وداعًا جوليا.. قصة إنسانية مؤثرة على حافة صراع سياسى دموي
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
المخرج: رسالتنا نداء للحفاظ على وحدة ما تبقى من السودان
المنتج: أحداث غزة زادت دورنا فى تسليط الضوء على الدمار الذى تسببه الكراهية
تمكن الفيلم السودانى«وداعًا جوليا» من لفت أنظار العالم والجمهور المصرى بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، وهو ما جعل قاعات العرض المصرية تتهافت على عرضه، ليصل عدد قاعاته إلى 33 قاعة بعد عرضه الأول المصرى بسينما زاوية.
الفيلم يحمل قصة بسيطة، تدور أحداثها فى العاصمة السودانية الخرطوم، قُبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب «منى»، المرأة الشمالية التى تعيش مع زوجها «أكرم» فى مقتل رجل جنوبى، ثم تقوم بتعيين زوجته «جوليا»، التى تبحث عنه كخادمة فى منزلها، ومساعدتها، سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب الذى يطاردها طوال الوقت.
الفيلم يحمل معانى كثيرة، ويغوص فى تفاصيل المجتمع السودانى بشكل كبير، والذى هو تعبير دقيق عن حال عدد كبير من الدول الأفريقية التى تعانى الانقسام، كما تميّز الطرح بالسهولة، والحوار بالجرأة، وهو ما جعله يحظى باعجاب السينمائيين بشكل كبير، حتى أنه خلال عرض الفيلم فى مهرجان كان السينمائى حظى بتصفيق حار استمر لأكثر من ربع ساعة، كما تعالت صيحات الفرح من الجالية العربية الموجوده فى المهرجان، وترشح أيضاً للأوسكار كأول فيلم سودانى، وحظى الفيلم أيضاً بحضور سينمائى مصرى خلال عرضه الخاص، الذى أصر صناعه على إقامته فى ظل الظروف التى يعانيها المجتمع العربى، وكتبوا فى دعوتهم: «فى ظل العدوان الإسرائيلى الهمجى ضد الشعب الفلسطينى، نرى أن دورنا تزايد أهميته فى تسليط الضوء على الدمار الذى تسببه الكراهية عندما تدفع أحدهم كى يضغط الزناد، من خلال قصة إنسانية مؤثرة على حافة صراع سياسى دموى فى الفيلم السودانى».
ولعل صناع السينما فى السودان يسعون دائمًا إلى تقديم الأعمال الجادة، التى تجمع بين عمق الفكرة والتكنيك المبهر، وشهدت الفترة الأخيرة تقديم السينما السودانية العديد من الأفلام التى حصلت على جوائز عالمية، مثل فيلم «حديث الأشجار» «وستموت فى العشرين» وآخرها فيلم وداعاً جوليا.
كشف المنتج محمد العمدة عن الصعوبات التى واجهتهم خلال تحضيرات وتصوير الفيلم وقال، إنه لم يكن سهلًا على الإطلاق ،وصورناه قبل الأحداث الأخيرة فى السودان بثلاث أشهر، وأخذ منا تحضيرات كبيرة حتى يخرج إلى النور، وقال، سعداء برد الفعل الذى حصلنا عليه من الجمهور عند عرضه فى المحافل الدولية وفى مصر، وزادنا سعادة الإعلان عن ترشيح العمل للأوسكار كممثل للسودان.
واعتبر أبوالعلا أن الفيلم «خطوة مهمة جداً» فى صناعة السينما السودانية، لتثبيت ما تم اعتباره حالة استثنائية، ليؤكد أن هناك شيئاً سينمائياً مهماً يحدث فى السودان، وهذه المنطقة من العالم».
كشف المخرج والمنتج أمجد أبوالعلاء عن سر تحمسه لعرض الفيلم السودانى وداعًا جوليا فى مصر بعد جولة فى المحافل العالمية.
وأكد «أمجد أن المصريين محبون للسودان، كما أن التواجد السودانى فيها كبير وهم متعطشون لمشاهدة فيلم عنهم، فوداعًا جوليا عمل يصلح لكل الدول لأن يقدم فكرة إنسانية بها خليط مما حدث فى السودان فبه قصة وتشويق وأغان.
ولم يتمكن المخرج السودانى محمد كردفانى من حضور عرض الفيلم فى مصر، ولكنه عبر عن سعادته بردود الفعل وحزنه الشديد لعدم استطاعته الحضور، وشارك الجمهور المصرى رأيه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك قائلًا «رغم حزنى لعدم الحضور لكنى سعيد برد الفعل ورسائل التهنئة التى قرأتها بالكامل، وسعيد بوجود أمى وتقديمها للفيلم بالنيابة عنى، وسعيد بتجديد الأمل والعاطفة الوطنية التى يصنعها الفيلم للسودانيين فى هذه الظروف»، ووصف كردفانى رسالة الفيلم أنها «نداء للحفاظ على وحدة ما تبقى من السودان، مضيفًا «من أهم المشكلات التى يجب علاجها، هى المشكلات على المستوى الاجتماعى، وضرورة المصالحة بين المواطنين».
وأضاف، أنا وفريق العمل، سعداء بمشوار الفيلم، ونتذكر دائماً لحظات الإحباط والبهدلة، فى رسائل التهنئة بيننا ونقول «شكل الموضوع كان مستاهل»، خاصة أننا استطعنا دون أن ندرك أخذ آخر «بورتريه» للخرطوم وشوارعها، وأسواقها، ومبانيها، وناسها قبل ما تاخدهم الحرب.
كشف نزار جمعة عن دوره فى فيلم وداعًا جوليا، وقال: «أقدم شخصية أكرم يكاد يكون شرير الفيلم، وهو يحمل المتناقضات الموجود فى الشخصية السودانية، وأكرم تحديدًا عنصرى ومثال سيئ».
وعن الرسالة التى يحملها فيلم وداعًا جوليا للعالم: «العنصرية شيء مؤلم جدًا والفيلم يحكى عن انفصال السودان، والانفصال الوجدانى أصعب من الانفصال السياسى، والمسألة العنصرية لها دور كبير فى الموضوع أو يستغلوها سياسيًا بشكل شيء جدًا والعنصرية موجودة فى العالم كله لكن فى السودان تم استغلالها بشكل أسوأ».
وقالت إيمان يوسف بطلة العمل، عن عرض فيلها «وداعًا جوليا» فى دور العرض المصرية: «هذا العرض كان مهمًا بالنسبة لنا، وأريد أن أشكر الجمهور المصرى، وأشكر المخرجين والممثلين، وكل الدعم الذى حصلنا عليه من المصريين، فكان هناك تكافل وروح حلوة، وفى نفس الوقت استقبال المصريين لنا فى بلدهم، وفيلمنا يُعرض فى سيماتهم، جميعها أشياء جميلة».
وتابعت «يوسف»: «أيضاً كان مهم جدًا بالنسبة لى، هو ظهور الفيلم للجمهور السودانى، خاصة بعد الظروف الصعبة التى مررنا بها فى السودان، حيث أجبرنا على مغادرة بلدنا، ونترك كل آمالنا وأحلامنا وراءنا، فهذه المعلومة أظهرناها بشكل كبير من خلال الفيلم، ولذلك كنت أتمنى أن يحضر كل الجمهور السودانى، لأن الفيلم سيكون بمثابة دعم لهم بعد ما رأوه من أحداث فى الفترة الأخيرة، وعرضه فى السينمات المصرى، كان مهمًا جدًا حتى تراه الجاليات السودانية فى مصر، والفيلم بالنسبة لهم لم يكن محتوى ترفيهى فقط، فهم بحاجة إلى مشاهدته فى هذه الفترة».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وداع ا جوليا إنسانية مؤثرة المنتج الكراهية
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلةشدد مسؤولون في منظمات أممية وإغاثية على ضرورة تعزيز العمل الإنساني في السودان بشكل حقيقي، بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية في الوقت المناسب وبشكل فعال وآمن ومستدام، مؤكدين أن كل يوم يمر من دون وصول آمن ومستدام للمساعدات يفاقم معاناة ملايين المدنيين.
وأشار هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى وجود عراقيل وقيود تحول من دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من النزاع، مما يتسبب في حرمان بعض المناطق من المساعدات، داعين إلى فتح ممرات آمنة تضمن وصولاً إنسانياً إلى المحتاجين من دون أي عقبات أو عراقيل، إضافة إلى زيادة حجم التمويل الإنساني.
وأوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عدنان حزام، أن تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان يُشكل تحدياً كبيراً أمام فرق الإغاثة الأممية والدولية، لا سيما مع اشتداد القتال وتدهور الواقع المعيشي لملايين المدنيين، داعياً إلى تعزيز العمل الإنساني في البلاد بشكل حقيقي، بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية في الوقت المناسب وبشكل فعال وآمن ومستدام.
وذكر حزام، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مبادئ القانون الدولي الإنساني تُلزم الأطراف المتحاربة بإتاحة مناخ عمل آمن للعاملين الإنسانيين وفرق الإغاثة لضمان إيصال المساعدات إلى المتضررين من النزاع، مؤكداً أن حماية المدنيين وضمان حصولهم على الغذاء والمياه والرعاية الصحية تُعد واجباً أخلاقياً والتزاماً قانونياً.
وأشار إلى أن تدهور الأوضاع المعيشية في السودان يتطلب تحركات إنسانية عاجلة لا تقتصر على الاستجابة الفورية للاحتياجات الأساسية للمدنيين، بل تضمن وصول المساعدات إلى المحتاجين في مختلف مناطق البلاد من دون أي عقبات إدارية أو عراقيل سياسية.
وشدد المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي على ضرورة إنهاء العراقيل والقيود التي تواجه فرق الإغاثة والعاملين الإنسانيين وضمان حمايتهم، باعتباره التزاماً قانونياً وواجباً جماعياً لتخفيف معاناة المدنيين ومواجهة التداعيات الخطيرة الناجمة عن النزاع المسلح.
وأفاد بأن السودان يواجه تحديات إنسانية غير مسبوقة بسبب القيود المفروضة على حركة الوصول إلى بعض المناطق، إضافة إلى القيود المفروضة على طرق توريد المواد الغذائية، مما أدى إلى حرمان ملايين المدنيين من الإمدادات الحيوية، وأجبر أعداداً متزايدة من السكان على النزوح بحثاً عن المأوى والغذاء، موضحاً أن تضرر طرق الإمداد أدى إلى عزل بعض المناطق وحرمانها من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
من جهته، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سليم عويس، إن هناك العديد من العراقيل والقيود التي تحول من دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب الأهلية في السودان، مما يتسبب في حرمان العديد من المناطق والولايات السودانية من المساعدات.
وأضاف عويس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن كل يوم يمر من دون وصول آمن ومستدام للمساعدات الإنسانية والإغاثية يفاقم معاناة ملايين المدنيين، لا سيما الأطفال المحاصرين في مناطق النزاع، مشدداً على ضرورة فتح ممرات آمنة تضمن وصولاً إنسانياً إلى المحتاجين من دون عقبات أو عراقيل، إضافة إلى زيادة حجم التمويل الإنساني.