عربي21:
2025-06-25@15:42:19 GMT

غزّة الفلسطينيّة والفلوجة العراقيّة!

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

لا خلاف في أدبيات نضال الشعوب بين مكان ومكان، فالمحتلّ هو المحتلّ في أيّ قارّة وأيّ بلاد، والقاتل هو القاتل لأيّ إنسان فوق أيّ أرض، وتحت أيّ سماء!

ويبدو أنّ للمدن أَقْدَارا مثل أَقْدَار البشر، وعليه كان من أَقْدَار القدس وغزة وبغداد والفلوجة وغيرها من المدن أن ترتبط بالمقاومة والوقوف ضدّ الغرباء والاحتلال.



لقد استطاع الشعب الفلسطينيّ أن يختصر تاريخ المقاومات العربيّة والإسلاميّة والأجنبيّة في نضاله الطويل من أجل تحصيل حقوقه المشروعة!

وتُذكرنا تحديات المقاومة الفلسطينيّة بتحديات المقاومة العراقيّة التي وقفت ضدّ الاحتلال الأمريكيّ بعد العام 2003 في عدّة معارك شرسة رغم قلّة ذات اليد، ولكنّها في نهاية المطاف أجْبَرَت واشنطن على الرضوخ وتوقيع اتّفاقيات الانسحاب مع حكومة بغداد التي نَسَبَت قرار الانسحاب لجهودها، وهذا تزوير كبير للتاريخ النضاليّ العراقيّ القريب!

ومعركة "طوفان الأقصى" الفلسطينيّة تذكرنا بمعركة الفلوجة الأولى، وبصور التشابه بينهما!

إنّ اقتحام مئات المقاتلين الفلسطينيّين لمناطق "غلاف غزّة" بمعركة "الطوفان" دليل على الإصرار والتحدي، لأنّ التقديرات العسكريّة تُرَجّح "مقتل" من يُقْدِم على هذا النوع من العمليات في عمق الأراضي المحتلة!

وخَلّف "طوفان الأقصى" أكثر من 1400 قتيل إسرائيليّ وآلاف الجرحى، ومئات الأسرى، فيما استشهد نتيجة الضربات الجوّيّة والصاروخيّة على غزة قرابة عشرة آلاف فلسطينيّ، غالبيّتهم من الأطفال والنساء والمرضى، وجرح عشرات آلاف المدنيّين مع نزوح مليون آخرين لجنوب غزّة!

أمّا عراقيّا، فقد وقعت معركة الفلوجة الأولى، في الرابع من نيسان/ أبريل 2004 بعد مُحاولة قوّات الاحتلال الأمريكيّة دخول مدينة الفلوجة عَقِب مقتل أربعة عناصر من شركة "بلاك ووتر" الأمنيّة، ولكنّها فشلت!

وقد استمرّ القتال في معركة الفلوجة الأولى لأكثر من شهر ومع ذلك فشلت القوات الأمريكية في دخولها، تماما مثل الحال المستمرّ في غزّة حتّى الساعة، وتكبد الأمريكان، حينها، وفقا لبياناتهم، ٤٨٠ قتيلا، وقدّمت الفلوجة أكثر من 700 شهيد!

وأربكت الخطط الدقيقة للمقاومين العراقيّين القوّات الأمريكيّة التي كانت تُخطط لدخول المدينة، ولهذا لم تُقْدِم واشنطن على الهجوم البرّيّ بمعركة الفلوجة الثانية، نهاية العام 2004، إلا بعد حصار الفلوجة لسبعة أشهر، تماما مثلما تُحاصر "إسرائيل" غزّة اليوم، وتتردّد في دخولها برّيّا!

واستخدمت واشنطن في "الفلوجة الثانية" أسلحة تقليديّة ومحرّمة، ومنها الفسفور الأبيض، تماما مثلما تفعل "إسرائيل" في غزّة الآن!

وسبق لدراسة بجامعة ألستر الأيرلنديّة نهاية تمّوز/ يوليو 2010 أن أفادت بأنّ التزايد الملحوظ في وفيّات الأطفال، وأعداد مرضى السرطان واللوكيميا في الفلوجة كان نتيجة القصف الأمريكيّ للمدينة في العام 2004، والذي فاق بتأثيره القنبلة الذرّيّة على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيّتين عام 1945، وبالمقابل ألقت "إسرائيل"، حتى الآن، أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزّة!

واشتركت في "الفلوجة الثانية" القوّات العراقيّة والأمريكيّة وغيرهما، وذلك بعد قرابة سبعة أشهر على "معركة الفلوجة الأولى" وحصار اقتصاديّ صارم، وذات السيناريو يتكرر في المنطقة اليوم، حيث إنّ واشنطن تدعم "إسرائيل" بالجهود الدبلوماسيّة والعسكريّة والإعلاميّة وبلا حدود!

ومن صور التشابه الواضحة بين الفلوجة وغزّة حالة الخراب والهدم، وذلك لكثافة القنابل القاتلة التي ألقاها الاحتلال الأمريكيّ على الفلوجة، وهو ذات التخريب والتدمير المستمرّ على غزّة الجريحة!

ولاحظنا أنّ "إسرائيل" سعت، مثلما فعلت واشنطن في العراق، بإمكانياتها الذاتيّة وإمكانيات غالبيّة دول الغرب إلى تصوير قدراتها العسكريّة والتقنيّة بأنّها بعيدة عن الاختراق، ومنها القبّة الحديديّة التي اخترعتها لحماية نفسها من الصواريخ الفلسطينيّة لكنّ "طوفان الأقصى" أثبت الخلل الواضح في تلك المنظومة الحديثة!

‏لقد دفعت الوقائع الميدانية تلّ أبيب وواشنطن لكشف الحقيقة للرأي العامّ "الإسرائيليّ" والأمريكيّ، ولهذا علّق رئيس الوزراء "الإسرائيليّ" بنيامين نتنياهو على "طوفان الأقصى": "يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 سيتمّ تسجيله كيوم أسود في تاريخنا، وأكثر الأيّام رُعبا لنا"!

وسبق للرئيس الأمريكيّ جورج بوش الابن أن علّق على خسائر قوّاته في "الفلوجة الأولى": "لقد واجهت قوّاتنا أسبوعا قاسياً، لقد ملأت أرقام الموتى قلبي بالعذاب"!

وبعد مرور شهر تقريبا على بداية المواجهات الفلسطينية "الإسرائيلية"، هل ستأخذ تلّ أبيب بنصيحة واشنطن وتتريث أو تتجاهل العملية البرّيّة، أم أنّها ستُقْدِم على خوض التجربة الأمريكيّة بالفلوجة الثانية بهجومها البرّيّ على غزّة؟

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلوجة غزة إسرائيل العراق الفلسطينية العراق إسرائيل امريكا فلسطين غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى الفلسطینی ة الأمریکی ة ة الثانیة ة التی على غز

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأمريكي: رد إيران على ضربات واشنطن سيكون “أسوأ خطأ”

المناطق_متابعات

حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأحد، إيران من الرد على القصف الأميركي للمواقع النووية الإيرانية قائلا إن هذا الفعل سيمثل “أسوأ خطأ يرتكبونه على الإطلاق”.

جاءت تصريحات روبيو، الذي يشغل أيضا منصب مستشار الأمن القومي الأميركي، في حديث لشبكة “فوكس نيوز”، نقلا عن “رويترز”.

أخبار قد تهمك الجيش الأميركي: إسقاط 14 صاروخًا خارقًا للتحصينات على أهداف داخل إيران 22 يونيو 2025 - 4:54 مساءً إيران تلوّح بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي وإغلاق مضيق هرمز 22 يونيو 2025 - 2:49 مساءً

وفي حديث آخر لشبكة “سي.بي.إس”، قال روبيو: “لن يعرف أحد لأيام ما إذا كانت إيران قد نقلت بعض موادها النووية قبل الضربات الأميركية”.

وأعلن روبيو أنه “لا خطط حاليا لعمليات عسكرية ضد إيران”، بعد القصف الأميركي الذي وقع ليلة السبت.

وفقا للعربية : في السيلق، قال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، الأحد، إن “الضربات العسكرية الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية حققت نجاحا مذهلا وساحقا، واستغرق التخطيط لها شهورا وأسابيع”.

وأضاف هيغسيث أن الولايات المتحدة لا “تسعى إلى الحرب”، مشيرا إلى أن الضربات لم تستهدف قوات أو مواطنين إيرانيين، لكنها قضت على طموحات إيران النووية.

واعتبر هيغسيث أن “العملية التي خطط لها الرئيس ترامب جريئة ورائعة، إذ أظهرت للعالم أن الردع الأميركي قد عاد. عندما يتحدث هذا الرئيس، يجب على العالم أن ينصت”.

وأعلن هيغسيث أن الضربات الأمريكية على مواقع إيرانية خلال الليل “دمرت” برنامج طهران النووي، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب يسعى لإحلال “السلام”.

وقال هيغسيث خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): “دمرنا البرنامج النووي الإيراني”.

وأوضح أنه تم إعداد خطة قصف إيران على مدى شهور وأسابيع لتكون جاهزة عندما يأمر الرئيس ترامب.

وإلى ذلك، قال نائب الرئيس الأمريكي، جيه.دي فانس، الأحد، إن الولايات المتحدة نجحت في عرقلة برنامج إيران النووي، مضيفا أن الرئيس ترامب يأمل الآن في السعي إلى حل دبلوماسي.

وأضاف في حديثه لبرنامج “واجه الصحافة” مع كريستين ويلكر على شبكة “إن.بي.سي”: “لا نريد إطالة أمد هذا الأمر أو توسيعه. نريد إنهاء برنامجهم النووي”.

وتابع: “نريد التحدث مع الإيرانيين بشأن تسوية طويلة الأمد”.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء الخام الأمريكي
  • الدعم الأمريكي لإسرائيل| تورط مباشر وأبعاد استراتيجية في المواجهة مع إيران.. ماذا يحدث؟
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • حرب الإبادة والقدس وتهجير الشعب الفلسطيني
  • هبوط جديد للدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل
  • كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد إيران؟
  • المبعوث الأمريكي لإيران: واشنطن تسعى للحل الدبلوماسي رغم الضربة العسكرية
  • نائب الرئيس الأمريكي: لسنا في حالة حرب مع إيران كـ «دولة» لكن نحارب برنامجها النووي
  • وزير الخارجية الأمريكي: رد إيران على ضربات واشنطن سيكون “أسوأ خطأ”