أثار قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعيين اللواء ديفيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، خلفًا لرونين بار، عاصفة من الانتقادات والانقسامات السياسية والقانونية، وأدى إلى اندلاع مظاهرات غاضبة في تل أبيب.

ويأتي القرار في تحدٍ واضح للمؤسسة القضائية، إذ صدر بعد يوم واحد من حكم المحكمة العليا التابعة للاحتلال، والذي اعتبر إقالة رونين بار "غير قانونية وغير ملائمة".

ووصفت المستشارة القضائية للاحتلال غالي بهاراف ميارا الخطوة بأنها مخالفة صريحة للتعليمات القانونية، مشيرة إلى شبهة تضارب مصالح ووجود خلل في آلية التعيين.

وأفادت هيئة البث الرسمية التابعة للاحتلال بأن قيادة جيش الاحتلال فوجئت بالقرار، موضحة أن رئيس الأركان إيال زامير لم يُبلّغ إلا قبل دقائق من إعلان مكتب نتنياهو، ولم يتم التشاور معه مسبقًا بشأن التعيين.

وفي سياق متصل، دعا زعيم المعارضة في الاحتلال يائير لابيد الجنرال زيني إلى رفض المنصب مؤقتًا حتى تبت المحكمة العليا في قانونية تعيينه، مشددًا على تضارب المصالح الواضح في قرار نتنياهو.

أما رئيس حزب "الوحدة الوطنية" بيني غانتس، فاعتبر تعيين زيني دون الرجوع للمستشارة القضائية تجاوزًا "لخط أحمر جديد"، مشيرًا إلى أن نتنياهو يواصل تقويض سيادة القانون ويدفع الاحتلال الإسرائيلي نحو أزمة دستورية تهدد الأمن.

في المقابل، دافع وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش عن القرار، واصفًا زيني بالشخص الأنسب "لإعادة تأهيل جهاز الشاباك" خلال فترة وصفها بالحساسة.

وعقب القرار، اندلعت مواجهات عنيفة بين شرطة الاحتلال ومتظاهرين في ميدان المسارح بمدينة تل أبيب. وأشعل المحتجون النار في الشوارع، بينما اعتقلت الشرطة أربعة متظاهرين على الأقل، وفق وسائل إعلام عبرية.

وفي رد قانوني، أعلنت "الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل" عزمها تقديم التماس إلى المحكمة العليا ضد تعيين زيني، ووصفت القرار بأنه غير قانوني، مؤكدة أنها ستقف "في وجه محاولات ضرب النظام القضائي وتقويض سيادة القانون".

ينحدر ديفيد زيني من عائلة مهاجرة من فرنسا. ويشغل حاليًا منصب قائد هيئة التدريب في جيش الاحتلال، وقد خدم سابقًا في وحدات نخبوية، أبرزها وحدة "سايريت ماتكال" ولواء الكوماندوز.

وكان تقرير أعده زيني في مارس/آذار 2023 حول جاهزية جيش الاحتلال في حال تنفيذ هجوم مباغت من قطاع غزة قد حاز على إشادة الحكومة، لما كشفه من ثغرات استراتيجية.

يُذكر أن الخلاف بين نتنياهو ورونين بار تصاعد بعد تحميل الأخير للحكومة مسؤولية الإخفاق الأمني الذي وقع خلال عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند تعيين زيني رئيسًا لـ"الشاباك" يشعل أزمة داخل " إسرائيل" ويدفع لموجة احتجاجات نصائح للتغلب على حساسية الجيوب الأنفية في الصيف أبراج تحب التملص من العمل والمماطلة.. من هم؟ نصائح مهمة للسلامة أثناء موجات الحر رسائل عيد الإستقلال الأردني واتس اب قصيرة وسريعة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

اقرأ ايضاًسعر الدولار اليوم في مصر الجمعة 8 نوفمبر 2024.. الأخضر أقوى © 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

إقرأ أيضاً:

خلافات واحتجاجات في إسرائيل بعد تعيين زيني رئيسا للشاباك

أجج قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعين اللواء ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (شاباك) خلفا لرونين بار خلافات حادة وقوبل بانتقادات واسعة، كما خرجت مظاهرات احتجاجا على القرار.

ووُصف قرار نتنياهو في إسرائيل بأنه تحدٍ للقضاء، إذ جاء بعد يوم من إصدار المحكمة العليا قرارا اعتبرت فيه أن قرار إقالة رونين بار "غير ملائم ومخالف للقانون".

وقالت المستشارة القضائية الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا إن نتنياهو خالف التعليمات القانونية بتعيينه رئيسا جديدا للشاباك، وتحدثت عن شبهة وجود تضارب مصالح، وقالت إن آلية التعيين معيبة.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن قيادة الجيش تفاجأت بقرار نتنياهو واستقبلت الإعلان باستهجان، وأوضحت أنه تم إبلاغ رئيس أركان الجيش إيال زامير قبل 3 دقائق فقط من إعلان مكتب رئيس الوزراء قرار تعيين زيني.

وقالت هيئة البث إن زامير لم يكن مطلعا على الأمر ولم يشارك في القرار ولم يتشاور معه نتنياهو بشأنه.

من جانبه، وجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد دعوة إلى ديفيد زيني ليعلن أنه لا يستطيع قبول التعيين حتى تصدر المحكمة العليا حكمها في هذا الأمر.

وكتب لبيد عبر  منصة إكس "نتنياهو في وضع من تضارب خطير للمصالح. أدعو الجنرال زيني إلى الأعلان أنه لا يستطيع القبول بهذا التعيين ما دامت المحكمة العليا لم تعلن موقفها من هذه القضية".

إعلان

واعتبر زعيم حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي بيني غانتس أن نتنياهو "تجاوز خطا أحمر" آخر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية وتعيين رئيس الشاباك.

وأضاف غانتس أن "نتنياهو يقوض مجددا سيادة القانون ويقود إسرائيل إلى صراع دستوري على حساب أمنها". وقال إن تعيين زيني إذا تم دون تعاون مع رئيس الأركان، فإنه يعني إلحاق ضرر كبير بالأجهزة الأمنية.

في المقابل، اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن زيني "الشخص المناسب لإعادة تأهيل الشاباك ودفعه إلى الأمام في فترة صعبة ومهمة لأمن إسرائيل".

وأضاف سموتريتش أن نتنياهو "اتخذ قرارا قياديا من الدرجة الأولى بالحكم وفقا للقانون، والتصرف بمسؤولية ودون خوف لصالح أمن إسرائيل".

مواجهات والتماس

من جانب آخر، اندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب عقب قرار نتنياهو.

وبدأت الصدامات في ميدان المسارح خلال مسيرة احتجاجية غاضبة مساء أمس الخميس، وأضرم المحتجون النار وسط الطريق في وقت اعتقلت فيه الشرطة 4 متظاهرين على الأقل بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وأعلنت الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل -غير الحكومية- أنها ستقدّم التماسا إلى المحكمة العليا ضد تعيين زيني والذي وصفته بأنه غير قانوني، وأكدت أنها "ستواصل الوقوف بحزم ضد محاولات ضرب النظام القانوني وسيادة القانون في إسرائيل".

وزيني مولود لعائلة مهاجرة من فرنسا وحفيد ناجية من معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز، وهو يرأس حاليا قيادة التدريب في الجيش الإسرائيلي.

ووفق مكتب نتنياهو "شغل الجنرال زيني العديد من المناصب العملياتية والقيادية" في الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى تاريخه مقاتلا في وحدة النخبة سايريت ماتكال، وكذلك مؤسسًا للواء الكوماندوز، وهي وحدة مستقلة.

وأثنت الحكومة على تقرير أعده في مارس/آذار 2023 يكشف عن عيوب الجيش الإسرائيلي في حالة "اقتحام مباغت" من غزة إلى إسرائيل.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت إقالة رونين بار بناء على اقتراح من نتنياهو برره "بانعدام الثقة الشخصية والمهنية" بينهما، مما يمنع "الحكومة ورئيس الوزراء من ممارسة مهامهما بصورة فعالة".

وتوترت علاقة بار بحكومة نتنياهو بعدما حمّلها المسؤولية في الفشل في مواجهة عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تعيين زيني.. هل يصبح الشاباك أداة بيد نتنياهو؟
  • تضارب مصالح... نتنياهو يفجر أزمة أمنية وقضائية بتعيين زيني للشاباك
  • الاحتلال يواصل قصف غزة.. وغضب في إسرائيل بسبب رئيس الشاباك الجديد
  • خلافات واحتجاجات في إسرائيل بعد تعيين زيني رئيسا للشاباك
  • زيني رئيساً لـ الشاباك .. من هو الجنرال المقرب من سارة نتنياهو؟
  • تعرف على رئيس الشاباك الجديد دافيد زيني
  • من هو رئيس الشاباك الجديد المقرب من سارة نتنياهو؟
  • نتنياهو يعين زيني رئيسا لجهاز الشاباك.. ويتجاهل قرار المدعية العامة
  • العليا الإسرائيلية : قرار نتنياهو إقالة رئيس الشاباك يخالف القانون