الجزيرة:
2025-12-12@08:31:34 GMT

من سكان العراق الأصليون؟.. باحثون وخبراء يجيبون

تاريخ النشر: 1st, July 2023 GMT

من سكان العراق الأصليون؟.. باحثون وخبراء يجيبون

بغدادـ في كل دول العالم هناك سكان أصليون، لهم جذور موغلة بالقدم وتاريخ وحضارات تعرف من خلال الآثار والحفريات، إذا فمن سكان العراق الأصليون؟ أو في بلاد ما بين النهرين كما كانت تعرف قديما.

وعلى الرغم من تباين الآراء والبحوث، يتفق الباحثون والمتخصصون على أن سكان العراق الأصليين هم مزيج من الأقوام منهم عرب وكرد وترك ومن ديانات مختلفة، وأن هناك سكانا سبقوا السومريين في جنوب العراق، ومنهم ما يُعرف بالفراتيين الأوائل وهم من سكان المدن الكبرى في جنوب العراق مثل الوركاء وغيرها.

ويؤكد أستاذ علم الآثار والدراسات المسمارية في كلية الآداب بجامعة بغداد منذر علي عبد المالك أن هناك أقواما كثيرة سبقت السومريين بآلاف السنين، وهم الفراتيون الأوائل حسب ما أطلق عليهم من قبل علماء التاريخ والآثار ومنهم الراحل طه باقر، وهؤلاء سكنوا العراق بحدود 5 آلاف سنة قبل الميلاد، مشيرا إلى أن هناك مجموعات بشرية أقدم منهم بكثير.

ويبين عبد المالك للجزيرة نت أن عمر أقدم مستوطن في العراق يعود إلى 8500 قبل الميلاد، في مدن مثل نمريك وملفعات والثلاثات ومدن أخرى كثيرة، مبينا -وبحسب الدراسات السابقة- أن أكثر تلك المواقع في شمال العراق ما بين محافظات دهوك والموصل وأربيل، مثلما هناك مواقع أخرى في جنوب العراق، توازي عمرها مواقع الشمال.

ويشير عبد المالك إلى وجود مواقع أخرى تعود إلى ما بين 5 إلى 6 آلاف سنة قبل الميلاد، تعرف بعصر سامراء والتي ظهرت فيها حضارة وديانات، بعدما وجدت فيها آثار لمعابد ودمى بشرية.

خريطة قديمة للعراق معروضة في المتحف الوطني العراقي (الجزيرة نت) الفراتيون الأوائل

وفي الصدد ذاته، يبين الباحث في تاريخ الأديان الشيخ عباس شمس الدين، أن الفراتيين هم أول من سمى الأدوات الزراعية القديمة، وكانت هناك مجموعة أخرى أسبق منهم، منوها إلى أن قصة أن "العنصر الفلاني هو الأصلي لا أساس لها على الإطلاق لأنها متغيرة، وأن الأبحاث الجينية في (الأتوموسال) و(الأبلوغروب) لم تتضح بعد، فما فحص من العراقيين إلى اليوم لا يتخطى الألف عينة".

ويقول شمس الدين في توضيح للجزيرة نت أن هناك ادعاءات تقابلها ادعاءات مضادة، وهناك عرب وجدوا قبل الإسلام في العراق مثل قبائل بكر ووائل وتميم، وقبلهم هاجر الكلدان من جزيرة العرب وقبلهم الأموريون وقبلهم الأكديون وقبلهم أقوام أخرى.

واستدرك بالقول: "إذا أردنا أن نتعمق بالبحث عن سكان العراق الأصليين فستظهر في النهاية أن أصل العراقيين من جزيرة العرب، وإذا انطلق البحث من السومريين فسنقول أن أصل العراقيين جاء من وادي السند".

ووادي السند هو ما يعرف الآن بجنوب باكستان، حيث رجح بعض العلماء أن السومريين قدموا من هناك، بحسب شمس الدين.

أقدم كهوف العراق يكشف أسرار إنسان الـ"نياندرتال"

كهف شاندر هو كهف قديم من عصور ما قبل التاريخ يقع في جبال برادوست بمحافظة أربيل ، وجد في الكهف بقايا عشرٍ من النياندرتال يرجع تاريخهم إلى 65-35 ألف عام . pic.twitter.com/CxaJuUX8ff

— ‏أماكن العراق ???????? IRAQ PLACES (@iraq_placess) August 4, 2022

كهف شاندر

وبحسب بحث علمي نشره مؤخرا موقع مشروع العراق الجيني (Iraq DNA project)، وهو موقع متخصص بدراسة جينات العراقيين، فإن الكرد الفيليين هم السكان الأصليون للبلاد، مستندا إلى مدى تأثير عينات صيادي ولاقطي كهف (شاندر) على التركيبة الأوتوسومية في العراق اليوم.

وبين الموقع ذلك من خلال مقارنة التركيبة الجينية لعينات عراقية متنوعة من مشروع العراق الجيني مع هيكلية مرجعية ضمت مجموعة من أقدم عينات لاقطي وصيادي العصر الحجري من المنطقة والعالم، ومن ضمنها عينات كهف شاندر، حيث يظهر حجم التأثير الكبير لعينات شاندر على كل سكان العراق من شماله إلى جنوبه مع تفاوت بالنسب المئوية بين مجموعة سكانية وأخرى.

وخلص البحث أن عينات كهف شاندر الزاغروسية كانت أحد المصادر الأساسية لتكوين سكان بلاد ما بين النهرين عموما، وكان التأثير أكثر وضوحا في مجاميع سكانية مثل الكرد وبالذات الورد الفيلية، إضافة إلى الآشوريين والكلدان والسريان ويهود العراق والصابئة المندائيين وتركمان العراق حيث تفوق النسبة النصف لدى المعدل العام لهم، بينما تصل النسبة إلى 40% في المعدل العام لدى عرب العراق والإيزيديين والكرد الكاكائية.

ويهتم مشروع العراق الجيني بدراسة التنوع لدى الشعب العراقي والذي أنشئ عام 2010، عبر دراسات خاصة وتحليلات عبر الحمض النووي (DNA).

مزيج من الأقوام

وتعقيبا على البحث العلمي يبين الباحث علي النشمي أن الجينات يمكن أن تكون متطابقة ما بين الكرد الفيليين وبين كهف شاندر، ولكن هذا لا يعني أن سكان العراق الأصليين هم فقط ممن سكنوا الكهف، وذلك لأن العراق مزيج من أقوام متداخلة، مشيرا إلى أن سكان العراق القدماء يتنوعون ما بين سكان الجنوب وسكان الوسط.

ويقول النشمي للجزيرة نت إن سكان الجنوب هم السومريون وقد جاؤوا من المنطقة الوسطى والتي تسمى اليوم كركوك وسامراء أو ما تعرف بالمناطق المتموجة وتكاثروا في السهل الرسوبي حتى أصبحوا بعد ذلك الشعب السومري، مبينا أن العراق امتزجت فيه الجينات، فمنهم من جاء من جبال زاكروس ومنهم من المناطق المتموجة وكذا من الشمال ومن المنطقة الغربية مثل الشام وغيرهم من جبال تركيا، وبالتالي فإن هناك خلطا جينيا كبيرا.

وكهف شاندر هو كهف قديم من عصور ما قبل التاريخ، يقع شمالي العراق، وجدت فيه بقايا عشر من الإنسان البدائي (النياندرتال)، يرجع تاريخهم إلى (35-65) ألف عام، كما يحتوي على مقبرتين تعودان إلى العصر الحجري الحديث.

كما يؤكد أستاذ علم الآثار منذر عبد المالك، أن رأي أغلب العلماء يميل إلى أن كردستان العراق ليس لها أي علاقة مع السكان الذين سكنوا شمال العراق وخاصة كهف شاندر، لأن الذين سكنوا الكهف هم من إنسان النياندرتال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل هناك موت ثقافي في القدس؟

القدس ليست مدينة عادية، فهي مدينة مركزية للديانات، وتمتد حضارتها لآلاف السنين، تعاقبت عليها حضارات وثقافات متعددة، تمتلك تراثا معماريا متنوعا وهائلا، كما أن كونها محتلة من قبل الصهاينة، هذا يمنحها قداسة وأهمية مضاعفة في عيون العرب والفلسطينيين وأحرار العالم، هذه الأيام بالذات تشتد الهجمات على القدس من قبل محتليها، وتتنوع الهجمات ما بين مداهمات للمكتبات ومصادرة كتب كما حصل مع مكتبة عماد منى، في شارع صلاح الدين، قبل أشهر، وما بين مداهمة حفلات إحياء التراث الفلسطيني كما حدث قبل أسبوعين مع مسرح الحكواتي، حيث منع المحتلون هذا الحفل وطردوا الأطفال والعائلات، وأغلقوا المسرح.

نحن نعرف أن هناك شبه موت اقتصادي في القدس بفعل إجراءات الاحتلال وإغلاق المدينة أمام المدن الفلسطينية الأخرى، لكن هل هناك موت ثقافي؟ ثمة نقاش دائم حول ذلك، هناك من ينفي هذا الموت كالفنان المسرحي حسام أبو عيشة الذي قال لنا: أعتقد حازما أن في ذلك تجن على الحالة الثقافية في القدس، هناك الكثير من الحالات الثقافية المستمرة والمتقدمة رغم ظرف القدس المعروف، قد يكون أنه بعد السابع من أكتوبر حصل سبات ما وليس موتا، إذ لا عودة بعد الموت، على سبيل المثال لا الحصر هناك خمس (إنتاجات مسرحية جديدة في المسرح الوطني الفلسطيني، هناك عملان موسيقيان للمعهد الوطني للموسيقا وفرقة بنات القدس، هناك عروض (سينما فلسطين) كل أول شهر لشباب مخرجين ومصورين من القدس، هناك مؤسسات ثقافية مهمة نفخر فيها جميعا أبرزها: مؤسسة يبوس ومسرح الحكواتي، وغيرها.

رغم تحديات الاحتلال وإجراءاته القمعية وحصاره للثقافة والحياة فإن مسرح الحكواتي استطاع تقديم خدمة ثقافية مهمة للمسرحيين الفلسطينيين ولمتذوقي المسرح وأيضا للكتاب والشعراء الذين يديرون منذ سنوات طويلة ندوة شهرية اسمها (ندوة اليوم السابع)، أما مؤسسة يبوس فتعمل على إحياء البنية التحتية الثقافية في القدس من خلال ترميم وإعادة بناء سينما القدس التاريخية وتحويلها إلى بؤرة ثقافية متكاملة تحوي قاعات للحفلات والعروض والورش.

وقد أطلقت المؤسسة مهرجانات مهمة: مهرجان القدس ومهرجان الحكايات ومهرجان الفنون الشعبية وليالي رمضان، وهي نشاطات تسحر الجمهور وتنهض بالفن الفلسطيني.

كما تنظّم يبوس أمسيات أدبية وحفلات توقيع كتب، وندوات ثقافية اجتماعية وسياسية، ومعارض فنية، مما يساهم في خلق مناخ ثقافي مضيء. وتقدّم ورشات مسرحية وقصصية وفعاليات ترفيهية تخدم الأجيال الصاعدة وتطور الإبداع لديها).

لكن القاص المعروف محمود شقير له رأي آخر: نعم، مقارنة بما كانت عليه أحوال الثقافة في سبعينيات وثمانينيات القرن (العشرين، فإن تجلّيات الثقافة في القدس هذه الأيام ليست على النحو المطلوب، وذلك بسبب عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني في محاولات دائبة لتهويدها، وبسبب الحالة الأمنية المتردّية في المدينة، حيث تتضاءل حركة المواطنين عند الغروب أو قبله بقليل.

وثمة ضرائب باهظة تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين، فتجعل أحوالهم الاقتصادية صعبة، ما ينعكس سلبًا على الحالة الثقافية. ثم إنّ وباء كورونا ترك أثرًا سلبيًّا على الأنشطة الثقافية واضطر بعض الهيئات الثقافية مثل ندوة اليوم السابع إلى ممارسة نشاطها الأسبوعي إلى يومنا هذا عبر منصّة زووم، فيما يمارس المسرح الوطني الفلسطيني ومركز يبوس ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى أنشطة ثقافية لها حضورها النسبي إلى حدٍّ ما).

فجّر الفنان الفلسطيني المقدسي خالد الغول، فكرة الجفاف الثقافي في القدس، عبر اقتراحه الذي كرره أكثر من مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإنشاء مكتبة عامة، تخدم الناس والطلاب والباحثين والمثقفين، الفنان المقدسي العاطل عن العمل الآن (ليس عن الحلم والأمل)، بعد سنوات من خدمة الثقافة الفلسطينية عبر مؤسسة يبوس المقدسية الشهيرة، يجيب عن سؤال بداية لمعان الفكرة في قلبه: (لمعت شرارة المبادرة بالصدفة، وفي ظروف اجتماعية محضة.

ففي زيارة اجتماعية لجمعية أهلية تعنى بشؤون الناس الاجتماعية والثقافية في القدس. قال لي أحد العاملين فيها، إن مقر الجمعية المقامة سيتم هدمه ويتحول إلى بناية تجارية. وعرض عليّ أن آخذ الكتب والمخطوطات من المقر قبل هدمه. وبالفعل نقلت الكتب. وفي الأسبوع ذاته، طلب مني صديق بعض الروايات والدواوين الشعرية لابنه اليافع، الذي ما زال معنيًّا بقراءة الكتب المطبوعة ولم تسيطر عليه بعد عقلية التذوق للأعمال الأدبية من خلال التكنولوجيا الحديثة والرقمية.

وبعد أن زودت الفتى بالكتب التي طلبها، نشرت على صفحتي في "فيسبوك" طالبًا التبرّع بكتب تحت عنوان "نحو مكتبة أهلية عامة في القدس"، فلبّى الكثيرون من الأصدقاء الطلب، وانهالت عروض التبرع بالكتب والمساعدة، وما زلت منهمكًا في جمع الكتب والبحث عن مكان مناسب يلبّي الغرض).

القدس المقدسة تحتاج منا جميعا مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين، ومؤسسات أهلية ومن السلطة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسسات الثقافية العربية واتحادات الكتّاب العرب مزيدًا من الدعم والاهتمام لتعزيز هويتها، ووقف تهويدها.

مقالات مشابهة

  • عدد سكان ألمانيا ينخفض نحو 10 ملايين بحلول 2070
  • أشبه بلوحة.. الضباب يرسم ملامح سكان الريف في بابل (صور)
  • قادة وخبراء في «قمة بريدج»: الإمارات الأكثر استقراراً وجاذبية للاستثمارات بالمنطقة
  • باحثون: السمنة المبكرة تزيد خطر الالتهاب الرئوي وتعفن الدم لاحقاً
  • هل هناك موت ثقافي في القدس؟
  • من مكملات التركيز إلى خرافة الحليب.. باحثون يفندون أشهر الشائعات الطبية
  • “هياكل ضخمة تحت أهرامات مصر”.. باحثون يثيرون ضجة واسعة
  • السماري: ذوي الإعاقة يشكلون 5.9% من سكان المملكة منهم 166 ألف مستفيد في الشرقية
  • سكان نيويورك ينفقون على موقع إباحي أكثر من دول أوروبية بأكملها
  • إحصائية رسمية .. ثلث سكان العراق غير مخدوم بجمع ونقل النفايات