التغير المناخي يضرب موسم الزيتون في إيطاليا
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
كان يُفترض أن تكون الأشجار المزروعة في أرض المزارع، آلان ريسولو، في وسط إيطاليا مليئة بالزيتون خلال هذه الفترة من السنة، لكنّ الأحوال الجوية القاسية التي تُعزى إلى التغير المناخي قد دمّرت محصوله.
ففي مقال لوكالة فرانس برس، قال ريسولو: "لقد انخفض الإنتاج بنسبة 80 بالمئة".
تشتهر هذه المنطقة منذ العصر الروماني ببساتين الزيتون، وتضم أشجاراً يقال إن عمرها مئات، بل آلاف السنين.
لكن أنماط الطقس المتغيرة تشكل تحدياً هائلاً لهذه الزراعة.
وقال ريسولو: "منذ سنوات، تعاني أرضنا حقاً من تغير المناخ"، مشيرا إلى هطول أمطار غزيرة في مقابل "فترات طويلة من الحرارة تستمر حتى الخريف".
ولم يؤثر خفض الإنتاج على منطقة سابينا في شمال روما فحسب، بل على معظم المناطق الوسطى والشمالية من إيطاليا، ثاني أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم بعد إسبانيا.
ويُقدَّر الإنتاج الوطني هذا العام بـ290 ألف طن، بتراجع من 315 ألف طن في عام 2022، وهو أدنى مستوى في السنوات الأربع الماضية، بحسب جمعية كولديريتي الزراعية.
وأكد المهندس الزراعي، ستيفانو سيفيكا، المسؤول عن مراقبة الجودة في أحد المعاصر الرئيسية للزيتون، ضعف المحصول هذا العام.
وقال "للأسف تغير المناخ هذا العام يعني أنه في أبريل مايو، هطلت أمطار غزيرة جرفت حبوب اللقاح"، ما أعاق الإخصاب وتنمية الزيتون.
في مواجهة فصول الصيف الحارة بشكل متزايد والفترات الطويلة من انحباس المطر، تدعو الرابطة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون "أونابرول" إلى خطة وطنية للمساعدة في توفير المياه.
وتدعم منظمة سيفيكا هذه الفكرة على المستوى المحلي، وتحث على إنشاء أحواض لجمع المياه في الشتاء والتي يمكن إعادة استخدامها بعد ذلك عند حدوث الجفاف.
يذكر أن إيطاليا تمتلك 150 مليون شجرة زيتون، تمثل حجم مبيعات سنوي يبلغ ثلاثة مليارات يورو (3,21 مليار دولار) وتدعم 400 ألف شركة، بحسب كولديريتي.
وعلى الرغم من الأداء الضعيف في الوسط والشمال، تم إنقاذ الإنتاج الإيطالي هذا العام من خلال المناطق الجنوبية، في كل من بوليا - التي تنتج نصف الزيت الإيطالي - وكالابريا.
كما استفاد المزارعون من ارتفاع أسعار زيت الزيتون في السوق العالمية، بعدما تأثر أيضاً من هذا الوضع الإنتاج في إسبانيا، التي تُنتج عادة نصف الإمدادات العالمية.
وانخفض الإنتاج في إسبانيا بنسبة 34 في المئة مقارنة بمتوسط السنوات الأربع الماضية، بحسب أرقام كولديريتي الصادرة في سبتمبر، بسبب الجفاف الذي طال أمده.
لكن ارتفاع الأسعار يحمل أخباراً سيئة للمستهلكين، بما في ذلك في إيطاليا، التي تستهلك 15 بالمئة من زيت الزيتون المنتج في جميع أنحاء العالم.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الإنتاج الطقس تغير المناخ أمطار سابينا إيطاليا إسبانيا زيت الزيتون أسعار زيت الزيتون التغير المناخي موسم الزيتون إيطاليا الإنتاج الطقس تغير المناخ أمطار سابينا إيطاليا إسبانيا زيت الزيتون أسعار زيت الزيتون اتحاد أوروبي هذا العام
إقرأ أيضاً:
لمّه.. منصة للإبداع الفلسطيني تحت أغصان الزيتون
في عام 2017، اجتمع نفر من الشباب الفلسطيني والعربي تحت مظلة الشغف بتوفير مساحة للإبداع وتحمل ذكريات الهوية الفلسطينية وأحداثها، ويحدوهم حلم بتنظيم فعاليات إبداعية، وسرعان ما تجسد الحلم على هيئة منصة "لمّه" المستوحاة من تجربة "تديكس" العالمية.
ويقول مؤسس المنصة الدكتور محمد عمرو عن هذه التجربة لقد "أردنا أن نمنح الفلسطينيين والعرب المبدعين مساحة للتعبير عن قصصهم وأفكارهم الفنية والأدبية عن فلسطين، وأن نسلّط الضوء على الجانب الإبداعي والإنساني بعيدًا عن صورة الألم والبؤس السائدة عن المخيمات".
وتعرف "لمّه" على موقعها الإلكتروني بأنها منصة تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام الأجيال ممن هم دون 20 ربيعا حول العالم لنشر الأفكار والقصص والفنون الملهمة في جميع المجالات، بالإضافة إلى نشر الوعي والإلهام والمعرفة والأمل من خلال إيجاد محتوى عربي عصري وتعزيز الحوار الإيجابي حوله.
أهداف لمّهوفي مقابلة مع الجزيرة نت، يشير مؤسس المنصة إلى أن "الهدف الأول من تأسيس المنصة كان إنتاج محتوى باللغة العربية يركّز على البعد الفلسطيني، ولكن بنكهة إبداعية مختلفة عما هو سائد".
ويضيف "أردنا منح الشباب الفلسطيني -والعربي عمومًا- فرصة التعبير عن نفسه وفنه وأدبه المتعلق بفلسطين، كما ركزنا على تسليط الضوء على رموز فلسطينية أو عربية مبدعة وغير معروفة لنقدمها للجمهور الواسع".
إعلانومن الأهداف كذلك إحياء الذاكرة الفلسطينية والتعريف بتاريخ القضية، خاصة أحداث النكبة وقضية اللاجئين الفلسطينيين.
ويشير عمرو إلى أن ما "يهمنا أن نقدم الفلسطيني بصورة مختلفة، صورة المبدع والفنان والكاتب، وليس فقط صورة الألم والمعاناة التي نجدها في كل مراحل الكفاح الفلسطيني". وبيّن أنهم نجحوا في ذلك عن طريق "عرض قصص نجاح الشباب الفلسطيني في الوطن والشتات، ومن ثم تغيير الصورة النمطية وتقديم نماذج قادرة على التأثير والإبداع".
وبدأت "لمه" منصة فلسطينية الهوية، لكنها سرعان ما توسعت لتشمل الشباب العربي عمومًا، شريطة أن تكون إسهاماتهم متعلقة بفلسطين، واستضافت المنصة مشاركين من جنسيات مختلفة، وكان أداؤهم مميزًا وملهمًا، مما عزز فكرة التلاقي العربي على أرضية القضية الفلسطينية، حسب ما قاله عمرو للجزيرة نت.
محتوى لمّهالمحتوى الذي تهتم به منصة "لمه" يتضمن قصصا مؤثرة استطاعت أن تلامس الجمهور وتثير لديهم مشاعر الانتماء والحنين، واستشهد عمرو في حديثه للجزيرة نت بالعديد من الفعاليات التي تركت أثرا كبيرا في الحضور ولدى المتابعين على وسائل التواصل المختلفة.
ويمكن تقسيم المحتوى الذي تعرضه "لمه" إلى 3 محاور:
الأفكار الملهمة: كاستضافة مشروعات أو أفكار جديدة تلامس جوهر القضية أو تقدم حلولا إبداعية، مثل أفكار حول التميز والإبداع البشري. الفنون: ويشمل ذلك جميع أنواع الفنون مثل الكاريكاتير، والفنون التشكيلية، والعروض الموسيقية، والغناء، بشرط أن تحمل رسالة وطنية ملتزمة. القصص الإنسانية: ويقصد بها قصص الفلسطينيين والعرب المرتبطة بفلسطين، سواء كانت قصص كفاح أو نجاح في مجال ما أو حتى تجارب إنسانية فردية.ويضيف مؤسس "لمه" أن المنصة لا يقتصر عملها على الفعاليات فقط، بل عملت أيضًا على توثيق الإنتاج الفني الفلسطيني، فجمعت أعمال أكثر من 15 فنان كاريكاتير فلسطينيًا وخصصت لكل منهم "ألبومًا" خاصًا، ووثقت أعمال ما بين 50 و60 فنانًا تشكيليًا، في إطار جهودها لحفظ الذاكرة الفنية الفلسطينية ونقلها للأجيال.
إعلان الذاكرة الفلسطينيةيقول محمد عمرو إن اختيار "لمه" اسما للمنصة يعد تعبيرا عن روح "اللمة" التي "ترمز إلى الحميمية والعائلة في الثقافة الفلسطينية، وهو ما تجسد في اختيار "شجرة الزيتون" شعارا للمنصة، تلك الشجرة التي لا يكاد يخلو منها بيت فلسطيني، والتي تُعد رمزًا للمحبة والحنان والجذور العميقة في الأرض".
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فأكد مؤسس المنصة أنها ملتزمة بتسليط الضوء على أعمال فنية وأدبية ذات صلة بغزة وفلسطين، وذلك عبر توثيق ونشر كل ما يتعلق بهذه القضايا من فنون وقصص وروايات.
وأضاف أنه رغم صعوبة تنظيم فعاليات على الأرض في الوقت الراهن بسبب الظروف الصعبة في القطاع، فإننا "نحاول أن نبقى جزءًا فاعلًا في نقل رسالة الفن والإبداع الفلسطيني مهما كانت التحديات".
وأشار عمرو إلى أنهم يعملون على برنامج جديد يتضمن إقامة "لمات" صغيرة في أكثر من مكان، ويحضرها عدد أصغر من المشاركين، وتتجمع لاحقا في "لمة" واحدة جامعة في كل بلد، من أجل إتاحة المجال أمام أكبر عدد من المشاركين، وأصحاب الفكر والفنون والمبدعين.
كما أن من البرامج التي تعمل عليها منصة "لمه" هو حفظ الذاكرة الفلسطينية حية بين الأجيال المختلفة، منذ النكبة وحتى الأحداث الجارية، وذلك من خلال الشهادات التي يرويها المعاصرون لها أو من عاشوا أحداثها، في الداخل الفلسطيني أو في الشتات.
وتحدث عمرو عن فريق العمل الذي يقف خلف منصة "لمه"، وقال إن "المنصة يديرها فريق أساسي يضم نحو 10 أشخاص من عدة دول، ويتواصلون ويخططون وينسقون معظم أعمالهم افتراضيا عبر الإنترنت".
وأضاف "المنصة ليس لها مقرّ ثابت، بل تعتمد مرونة عالية في الانتقال بين البلدان لتنظيم الفعاليات، ففي كل مدينة أو دولة تستعين بفريق دعم محلي يمكن أن يتوسع في المناسبات الكبيرة ليضم ما بين 40 و50 شخصًا، ووصل العدد في إحدى فعاليات لبنان إلى 200 متطوع لإدارة حدث حضره نحو ألفي شخص، مع فرق متخصصة في التنظيم والإعلام والعلاقات العامة والاتصال.
إعلانكما ذكر أن منصة "لمة" تعتمد على التنقل سنويا بين عواصم ومدن عربية وعالمية، إذ أقيمت فعاليات في إسطنبول وعمان وبيروت والخليل.
وصرح عمرو بأنهم يخططون إلى تنظيم حدثها القادم في الدوحة، مشيرا إلى أن كل فعالية تحمل طابع المدينة المستضيفة وتستجيب للاحتياجات التنظيمية المحلية، مع الحفاظ على جوهر "لمة" ورسالتها.
أما في ما يتعلق بتمويل الفعاليات والأنشطة التي تقدمها "لمه"، فأكد مؤسسها أن "لمه" منصة غير ربحية ولا تتقاضى رسوما من المشاركين أو الحضور، كما لا تقدم مبالغ مالية للمشاركين. مبينا أن التمويل "يعتمد على الدعم الذاتي بشكل أساسي، إلى جانب الرعايات المجتمعية المحلية لكل فعالية.