في ظل المواقف البطولة والتصدي القوي من قبل المقاومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس، ضد العدوان الغاشم الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في غزة، يتسائل الكثير عن قدرة حماس وإمكانياتها العسكرية، التي مكنتها من الرد على جيش الاحتلال وسيطرته على المعركة رغم القوة التي يتحصن بها الكيان الصهيوني، وهو السؤال الذي نحاول الإجابة عنه في السطور التالية.

أسلحة حركة حماس

أطلقت حماس، منذ بدء عملية طوفان الأقصى، عمليات عديدة، وفي كل عملية كانت تُظهر نوعاً جديداً من الأسلحة مابين صواريخ محلية الصنع وأخرى متطورة، منها صواريخ أرض- أرض، وأنفاق تحت قطاع غزة تصل إلى نحو 500 كيلومترًا تحت الأرض، وتعتبر هذه الأنفاق المعضلة التي تقف حجر عثرة في طريق الاحتلال، حيث يختئ مقاتلوا حماس في الأنفاق ثم يباغتون العدو الصهيوني من الخلف مستخدمين عنصر المفاجأة الذي يكبد الاحتلال خسائر كبيرة في جنوده ومعداته، وظهر هذا جليًا عندما توغلت قوات الاحتلال في قطاع غزة، ويعد سلاح الأنفاق هو الدرع الواقي للمقاومة والسيف المسلول على رقاب جنود الاحتلال الإسرائيلي، كما طورت حماس من ترسانة أسلحتها وأدخلت أنواع جديدة من الطائرات المسيرة والانتحارية والطائرات الشراعية والتي اخترقت منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية.

ترسانة أسلحة حماس العسكرية

منذ 16 عاماً وإسرائيل تحاصر قطاع غزة إلا أن هذا لم يمنع حركة حماس من امتلاك أنواع متطورة من الأسلحة منها، صواريخ أرض-أرض، إلى جانب أنظمة أخرى مثل صواريخ كورنيت المضادة للدبابات.

صواريخ كورنيت المضادة للدبابات

هذا النوع من الصواريخ روسية الصنع، يتراوح مداها مابين 150 متر و10 كيلومترات، إذ تمتلك رؤوس مزدوجة جوفاء تدمر وتخترق هياكل الدبابات، كما أنها مزودة بكمية كبيرة من المتفجرات، منها ما يصل وزنها إلى سبعة كيلوغرامات.

ويعتبر هذا النوع من الصواريخ التي تتميز في إصابة أهدافها بدقة عالية، بها نظام تعقب يجعل احتمالية الهدف محسومة، ويتميز بقدرته على تجاوز أجهزة التشويش، ويعمل صاروخ كورنيت بأشعة الليزر بشكل نصف أتوماتيكي.

صواريخ عياش 250

يعتبر عياش 250، صاروخ بعيد المدى وأطلق عليه اسم عياش تيمنًا بقائد كتائب القسام يحيى عياش واستعملته القسام عام 2021، لضرب المدن الإسرائيلية، منها إيلات وصفد.

صاروخ R 160

يعتبر هذا النوع من الصواريخ نوع قسامي مطور، واستخدمته المقاومة لأول مرة في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة 2014.

وأطلق عليه R 160 تيمنًا بالقائد عبد العزيز الرنتيسي، ويصل مداه إلى 160 كيلومتراً.

ضرب هذا الصاروخ حيفا وما جاورها من مناطق، في رد فعل من المقاومة على العدوان الإسرائيلي على القطاع.

صاروخ J-80

استخدمته المقاومة لأول عام 2014، خلال عملية العصف المأكول، حيث قصفت القسام مدينة تل أبيب في حرب 2014 وعام 2019، وفي عملية طوفان الأقصى تطلقه المقاومة على إسرائيل.

ويحمل هذا الصاروخ الاسم تيمنًا بالقيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري، ويصل مداه إلى 80 كيلومترًا.

منظومة متبر 1

كشفت كتائب القسام، عن منظومة متبر 1، لأول مرة في عملية طوفان الأقصى، وهي صواريخ أرض جو، ويتحرك هذا النوع ضد أهدافٍ بطيئة أو قليلة المناورة مثل المسيرات وطائرات الهليكوبتر القتالية ذات المسار الثابت على ارتفاع أعلى، وقامت المقاومة بضرب طائرات ومسيرات إسرائيلية به.

كافة الأسلحة الخفيفة

وبالإضافة إلى ماسبق، تمتلك حماس أنواع شتى من الأسلحة الخفيفة، منها بنادق AK-47 معدلة، ومدافع رشاشة سوفيتية عمرها عقود، ومدفع رشاشة من طراز DShK سوفيتي الصنع، وهو مدفع رشاش من عيار 0.50، تم تعديله وتجهيزه ليناسب شاحنة صغيرة.

اقرأ أيضاًمدير مركز الدراسات الاستراتيجية: لا توجد مقارنة بين داعش وحماس

«بايدن» يعلن إحراز تقدم في التوصل لهدنة إنسانية بين إسرائيل وحماس

مسؤول أمريكي يعترف: لم نشاهد محاولات من «حماس» للاستيلاء على شحنات المساعدات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسلحة حماس أنفاق غزة الاحتلال الاسرائيلي القسام ترسانة أسلحة حماس حركة المقاومة حركة حماس حماس سرايا القدس صواريخ حماس طوفان الأقصى غزة غزه فلسطين قدرات حماس العسكرية كتائب القسام متبر1 مسيرات انتحارية منظومة بدر هذا النوع

إقرأ أيضاً:

الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا

السفير د. عبدالله الأشعل

في صباح السابع من أكتوبر 2023 شنت قوات حماس هجومًا شاملًا وكاسحًا على منطقة غلاف غزة، وهي منطقة تابعة لغزة احتلها المستوطنون الذين رحلوا عن غزة عام 2005 تحت ضربات المقاومة. وكان هجوم حماس على القواعد والقوات الإسرائيلية برًا وبحرًا وجوًا. ولم تُفاجأ إسرائيل بالهجوم، ولكن فُوجئت بحجم الهجوم الذي لم تكن مستعدة له أمنيًا وعسكريًا. وأخذت المقاومة معها عددًا من المدنيين والعسكريين رهائن. وقد انقسم الموقف من الأطراف المختلفة من هذا الهجوم وتشعّب المواقف إلى ثلاثة:

الموقف الأول: منطق حماس من الهجوم.. الموقف الثاني: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية وأولها السلطة.. الموقف الثالث: موقفنا من الحادث ووضعه في القانون الدولي.

أولًا: دوافع حماس ومنطقها في الهجوم

تسوق حماس سبعة دوافع لهجومها على القوات المعادية:

الأول: إن إسرائيل تعمدت إهانة الفلسطينيين منذ قيامها. الثاني: إن صبر حماس على جرائم إسرائيل خلال نحو سبعة عقود قد نُقِض، وتأكدت حماس أن السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ليست مؤقتة وعابرة، بل هي أساس المشروع الصهيوني. الثالث: تأكد لحماس أن إسرائيل خارج حدودها ليست مجرد سلطة احتلال وإنما تريد الأرض ولا تريد السكان.

الرابع: لاحظت حماس أن إسرائيل تقوم على الغضب والقوة، وأن المقاومة المسلحة هي أنسب رد على إسرائيل. الخامس: لاحظت حماس أن آليات النظام الدولي تحتال عليها إسرائيل، وأنها تفلت من العقاب، ولذلك توحشت. ورأت المقاومة أن الحلول عن طريق التفاوض غير مجدية. السادس: إن إسرائيل مصرّة على تفريغ فلسطين من أهلها.

وقدّرت حماس أن الجمهور الذي تُسيئ إسرائيل إليه سوف يعتبر المقاومة غير ذات جدوى، خاصةً وأن السلطة تعاديها وتعتبرها ذراع إيران في المنطقة قبل طوفان الأقصى، كما أن هجمات المستوطنين على المرابطين في المسجد الأقصى لا تتوقف. وسابعًا: تعتقد حماس أن من حقها الدفاع عن الشعب الفلسطيني، خاصة أن السلطة لا تحمي الفلسطينيين وليس لها جيش.

ثانيًا: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية

 موقف إسرائيل: فوجئت إسرائيل بحجم وخطورة العملية، وشمولها البر والبحر والجو، وفوجئت بجرأة المقاومة وعدم خوفها من إسرائيل، ولأول مرة تأخذ رهائن، وهي محقة في ذلك بموجب المادة 12 من اتفاقية نيويورك لأخذ الرهائن عام 1979، وتعتبر إسرائيل أن المقاومة وسّعت هدفها من مجرد مقاومة الاحتلال إلى هدف تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وهذه فرضية لاحظناها في رد إسرائيل، ولذلك بدأت إسرائيل حرب إبادة منظمة ضد غزة، مقدّمة لإبادة الشعب كلما حانت الفرصة.

ولما كانت المقاومة تمثّل الحق، وإسرائيل تمثل الباطل، فقد أظهرت إسرائيل بإبادتها للشعب بكافة الطرق غلًا وعقدًا وانتقامًا من تجرؤ غزة على توحش إسرائيل. وكلما نجحت المقاومة في كسر شوكة الجيش الصهيوني، ازداد حقده على المدنيين، أي كلما نجحت المقاومة في ساحات القتال، توحشت إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

 موقف أمريكا والاتحاد الأوروبي: نفس وجهة النظر الإسرائيلية تبنّتها أمريكا ومعظم الحلفاء الأوروبيين.

 

 موقف معظم الدول العربية: تابعت بألم البيانات الرسمية التي أصدرتها وزارات الخارجية العربية في معظم الدول، وتتضمن أمرين، الأول: إدانة هجوم حماس باعتباره عدوانًا على إسرائيل، ومبررًا لدفاع إسرائيل عن نفسها، على أساس أن الفعل مستحدث ورد الفعل مستحدث أيضًا، والثاني: إن بيانات الخارجية العربية أدانت هجمات حماس على المستوطنين، على أساس أن المستوطنين مدنيون كالفلسطينيين، ودعت هذه البيانات إلى المساواة بين المدنيين الفلسطينيين والمدنيين المستوطنين.

لعل هذه المقالة تبدّد الجهل بهذه الحقائق لدى من أصدر بيانات بهذا المعنى. أما من أصدر بيانات الإدانة على أساس التحالف مع أمريكا وإسرائيل، فقد ضلّ ضلالًا بعيدًا.

رأينا في وضع الحادث في القانون الدولي الحق أن الاحتلال طويل الأجل، خاصة إذا كان يستخدم الاحتلال ستارًا لإفراغ فلسطين من أهلها بل وإبادتهم، ليس له حقوق في القانون الدولي، بل للمقاومة أن تستخدم كل الوسائل، بما فيها أخذ الرهائن، أما الموقف الأمريكي، فقد تماهى مع الموقف الإسرائيلي، واقتربت منهما مواقف معظم الدول العربية، خاصة وأن الدول العربية اتخذت موقفًا معاديًا للمقاومة قبل الحادث بعام تقريبًا، عندما قررت الجامعة العربية أن المقاومة العربية بكل أجنحتها من قبيل "الإرهاب"، وهو موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول الغربية،
ولاحظنا أن الحكومات العربية وحدها تعادي المقاومة بسبب الضغوط الأمريكية، أما الشعوب العربية فكلها مجمعة على مساندة المقاومة ومساندة إيران ضد إسرائيل.

الخلاصة أن ضربة المقاومة ليست منقطعة الصلة عمّا قبلها من جرائم إسرائيل، ويكفي أن محكمة العدل الدولية أكدت في آرائها الاستشارية منذ عام 2004، وآخرها عام 2024، أن علاقة إسرائيل بأرض فلسطين خارج قرار التقسيم هي مجرد علاقة احتلال ويجب أن تنتهي، وأما ما تدّعيه إسرائيل بأن المقاومة اعتدت عليها مما أعطاها الحق في "الدفاع الشرعي"، وما ترتب على هذا الهجوم تتحمل مسؤوليته المقاومة، فذلك اتهام سياسي لا يسنده القانون، وكان يمكن للمقاومة أن تُنقذ غزة لو اعتذرت لإسرائيل! ثم إن إسرائيل، بمجاهرَتها بهدف القضاء على المقاومة، تُخالف القانون الدولي، وقد فصّلنا ذلك في مقال سابق.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • القسام: قنصنا أمس جنديا وندك تجمعا للعدو شرق حي التفاح
  • شهداء بنيران الاحتلال في غزة والقسام تقصف تجمعا لجنود إسرائيليين
  • القسام تقنص جنديين صهيونيين في مدينة غزة
  • “حماس” في الذكرى الأولى لاغتيال هنية: استشهاد القادة يزيدنا تمسكًا بالحقوق والثوابت
  • "حماس" في الذكرى الأولى لاغتيال هنية: استشهاد القادة يزيدنا تمسكًا بالحقوق والثوابت
  • حماس تحيي الذكرى الأولى لاغتيال إسماعيل هنية
  • في ذكرى استشهاده.. حماس تُحيي إرث هنية.. ارتقى قائدًا كما عاش مقاومًا
  • الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا
  • "حماس": تصريحات سموتريتش تكشف الطبيعة الاستيطانية لحكومة الاحتلال
  • الفظائع التي لن ينساها التاريخ