استمرار الجسر الجوي الكويتي لغزة بوصول طائرة محملة بـ10 أطنان من المساعدات إلى العريش
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
واصل الجسر الجوي الكويتي الإغاثي لصالح قطاع غزة رحلاته إلى مطار العريش الدولي اليوم الاثنين بوصول طائرة تابعة للقوة الجوية الكويتية محملة ب10 أطنان من المساعدات الطبية لصالح الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتعتبر رحلة اليوم هي ال14 من سلسلة الرحلات التي سيرها الجسر الجوي الكويتي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وأكد عدد من ممثلي الهيئات الخيرية الكويتية لدى وصولهم إلى العريش برفقة المساعدات أن المعونات الإنسانية المقدمة من الكويت ستتواصل من أجل مساعدة الأخوة في غزة وذلك استشعارا لحجم المعاناة والكارثة الإنسانية التي يعانونها من جراء استمرار عمليات الإبادة والمجازر التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي امام مرأى ومسمع العالم.
وبهذا السياق قال نائب مدير جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية حمد العون لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن حمولة رحلة اليوم مكونة من مواد طبية تتضمن أجهزة تنفس صناعي وأنابيب الأوكسجين وأكياس التغذية عن طريق الأنف والكمامات والقفازات وبدلات العمليات المخصصة للأطباء فضلا عن كراسي طبية متحركة.
وأضاف العون أن شحنة المساعدات مقدمة من الجمعية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وأنها ستسلم للهلال الأحمر المصري تمهيدا لإدخالها إلى قطاع غزة وتسليمها للهلال الأحمر الفلسطيني عن طريق معبر رفح الحدودي.
وأكد أن الكويت مستمرة في ظل الأوامر السامية للقيادة السياسية ودعم الشعب الكويتي في تقديم المساعدات العاجلة لأهل غزة حتى إنجلاء الغمة وزوال العدوان.
ومن جانبه قال رئيس مبادرة (نعمتي) محمد المزيني إنه رافق شحنة المساعدات ممثلا للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لتسليم الشحنة إلى الهلال الأحمر المصري ريثما يتم نقلها بالشاحنات إلى قطاع غرة.
وأضاف أن الهيئات الخيرية والإنسانية العاملة في الكويت تسارع بالتنسيق والتعاون فيما بينها لإيصال التبرعات والمساعدات التي يجود بها محبو الخير وأصحاب الأيادي البيضاء لتخفيف مصاب أهل غزة الرازحين تحت نيران الاحتلال الاسرائيلي.
وأوضح أن “الكرب في غزة عظيم ما يستدعي الوقوف مع أهلنا بالدعم والمناصرة” سائلا الله أن يفرج عنهم وأن يحفظ دماءهم وأن ينصرهم”.
وبلغ حجم المساعدات الإنسانية الإغاثية الكويتية التي وصلت إلى العريش حتى اليوم 340 طنا مكونة من مواد غذائية وطبية ومستلزمات معيشية ومعدة حفر بالاضافة إلى 16 سيارة إسعاف مجهزة.
المصدر كونا الوسومالهلال الأحمر فلسطين قطاع غزة مساعدات إنسانيةالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الهلال الأحمر فلسطين قطاع غزة مساعدات إنسانية قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
البحر الأحمر يكشف المستور.. لماذا شيطن الغرب العمليات اليمنية المساندة لغزة؟
يمانيون | تقرير
تتجلى الازدواجية الغربية بأوضح صورها على مسارح البحار والممرات الدولية، حيث تتعامل القوى الأمريكية والأوروبية مع الهجمات البحرية وفق معايير متباينة تصاغ بما يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية.
فمن البحر الأسود مروراً بالبحر الكاريبي وصولاً إلى البحر الأحمر، تتبدى المنهجية ذاتها: شيطنة أي فعل يضر بمصالح الغرب، وتلميع أو مباركة أي اعتداء يخدم مطامعه، حتى لو اصطدم بالقانون الدولي أو شكّل تعدياً صريحاً على سيادة الدول.
هذا المشهد العالمي المتشابك يكشف أن الغرب لا يتحرك وفق قواعد ثابتة أو مبادئ قانونية راسخة، بل وفق هوية الفاعل ومدى انسجام الفعل مع الأجندة الأمريكية والأوروبية والصهيونية.
ومن هنا تبدأ ملامح المقارنة بين ثلاث ساحات بحرية مختلفة، يجمعها خيط واحد: سياسة الغرب الانتقائية.
البحر الأسود: الهجمات الأوكرانية بين التبرير والتضليل
في الأسابيع الأخيرة، نفذت أوكرانيا ثلاثة هجمات متتالية ضد ناقلات نفط روسية، استهدفت ما يصفه الإعلام الغربي بـ”أسطول الظل” الخاص بموسكو.
ورغم أن هذه الناقلات مدنية وتعمل ضمن مسار تجاري طبيعي، إلا أن العواصم الغربية امتنعت عن إصدار أي إدانة، واكتفت بتقديم الهجمات باعتبارها “جزءاً من الضغط المشروع على الاقتصاد الروسي”.
لم تتحدث أي دولة غربية عن تهديد الملاحة، ولم يخرج أي تحذير من الركون إلى استخدام الأسلحة ضد سفن غير عسكرية.
هذه المفارقة تكشف طبيعة المعايير الغربية التي تعتبر الهجوم على سفن الخصم ضرباً من الشرعية، ما دام يخدم هدف إضعاف روسيا اقتصادياً ومالياً.
الكاريبي: حين تتحول القرصنة إلى قانون أمريكي
وعلى الطرف الآخر من العالم، وفي البحر الكاريبي تحديداً، نفذت الولايات المتحدة عملية مصادرة كاملة لناقلة نفط فنزويلية، في خطوة وصفتها كاراكاس بأنها “قرصنة دولية” واعتداء على سيادتها.
واشنطن، من جهتها، سوقت العملية بوصفها “إجراء قانونياً” يستهدف شبكات نفطية غير شرعية وفق مزاعمها.
الناقلة كانت تعمل بإشراف رسمي من فنزويلا، والدولة صاحبة السيادة لم ترتكب أي مخالفة بحرية.
لكن ذلك لم يشكل فارقاً في التصور الأمريكي. فحين تكون الدولة المستهدفة خارجة عن الفلك الغربي، يصبح السطو البحري “قانوناً”، وتغدو إجراءات المصادرة جزءاً من حرب اقتصادية بغطاء شرعي مزعوم.
هنا أيضاً تتضح قاعدة أخرى: القانون الدولي مرن بما يكفي ليطوعه الغرب كما يشاء، ويشدده فقط عندما يريد ضبط الآخرين وتهديدهم.
البحر الأحمر: من النصرة لغزة إلى اتهامات الإرهاب
وعلى الضفة العربية، في البحر الأحمر، تواجه القوات اليمنية السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني، ضمن موقف معلن نصرة لغزة ورفضاً لجرائم الاحتلال.
ورغم وضوح بيانات العمليات التي أوضحت أكثر من مرة أن الاستهداف محصور بالسفن المرتبطة بالكيان الصهيوني فقط، ورغم إقرار شركات الشحن والتأمين الدولية بهذه الحقيقة، إلا أن الغرب اختار سردية أخرى تماماً.
سارعت واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي إلى شيطنة العمليات اليمنية وتقديمها كـ”إرهاب بحري” و”تهديد للتجارة العالمية”.
ثم تبع ذلك استنفار غربي شامل داخل مجلس الأمن الذي أصدر قرارات تدين اليمن وتطالبه بوقف عملياته فوراً، في حين لم يصدر أي قرار مشابه بخصوص الهجمات الأوكرانية أو القرصنة الأمريكية في الكاريبي.
المشهد لا يقف هنا؛ فقد شكّل الغرب تحالفات عسكرية ضخمة، وأنفق مليارات الدولارات في عمليات وصفها بـ”حماية حرية الملاحة”.
وهي الشعارات ذاتها التي تتلاشى حين يتعرض الروسي أو الفنزويلي لاعتداء مباشر، أو حين يهدد العدوان الصهيوني حياة الشعوب في المنطقة.
خلاصة تسلسلية: معيار الهوية لا القانون
من خلال هذه الساحات الثلاث، يبرز خيط واحد يربط مواقف الغرب:
الهجمات على ناقلات روسية: ضغط مشروع مصادرة ناقلة فنزويلية: إجراء قانوني استهداف سفن مرتبطة بالعدو الصهيوني: إرهاب وقرصنةكل ذلك يفضح أن “القانون الدولي” عند الغرب ليس سوى أداة سياسية تُستخدم ضد الخصوم وتُستبعد حين يُراد حماية الحلفاء.
وأن حماية الملاحة ليست مبدأً، بل غطاءً حين تتضرر المشاريع الأمريكية والأوروبية والصهيونية.
بذلك، لا يمكن قراءة هذه الأحداث إلا باعتبارها جزءاً من سياسة عالمية تقوم على الانتقائية، حيث تكال المعايير بميزانين، وتُفرض القرارات تبعاً لهوية الفاعل لا لمشروعية الفعل.