وكالة الصحافة المستقلة:
2025-07-07@04:35:24 GMT

الأمن من الشعب إلى الشعب

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

نوفمبر 4, 2023آخر تحديث: نوفمبر 4, 2023

عبدالله جعفر كوفلي

باحث اكاديمي

الامن والامان حاجة بشرية ملحة وهو شعور الإنسان بالاستقرار والطمأنينة في حياته بعيدًا عن الخوف والقلق والرعب نتيجة وجود مجموعة من مصادر التهديد والأخطار الموجودة أو يحتمل وجودها في الامد القريب او البعيد، يأتي الامن بالدرجة الثانية في سلم أحتياجات الإنسان بعد تأمين المأكل والمشرب يتجه إرادته وبشكل فطري إلى محاولة تأمين الحماية اللازمة لحياته وممتلكاته.

من اجل تحقيق هذا الهدف فإنه اضطر الى العيش مع الجماعة لتنسيق الجهود وتوزيع الادوار لتوفير أكبر قدر من الامن له اعتقادًا منه مع صحة هذا الاعتقاد بآن الامن والاستقرار في ظل الجماعة أكثر تحقيقا وأسهل لإن مصادر التهديد تقل خطورتها على الجماعة منه على الفرد،

ومن أجل تحقيق ذلك تنازل الفرد عن الكثير من حقوقه المشروعة لصالح المجتمع أو الجماعة التي قرر ان يعيش فيها.

صنع الأسلحة البدائية من الاخشاب والعظام والعيش في الكهوف والاماكن العالية والمحصنة وبناء القلاع والحصون وتأسيس الجيوش وتسليحها وتدريبها ما هي إلا خطوات الإنسان في إتجاه تحقيق أمنه وسلامته ومواجهة أخطار الطبيعة من الفيضانات والزلازل والسيول والعواصف وكذلك أخطار مهاجمة الحيوانات المفترسة والوقوف بوجه التهديدات الموجهة اليه من بني البشر الذي بنى فكره على التوسع والامتداد وإخضاع غيره لإرادته.

نتيجة التطور الكبير الذي يشهده المجتمعات في كل المجالات فرض عليها التفكير في تأسيس أجهزة ومؤسسات مختصة بحفظ الامن وصون الحقوق وقررت الحكومات تحديد وتكليف مجموعة من الافراد للعمل ضمن هذه الاجهزة الامنية وفق ضوابط وشروط محددة وإطار عمل مرسوم لها، صحيح أن هؤلاء هم الأشخاص المكلفين رسميًا ولكن لا يمكن لهذه المؤسسات الامنية ان تنجح في اداء المهام الموكلة اليها دون تعاون المواطن معها بتزويدها بالمعلومات اللازمة وكل ما يقع عليه عيونه ويشعر بخطورة هذا الأمر على أمنه واستقراره فيشرع بإبلاغ هذه الأجهزة لاتخاذ الاجراءات اللازمة والمناسبة، هذا الشعور يدفعه للقيام باداء المسؤولية الملقاة على عاتقه بإعتباره واحداً من أفراد هذه الاجهزة ويتحتم عليه القيام بدوره بشكل فعال.

فالأمن مسؤولية مشتركة وتضامنية بين الجانبين بحيث يكون مردود ثمار جهود هذه الاجهزة يعود الى المواطنين، بإلاضافة الى ان العاملين في هذه الاجهزة الامنية هم افراد من الشعب قرروا الخدمة ضمنها ويضحون بالغالي والنفيس من اجل أداء عملهم ويواصلون ليل نهار في سبيل درء الأخطار والتهديد وأن ينعم أبناء شعبهم بالأمن والسلم.

كلما كانت العلاقة بين المواطن والاجهزة الامنية قوية ومتينة وتتسم بروح الفريق الواحد، كلما يسر تحقيق الأمن والعكس صحيح، لذا فان الدول والحكومات شعرت وتشعر بأهمية هذا الامر لذا فإنها تمدد الجسور وتفتح القنوات في سبيل تقوية أواصر التعاون والتنسيق بين الطرفين وهذا هو سر نجاح توفير الامن والاستقرار في أي مجتمع.

مع أمنياتنا للجميع بحياة سعيدة وآمنة ..

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: هذه الاجهزة

إقرأ أيضاً:

عن الأثر السياسي لاستشهاد شيخ يمني بارز في محراب القرآن

في مشهد ملحمي نادر، ودَّعَ مُعلمُ القرآن والأستاذ والمربي المحترم والمحبوب، الشيخ صالح حنتوس، محبيه بنداءٍ وثَّقَ فيه لحظاته الأخيرة قُبيْلَ استشهاده مساء اليوم الأول من شهر تموز/ يوليو، جراء اعتداء نفذه العشرات من مسلحي جماعة الحوثي على منزله، وسط متابعة حثيثة من قبل ملايين اليمنيين الذين هزتهم هذه الواقعة وأعادت إلى أذهانهم سلسلة الجرائم التي ارتبطت بتمدد هذه الجماعة في الجغرافيا اليمنية، وطالت على وجه الخصوص العلماء والمدارس والجامعات والمراكز المعنية بتحفيظ القرآن الكريم والقاسم المشترك الديني والعقدي الوسطي للشعب، والذي تشكل على مدى عقود من زمن العهد الجمهوري.

على مدى سنوات مضت حُوصر هذا الشيخ اليمني البارز وتعرَّضَ لضغوطٍ وتهديدات لم يستسلم لها أبدا، لأنه كان يرى نماذج من الممارسات البشعة التي طالت شخصيات من زملائه وقعت في قبضة الجماعة وانتهى بها الأمر إما للتعذيب والتغييب أو الموت.

ورغم إجباره على إغلاق مركز لتعليم القرآن الذي يديره، بقي الشيخ حنتوس وفيّا لرسالته عبر دروس محدودة يقدمها في مسجد قريته الواقعة في مديرية السلفية بمحافظة ريمة الجبلية في الغرب الأوسط لليمن، غير أن جماعة الحوثي لم تستطع التعايش مع هذا الدور الديني للشهيد على محدوديته، وهي التي تمضي بكل ما أوتيت من إمكانيات لفرض المفاهيم السياسية والسلطوية لما يعرف بـ"المسيرة القرآنية" وهي التسمية الموازية لجماعة أنصار الله الحوثية.

لا تتكئ هذه "المسيرة" على القرآن بل على الخطب السياسية الطويلة اليومية لزعيمها، وعلى ما تسمى بـ"المَلازم"، وهي تسجيلات منسوبة لمؤسس الجماعة حسين الحوثي ألقاها في حياته وتم تفريغها كنصوص، لكنها تفتقد للتماسك اللغوي والمنطق، إلى جانب كونها مشحونة بالتحريض الطائفي والإساءة للصحابة وأمهات المؤمنين، وبالتفسير المشوه للدين وللعقيدة، ولمفهوم الدولة الذي يتأسس على قناعة راسخة بالحق الإلهي لهذه الجماعة في الحكم.

سارع الحوثيون عقب انتشار نبأ استشهاد الشيخ صالح حنتوس على نطاق واسع، داخل اليمن وخارجه، إلى تسويق سردية غير متماسكة ومكشوفة وتعتمد على الأكاذيب وتزييف الحقائق. فقد اتهموا الشهيد بأنه كان يُحرض ضد موقف الجماعة من إسناد غزة، وأنه اشتبك مع العناصر المسلحة التي هاجمت مقره وقتل ثلاثة وأصاب سبعة، إلى جانب عدد آخر من التهم الزائفة التي لم تُقبل حتى من أشد المؤيدين للجماعة حماسة ودعما.

جرى استدعاء غزة، كسلاح أخير لغسل جريمة لا يمكن أن تُمحى من أذهان ووجدان اليمنيين، في ابتزاز يتساوى في بشاعته مع جريمة تصفية رجل بريء، لأن غزة كانت حاضرة في وجدان الشهيد، وكان ينتصر لها بزرع حب فلسطين والأقصى وأرض الرباط والانتماء إليها، في وجدان أبنائه وطلابه.

جريمة قتل رجل له مكانة عالية في المجتمع، لطالما كانت مدفوعة بإصرار الحوثيين على احتكار الدين التدين، والحيلولة دون بناء مجتمع متدين خارج المعايير الطائفية التي يفرضونها ويتوخون من خلالها تعزيز الصورة الدينية الرمزية لزعيمهم؛ بصفته الرجل الكامل الذي ترتبط بشخصه مهمة فهم القرآن وتفسيره، والذي يجب أن تشرئب له أعناق جميع اليمنيين دون استثناء وتنقاد له.

ها قد فهم العربُ الآن لماذا لم ينخدع اليمنيون بادعاءات الحوثيين، بعد أن كان طوفان الأقصى قد طمرَ جبلا من الأدلة على مسؤوليتهم المباشرة عن الوضع الذي يعيشه اليمنيون في مناطق التركز السكاني الكبرى الواقعة تحت سلطتهم القمعية في شمال اليمن، حيث تسود ظروف بالغة السوء، ويعيش الناس تحت وطأة الشعور بالذل وفقدان الكرامة، والخوف المستدام على كل شيء.

على مدى عامين تقريبا منذُ طوفان الأقصى، لم يعد أحد ينظر إلى الشعب اليمني الذي فقد وطنا بكامله وعانى من وطأة النزوح والحرب والتجويع وفقدان الموارد والممتلكات، لأن الحوثيين استطاعوا أن يغيروا الصورة الذهنية عن مجمل ما صنعوه بحق اليمنيين، وأن يعززوا مكانتهم الإقليمية والدولية، عبر انخراطهم في حرب إسناد غزة، وهو دور لم يكتسب بعده الأخلاقي والإنساني والديني، بنظر اليمنيين على الأقل، في ظل إصرار الحوثيين على رفض التوصل إلى اتفاق يُنهي الصراع ويحقق السلام في اليمن.

لا أبالغ إذا قلت إن استشهاد الشيخ الأعزل صالح حنتوس قد تحول بفعل الزخم الهائل الذي مثَّلهُ هذا الاستشهاد المجيد، إلى نقطة تحول حقيقية، دفعت شريحة واسعة من المهتمين بالشأن اليمني إلى إعادة ضبط المواقف، بما يتناسب مع الفهم الواضح لهذه الجريمة، بعد أن حالت موجة الاستقطابات التي شهدتها الساحة اليمنية والعربية طيلة الفترة الماضية، دون بناء موقف حاسم تجاه الدور الخطير الذي يقوم به الحوثيون، في هدم مبنى الدولة اليمنية اجتماعيا وماديا وعقائديا، وأثر كل ذلك في إضعاف وتحييد بلد كبير مثل اليمن وتحويله إلى عبء جيوسياسي واقتصادي وإنساني على المنطقة والعالم.

x.com/yaseentamimi68

مقالات مشابهة

  • أسماء علي: هدفي تحقيق البطولات مع الأهلي
  • الخارجية الأردنية: ندعم جهود الحكومة السورية في تحقيق الأمن والاستقرار
  • الامن : إجراءات قانونية بحق من ينشر معلومات مضللة حول (البلطجة والإتاوات) 
  • علي فوزي يكتب.. يوليو الأسود على الجماعة
  • عن الأثر السياسي لاستشهاد شيخ يمني بارز في محراب القرآن
  • الأمن الأردني يحبط تهريب وثائق من مقر لـ"الإخوان المسلمين"
  • الأمن الأردني يحبط محاولة تهريب وثائق من مقر سري للإخوان
  • خطاب الإنقاذ والنهضة
  • محنة الإخوان المسلمين وإعادة الاستقرار للأمة
  • لوتان: تحقيق للتاريخ حول الجرائم الإسرائيلية في غزة