لجريدة عمان:
2025-07-06@06:24:07 GMT

نوافذ: إبادة تاريخية

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

أكثر ما يوجع كل عربي ومسلم وحر في العالم تلك المشاهد اليومية التي أكملت شهرا من الإبادة الممنهجة لأهلنا في غزة، الذين لا يفصلهم عن الموت شيء سوى الأقدار الحافظة. وتستمر معاناة غزة وأهلها الذين يفرون من الموت إلى الموت، يدفعون ثمنا باهظا ومكلفا لحياتهم، وهم يروون الأرض بدمائهم أمام تآمر صناع قرار المجتمع الدولي الذي تقود أقطابه حاليا حملة الإبادة الإنسانية لسكان القطاع، يدفعون ثمنا من أرواحهم وهم الذين يقدمون تضحياتهم بديلا عن العروبة واستهدافهم بديلا عن المقاومة التي لم يستطع الاحتلال مواجهتها فيدمر كل برج وبيت ومربعات وأحياء سكنية.

تجاوز عدد الشهداء أكثر من 10 آلاف بينهم 4800 طفل و2500 امرأة والبقية من الرجال، في أسوأ وصمة عار على البشرية التي انطلت على ساستها خدع الاحتلال وتضليلهم، وقرابة 37 ألف مصاب ومفقود، وتدمير 70٪ من أبراج ومنازل أهالي غزة في الأحياء التي استهدفت. لم يبق في غزة ما يمكن أن يساعد أهلها على العيش من مقومات الحياة ومنها الماء والكهرباء، فقد هدمت دور العبادة وطحنت المستشفيات بمن فيها وأفنيَ الفارون في الطرقات والمحتمون بالملاذات، والمعتدي ما زال يراهن على أن أمامهم خيارين، إما الخروج إلى سيناء أو الموت الذي يطاردهم في كل لحظة، بهدف الاستفراد بالأرض التي يتطلع لضمها وإلغاء ما اسمه قطاع غزة، وهنا تكمن المشكلة التي ستغير مشهد الصراعات القادمة بجر بعض دول الجوار إلى المواجهات العسكرية.

وعلى الرغم مما يتعرض له الاحتلال في المواجهات اليومية مع المقاومة من تدمير لدباباته التي قاربت 60 دبابة منذ بداية الاجتياح، واختطاف جنوده في الميادين وقتل العديد منهم في الكمائن، فإن إصرار الاحتلال قد يقود إلى خيار القنبلة النووية التكتيكية للوصول إلى أعماق الأرض، وتدمير قدرات المقاومين كما طالب وزير التراث في حكومة نتانياهو منذ يومين.

حتى الآن كل المساعي فشلت في هدنة إنسانية في القطاع والأغرب أن بعض دول الغرب التي تدير المعركة مع الاحتلال تؤكد أنها تبذل جهدا كبيرا لإقناع حكومة الاحتلال في الموافقة على مشروع الهدنة التي يصم عنها جنرالات الحرب آذانهم . ما يدور في غزة معركة بقاء بين الاحتلال والمقاومة وقد ينفلت الأمر بدخول أطراف أخرى مع المقاومة على غرار دخول أطراف غربية مع الاحتلال، وقد يتطور ذلك إلى استقطابات دولية لتوسيع المعارك إلى خارج أرض غزة فالحلفاء من الطرفين لن يضحوا ببعضهم.

ما زال الأمل في الجهود التي تبذل لإيقاف آلة الدمار خلال الساعات والأيام القادمة موجودا، على أن يفضي إلى معالجة شاملة لموضوع السلام في الشرق الأوسط، وألا تكون مرحلة تخدير نعود بعدها مرة أخرى إلى جولات من الصراع الدامي، هذا إذا ما أراد المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة تطبيق قرارات التقسيم وتنفيذ حل الدولتين، وإعادة الإعمار بمشاركة الغرب الذي زود الاحتلال بالقنابل والمعدات لإفناء سكان غزة. ويبقى الموقف العربي فاصلا في كل ما ذكر، الذي لا يبدو أنه مؤثر في الساحة الدولية حتى الآن، رغم أنه يملك أوراقا مهمة جدا تستطيع أن تسهم في إيقاف حالة الحرب.

سالم الجهوري كاتب صحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الدويري: المقاومة تصعّد عملياتها بضربات متزامنة ومتباعدة جغرافيا

زادت فصائل المقاومة وتيرة عملياتها وكمائنها ضد قوات جيش الاحتلال في شمالي قطاع غزة وجنوبه، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى المفاوضات الجارية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، إن 3 جنود قتلوا في حوادث عسكرية منفصلة في القطاع، اثنان منها في خان يونس جنوبا وبيت حانون شمالا.

وكشفت مواقع إسرائيلية أن أحد الجنود قُتل في استهداف آلية مدرعة بخان يونس بصاروخ مضاد للدروع، وإن جثته انتُشلت بعد 5 ساعات، مشيرة إلى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تفرض تعتيما شديدا على ما وصفته بحادث صعب وقع في القطاع.

وتؤكد هذه العمليات المتتالية تصاعد وتيرة ضربات المقاومة، إذ تتزامن وتتباعد وفق حديث الخبير العسكري اللواء فايز الدويري للجزيرة، وتعني أن المقاومة لا تزال موجودة وفاعلة.

ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تشير إلى أن كل كتيبة تعمل في نطاق عملها المخصص جغرافيا، في حين تتصاعد وتيرة العمليات بناء على المعطيات الميدانية القائمة على طبيعة حركة قوات الاحتلال وانتشار آلياتها، كما يقول الدويري.

وفي هذه الحالة، يتم رصد المنطقة من طرف المقاومة عبر عمليات استطلاع تهيئ الأرضية المعلوماتية، وتتأكد من روتينية عمل القوات الإسرائيلية، ومن ثم يخرج المقاتلون من الأنفاق لتجهيز المنطقة بما يتوفر من وسائل قتالية لإيقاع الخسائر.

وتنحصر وسائل المقاومة القتالية في عمليات القنص واستهداف الآليات الإسرائيلية بقذائف مضادة للدروع مثل "الياسين 105"، والعبوات الناسفة التي يتم تجهيزها بالهندسة العكسية من مخلفات الاحتلال غير المنفجرة.

ويؤكد الدويري أن مخلفات الاحتلال أحد أسباب استمرار المقاومة في القتال منذ أكثر من 640 يوما، إذ تشير تقارير إلى أن نسبتها تتراوح بين 10% و20% من إجمالي القنابل التي تسقط على القطاع.

إعلان

وفي ظل الحراك السياسي، يشهد قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا محموما مع تزايد الحديث بشأن قرب التوصل لهدنة، وهي عادة درج عليها جيش الاحتلال كلما عادت مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إلى الواجهة.

وتعمل 5 فرق عسكرية في قطاع غزة لكنها لا تنشط بكامل وحداتها، إذ قدر الدويري فعليا وجود فرقتين إلى 3 داخل القطاع، مما يفسر امتداد عمليات المقاومة من مقدمة القوات الإسرائيلية إلى عمقها داخل غزة.

وكثفت فصائل المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة نشر مشاهد مصورة لعملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية شمالي القطاع وجنوبيه، في حين ذكرت إذاعة جيش الاحتلال، قبل أيام، أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا بالقطاع، بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة، منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.

مقالات مشابهة

  • “حماس”: المجازر اليومية في غزة جريمة إبادة وعلى العالم التحرك لوقفها
  • الدويري: المرحلة الحالية هي ذروة استنزاف جيش الاحتلال في غزة
  • قصف المدارس والخيام.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل إبادة العائلات في غزة
  • غزة.. وجهٌ آخر للنصر
  • المقاومة الفلسطينية تصطاد جنود الاحتلال في غزة
  • الدويري: المقاومة تصعّد عملياتها بضربات متزامنة ومتباعدة جغرافيا
  • جيش الاحتلال يعترف بمقتل جندي جديد بنيران المقاومة شمال قطاع غزة
  • حدث أمني واشتباكات عنيفة جنوبي قطاع غزة
  • المقاومة تستهدف الاحتلال في غزة بعمليات متنوعة
  • عضو فيلق القدس الإيراني الذي استهدف في خلدة بلبنان يدعى قاسم الحسيني