بوابة الوفد:
2025-05-31@04:41:17 GMT

قتل الصحفيين وعائلاتهم

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

إسرائيل تقتل الصحفيين الفسلطينيين وعائلاتهم لطمس القضية والتغطية على جرائمها البشعة التى طالت كل شىء فى غزة من أطفال ونساء وشيوخ وعجائز.

فى مشهد أبكى الملايين يوم الأربعاء الماضى 25 أكتوبر ظهر الصحفى الفلسطينى، وائل حمدان الدحدوح عبر فيديو انتشر على نطاق واسع وهو يحتضن جثتى زوجته وابنته، ثم ظهر فى مشهد آخر وهو يحمل جثة ابنه الصغير! وهو يقول: أنا لله وأنا إليه راجعون»، بينما ازدادت الصرخات والنحيب من حوله، وحاول البعض تهدئته وتقديم العزاء له ومواساته فى مصابه الأليم.

آخر كلمات الدحدوح فور معرفته بالنبأ الحزين وقصف منزله فى مخيم النصيرات، وهو الذى لجأت إليه عائلته قادمة من تل الهوى بعد دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو لسكان الجزء الشمالى من قطاع غزة للنزوح جنوبا: الحمد لله، هذا هو جيش الاحتلال وهذه دموع الإنسانية وليست دموع الخوف والجبن!

وقع الحادث الجبان بينما كان وائل الدحدوح مدير مكتب الجزيرة فى غزة على الهواء يغطى السفارات الإسرائيلية المتواصلة فى غزة، ووجد أفراد عائلته هو الخبر الذى ينقله للمشاهد بقتل زوجته آمنه، وابنه محمود «16 عاما» وابنته شام «6 سنوات» وحفيده آدم «45 يوما» حيث استهدفهم قوات الاحتلال الإسرائيلى عبر غارة جوية شنتها على المخيم الذى كان به نحو 50 من عائلة الدحدوح.

ولد الصحفى الفلسطينى وائل حمدان الدحدوح فى حى الزيتون أقدم أحياء مدينة غزة، فى 30 أبريل 1970، وعاش طفولته فى كنف أسرة غزِّيَة ممتدة مسيورة الحال، وقضى شبابه فى سجون الاحتلال الإسرائيلية لمدة سبعة أعوام بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة عام 1988، وبعد التحرر حصل مجددا على شهادة الثانوية العامة فى السجن الإسرائيلى، ثم حصل على بكالوريوس فى الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية فى غزة عام 1998، بعد أن منعه الاحتلال من السفر للدراسة فى الخارج، فحصل على درجة الماجستير فى الدراسات الإقليمية من جامعة القدس أبوديس عام 2007.

يعتبر الصحفى وائل الدحدوح هو مدير مكتب الجزيرة الفضائية فى قطاع غزة، وبدأ عمله منذ 25 عاما، سخرها لتغطية أحداث فلسطين وجيش الاحتلال الإسرائيلى، حيث بدأ عام 1998 بين عدد محدود من الصحفيين فى غزة، حتى اندلعت انتفاضة الاقصى عام 2000.

كانت البداية الحقيقية لاهتمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية بغزة، هى انتفاضة الأقصى، فبدأ وائل الدحدوح حياته المهنية مراسلا لصحيفة القدس الفلسطينية، واشتغل لصالح وسائل إعلام أخرى قبل أن يلتحق بقناة الجزيرة عام 2004.

اعتاد وائل الدحدوح على الجلوس مع أولاده وأفراد أسرته حول حلقة النار فى الشتاء للحصول على التدفئة والغناء لوطنهم فلسطين، زرع داخل أبنائه حب الوطن، كانوا يغنون: «باكتب اسمك يا بلادى.. ع الشمس ألما بتغيب لا مالى ولا أولادى على حبك ما فى حبيب.. يا دار الأوفى دار بيلبقلك الأشعار».

ما لم يكن يعلمه «وائل» هو تحول كلمات الأغنية فى أحد الأيام إلى حقيقة، انتهت أيام الغناء وبدأت أيام الاستشهاد، حيث صدق وائل برفقة مئات الأشخاص دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلى بالانتقال بعيدا عن مناطق القصف، إلا أن الغارة ضربت منزله وعائلة أخرى.

إذا كان الدحدوح على قيد الحياة بعد فقده زوجته وابنه وابنته وحفيده، فإن الاحتلال الإسرائيلى قتل عددا من الصحفيين فى حرب الإبادة التى يشنها على غزة.

وأعلن أنه غير مسئول عن حماية الصحفيين، وذلك يخالف القانون الدولى الإنسانى الذى ينص على أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهامهم فى النزاعات المسلحة يجب احترامهم وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد.

ويؤمن القانون الدولى الإنسانى للصحفيين المدنيين الحماية المكفولة للمدنيين طالما أنهم لا يشاركون مباشرة فى الأعمال العدائية، كما تنص المادة 79 من البروتوكول الأول الإضافى إلى اتفاقيات جنيف لعام 1949 على: يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطيرة فى مناطقة النزاعات المسلحة أشخاصا مدنيين، ويجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات وهذا الحق شريطة ألا يقوم بعمل يسىء إلى وضعهم كأشخاص مدنيين.

لقد اثبت الاحتلال الإسرائيلى من خلال جرائمه ضد الشعب الفلسطينى بكل فئاته أنه عدو لا يعرف رحمة أو دينا، ولكن رغم هذه البشاعة والمجازر التى يتعرض لها الفلسطينيون، سيبقى على هذه الأرض ما يستحق الكفاح، ولن يغلق ملف قضية فلسطين إلا بوجود دولة فلسطين المستقلة، ولن يتوقف الفلسطينيون عن الاستشهاد طالما وطنهم فى قبضة القردة والخنازير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن غزة الاحتلال الإسرائیلى وائل الدحدوح فى غزة

إقرأ أيضاً:

تعثّر المفاوضات يعمّق معاناة آلاف الأسرى وعائلاتهم في اليمن

صنعاء- مرّ نحو 11 شهرا منذ انطلاق آخر مفاوضات لتبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين، دون أفق لعقد مشاورات جديدة بشأن هذا الملف، نتيجة استمرار الخلافات بين الطرفين، مما يؤدي لتعميق مأساة ومعاناة آلاف المحتجزين على ذمة النزاع، الذين يقدر عددهم بنحو 20 ألفا حسب مصادر حقوقية.

وكانت العاصمة العُمانية مسقط، قد استضافت العام الماضي آخر جولة لمفاوضات تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، استمرت نحو أسبوع واختتمت في 6 يوليو/تموز 2024، باتفاق على عقد جولة تكميلية بعد شهرين، ولكن لم تنطلق أي مشاورات جديدة حتى اليوم.

ويشار إلى أن جماعة الحوثي سبق أن وجهت اتهامات متكررة للحكومة اليمنية بممارسة انتهاكات متعددة بحق الأسرى والمعتقلين، مقابل نفي الأخيرة.

ونُفذت آخر عملية تبادل بين الحكومة وجماعة الحوثي في أبريل/نيسان 2023، وشملت نحو 900 أسير ومعتقل من الجانبين، تحت إشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

عمليات التبادل السابقة جرت تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة (الصليب الأحمر)

 

اتهام متبادل

يتبادل طرفا النزاع اتهام بعضهما بتعطيل ملف المفاوضات المتعلقة بالمحتجزين، ففي 24 مايو/أيار الحالي، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى -التابعة للحوثيين- عبد القادر المرتضى فشل تحريك هذا الملف.

إعلان

وعبر بيان صحفي اطّلعت عليه الجزيرة نت، قال المرتضى -وهو رئيس فريق الحوثيين المفاوض بشأن الأسرى- "منذ ما يقارب سنة ونحن نرسل الوسطاء المحليين إلى مأرب، الواقعة تحت سلطة الحكومة المعترف بها دوليا، ونتابع مكتب المبعوث الأممي في محاولة لتحريك ملف الأسرى".

وأضاف أن كل جهود تحريك ملف الأسرى باءت بالفشل، نتيجة تعنت الطرف الآخر، قاصدا الجانب الحكومي. واعتبر أن "توقيف ملف الأسرى بهذا الشكل يُعد متاجرة بمعاناتهم، وسقوطا أخلاقيا غير مبرر".

من جهتها، أكدت الحكومة اليمنية تحميل الحوثيين مسؤولية تعثّر ملف الأسرى والمعتقلين، مشيرة إلى أن الآلاف منهم يعيشون ظروفا قاسية في سجون الجماعة.

وفي تصريح للجزيرة نت، قال ماجد فضائل المتحدث باسم الحكومة اليمنية في فريق مشاورات الأسرى، إن "المفاوضات توقفت بسبب تعنّت الحوثيين ورفضهم الالتزام بمبدأ تبادل "الكل مقابل الكل"، إضافة لاستغلال الملف كورقة سياسية وأمنية للمساومة والابتزاز، مع تعطيل متكرر لخطوات التنفيذ المتفق عليها".

وأوضح فضائل -وهو عضو الفريق المفاوض ووكيل وزارة حقوق الإنسان- أن السبب المباشر في توقف وتعطيل ملف الأسرى هو "رفض الحوثيين الكشف عن مصير المخفيين قسرا، أو السماح لهم بالتواصل مع أهلهم وذويهم أو زيارتهم، خصوصا السياسي البارز في حزب الإصلاح الإسلامي محمد قحطان المخفي لدى الحوثيين منذ عام 2015، والذي يمثل العقبة الحقيقية حاليا في هذا الملف".

فضائل: ملف المعتقلين سيظل رهينة الابتزاز السياسي والإعلامي ما لم يكن هناك ضغوط (الجزيرة) ظروف الأسرى

كما أشار المتحدث باسم الحكومة إلى أن المعتقلين في سجون الحوثي يعانون أوضاعا إنسانية مأساوية، ويتعرضون لشتى أصناف التعذيب، بما يشمل التعذيب الجسدي والنفسي والإخفاء القسري وسوء المعاملة، إضافة إلى الحرمان من الزيارات والرعاية الصحية، بينما هناك أكثر من 350 مختطفًا وأسيرا قتلوا في السجون تحت التعذيب.

إعلان

ونبّه إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين يتغير باستمرار، لكن ما يزال هناك آلاف يقبعون في سجون الحوثي وهم في زيادة مستمرة، بينهم قيادات مجتمعية وموظفون في منظمات دولية وصحفيون وسياسيون، وغيرهم من المحتجزين من فئات أخرى.

وحول مستقبل هذا الملف، يرى المسؤول اليمني أنه ما لم يكن هناك ضغط دولي وإقليمي حقيقي وتغيير في آلية التفاوض تضمن إلزام الأطراف بالتزاماتهم من أجل الكشف عن المخفيين والسماح بزيارات والتواصل بين الضحايا وأهلهم وذويهم، فإن الملف سيظل رهينة الابتزاز السياسي والإعلامي والتجاذبات التي تؤثر عليه سلبا.

وتتجدد تحذيرات منظمات حقوقية وإنسانية حول الأوضاع المأساوية للمختطفين والمعتقلين في أرجاء اليمن، فمن جهته يقول رئيس "منظمة سام للحقوق والحريات" توفيق الحميدي إن "الأسرى والمعتقلين في اليمن يعانون من ظروف قاسية، تشمل التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي والاختفاء القسري".

وأكد الحميدي أن جميع الأطراف المنخرطة بالصراع -الحوثيين والحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي- مشتركون باحتجاز الآلاف في السجون دون كشف عن مصيرهم.

وأضاف للجزيرة نت أن "هذا الأمر يفاقم معاناة المحتجزين صحيا ونفسيا، حيث إن أغلب السجون وأماكن الاحتجاز غير مؤهلة وتعاني من الاكتظاظ وسوء التغذية والنظافة، فيما تعيش عائلاتهم في قلق دائم نتيجة غياب أحبائهم وتأخر الإفراج عنهم"، وتابع "وثقنا في منظمة سام العديد من الانتهاكات بهذا الخصوص، وما تزال الانتهاكات مستمرة، بعضها يمتد إلى ما بعد الإفراج عن المحتجزين".

وحول إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين، أفاد الحميدي أنه لا توجد إحصائية دقيقة بعدد المحتجزين بسبب النزاع، وقد تلعب الوساطات القبلية والعائلية دورا في الإفراج عن الكثيرين بصمت، لكن العدد الشامل لهم يتجاوز 20 ألفا منذ بداية الحرب.

إعلان

وحول العوائق التي تقف أمام حل هذا الملف، يرى الحميدي أن الخلافات السياسية بين الأطراف المتصارعة تشكل سببا رئيسيا لذلك "إذ تستخدم جماعة الحوثيين والحكومة اليمنية والتحالف العربي الأسرى كورقة ضغط، إلى جانب عدم الشفافية بتقديم كشوفات دقيقة بأسماء المعتقلين، مما يُعيق التقصي والتنفيذ" حسب وصفه.

خذلان دولي

تشدد عضو رابطة أمهات المختطفين غير الحكومية أسماء الراعي على أن ملف الأسرى والمعتقلين "إنساني بحت"، معتبرة أنه "من الواجب الأخلاقي والإنساني أن تتحلى جميع الأطراف بعدم تسييس قضية المختطفين المدنيين الذين لا ذنب لهم بالصراع الدائر".

وفي تصريح للجزيرة نت، حمّلت الراعي الحوثيين المسؤولية عن سلامة المختطفين، منتقدة تجاهلهم للقوانين التي تجرّم انتهاكات الحق في الحياة، وكذا الدعوات والمناشدات المستمرة المطالبة بإطلاق سراح المحتجزين دون قيد أو شرط.

كما حمّلت "الحكومة الشرعية" أيضا "مسؤولية عدم إيلاء ملف المعتقلين والأسرى الأهمية المطلوبة، حتى نستطيع أن نرى أبناءنا أحرارا وتنتهي معاناتهم" على حد قولها.

وأشارت إلى وجود "خذلان حقيقي" من الجهات الدولية والأمم المتحدة لملف المحتجزين، بعدم ممارستها الضغط الحقيقي على الأطراف المعنية لتبادل القوائم وإطلاق سراح المختطفين، ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات وإنهاء عمليات الاختطاف.

وأكدت على مواصلة رابطة أمهات المختطفين مناصرة قضية المعتقلين والمخفيين قسرا، والمطالبة المستمرة بإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، حتى ينال الجميع حريتهم المكفولة في الدستور والقانون والشرائع السماوية.

مقالات مشابهة

  • تعثّر المفاوضات يعمّق معاناة آلاف الأسرى وعائلاتهم في اليمن
  • تعز.. تظاهرة حاشدة تضامنا مع فلسطين وتنديدا بجرائم الإحتلال
  • الدكتور وائل بدر يوضح.. نسبة نجاح عملية تغيير مفصل الركبة في مصر
  • بريطانيا:موافقة إسرائيل على مستوطنات بالضفة عقبة أمام قيام دولة فلسطين
  • "الشيخ" يبحث مع ممثل كندا لدى فلسطين جهود وقف الحرب على غزة
  • ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء في غزة إلى 223 شهيدا بعد استهداف معتز رجب
  • نوبة بكاء لمندوب فلسطين في مجلس الأمن بسبب غزة.. فيديو
  • «النقابة الفلسطينية»: ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء في غزة إلى 221 شهيدا
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 221
  • مندوب فلسطين بمجلس الأمن: أنقذوا غزة وأوقفوا جرائم الاحتلال