فى مسلسل «Apple TV+» الجديد .. «الصومعة» الرغبة فى الفهم أكبر القيود حتى لو أدت للموت
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
توقفتُ منذ سنوات كثيرة عن التعامل مع الأعمال الأدبية أو الفنية التي تتناول انتهاء الحياة على كوكب الأرض باعتبارها «خيالا علميا»؛ فالحروب والصراعات المنتشرة في كل مكان في العالم، والمرور بتجربة «كورونا» بكل ما تحمله من الإحساس بالعزلة ومئات من التفسيرات حول نشأة الفيروس والتى لم تحسم حتى الآن، أضف إلى ذلك التغيرات المناخية التي أصبحنا نشعر بمظاهرها ونشاهدها رأى العين، سواء من موجات الحر الشديدة، والأتربة، وأشعة الشمس التي أصبحت تلسع جلودنا بقسوة، والأخبار عن ذوبان الجليد واحتراق الغابات، كلها أسباب كافية للتعامل مع «الخيال العلمى» باعتباره مستقبلا محتملا.
أخبار متعلقة
Apple TV وGoogle TV.. الملاذ الأخير
«بارامونت» تتفاوض مع مخرج جديد للجزء الثاني من World War Z
World War Z يحقق أعلى إيرادات في مسيرة براد بيت
وتناولت الكثير من الأعمال الفنية انتهاء الحياة على كوكب الأرض وما يحدث بعدها، سواء من خلال بناء مدن كاملة للناجين على كواكب أخرى، مثل رائعة كريستوفر نولان Interstellar أو في سفينة عملاقة للنخبة كما في «world war z» أو حتى على الأرض كما في ثلاثية «Maze Runner».
وخلال عطلة عيد الأضحى عرضت منصة أبل التليفزيونية Apple TV+ الحلقة العاشرة والأخيرة من الموسم الأول لمسلسل Silo «الصومعة»، المأخوذ عن رواية الكاتب الأمريكى «هيو هواى» وهى الرواية التي بدأت كقصة قصيرة تحت اسم Wool ونشرت على أمازون من خلال نظام Kindle Direct Publishing للنشر الحر، ومع تزايد شعبية القصة بدأ «هواى» في إجراء التعديلات وإضافة المزيد من الخطوط الدرامية والشخصيات، لتصدر silo في ثلاثية تحمل أسماء Wool، Shift، Dust، كما تعاقد مع دار نشر Simon & Schuster لطباعة 500 ألف نسخة من الرواية الأولى لتوزيعها في الولايات المتحدة وكندا، ومع تزايد شعبية الرواية خاصة الجزء الأول التفتت شركات الإنتاج إليها وبعد عدة تعاقدات لم تكتمل مع شركات إنتاجية شهيرة استطاعت Apple TV الحصول على حقوق تحويل السلسلة إلى مسلسل تليفزيونى عام 2021.
تدور أحداث المسلسل في إطار من الخيال والغموض داخل الصومعة وهى مدينة متكاملة مكونة من 144 طابقا تحت سطح الأرض، يعيش سكانها وفقا لميثاق وضعه المؤسسون ويتناول كافة تفاصيل حياتهم وإدارة العمل داخل الصومعة التي لا يحق لهم مغادرتها للعالم الخارجى المسمم والذى يشاهدون صورته الرمادية من خلال شاشات تتواجد في كل الأماكن الرئيسية لتنقل لهم حالة الدمار في الخارج، لكن من يطلب الخروج أو من يقوم بجرائم محددة يطرد من الصومعة ليقوم بما يطلق عليه «التنظيف» وهى بمثابة عقوبة تنتهى بموت من يخرج بسبب استحالة الحياة في الخارج.
الصومعة ليست المدينة الفاضلة؛ ففيها كل ما يوجد في الحياة، لكن بشكل أكثر تنظيما وربما قتامة؛ فالطبقات الاجتماعية ثلاث، وهى مقسمة ما بين الأدوار، فيقيم أصحاب المهن الأدنى في القاع، والطبقة الوسطى في الأدوار الوسطى ثم الأدوار العليا تشغلها الإدارة المقسمة بين القاضية والعمدة والقسم التقنى الذي يفرض مراقبة كاملة على الجميع حتى داخل منازلهم، ويحظر امتلاك أجهزة الكمبيوتر إلا بتصريح ولأفراد محددين، كذلك توجد رقابة على عدد المواليد بحيث لا يزيد عدد سكان الصومعة على 10 آلاف فرد فحسب، كما أنه يحظر الحصول على أي متعلقات من حياة ما قبل الصومعة التي لا يعرف أحد لماذا بناها المؤسسون تحت الأرض ولا ماذا يدور خارجها، وإلى أي وقت يستمرون في الحياة داخلها.
أبطال وصناع مسلسل «الصومعة»
لكن وسط تلك التفاصيل الصارمة لابد أن يظهر المتشككون؛ هؤلاء الذين لا يكتفون بتلقى الأوامر دون البحث عن الحقيقة ومعرفة المزيد الذي يرضى فضولهم أو نهمهم للمعرفة، وربما يثورون بالفعل طلبا للخروج ومعرفة ما يحدث في الخارج وسط الكثير من الشائعات بأن الصورة المسممة التي تنقلها الكاميرا عن الحياة في الخارج مجرد خداع، لكن الثورة يتم إخمادها ليصبح ذلك اليوم عيدا للاستقلال في الصومعة، لكن قمع الثوار لا يعنى أن التساؤلات تتوقف أو أن الرافضين لعدم الحق في المعرفة يتوقفون عن محاولاتهم للوصول للحقيقة، خاصة مع التشدد في الرقابة وتزايد الوشاة، والصراع بين أطراف السلطة التي لا يدرى أحد من منهم أكثر نفوذا من الآخر وسط محاولات بناء التوازنات والتحالفات داخل الصومعة.
الحلقتان الأولى والثانية من المسلسل واللتان تمتدان لساعة تقريبا تعطيان الانطباع بأن بطلى العمل هما العمدة هولستون وزوجته أليسون، لكن مع الحلقة الثالثة والتى تعد من أفضل حلقات المسلسل يتضح أنهما كانا مجرد حجرا لتحريك المياه الراكدة في الصومعة لظهور البطل الحقيقى، وهى العمدة الجديد جولييت التي وضعت في منصب لا تدرى عنه شيئا ولا تريده.
البناء في المسلسل تصاعدى، ففى كل حلقة تكتشف جزءا يجيب عن تساؤلاتك كمشاهد عن طبيعة الحياة في الصومعة، بالإضافة إلى التفاصيل الصغيرة والتى تظهر، سواء في الحوار أو اللقطات وتبدو غير مفهومة، لكن يظهر تفسيرها في الحلقات التالية، ووسط الحلقات التسع تشعر أنك كمشاهد لم تحصل على إجابات لكثير من الألغاز والمشاهد التي رأيتها، لكن مع الحلقة العاشرة والأخيرة تتفكك العقد تدريجيا وحتى اللقطة الأخيرة التي تعتبر مفاجأة حقيقية وتفتح الباب لمزيد من التساؤلات وأيضا الأحداث.
«منصة أبل تى في +» استغلت حالة الزخم التي أثارها انتظار الحلقة الأخيرة وبدأت بالفعل في إعطاء الضوء الأخضر للموسم الثانى من المسلسل الذي لا يعرف حتى الآن تفاصيل كثيرة عن أحداثه أو أبطاله، وهل سيكشف المزيد من التفاصيل حول سبب بناء الصومعة أم لا، وسط توقعات بأن ميعاد عرضه سيكون في 2024، كما أكدت مجلة فاريتى أن الموسم الثانى سيكون أكثر قتامة وعنفا. مسلسل الصومعة قام ببطولته ريبيكا فيرجسون، برنارد هولاند، وروبرت سمز، وإيان جلين، وديفيد أويللو، وتم تصويره في المملكة المتحدة.
منصة أبل التليفزيونية Apple TV+ Apple TV الموسم الأول لمسلسل Silo الصومعة الموسم الأول لمسلسل Silo مسلسل Siloالمصدر: المصري اليوم
إقرأ أيضاً:
كيف تتوقف عن الإفراط في الأكل حين تكون تحت تأثير التوتر؟ إليك ما توصل إليه العلماء
في فترات التوتر العاطفي، يبدو من الطبيعي أن نلجأ إلى كيس من رقائق البطاطس أو وجبة سريعة. ولكن، وفقاً لرأي بعض المتخصصين، فإن تأثير الضغط النفسي على عادات الأكل قد يكون مختلفاً عما نتصور. اعلان
وفي هذا السياق، تشير د. كريستين جافاراس، الأخصائية النفسية في مستشفى ماكلين بولاية ماساتشوستس والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد، إلى أن هناك مفهوماً شائعاً خاطئاً مفاده أن الأكل تحت التوتر يعني الإفراط في الطعام. فربما لا نتناول فعلياً كميات أكبر كما نعتقد.
وتوضح جافاراس أن أغلب ما نعرفه عن الأكل العاطفي مستمد من الصور النمطية المنتشرة في المسلسلات والأفلام ومواقع التواصل الاجتماعي. أما الأبحاث العلمية المتوفرة فهي غالباً ما تعتمد على استطلاعات رأي تستند إلى الذاكرة الشخصية، وهو ما يجعل النتائج غير دقيقة، خاصة وأن إدراك الشخص لما يأكله يمكن أن يتأثر سلباً تحت الضغط النفسي.
وتضيف: "قد لا تأكل أكثر فعلياً، ولكنك تعتقد ذلك لأنك تشعر بأن الكمية كانت كبيرة". هذا المفهوم قدمته جافاراس في ندوة عبر الإنترنت نظّمتها مؤسسة "بحوث الدماغ والسلوك".
فعلى سبيل المثال، من السهل أن يتذكر الشخص لحظة الانفصال عن شريك وتناول كمية من الآيس كريم، ولكنه غالباً لا يتذكّر لحظات التوتر الأخرى، مثل ضغوط العمل التي قد تدفعه إلى الأكل أقل من المعتاد.
وتشير الدراسات إلى أن نحو 40% من الأشخاص يميلون إلى الأكل أكثر تحت الضغط، بينما 40% آخرون يقل تناولهم للطعام، و20% لا تتغيّر عاداتهم الغذائية.
يؤدي التوتر إلى اضطراب النوم، مما يزيد من الشراهة ويُضعف الوظائف الأيضية كريستوفر ماكجوان متى يتحول التوتر إلى شعور بالجوع؟عندما يتعرض الجسم لضغط مزمن، ترتفع مستويات هرمون الكورتيزول، ما يؤدي إلى تحفيز الشهية وزيادة احتمال تخزين الدهون، لا سيما في منطقة البطن، وفقاً للدكتور كريستوفر ماكجوان، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والسمنة ومدير مركز ترو يو وايت لوس (True You Weight Loss) في ولاية كارولاينا الشمالية.
ويضيف: "كما يؤدي التوتر إلى اضطراب النوم، مما يزيد من الشراهة ويُضعف الوظائف الأيضية".
وفي هذه الحالات، يلجأ كثيرون إلى الأطعمة السهلة الغنية بالدهون والسكريات، والتي تحفّز مركز المتعة في الدماغ لإفراز الدوبامين، مما يمنح شعوراً مؤقتاً بالراحة، يتبعه غالباً الإحساس بالذنب أو الندم.
ومع ذلك، فإن تلك الأطعمة قد لا تكون مريحة كما نعتقد. فقد أظهرت دراسة سابقة أن تناول الفواكه والخضروات بدلاً من الأطعمة غير الصحية لم يقلل من التوتر لدى المشاركات من النساء، مما يدل على أن التأثير النفسي للأكل قد يكون محدوداً.
عندما تشعر بالتوتر، يفرز جسمك الكورتيزول الذي يزيد الرغبة في السكريات والدهون ويؤدي لتراكم دهون البطن. كيف نتجنب الإفراط في الأكل ونتحكم في الرغبة الشديدة بتناول الطعام؟وتشير خبيرة التغذية رايتشل غارغانو إلى أن الاستجابة العاطفية المتكررة للطعام تُعزّز الرابط بين المشاعر السلبية وأنواع معينة من الطعام، مما يجعل الأكل تحت الضغط عادة راسخة يصعب كسرها مع الوقت.
وتضيف: "الرغبة الشديدة غالباً ما تستمر من 20 إلى 30 دقيقة فقط، وإذا استطعت تجاوز هذه الفترة، فإن المشاعر تصبح أكثر قابلية للسيطرة".
ومن الضروري أن يفهم كل شخص المحفزات التي تدفعه إلى تناول الطعام، سواء كانت الوحدة في المنزل أو رؤية أو شم رائحة طعام مفضل. ولهذا السبب، توصي غارغانو بتدوين اللحظات التي تظهر فيها هذه الرغبة، ومحاولة التمييز بين الجوع الجسدي والجوع العاطفي.
وتشرح: "إذا مرّت أكثر من 3 إلى 4 ساعات على آخر وجبة، فقد يكون جسمك بحاجة إلى وجبة متوازنة. أما إذا لم تكن جائعاً فعلياً، فقد يكون التوتر هو السبب، وعليك تشتيت انتباهك".
وفي هذا الإطار، يؤكد الدكتور ماكجوان أن النشاط البدني القصير يمكن أن يُحدث فارقاً كبيراً، حيث يساعد في ضبط استجابة الجسم للتوتر، ويقلل من مستويات الكورتيزول، ويحسّن المزاج والنوم والصحة الأيضية بشكل عام.
أما بدائل الطعام تحت الضغط، فيمكن أن تشمل قراءة فصل من كتاب تحبه، أو المشي السريع، أو الجلوس في الهواء الطلق، أو ممارسة 15 دقيقة من اليوغا.
Relatedدراسة تكشف: الأطعمة المعالجة بشكل مفرط قد تزيد من خطر الوفاة المبكرةدراسة تكشف: الشاي والشوكولاتة الداكنة يخفضان ضغط الدم ويدعمان صحة القلبدراسة: النظام الغذائي الصحي قد يؤخر بدء الدورة الشهرية لدى الفتياتكيفية مقاومة رغبة تناول الطعام الشديدةتشجّع غارغانو على تطوير ما تسميه "صندوق أدوات مضاد للرغبة"، والذي يمكن أن يتضمن ما يلي:
وتختم غارغانو بالقول: "كلما تمكّنت من مقاومة الرغبة دون الاستسلام لها، كلما بدأت بتدريب عقلك على عدم استخدام الطعام كحلّ فوري للمشاعر السلبية".
من جهتها، تقول الدكتورة جوانا ستينغلاس، مديرة الأبحاث في مركز اضطرابات الأكل بمستشفى نيويورك-بريسبتريان، إن استطلاعات الرأي تظل أداة مفيدة لفهم العلاقة بين الضغط النفسي واضطرابات الأكل، بما في ذلك إمكانية ارتفاع معدلاتها في أوقات التوتر.
وأخيراً، تؤكد د. جافاراس أن اللجوء إلى الأكل تحت التوتر من حين لآخر لا يستدعي القلق. وتقول: "دائماً أذكّر الناس بألا يزيدوا الضغط على أنفسهم. إذا مررت بيوم صعب وتناولت كمية أكبر من الطعام، فلا بأس، لا تجعل من ذلك عبئاً إضافياً عليك".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة