نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالا، للمحللة المختصة بالشؤون الإسرائيلية لدى مجموعة الأزمات الدولية، ميراف زونسزين، قالت فيه: "عندما أُطلق سراح عيدان ألكسندر، وهو جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية والإسرائيلية، من حماس، بدت الصور التي رافقت إطلاق سراحه وكأنها عملية أمريكية وقعت بالصدفة في إسرائيل".



وأوضحت زونسزين، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "المفاوض الأمريكي بشأن الأسرى، آدم بوهلر، الذي أجرى محادثات مباشرة مع حماس في أذار/ مارس، هو من رافق والدة ألكسندر في الرحلة من منزلها في أمريكا إلى إسرائيل، وكان المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، هو من سلّمها هاتفا للتحدث مع ابنها لحظة إطلاق سراحه".

وتابع المقال: "سلّطت عناوين الأخبار، الضوء، على مكالمة الرئيس ترامب الهاتفية مع ألكسندر. كانت الرسالة واضحة:  ترامب، وليس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو من أخرج الجندي الإسرائيلي من غزة".

وأضاف: "هذه ليست إدارة ترامب التي كان  نتنياهو ينتظرها بفارغ الصبر. ففي كل قضية استراتيجية وجيوسياسية مهمة تقريبا تهم إسرائيل (من السعي إلى اتفاق نووي جديد مع إيران إلى وقف إطلاق النار مع الحوثيين، ومن احتضان النظام السوري الجديد إلى التفاوض مباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح الأسرى)، لا يتجاوز  ترامب إسرائيل فحسب، بل يتحرك في اتجاه مختلف تماما عما كان سيختاره  نتنياهو".

"لقد همشت الإدارة الأمريكية إسرائيل مرارا وتكرارا. وبذلك، تمكن  ترامب وفريقه من فضح سياسة التدمير الإسرائيلية وإخفاقات زعيم إسرائيل، الذي كان نجاحه الوحيد هو البقاء في السلطة، عبر مواصلة الحرب المستمرة" استرسل المقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".


وأبرز: "هذا لا يعني أن هناك أزمة مفتوحة بين  ترامب ونتنياهو، أو أنّ إسرائيل فقدت الولايات المتحدة كأقوى حليف لها أو حتى أن ترامب سيجبر إسرائيل على وقف الحرب في غزة. في الواقع، في غزة، تركت الولايات المتحدة ائتلاف نتنياهو وشأنه في الغالب".

ومضى بالقول: "عندما جلس نتنياهو مع ترامب في المكتب البيضاوي في شباط/ فبراير، بعد فرض وقف إطلاق النار في غزة، تلقى هو وائتلافه اليميني المتطرف هدية فكرة ترامب "ريفييرا غزة"، والتي منحت الشرعية لفكرة النزوح الجماعي للفلسطينيين من غزة. إذ قدمت إدارة ترامب منذ ذلك الحين المزيد من الدعم والأسلحة لإسرائيل، بما فيها القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي حظرها الرئيس جو بايدن، وقيل إنها طرحت فكرة نقل مليون فلسطيني إلى ليبيا".

وأردف: "لكن ترامب يتحدث عن "إنهاء هذه الحرب الوحشية للغاية"، بينما يعد  نتنياهو الآن علنا، بالسيطرة على جميع أجزاء غزة، والنصر الكامل"، مشيرا إلى أنه: "منذ أن انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار في آذار/ مارس، قُتل أكثر من 3000 من سكان غزة، جلهم مدنيون. وأدت سياسة إسرائيل لتجويع مليوني نسمة من سكان غزة المتبقين، وهو ما أقر به  ترامب عند مغادرته منطقة الخليج في 16 أيار/ مايو، رغم أنه لم يمنع حدوثه".

ووفقا للمقال فإنّ: "إسرائيل لا تزال بعيدة كل البعد عن تحقيق النصر. ففي 18 أيار/ مايو، وبعد أكثر من شهرين من تجميد جميع المساعدات إلى غزة، بزعم استفادة حماس منها، وافق  نتنياهو على مضض على دخول مساعدات رمزية فورا بعد أن حذرت الولايات المتحدة والجيش الإسرائيلي من أن القطاع على شفا مجاعة شاملة".

"الآن، أصدرت بريطانيا وفرنسا وكندا، بيانا، يهدّد باتخاذ إجراءات عقابية، بما في ذلك فرض عقوبات على إسرائيل، إذا لم توقف هجومها العسكري المتجدد وتسمح فورا بدخول المزيد من المساعدات" تابع المقال ذاته.


وأضاف: "نتنياهو يجد نفسه في مأزق متزايد. لم يعد بإمكانه إلقاء اللوم على إدارة بايدن لعرقلتها له في غزة كسبب لعجزه عن هزيمة حماس. كما لم يعد بإمكانه إلقاء اللوم على وزير دفاعه أو رئيس أركان جيشه أو من يقودون فريق التفاوض، أو حتى على أحد كبار قادة حماس، محمد السنوار، الذي أفادت التقارير أنّ: إسرائيل استهدفته في 13 أيار/ مايو".

وأورد بأنّ: "هناك أزمة بين جنود الاحتياط الذين يعانون من مزيج من التعب وانعدام الدافع لعملية لا يعتقدون أنها ستحقق أهدافها، ويتفاقم ذلك بسبب مطالبة شركاء الائتلاف المتشددون بقانون لإعفاء ناخبيهم من الخدمة العسكرية. غالبية الجمهور الإسرائيلي وكتلة من رؤساء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية السابقين يفضلون صفقة أسرى لإنهاء الحرب. لقد لجأوا مباشرة للضغط على  ترامب، على أمل أن يجبر  نتنياهو على ذلك، كما فعل الرئيس لتأمين إطلاق سراح  ألكسندر". 

وأضاف: "يبدو أن البيت الأبيض قد رأى أخيرا  نتنياهو على حقيقته: زعيم إسرائيلي ضعيف لا يملك ما يقدمه لترامب، الذي يبدو مهتما بالأعمال التجارية، وجائزة نوبل للسلام. أكثر من اهتمامه بمواصلة تمويل حرب لا نهاية لها".

وأكد: "هذا تحوّل كبير. فبعد فوز  ترامب في الانتخابات، رأى نتنياهو حليفا يدخل البيت الأبيض. فهو، في نهاية المطاف، الرئيس نفسه الذي اعترف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في ولايته الأولى. وهو الرئيس نفسه الذي حمى نتنياهو، منذ عودته إلى منصبه، من مذكرة اعتقاله الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات على المحكمة والإشراف على حملة لقمع حرية التعبير وتفكيك النشاط المؤيد للفلسطينيين في الولايات المتحدة".

"الآن، أصبح الرئيس هو من ترك  نتنياهو يبدو أكثر عزلة وإذلالا وعجزا من أي وقت مضى" أبرز المقال ذاته، مردفا بأنّه: "قبل بضعة أشهر، بدت إسرائيل وكأنها تُحقق مكاسب تاريخية في صراعها المستمر منذ عقود على الهيمنة في الشرق الأوسط: سحقت حزب الله في لبنان، وتركت إيران عُرضة للخطر، وساهمت في سقوط نظام الأسد في سوريا".


واختتم المقال بالقول: "أما اليوم، أصبحت إسرائيل مجرد صدفة. لم يبقَ للبلاد سوى جيش ماهر في المراقبة والتدمير، وقائد أتقن فن البقاء السياسي من خلال سحق المعارضة والتلاعب بالروايات. تحالف نتنياهو، المؤلف من مستوطنين يمينيين متطرفين ويهود متشددين، متماسك لأنه لا يملك ملاذا آخر".

واستطرد: "لا يزال السؤال مطروحا حول ما إذا كان  ترامب سيُجبر نتنياهو أخيرا على إنهاء الحرب على غزة، لكن قدرة إسرائيل على توجيه دفّة الحوار أو تشكيل ديناميكيات المنطقة قد تضاءلت بشكل كبير بسبب حملتها التي لا نهاية لها".

وأضاف: "ما يُسوّقه نتنياهو لم يعد له من يشتريه. يبدو في هذه الأيام محاصرا. السؤال هو كيف سيخرج من هذا المأزق هذه المرة وكم من الأرواح ستزهق بعد ذلك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب غزة غزة قطاع غزة الاحتلال ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: هجوم واشنطن دليل على التحريض العنيف ضد إسرائيل

المناطق-متابعات

بعد مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار خارج مقر فعالية بالمتحف اليهودي‭‭‭ ‬‬‬في واشنطن، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيتم تعزيز الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم .

تعزيز الأمن حول السفارات

وأكد نتنياهو في تصريحات اليوم الخميس أن جريمة القتل في واشنطن “معادية للسامية” وتعهد بمحاربة التحريض ضد إسرائيل بلا هوادة.

أخبار قد تهمك ارتفاع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3320.37 دولارًا للأوقية 22 مايو 2025 - 8:48 صباحًا تراجع أسعار النفط إلى 64.58 دولارًا للبرميل 22 مايو 2025 - 8:42 صباحًا

كما اعتبر أن “الهجوم دليل على التحريض العنيف ضد إسرائيل”، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

بدوره، دان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الهجوم الذي أدى إلى مقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية قائلاً “الإرهاب والكراهية لن يكسرانا”. وأضاف في بيان “هذا عمل دنيء ينم عن كراهية ومعاداة للسامية… الإرهاب والكراهية لن يكسرانا”.

من جهته، وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فوصف الهجوم بأنه “إرهابي”. وأكد أن “إسرائيل لن تستسلم للإرهاب”. وأعلن أن الحكومة تتابع مع الإدارة في واشنطن بشأن الحادث.

أتى هذه التنديدات بعدما سجل إطلاق نار، اليوم الخميس، أمام المتحف اليهودي بالعاصمة الأميركية، ما أدى إلى سقوط قتيلين بالتزامن مع فعالية أقيمت فيه.

فيما أوضح مراسل العربية/الحدث أن مهاجماً أطلق النار على رجل وامرأة قبل أن يحاول الدخول إلى مبنى المتحف.

كما أضاف أن المهاجم أميركي يدعى إلياس رودريغيز من شيكاغو، ويبلغ من العمر 30 عاما، وقد أطلق النار على الموظفين من مسافة قريبة.

“صرخ الحرية لفلسطين”

بدورها، أعلنت السفارة الإسرائيلىة مقتل 2 من موظفيها “أثناء حضورهما فعالية بالمتحف اليهودي”. وأضافت أنها ” تثق بقدرات السلطات الفيدرالية على حماية الجالية اليهودية”.

كما أشارت إلى أن القتيلين كانا يشاركان في الفعالية التي نظمتها اللجنة اليهودية الأميركية.

بينما قال مسؤولون إن “المشتبه به في إطلاق النار صرخ الحرية لفلسطين أثناء إلقاء القبض عليه”، وفق ما نقلت شبكة “إن بي سي”.

يشار إلى أنه منذ تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إثر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر 2023، أكدت تقارير إعلامية ورسمية تصاعد ما أسمتها حوادث “الكراهية” في الولايات المتحدة، سواء ضد العرب والفلسطينيين أو الجالية اليهودية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 22 مايو 2025 - 9:41 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد22 مايو 2025 - 8:36 صباحًازلزال بقوة ( 6.3 ) درجات يضرب جزيرة كريت اليونانية أبرز المواد22 مايو 2025 - 8:06 صباحًافيضانات بأستراليا تعزل 50 ألف شخص أبرز المواد22 مايو 2025 - 8:03 صباحًاتراجع الدولار الأمريكي إلى 143.27 ينًا يابانيًا في تداولات آسيا المبكرة أبرز المواد22 مايو 2025 - 7:52 صباحًاحالة الطقس المتوقعة اليوم أبرز المواد22 مايو 2025 - 3:56 صباحًاوجبة دهنية في عطلة نهاية الأسبوع قد تدمر أمعاءك!22 مايو 2025 - 8:36 صباحًازلزال بقوة ( 6.3 ) درجات يضرب جزيرة كريت اليونانية22 مايو 2025 - 8:06 صباحًافيضانات بأستراليا تعزل 50 ألف شخص22 مايو 2025 - 8:03 صباحًاتراجع الدولار الأمريكي إلى 143.27 ينًا يابانيًا في تداولات آسيا المبكرة22 مايو 2025 - 7:52 صباحًاحالة الطقس المتوقعة اليوم22 مايو 2025 - 3:56 صباحًاوجبة دهنية في عطلة نهاية الأسبوع قد تدمر أمعاءك! ارتفاع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3320.37 دولارًا للأوقية ارتفاع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3320.37 دولارًا للأوقية تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • ترامب حزين وغاضب.. اتصال هاتفي مع نتنياهو بعد إطلاق نار بواشنطن
  • نتنياهو يصدر "تعليمات أمنية" بعد حادث إطلاق النار في واشنطن
  • نتنياهو: هجوم واشنطن دليل على التحريض العنيف ضد إسرائيل
  • أول تعليق من الرئيس الأمريكي على حادث السفارة الإسرائيلية في واشنطن
  • نتنياهو يعلّق على هجوم واشنطن: "معادٍ للسامية"
  • أخبار العالم | زلزال عنيف يضرب اليونان ويشعر به سكان مصر.. ومصرع موظفين بسفارة تل أبيب في إطلاق نار بواشنطن
  • أول تعليق من ترامب على حادثة إطلاق النار في واشنطن
  • احتجز مع يحيى السنوار.. هكذا أخفت حماس الجندي عيدان ألكسندر عن عيون إسرائيل
  • تفاصيل العقوبات البريطانية على أفراد وشركات في إسرائيل بعد وقف اتفاق التجارة الحرة بين لندن وتل أبيب