بجودة عالية، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا ورقمنة اَلية عمل مجموعات الادخار والإقراض، مشيراً إلي جهود المجلس والبنك المركزي في تدريب الميسرات وتحويلهن الي وكلاء مصرفيين بالقري وتزويدهن بمحمول وتطبيق تحويشة لمساعدة السيدات في القيام بعمليات الادخار و الإقراض الرقمي من خلاله، مؤكداً أن البرنامج يتسم بسهولة الاستخدام والشفافية والامان.

كما أكد المهندس عمرو  أن الادخار والاقراض الرقمى عمل على تحويل عملية الادخار بين السيدات من عمليات غير مقننة الي عمليات مقننة، حيث يتيح لبناء تاريخ ائتماني للسيدات وهذا يفتح الباب لاول مرة لقدرة السيدات للحصول علي خدمات مالية مختلفة من جميع الهيئات المالية والبنوك. وأيضا يتيح للسيدات استثمار مدخراتهن البسيطة في ادوات جديدة مثل الذهب والفضة والمعادن النفيسة التي كانت بعيدة تماما عن قدرة سيدات الريف. 

كما أكد أن هذا التطبيق نقلة نوعية في تحويل آليات عمل المشروع الى نموذج رقمي وبناء تطبيق خاص به وربطه بالبنوك لدعم التعامل غير النقدي والتماشي مع اتجاه الدولة في التحول الى مصر الرقمية، كما يعد فرصة لدمج مجموعات السيدات الريفيات في مشاريع التمويل الأخضر المستدام لتحقيق حياة أفضل لهن ولأسرهن،

مقالات مشابهة

  • العدوان الأمريكي – الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
  • برعاية منصور بن زايد..نجاح كبير للبطولة الـ 4 لكأس الإمارات العالمي للخيل العربية بفرنسا
  • وزير المالية أمام مجلس النواب: نستهدف تحقيق 3.5 فائض من الناتج المحلى
  • وزير المالية: تكلفة التمويل أزمة الاقتصاد.. و3.5 % الفائض المستهدف من الناتج المحلي
  • استعراض تجربة مصر في الشمول المالي والتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية
  • سكوري: منصة “تسريع فرص العمل في المغرب” هي المنصة الأولى من نوعها في العالم حول قضايا التشغيل وريادة الأعمال
  • منظمات إسرائيلية تقمع داعمي فلسطين في الجامعات الأميركية.. تعرف على أبرزها
  • أسهم أوروبا تصعد بدعم آمال رفع الفائدة الأميركية
  • توسيع الممرالاقتصادي بين الصين والشرق الأوسط: سلطة دبي للخدمات المالية وهيئة الأوراق المالية والعقود الآجلة تستضيفان جلسة حوارية رفيعة المستوى
  • منير أديب يسأل: إرهاب الحروب والصراعات أخطر أم إرهاب داعش؟