تضارب مصالح... نتنياهو يفجر أزمة أمنية وقضائية بتعيين زيني للشاباك
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
أثار تعيين اللواء ديفيد زيني رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) خلفًا لرونين بار، عاصفة من الجدل السياسي والقانوني في إسرائيل، حيث قوبل القرار برفض واسع من الأوساط السياسية، القانونية، والعسكرية، إضافة إلى اندلاع احتجاجات جماهيرية، وسط اتهامات لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتقويض سيادة القانون والسعي للسيطرة على الأجهزة الأمنية الحساسة في البلاد.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء أمس الخميس تعيين اللواء ديفيد زيني، القائد الحالي لقيادة التدريب في الجيش الإسرائيلي، رئيسًا لجهاز الشاباك، متجاهلًا قرارًا أصدرته المحكمة العليا قبل يوم واحد بعدم قانونية إقالة الرئيس السابق للجهاز رونين بار.
وقد برر نتنياهو الإقالة بـ"انعدام الثقة الشخصية والمهنية" بينه وبين بار، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة للتخلص من مسؤول أمني انتقد أداء الحكومة خلال عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023.
جاء التعيين رغم تحذيرات المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، التي وصفت القرار بأنه "مخالف للتعليمات القانونية" وأشارت إلى وجود "شبهات بتضارب المصالح" في آلية التعيين، ما يضع القرار في خانة التجاوز الصريح للسلطة القضائية.
وأعلنت "الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل" – وهي منظمة غير حكومية معنية بمراقبة الأداء الحكومي – أنها ستقدم التماسًا للمحكمة العليا لإلغاء التعيين، مؤكدة أن الخطوة تُعد انتهاكًا صريحًا لسيادة القانون وتُهدد باستمرار تفكيك الضوابط الدستورية في الدولة.
طالب يائير لابيد، زعيم المعارضة، اللواء زيني بعدم قبول المنصب حتى تبت المحكمة العليا في قانونية التعيين، معتبرًا أن نتنياهو في "تضارب مصالح خطير".
أما بيني جانتس، زعيم حزب الوحدة الوطنية، هاجم القرار قائلًا إن نتنياهو "تجاوز خطًا أحمرًا جديدًا" ويقود إسرائيل نحو "صراع دستوري على حساب أمنها"، مشددًا على أن تعيين رئيس لجهاز حساس مثل الشاباك دون تنسيق مع الجيش يضر بالأمن القومي.
من جانبها، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، لم يبلغ بالتعيين إلا قبل 3 دقائق من صدوره، ولم يستشر أو يشارك في القرار، وهو ما اعتبرته قيادات الجيش "استهانة خطيرة" بالتنسيق بين المؤسسات الأمنية.
بينما أيد القرار وزير المالية اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش، واعتبر زيني "الشخص المناسب لإعادة تأهيل الشاباك"، مشيدًا بشجاعة نتنياهو في اتخاذ "قرار قيادي ومسؤول".
وتجددت التظاهرات في شوارع تل أبيب رفضًا للقرار، واندلعت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في "ميدان المسارح"، حيث أضرمت النيران وسط الطريق واعتقل ما لا يقل عن أربعة أشخاص. ويعتبر المحتجون أن نتنياهو يسعى لترسيخ حكم الفرد وإضعاف الأجهزة الرقابية والقضائية، عبر تعيين شخصيات موالية له في مواقع أمنية حساسة.
ويكشف قرار نتنياهو بتعيين زيني رئيسًا للشاباك عن تصدع عميق في البنية السياسية والقانونية في إسرائيل. ففي الوقت الذي تسعى فيه المعارضة والمؤسسات القضائية للحفاظ على استقلالية الأجهزة الأمنية، يمضي رئيس الوزراء في سياسات تعدها قطاعات واسعة من المجتمع "تغولًا على المؤسسات" وتقويضًا لمبادئ الديمقراطية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
بيان «غزة والوحشية العالمية» يفجر أزمة.. منفذ هجوم سفارة إسرائيل يثير عاصفة أمنية وسياسية
كشفت الشرطة الأمريكية أن إلياس رودريغيز، منفذ الهجوم المسلح على موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، نشر بيانا مطولا على الإنترنت قبل ساعات من تنفيذ العملية، عبّر فيه عن احتجاجه على الحرب في غزة واتهم فيه العالم بـ”الوحشية” و”التواطؤ في الإبادة الجماعية”.
واعتقل رودريغيز، البالغ من العمر 31 عاما، بعد إطلاقه النار على يارون ليشينسكي وسارة لين ميلغرام خارج متحف الكابيتول اليهودي مساء الأربعاء، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، وبحسب بيان الشرطة، كان المهاجم يردد عبارة “فلسطين حرة” لحظة الاعتداء.
وبحسب موقع “ذا بوست“، أشار البيان الذي نشره رودريغيز، والمكون من نحو 900 كلمة، إلى أن العملية كانت “فعل احتجاج سياسي” نتيجة ما وصفه بـ”السلوك الوحشي” تجاه الفلسطينيين.
وكتب: “قد يكون الجاني والداً محباً أو صديقاً وفياً، لكن هذا لا يعفيه من المسؤولية. اللاإنسانية باتت شائعة وبشرية بصورة صادمة”.
وأضاف أنه كان من الممكن تبرير مثل هذا العمل قبل 11 عاماً خلال عملية الجرف الصامد، لكنه اعتبر أن الوعي الأميركي بشأن القضية الفلسطينية تطور مؤخراً.
وفتحت السلطات الأميركية تحقيقاً في خلفيات الهجوم، وبدأت بفحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمشتبه به لتحديد ما إذا كان قد تطرف ذاتياً.
وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه بصدد التحقق من صحة البيان المتداول والمنسوب إليه، فيما شدد مدير المكتب كاش باتيل أن “العنف المعادي للسامية هجوم على القيم الأميركية وسيُواجه بحزم”.
وذكر شهود عيان أن رودريغيز دخل المتحف عقب إطلاق النار وهو في حالة ذعر، ما دفع البعض للاعتقاد بأنه ضحية.
وأفادت كاتي كاليشر، إحدى الحاضرات، أنه أخرج لاحقاً كوفية فلسطينية قبل أن يعلن مسؤوليته عن الهجوم قائلاً: “فعلتها من أجل غزة، فلسطين حرة حرة”.
من جهتها، أكدت رئيسة شرطة العاصمة باميلا سميث أن السلاح المستخدم في الجريمة قد عُثر عليه، بعد أن أرشدهم المشتبه به إلى مكانه عقب اعتقاله.
الجيش الأميركي يوقف جنوداً من قوات النخبة بعد إطلاق نار خلال مهرجان في فلوريدا
أعلن الجيش الأميركي إيقاف 18 جندياً من الكتيبة السادسة بقوات الكوماندوز مؤقتاً عن العمل، بعد مشاركتهم في إطلاق نار باستخدام طلقات فارغة خلال مهرجان “بيلي بوليغز للقراصنة” في ولاية فلوريدا، دون الحصول على إذن مسبق.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع، الجنود وهم يطلقون رشقات نارية في الهواء من قوارب صغيرة قرب شواطئ فورت والتون، ما أثار حالة من الذعر بين المدنيين الذين اعتقدوا أنهم يتعرضون لهجوم حقيقي، وسط صرخات استغاثة من الحاضرين.
وأفادت السلطات العسكرية بأن الطلقات كانت مسموحاً بها فقط خلال الفعالية الرسمية للمهرجان، لكن الجنود خالفوا التعليمات بإطلاقهم النار خارج السياق المحدد. بلدية فورت والتون أكدت أن ما حدث لم يكن جزءاً من البرنامج المعتمد، ونأت بنفسها عن الحادثة.
وفتح الجيش الأميركي تحقيقاً داخلياً في الواقعة، وقال متحدث رسمي: “نأخذ الحادث على محمل الجد، وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين”.
وأثارت الحادثة انتقادات واسعة من سكان المنطقة، الذين اعتبروا أن ما جرى يمثل “استهتاراً غير مقبول” في ظل التوتر المجتمعي المرتبط بأعمال العنف المسلح.