بوابة الوفد:
2025-05-31@09:28:37 GMT

رؤية مصر الثاقبة وتراجع المجتمع الدولى

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

ماذا يعنى بيان السفارة الأمريكية الذى صدر يوم الخميس الماضى، بالتعهد بمنع التهجير القسرى للفلسطينيين إلى مصر أو الأردن؟.. لقد صدر هذا البيان فى الوقت الذى أعلنت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تعيين هيرو مصطفى جارج سفيرة لواشنطن بالقاهرة، وبالمناسبة هى من أصل كردى، وقالت فى بيان لها إن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأمريكا أمر بالغ الأهمية للسلام والأمن والازدهار الإقليمى، أكثر من أى وقت مضى.

. وكانت السفيرة قد أعلنت أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، أنها يشرفها أن تكون أول سفيرة أمريكية من أصل كردى فى الخارج. كما وصفت توليها المهمة فى هذا التوقيت وفى ظل الأحداث التى تمر بها المنطقة بأنه يحمل أهمية خاصة.

التعهد الأمريكى من خلال بيان السفارة بالقاهرة بعدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو من الضفة إلى الأردن يعنى أن الرؤية المصرية ثاقبة فى هذا الملف، ويوم أن أعلنت القيادة السياسية موقف مصر الواضح والصريح من قضية التهجير القسرى، يؤكد أن السياسة المصرية رشيدة ومؤثرة حتى على المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة، وهذا يعنى بعد النظر المصرى فى هذا الأمر والذى يتمثل فى ضرورة عدم حل القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى سواء كانت مصرية أو أردنية. ويؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك، أنه مهما كانت المغريات فى هذا الشأن ومهما كانت العواقب لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تفرط مصر فى شبر واحد من أراضيها فهذه عقيدة مصرية لن تتغير أبداً حتى ولو كلفت مصر الكثير.

إن النظرة المصرية للحرب الإسرائيلية والموقف فى غزة، واجهه فى البداية المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة بعدم اكتراث، إلا أن الأمر الآن تغير تماماً وباتت الرؤية المصرية أمام الدنيا كلها هى «الأصح» فى عدد من الأمور ويأتى على رأسها منع تهجير الفلسطينيين أو حل القضية على حساب أطراف أخرى فى المنطقة، لأنه من حق الفلسطينيين أن يقيموا دولتهم على أرضهم المحتلة. أما القضية الثانية فهى الموقف المصرى الأكثر من رائع والمتمثل فى ضرورة فتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات ومواد الإغاثة والأدوية للشعب الفلسطينى، وهو ما نجحت فيه مصر.. صحيح أنه حتى الآن لم تدخل سوى مائتى شاحنة غذائية وطبية، وبالطبع لا تكفى لحوالى مليونى وأربعمائة ألف مواطن فلسطينى فى غزة، إلا أن مصر مازالت تواصل الجهود الكبيرة من أجل توصيل أكبر قدر من المساعدات للشعب الفلسطينى. ومصر تجرى جهوداً جبارة على قدم وساق مع جميع الجهات المعنية لتسهيل استقبال وإجلاء الأجانب من غزة عبر معبر رفح ويبلغ عددهم حوالى سبعة آلاف يحملون جنسيات أكثر من 60 دولة.

القضية الثالثة وهم الأهم فى هذا الشأن هى أن الرؤية المصرية الرائعة سواء كانت على المستوى الرسمى أو الشعبى غيّرت النظرة تماماً لدى شعوب العالم المختلفة لدرجة أن هذه الشعوب كشفت الازدواجية والكيل بمكيالين لدى حكومات المجتمع الدولى وخرجت المظاهرات الشعبية فى كل بلدان العالم تندد بالمذابح الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وتطالب حكام الغرب بضرورة وقف عمليات الإبادة الجماعية التى تتم حاليا.

ولمصر أن تفخر حكومة وشعباً فى تغيير بعض الشىء لموقف المجتمع الدولى والولايات المتحدة من القضية الفلسطينية.

القضية الرابعة والأكثر أهمية هى أن الحكمة المصرية كانت وراء عدم ضياع القضية الفلسطينية أو القضاء عليها أو إنهائها كما كان مخططاً لذلك. وما زالت مصر عند موقفها الداعى إلى السلام واستئناف المفاوضات وضرورة احترام الشرعية الدولية وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. ولذلك لا أكون مبالغاً فى القول إذا قلت إن هناك تغييراً حتى ولو كان طفيفاً فى سياسة الولايات المتحدة والمجتمع الدولى تجاه القضية الفلسطينية، ويرجع الفضل فى هذا الأمر إلى السياسة الحكيمة والرشيدة للدولة المصرية فى التعامل مع هذا الملف.

لقد استطاعت مصر برؤيتها الثاقبة أن تعيد ملف القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام من خلال إحياء مباحثات السلام مرة أخرى.. والسؤال المهم: ماذا لو كانت الأمة العربية جمعاء كانت تقف إلى جوار مصر فى هذا الأمر؟ وأعتقد أن الإجابة كانت ستكون إلى الأفضل والأحسن، ورغم ذلك ما زالت الفرصة الذهبية قائمة فى وحدة العرب فى ظل انهيار إسرائيلى كامل وتراجع فى مواقف أمريكا والمجتمع الدولى.

ويبقى إذن ضرورة وقف الحرب واستئناف مفاوضات السلام القائمة على حل الدولتين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجتمع الدولي السفارة الأمريكية القسرى للفلسطينيين الشراكة الاستراتيجية مصر وأمريكا القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة المجتمع الدولى فى هذا

إقرأ أيضاً:

المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يستغل المساعدات لترسيخ النزوح وإذلال الفلسطينيين

أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن القصف الإسرائيلي المتواصل لم يترك بنية تحتية سليمة، وتسبب في دمار واسع لمنازل المواطنين ومراكز الإيواء، مما زاد من معاناة المدنيين، خاصة النساء والأطفال الذين يبيتون جوعى، ولا يجدون أحيانًا حتى شربة ماء صالحة للشرب، وسط نقص حاد في الأدوية، ومشاهد يومية للمرضى والجرحى يتمنون الموت لتخفيف آلامهم.

وقال «الشوا»، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد رضا، على قناة «القاهرة الإخبارية»، إن هناك مشاهد إنسانية قاسية في قطاع غزة لا تستطيع أي كاميرا أو عدسة أن توثقها بالكامل، خاصة في مراكز توزيع المساعدات التي يشرف عليها الاحتلال الإسرائيلي، أو في المخيمات التي تأوي عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في ظروف إنسانية مأساوية.

وأشار إلى أن نزوح السكان ما زال مستمرًا بشكل يومي، لاسيما من أحياء مدينة غزة التي تتعرض لقصف لا يتوقف، مضيفًا: «هذه الأوجاع لا يمكن لأي كاميرا أن توثقها، فمحاولات النوم تتبدد تحت أصوات الانفجارات والدمار، في واقع كارثي غير مسبوق».

وتعليقًا على الآلية الجديدة التي تشرف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات، قال الشوا إنها «آلية فاشلة باعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه»، مشيرًا إلى أن إصرار الاحتلال على استمرارها يعود إلى أهداف أمنية وسياسية تهدف إلى فرض النزوح القسري على الفلسطينيين، لا سيما من شمال غزة إلى جنوبها.

وأضاف أن الاحتلال يستخدم نقاط توزيع المساعدات كمصائد لإذلال الفلسطينيين، حيث يُجبر المدنيون على المرور في ممرات محاطة بالأسلاك الشائكة وتحت حراسة مسلحين أجانب وجنود الاحتلال، ما يمثل إهانة واضحة، بل ويتعرض بعضهم لإطلاق النار خلال محاولتهم الحصول على الغذاء.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: فرصة منع وقوع المجاعة في غزة تتضاءل بسرعة

«أونروا»: غزة تحولت من جحيم إلى مقبرة بسبب تزايد القصف الإسرائيلي

منظمة التعاون الإسلامي تدين قرار الاحتلال الإسرائيلي إنشاء 22 مستوطنة جديدة

مقالات مشابهة

  • ممثلون عن سوق الجمعة يطالبون بوقف التصعيد في طرابلس
  • القبيلة اليمنية في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: حضورٌ راسخٌ ودورٌ مساند لقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يستغل المساعدات لترسيخ النزوح وإذلال الفلسطينيين
  • بنعبد الله يحضى باستقبال حار في كوبا ويناقش تطورات القضية الفلسطينية والحصار الأمريكي على هافانا
  • برلماني: مصر نجحت فى انتزاع دعم أوروبا لرؤيتها بشأن القضية الفلسطينية
  • فلسطين في ثلاثة كتب باللغة البرتغالية.. نافذة للقارئ البرازيلي على القضية الفلسطينية
  • دبلوماسي: الموقف الأوروبي أصبح أكثر تماشيا مع الرؤية المصرية في القضية الفلسطينية
  • إيران وعُمان تتفقان على تعزيز الشراكة الشاملة ودعم القضية الفلسطينية
  • السفير أحمد أبو زيد: الموقف الأوروبي من البداية داعم للقضية الفلسطينية ويحترم الرؤية المصرية
  • إيران وعُمان تتفقان على دعم القضية الفلسطينية