التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم الخميس، إن مسألة « المالية الإسلامية » وانضم إليها المغرب، « على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً من حيث المقاصد وبالنظر إلى بعدها التعاقدي ».
وأوضح التوفيق في افتتاح فعاليات المنتدى 23 حول الاستقرار المالي للمؤسسات المالية الإسلامية بالرباط، أنه « تم الترحيب بالمعاملات ذات الطابع الفقهي التقليدي بشرط تسميتها بـ »المالية التشاركية »، حتى لا يُستنتج ضمنياً أن غيرها مخالف للإسلام ».
وقال الوزير أيضا، إن « هذا المسار ساهم فيه وجود المجلس العلمي الأعلى، المؤسسة الدستورية الجماعية للعلماء، التي يرأسها أمير المؤمنين، ولها وحدها صلاحية إصدار الفتاوى المتعلقة بالشأن العام، ومن لجانها لجنة الفتوى، التي أنشئت منها لجنة خاصة بمتابعة قضايا المالية التشاركية ».
ةيرى التوفيق، أن « من نباهة والي بنك المغرب، منذ ما يقرب من عشر سنوات، أنه سعى إلى انخراط المغرب في المالية التشاركية، وكان نمطها قد تقدم في آفاق أخرى، فقد كان على الوالي أن يقنع بإمكان التعامل بنجاعة مع التحفظات النظرية ذات الأبعاد السياسية في هذا الموضوع ».
وأضاف الوزير، « الإسلام نظام متكامل، لا يُفهم جزء منه إلا في إطار النسق الشمولي الذي يقدمه القرآن عن الإنسان والحياة، والمال في هذا النسق بنية لا يتضح أي عنصر منها إلا في ضوء المبدأ الأساس، وهو التوحيد، المؤسس لمعنى الحياة، والمتضمن للعدل، في علاقة بالعناصر الأخرى التي توضح موقع المال ووظائفه ».
وأكد التوفيق على أن « المال في القرآن وسيلة في غاية الأهمية، فهو للتداول لا للكنز، وهو للإنفاق في الخير الاجتماعي، خاصةً على ذوي القربى واليتامى والسائلين والمحرومين، إنفاقاً ذا أثر إيجابي على المنفق، إذ يزكيه، أي يحرره من الشح، وهو أسوأ ضروب الأنانية »، مشيرا إلى أن « المال نعمة وزينة، لكنه قد يكون ابتلاء وفتنة، وهو من الحاجات الضرورية للدولة، وينبغي التصرف فيه بقواعد تحمي المتعاملين من الباطل والعدوان، كما يجب أن يُعامَل كأمانة لا يجوز أن يُعهد بها إلى السفهاء، ولا أن تؤدي إلى الغرور المؤدي إلى وهم الاستغناء المفضي إلى الطغيان ».
وشدد المسؤول الحكومي، على أن « التعامل المالي بالفوائد على القروض يتعلق بالتشريع، أي التعاقد والتراضي الكفيل بالعدل، أكثر مما يتعلق بالتعبد، والعدل يقتضي ألا تتحول الضرورة إلى فرصة للظلم والإجحاف بالمقترض، وهذا ما يستدعي تدخل الإمارة، ما استطاعت، لحماية المال بقواعد ومؤسسات ».
وقال المتحدث أيضا، « لقد كان للمسلمين إسهام في العلم والحضارة المادية، وكانت لهم علاقات تجارية مع أطراف العالم، وابتكروا وسائل للمبادلات المالية، وواكب تقعيدهم الفقهي معاملاتهم، وأبدعوا في فقه النوازل المتعلقة بالأموال، غير أنه منذ القرن التاسع عشر، تسارع اللقاء بين تاريخ العالم الغربي وتاريخ العالم الإسلامي، واتسم هذا اللقاء بأشكال من العنف المادي والمعنوي، مما جعل التفسيرات والتأويلات تختلف حول مظاهر التميز وحدود جواز التقليد ».
ويرى التوفيق، أن « المسلمون اقتبسوا كثيراً من مظاهر الحضارة الغربية، لا سيما في إقامة الأبناك والتعامل معها، وظهرت مسألة فوائد القروض كأنها مدار الفرقان بين نظامين، وقد ذهب بعضهم إلى أن جميع فوائد الأبناك تدخل في الربا المحرم، في حين دعا مفكرون مثل شكيب أرسلان، ورشيد رضا، والعالم الباكستاني فضل الرحمن، إلى التفريق بين الفوائد والربا، وأفتوا بضرورة تنمية الاقتصاد لسد الفجوة بين العرض والطلب بدل الاكتفاء بالتحريم ».
ووفق الوزير، « أصدرت اللجنة الشرعية 194 رأياً شرعياً بناءً على طلبات رسمية، من خلال أكثر من 421 اجتماعاً، قُدمت خلالها 196 دراسة وورقة بحثية من أعضاء اللجنة، و191 دراسة من خبراء متخصصين تناولت الجوانب القانونية والتطبيقات العملية والمقارنات ».
واعتبر التوفيق أن « ورش المالية التشاركية وصل إلى محطة جديدة في مسار تطويره، وهذا يتطلب تعاملاً واعياً مع التحديات ورسم خريطة طريق مستقبلية، في المقابل، لا يخفى أن هذا القطاع محفوف بحساسيات مرتبطة في وعي الناس بالمباح والمحظور ».
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المالیة التشارکیة
إقرأ أيضاً:
قلادة النيل الأرفع.. قائمة الشرف التي انضم إليها ترامب بأمر من الرئيس السيسي
بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، انضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى قائمة الشرف المرموقة التي تضم أبرز ملوك ورؤساء العالم، وذلك بحصوله على "قلادة النيل"، أرفع الأوسمة المصرية على الإطلاق.
يأتي هذا التكريم تتويجا للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتقديرًا لإسهامات ترامب البارزة في دعم جهود السلام، ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره المحوري في وقف الحرب في غزة.
تعد قلادة النيل أرفع الأوسمة التي تمنحها الدولة المصرية، وتمنح تكريمًا لشخصيات قدمت خدمات جليلة لمصر أو للبشرية جمعاء، وبحسب القانون رقم 12 لسنة 1972، المادة 4، يجوز إهداء القلادة لرؤساء الدول أو أولياء العهود أو نواب الرؤساء، وكذلك لمن يسهمون بإنجازات بارزة في خدمة الوطن أو الإنسانية.
ويتم تسليم القلادة من رئيس الجمهورية ويحصل المكرمون بها على براءة رسمية موقعة من الرئيس.
والقلادة عبارة عن سلسلة تتعاقب فيها ثلاث وحدات مربعة الشكل، كل وحدة منها مُحلاة بالميناء وبرموز فرعونية، وتتصل الوحدات ببعضها من الأركان بسلسلتين متوازيتين، يتوسط كل سلسلة منهما زهرة لوتس صغيرة، وتتكرر الوحدات الثلاث على النحو الآتي: الأولى: ترمز إلى حماية البلاد من الشرور، والثانية: ترمز إلى الرخاء والسعادة التي يجلبها النيل، الثالثة: ترمز إلى الخير والدوام.
أبرز الحاصلين على قلادة النيلحصل جوسيف بروز تيتو رئيس يوغوسلافيا 1955، والملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا 1975، مالسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان 1976، والأمير حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر 1976، وجيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة 1979، ونيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا 1990، والإمبراطور أكيهيتو إمبراطور اليابان 1990، وإميل لحود رئيس لبنان 2000، والملك سلمان بن عبدالعزيز ملك السعودية 2016.
مشهد سياسي استثنائي.. قمة شرم الشيخ تتوج جهود مصر لوقف حرب غزة
من شرم الشيخ.. رئيس الوزراء البريطاني: اليوم نطلق المرحلة الأولى الحاسمة لإنهاء حرب الشرق الأوسط
كما حصل عليها عدد من الرموز المصرية البارزة: الأديب العالمي نجيب محفوظ الحائز على نوبل، والدكتور أحمد زويل عالم الكيمياء والحاصل على نوبل، والرئيس الراحل أنور السادات تقديرًا لدوره في تحقيق السلام، والمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق.
وأثمرت خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي قبل أيام وقفًا لإطلاق النار، وعملية جارية لتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس، وسط آمال بإنهاء الحرب وترسيخ السلام في المنطقة.
ويزور ترامب مدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء المصرية ظهر الإثنين، حيث يلتقي الرئيس السيسي ويشارك في قمة للسلام تشهد مشاركة واسعة من قادة دول العالم والمنطقة.