استضافت مكتبة مصر العامة الصالون الثقافي للمؤسسة العربية للإعلام والثقافة تحت عنوان علي باشا مبارك وأثره في الشخصية المصرية، وذلك بحضور مجلس أمناء المؤسسة "الأمين العام المخرجة دكتور يسر فاروق فلوكس، وأعضاء مجلس الأمناء "اللواء دكتور محمد الهمشري أمين عام المؤسسة، دكتور عمرو سليمان المدير التنفيذي للمؤسسة والمشرف على مشروع الشخصية المصرية، والكاتب والناقد دكتور هيثم الحاج علي"، ونخبة من المثقفين والإعلاميين.

وافتتحت د. يسر فاروق فلوكس الصالون بتوجيه الشكر لدكتور عمرو سليمان المدير التنفيذي للمؤسسة صاحب فكرة أن يكون المحور الرئيسي للصالون هو الشخصية المصرية، ودكتور هيثم الحاج علي صاحب فكرة مبادرة آباء مؤسسون التي تبناها الصالون لاستعراض أثرهم في الشخصية المصرية، وجميع الحاضرين مؤكدة أن تلك المبادرة هي البداية لنشر الوعي عن الشخصية المصرية وتأثيرها الثقافي، فالمجتمع المصري مجتمع كبير وذكي للغاية والأحداث التي حدثت الفترة الماضية أثبتت أن الأجيال الجديدة ذكية ولديها الوعي الكامل، لافتة إلى أن التعليم ركن أساسي في الدولة المصرية وأول شيء بدأ في تطويره الرئيس عبد الفتاح السيسي لمعرفته بمدى أهميته، لذلك كان يجب أن يكون صالون الشخصية المصرية الثقافي الأول للمؤسسة العربية للإعلام والثقافة عن علي باشا مبارك أبو تعليم المصري الذي كان له أثرًا واضحًا في تعليم كل مصري.

وانتقلت الكلمة لدكتور لهيثم الحاج علي، ناقد وأستاذ جامعي وعضو مجلس أمناء المؤسسة، ليدير الصالون قائلا:" إن علي مبارك واحدا من أهم الأسماء التي ساقت شكل الشخصية المصرية في العصر الحديث وأثرت في التاريخ المصري، وكان واحدًا من بعثة الأنجال التي سافرت في منتصف الأربعينات من القرن الثالث عشر لفرنسا، وهذه البعثة التي كان لها دورًا كبيرًا جدًا في إحياء فكرة العلمية في الشخصية المصرية مرة أخرى، علي مبارك لم يدرس فقط العلوم الحربية بل درس أيضًا الهندسة، وكان قادرًا على شغل 4 مناصب مهمة للغاية في نفس الوقت، واستطاع وقتها عمل خطة النهوض بمصر، فقد كان ناظر للأوقاف والمعارف ووزير للأشغال ورئيس ديوان المدارس ووزير للري، مشيرًا إلى أن بالرغم من إسهامات علي مبارك الكبيرة في التخطيط للأرض المصرية سواء من ناحية الري أو العمران أو تخطيط المدن أو ما إلى ذلك، لكنه كان مهتم جدًا بالتعليم واستطاع أن ينهض نهضة تعليمية، ففي التعليم المدني انشأ دار العلوم وانشأ بعدها مدرسة السينية بناء على رأي رفاعة الطهطاوي مع مدرسة الألسن لكن دار العلوم كانت هي الإسهام الأكبر له، كما كان مهتمًا بفكرة الطباعة لينشأ دار الكتب المصرية باعتبارها أول مكتبة قومية عام 1870، لذلك فإن رؤية علي مبارك للشخصية المصرية وتخطيطه لها نجني ثمارها حتى الآن، ومن المهم أن نحتفي بالآباء المؤسسين للثقافة المصرية، مؤكدًا أن علي مبارك بنى نموذجًا جيدًا للتعليم يجب التوعية به خارج المناهج التعليمية، لذلك يجب أن نعمل على مشروع لأجيالنا الجديدة لتعريفهم بالآباء المؤسسون والحضارة المصرية من خلال برامج تثقيفية خارج المناهج التعليمية ولابد أن تكون برامج ممتعة ومفيدة وتقدم بشكل جديد يجذب فئة الشباب.

وقالت حفيدة علي مبارك وكاتبة أطفال والمترجمة الأدبية زينب علي مبارك،: "لكي استعد لمواجهتكم اليوم قرأت كتاب "حياتي" لجدي علي مبارك، والذي علمني الكثير، لأنه يروي أن  في أول حياته كان للتعليم شكلًا آخر، فقد كان المعلم قاس، لذلك كان علي مبارك أول من قرر أن يغير شكل التعليم وذلك من أجل التلامذة، فكان ما يشغله هو أن يتم الاهتمام بالتلميذ اهتمامًا شخصيًا ليجعله يحب العلم، فقد كان على يقين أن الشخص مهما اختلفت طبقته الاجتماعية فإن التعليم هو السبيل لتطور الإنسان، وكان لعلي مبارك دورًا مهمًا في مصر وما زال أثره موجودًا حتى الآن رغم وفاته".

وأكد دكتور محمد رفعت، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة دمنهور وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن اختيار الشخصية المصرية لمناقشتها هو اختيار عبقري وذلك للتأكيد على الهوية، فهذا الشهر هو شهر ميلاد علي مبارك، فهو أيقونة مهمة للثقافة المصرية وهو مؤسس الهوية المصرية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كما أنه ابن التعليم الديني قبل محمد علي، فعلي مبارك نقل التعليم إلى الجمهور والعامة لأن هدفه أن يتعلم العقل الجمعي.

أوضحت د. جيهان زكي، عضو مجلس النواب وأستاذ الحضارة المصرية والتاريخ بجامعة السربون، أن الثقافة والسياسة وجهان لعملة واحدة، ويخطئ الكثير أن الثقافة مقصورة على النخبة وهذا أصبح مفهوم خاطئ في ظل التحديات السياسية الناتجة عن النزاعات العسكرية على دول الجوار والتحديات الاقتصادية على الصعيد الدولي والإقليمي وتحديات أخرى مثل التحول الرقمي والعولمة، ويوجد فرق بين بين الأجيال القديمة والأجيال ما بعد عام 2000 فهم أخطر في التعامل مع هذه التقنيات الجديدة، مؤكدة أن الصالون الثقافي يتحدث عن شخصية هامة جدًا من الشخصيات المؤسسة فهو تولى العديد من الوزارات، وكان لعلي مبارك عقيدة ثابتة أن الثقافة هي تقبل للفكر الآخر وأن الحضارة هي تجليات الإنسان تأخذه في محور وتدور في فلكه، وكان علي مبارك آخر ممثلي الأجداد الذين برعوا ونجحوا في تعدد المدارس الصناعية والمهنية والحربية والاهتمام بعلوم المصريات، فهو كان تاريخ هام لفك الرموز المصرية القديمة مما أدى إلى تطور البشرية، ولا وجود الحاضر والمستقبل بدون الماضي، وكان هذا ما يعلمه علي مبارك الذي كان سياسيًا محنكًا يدرك أهمية الثقافة والفكر وآليات المصري القديم، والتاريخ هو كبوة الشخصية المصرية.

وقال د. زين عبد الهادي، الكاتب وأستاذ علم المعلومات وتاريخ المعرفة، إن إذا تحدثنا عن تاريخ الثقافة والفنون نجد كل الطرق تؤدي إلى مصر، ويجب التأكيد على أهمية وجود علي مبارك وطه حسين وتأثيرهم في حياتنا، ومن المهم توعية جميع الأجيال الجديدة بالآباء المؤسسون مثل علي مبارك، ويجب أن نعطي التعليم حقه، والشخصية المصرية مرت بثلاثة حقب زمنية، الدولة القديمة والوسطى والحديثة، وكل حقبة تركت تأثير في العالم، واختراع المكتبة يكاد يكون مصري بجانب العراق وحضارة بابل وآشور أي أن الشرق الأوسط هو حامل للثقافة ومؤسس الحضارة، وكان علي مبارك موسوعة شاملة، والشخصية الموسوعة تكاد تكون صفة الشخصية المصرية، وأدرك علي مبارك قيمة التعليم إدراك يسبق عصره فقد أسس أول مكتبة قومية في العالم العربي وهي دار الكتب الخديوية، ولولا علي مبارك لكنا تأخرنا في الزمن، ولكن المصريين دائمًا سباقين للمعرفة على مستوى العالم.

وأكد اللواء دكتور حرب محمد الهمشري الأمين العام للمؤسسة، أن علي مبارك متمرد في داخله وهذا التمرد كان يولد عنده باستمرار الإصرار على النجاح، وفي عصره حصدت مصر ناتج ثقافي كبير وفي نفس العقد الزمني من القرن الماضي كانت وزارة المعارف تنتج 6 كتب ثرية للغاية التي كانت تدرس للطلاب من الصف الأول الابتدائي حتى السادس الابتدائي وهي صفوة دروس الدين والأخلاق لبناء شخصياتهم وتكون لديهم منظومة احترام لكل من حولهم، لافتًا إلى أن المؤسسة تعمل على إصدارات إلكترونية للشباب والأطفال تحت مسمى "أوراق وطنية" لتنقيح التراث المصري والتعريف بالقيم والمبادئ لمخاطبة أجيالنا بأسلوبهم.

وأشار د. عمرو سليمان، المدير التنفيذي للمؤسسة والمشرف على مشروع الشخصية المصرية، إلى أن المؤسسة العربية للإعلام والثقافة تهتم بدعم الشخصية المصرية، وكام علي باشا مبارك رجلًا بديعًا، وهو جزء من كل بيت مصري وقد أثر القاهرة الخيديوية التي تشكل بداخلنا الذكريات، وكان لديه بداعة الهوية البصرية للدولة التي كانت مسؤولة عن تكوين الشخصية المصرية، وأثر علي مبارك في تاريخ مصر ثقافيًا واجتماعيًا وتعليميًا فقد أسس جودة الخدمة المقدمة من الدولة لأبنائها، لذلك يجب التشجيع على وجود شخصيات مثل علي مبارك ورفاعة الطهطاوي وأن يكون هناك مُجددين.
وأضاف دكتور عمرو سليمان أن القيادة السياسية حريصة على فكرة الهوية البصرية لأننا استصغنا القبح عقودًا، لذلك نحتاج إلى استعادة هويتنا البصرية الخاصة في مختلف الشوارع وأيضًا الزخارف الإسلامية، فالأمان غالبًا يأتي في المجتمعات من خلال قوة التنمية الحضارية والتي ساعد علي مبارك في حدوثها، فعلي باشا مبارك ساهم في تأسيس الهوية البصرية في القاهرة الخديوية وحي عابدين وغيره، وتلك التنمية الحضارية تقوم بها الدولة الآن، بالإضافة إلى التنمية التي أضافها علي مبارك للمعلم الذي يحتاج إلى بيئة تعليمية جيدة، فالمعلم هو فكرة بديهة تضاف إلى رصيد الدولة، لذلك يجب أن نبعث روح علي مبارك من جديد في أجيالنا القادمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مكتبة مصر العامة الصالون الثقافي الشخصية المصرية الشخصیة المصریة عمرو سلیمان علی مبارک إلى أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

وزير العمل يشارك في فعاليات إطلاق المعايير المصرية لاعتماد مؤسسات التعليم الفني

شارك محمد جبران، وزير العمل، اليوم الاثنين في فعاليات «إطلاق المعايير المصرية لاعتماد مؤسسات وبرامج التعليم الفني والتقني والتدريب المهني» التي نظمتها الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم الفني والتقني والتدريب المهني «إتقان»، التابعة مباشرةً لرئاسة مجلس الوزراء، وذلك بحضور محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر.

وكان في استقبال سيادته الدكتور محمد موسى عماره، رئيس مجلس إدارة «الهيئة»، وبحضور ممثلي، الوزارات، والهيئات الدبلوماسية، وشركاء التنمية الدوليين، ورجال الأعمال والصناعة، ورؤساء الجامعات، وخبراء التعليم الفني والتفني والتدريب المهني في مصر والعالم.

جانب من الفعاليات

وقام الوزير جبران بالتوقيع على بروتوكول مع «الهيئة» للتعاون لرفع جودة التدريب المهني لتعظيم مخرجات العمالة الفنية المدربة مع احتياجات سوق العمل المحلي و الدولي، وضمان جودة وارتقاء مستوى مراكز التدريب المهني في القطاع الخاص.

جانب من الفعاليات

وفي بداية كلمته أشاد الوزير جبران بجهود الهيئة المُستمرة، في الارتقاء بجودة منظومة التعليم الفني والتقني والتدريب المهني، وحرصها على التعاون مع كافة الشُركاء لوضع وتطبيق معايير الاعتماد للمؤسسات والبرامج التي تُغطي كافة مسارات التعليم الثانوي الفني والتكنولوجي، والتعليم العالي التقني، ومراكز التدريب المهني، بما يُساهم في تأهيل خريجين قادرين على تلبية احتياجات التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، معايير تبني جسورًا متينة من الثقة بين مخرجاتنا التعليمية ومتطلبات سوق العمل، وتُعزز من فرص تنافسية خريجينا في الاندماج في أسواق العمل الإقليمية والدولية، وتدعم مكانة مصر كمركز إقليمي في مجال التعليم الفني والتكنولوجي والتعليم التقني والتدريب المهني، وذلك في إطار التكامل مع التوجيهات، والجهود التي تقوم بها القيادة السياسية لتطوير منظومة التعليم الفني والتقني والتدريب المهني من أجل بناء الإنسان المصري، وتحقيق التنمية المستدامة وتنافسية الاقتصاد الوطني.

جانب من الفعاليات

وأوضح الوزير إن إطلاق المعايير المصرية اليوم، لاعتماد مؤسسات وبرامج التعليم الفني والتقني والتدريب المهني، خطوة استراتيجية تُعد الأولى من نوعها في تاريخ مصر، يدفعنا للتأكيد والإشارة إلى أن كافة إمكانيات وزارة العمل جاهزة من الأن للتعاون الفعال معكم لتحقيق الأهداف المُشتركة.. خاصة وأن وزارة العمل تعمل بإستمرار على تطوير منظومة التدريب المهني لديها بمعايير وشهادات قياس مهارة تتماشى مع تحديات سوق العمل، حيث تمتلك أكثر من 80 مركز تدريب مهني ثابت ومتنقل تعمل جميعها في نطاق المبادرات الرئاسية، خاصة «حياة كريمة» و«بداية»، وذلك لتأهيل الشباب على المهن التي يحتاجها سوق العمل في الداخل والخارج، بالتعاون مع شركاء العمل والتنمية في القطاع الخاص.

جانب من الفعاليات

وتمتلك الوزارة صندوق تمويل التدريب والتأهيل، الذي تأسس عام 2003، بهدف تمويل برامج التدريب المهني وتطوير مراكز التدريب لربط مخرجات التعليم والتدريب باحتياجات سوق العمل.. وخلال الفترات القليلة الماضية كثفنا جهودنا بالتوسع في عملية تطوير منظومة التدريب المهني مع بعض الجامعات والشركات و«مبادرة إبدأ »، ومعهد الساليزيان الإيطالي بفرعيه بالقاهرة والأسكندرية، وغيرهم من شركاء العمل في الداخل والخارج، وهدفنا الأساسي تنمية مهارات الشباب على احتياجات سوق العمل، والأنماط والمعايير الدولية والأقليمية الجديدة التي فرضتها ثورة التكنولوجيا في سوق العمل المحلي والعربي والدولي.

جانب من الفعاليات

واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أننا اليوم أمام إطار وطني متكامل وموحد لضمان الجودة بمعايير اعتماد مؤسسات وبرامج التعليم الثانوي الفني والتكنولوجي، و مؤسسات وبرامج التعليم العالي التقني، و مؤسسات وبرامج مراكز التدريب المهني.

جانب من الفعاليات

ووجه الشُكر إلى كل المُساهمين في هذه الفعاليات وهذا «الإطار الوطني» الجديد، من الشركاء المحليين والدوليين، ومُتمنيًا التوفيق والنجاح بما يخدم تنفيذ خطط التنمية البشرية، وبناء قُدرات الإنسان الذي يُشارك الأن في بناء الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

اقرأ أيضاًوزير العمل ومحافظ القاهرة يشهدان إطلاق المعايير المصرية للاعتماد والجودة في التعليم الفني

لتأهيل الكوادر البشرية.. بروتوكول تعاون بين «العمل» والجامعة المصرية الصينية

وزير العمل يستعرض مع نظيره السوداني تقنين أوضاع العمالة الأجنبية في مصر

مقالات مشابهة

  • الشورى يناقش مواءمة مخرجات التعليم العالي مع احتياجات السوق
  • وزير التعليم لطلاب أولى ثانوي : اهتموا بمواد الدين والتاريخ واللغة العربية
  • وظائف خالية في الهيئة المصرية لضمان جودة التعليم الفني
  • جامعة الدلتا تطلق مبادرة «بداية جديدة لضمان جودة التعليم» برعاية «مدبولى و«ربيع»
  • ترامب: أشكر الرئيس السيسي على المقاتلات الحربية التي اصطحبتنا فور دخول الأجواء المصرية
  • الأحد.. بيت العائلة المصرية يناقش "انتصارات أكتوبر والعبور للمستقبل" بقصر الأمير طاز
  • إطلاق معايير الاعتماد المصرية لمؤسسات التعليم الفني
  • وزير العمل يشارك في فعاليات إطلاق المعايير المصرية لاعتماد مؤسسات التعليم الفني
  • "توأمة المدارس".. مبادرة من التعليم لتبادل الخبرات ورفع جودة التعليم
  • حسام حسن والجوهري.. اسمان من نور في تاريخ الكرة المصرية