رئيس «اقتصادية قناة السويس» يبحث التعاون مع وفد «أسياد» العمانية
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
التقى وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، صباح اليوم، بوفد أعمال شركة «أسياد» العمانية والتي تمثل الذراع الحكومي للخدمات اللوجستية وصيانة وإصلاح السفن ومختلف خدمات النقل البحري في سلطنة عمان، وذلك على هامش المشاركة الفعالة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في النسخة الخامسة للمعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي والبنية التحتية واللوجستيات للشرق الأوسط وإفريقيا 2023Trans-MEA، حيث تشارك المنطقة الاقتصادية بجناح في قاعة "2" الذي تستعرض من خلاله جهودها في قطاعات الخدمات البحرية واللوجستية وصناعات النقل بأنواعها.
وخلال لقاء السيد وليد جمال الدين بوفد الشركة أوضح أن المنطقة الاقتصادية حققت نقلة نوعية في مختلف المواني التابعة لها من خلال أعمال التطوير التي أسهمت بشكل كبير في تشجيع كبرى الشركات في مجال النقل البحري للتعاون مع مواني المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، كما أن أعمال التطوير تتسق مع الخطط الخاصة بالدولة المصرية والتي تتضمن ربط المواني المصرية ببعضها البعض من خلال شبكة طرق قومية، ومشروع القطار السريع "السخنة - مطروح" مما يسهم في ربط مواني المنطقة ليس فقط بالسوق المصرية؛ إنما يعد نافذة تواصل جديدة نحو الأسواق الإقليمية، هذا بالإضافة إلى عمليات تموين السفن التي نجحت الهيئة في تقديمها وتم منح الرخص لعدد من الشركات في هذا المجال لا سيما النجاح في أول عملية تموين بالوقود الأخضر والتي أعقبها منح رخصة لمدة 6 أشهر لأحد الشركات الهولندية لتقديم هذه الخدمة بميناءي شرق وغرب بورسعيد.
وأضاف السيد وليد جمال الدين خلال حديثه أن كل الأرصفة التي تم تطويرها في شرق بورسعيد تم التعاقد عليها بالكامل وهذا ما تسعى إليه الهيئة بخصوص أعمال التطوير في ميناء السخنة، حيث أن مساحة الأرصفة الآن 5 كم2 وجاري العمل على إضافة 18 كم2 جديدة ليصبح إجمالي الأرصفة 23 كم2 بعد انتهاء كافة أعمال التطوير، والتي تسمح بوجود رصيف متعدد الأغراض ومحطة للصب السائل ومحطة للصب الجاف، كما أنه تم تسليم أولى محطات مشروع تطوير ميناء السخنة لأكبر مشغل محطات حاويات على مستوى العالم وهو هاتشسون العالمية وتحالف الخطوط الملاحية العالمية COSCO و CMA لتطويرها كأكبر محطة للحاويات بجمهورية مصر العربية، أن المحطة يبلغ طولها 2600 م ومساحتها الإجمالية 1.6 مليون م2 والطاقة الاستيعابية لها 3.5 مليون حاوية مكافئة/ سنويا، وستسمح المحطة باستقبال سفن عملاقة بطول 400 متر.
وعلى الجانب الآخر أوضح وفد الشركة سعادتهم بالزيارات الميدانية داخل ميناء غرب بورسعيد التي شاهدوا فيها تطوير رصيف ومحطة الصب الجاف، ومحطة الصب السائل ومحطة الحاويات والساحات الخارجية التابعة للمحطة، بالإضافة إلى الجولة البحرية إلى ميناء شرق بورسعيد والتي تضمنت مشاهدة محطة الحاويات والأرصفة الجديدة، كما أعربوا عن سعادتهم ما شهدوه من أعمال تطوير بميناء السخنة أثناء زيارتهم لمنطقة السخنة الصناعية المتكاملة، وأشار أعضاء الوفد إلى إمكانية التعاون مع الهيئة سواء في مجال الخدمات البحرية واللوجستية في أحد مواني الهيئة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المنطقة الاقتصادية قناة السويس إصلاح السفن الخدمات اللوجيستية أعمال التطویر
إقرأ أيضاً:
مصر والصين.. شراكة صناعية متنامية تحول قناة السويس إلى قلب الاستثمار العالمي
تحولت المنطقة المحيطة بقناة السويس خلال السنوات الأخيرة إلى مساحةٍ حيوية للاستثمارات الصينية في مصر، ليست مجرد نموذج تعاون اقتصادي بل نافذة للصين نحو أسواق إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. دخول مئات الشركات وتأسيس عشرات المشروعات أعادا تشكيل ملامح النشاط الصناعي واللوجيستي في المنطقة، في وقت تعمل فيه القاهرة على تعظيم الفائدة من موقعها الاستراتيجي وسياساتها التحفيزية.
قوة الأرقام ونمو الاستثمارات
شهدت الاستثمارات الصينية ارتفاعاً ملموساً خلال العام الجاري، إذ سجّلت زيادة قدرها نحو 2.7 مليار دولار في أول أحد عشر شهراً لتصل إلى 5.7 مليار دولار في نوفمبر مقارنةً بفترة سابقة كانت فيها نحو 3 مليارات دولار، وفق بيانات الهيئة المعنية. وعلى مدار ثلاث سنوات ونصف نجحت الهيئة في جذب استثمارات تُقدّر بنحو 11.6 مليار دولار، نصفها تقريباً من شركات صينية، ما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين في هذه المنطقة.
مشروعات استراتيجية وشراكات لوجستية وصناعية
لم تقتصر التدفقات الصينية على أعمال صغيرة بل تضمّنت مشاريع كبرى متعددة المجالات. فالتعاون مع منطقة "تيدا" الصينية داخل المنطقة الاقتصادية شمل أكثر من مئتي مشروع صناعي وخدمي ولوجستي باستثمارات تتجاوز ثلاثة مليارات دولار، فيما بلغ حجم التعاون في منطقة القنطرة غرب الصناعية نحو 700 مليون دولار. أما على صعيد الصفقات الفردية فقد أُبرمت عقودٌ مهمة هذا العام، أبرزها عقد بقيمة مليار دولار لشركة "سايلون" الصينية لتصنيع إطارات السيارات، وعقد آخر لشركة CJN لإنشاء مصنع أسمدة فوسفاتية ضمن مشروع "سخنة 360" المطور من قبل شركة السويدي للتنمية الصناعية باستثمارات مماثلة.
مزايا المنطقة الاقتصادية وجذب المستثمرين
تستفيد الاستثمارات من سهولة الإجراءات، والإعفاءات الجمركية والضريبية التي توفرها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى جانب موقعها الجغرافي الذي يربط بين قارات العالم ويتيح وصولاً سريعاً إلى أسواق بمليارات المستهلكين. هذه العوامل، إلى جانب التوترات التجارية العالمية وارتفاع تكلفة سلاسل الإمداد التقليدية، دفعت العديد من الشركات الصينية إلى تنويع مواقع إنتاجها واللجوء إلى مصر كمحطة استراتيجية للتصدير وإعادة التصدير.
القاهرة تُظهر حرصًا واضحًا على تعميق شراكتها مع الصين وتوسيع قاعدة الإنتاج المشترك، ليس كهدف رقمي بحت بل كمسار لبناء قدرات صناعية وتكنولوجية حقيقية ذات قيمة مضافة. المسؤولون يؤكدون أن الغاية تتجاوز جلب رأس المال إلى مجرد أرض مصرية؛ الهدف هو خلق صناعة وطنية أقوى، رفع حصة الإنتاج المحلي في سلاسل القيمة، وزيادة الصادرات إلى الأسواق الإقليمية والدولية مع إبقاء أكبر قدر ممكن من العائد الاقتصادي داخل اقتصادنا.
أما قناة السويس فصارت أكثر من ممر ملاحٍ؛ تحولت إلى حلبة استثمارية تنافسية يشعلها تزايد التدفقات الصينية. ومع استمرار تحسين بيئة الأعمال وربط الحوافز بسياسات التصنيع والتصدير، تبدو مصر في وضع يمكنها من تحويل هذه الاستثمارات إلى محرك نمو حقيقي يعيد تنشيط الصناعة ويوفر فرص عمل جديدة ويعزز موقع البلاد داخل شبكات القيمة العالمية.